ساند الجهود العربية لحل الأزمة
«مبارك» ناصر سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية
من مواليد (4 مايو 1928)، الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية من 14 أكتوبر 1981، حتى أجبر على التنحي في 11 فبراير 2011.
تقلد الحكم في مصر رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيساً للحزب الوطني الديموقراطي بعد اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981.
تعتبر فترة حكمه (حتى تنحيه عام 2011) رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية – من الذين هم على قيد الحياة حاليا، بعد الرئيس الليبي معمر القذافي والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس اليمني علي عبدالله صالح والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد على باشا.
مارس بصفته رئيساً لمصر دوراً مؤيداً للسلام في الوطن العربي، وعرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية الفلسطينية – الاسرائيلية، تنحى عن الحكم على اثر نشوب ثورة 25 يناير في 11 فبراير 2011.
منذ بداية الأزمة أحست مصر بنذر العاصفة فصدر عن رئاسة الجمهورية يوم 20 يوليو 1990 بيان أهابت فيه بجميع الأشقاء العرب اعطاء الأولوية القصوى لتعزيز التضامن العربي وتجنب أية مضاعفات، مؤكدة ان الأسلوب الوحيد الذي يتفق مع المصالح العربية العليا هو تسوية أية خلافات بالحوار الأخوي البعيد عن التوتر، وقرر الرئيس مبارك القيام بجولة سريعة يوم 24 يوليو 1990 شملت كلاً من بغداد والكويت وجدة والتي أسفرت عن نتيجتين: الأولى: تعهد عراقي ومن أعلى سلطة بعدم الاعتداء على الكويت، والثانية: اتفاق طرفي الخلاف على اللجوء الى الوسائل السلمية لتسوية الخلافات القائمة بينهما.
ورغم هذه التعهدات فقد فاجأ النظام العراقي السابق الجميع بالقيام بغزو عسكري غاشم لدولة الكويت واحتلالها، ورأت مصر ان قيام دولة عربية بضم أراض دولة عربية أخرى بالقوة المسلحة بدعوى حقوقها التاريخية في تلك الأراضي يشكل أكبر خطر تتعرض له قضية العرب المحورية المتمثلة في الكفاح من أجل استرداد الشعب الفلسطيني لأراضيه ويضعف من مصداقية سندها الشرعي المتمثل في عدم جواز الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة.
وكان موقف مصر من أزمة الخليج في مراحلها الثلاث موقفاً ثابتاً الى جانب الحق والعدل وضد العدوان والظلم، والالتزام بمبادئ الشرعية العربية والدولية والعمل على الحفاظ على العراق والكويت معا وتجنيب الأمة العربية أخطار التمزق والانقسام والمنطقة العربية ويلات الحرب والدمار، وقد تجلى ذلك من خلال جهود الرئيس مبارك ونداءاته ومناشداته المتكررة للرئيس السابق صدام حسين والتي بلغت 26 نداءً.
وفى 3 أغسطس 1990، أصدرت الخارجية المصرية بياناً نددت فيه بالغزو لمخالفته لأحكام القانون ومبادئ الشرعية الدولية وطالبت فيه بالآتي:
ضرورة انسحاب القوات العراقية من الأراضي الكويتية.
الكف عن محاولة تغيير نظام الحكم في الكويت بالقوة وترك الشؤون الداخلية للكويت للشعب الكويتي يقررها بارادته الحرة وقراره المستقل.
اتخاذ الطرفين أسلوباً محدداً لتسوية الخلافات القائمة بينهما عن طريق المفاوضات السلمية.
في 8 أغسطس 1990، ناشد الرئيس مبارك من خلال المؤتمر الصحافي العالمي الذي عُقد في القاهرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين سحب القوات العراقية من الكويت، كما دعا الى عقد قمة عربية طارئة.
وفى 10 أغسطس 1990، وبناءً على دعوة الرئيس مبارك استضافت القاهرة مؤتمر القمة العربية غير العادي والمخصص للبحث في العدوان العراقي على الكويت، واجتمع القادة العرب وأصدروا قراراً تاريخياً يعبر عن مسؤولية الأمة العربية ومؤسساتها القومية حيال هذه الأزمة التي تتعرض لها الأمة وقد تضمن القرار ما يلي:
أ- تأكيد سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الاقليمية باعتبارها دولة عضوا في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة والتمسك بعودة نظام الحكم الشرعي الذي كان قائماً فيه قبل الغزو العراقي.
ب- شجب التهديدات العراقية لدول الخليج العربية واستنكار حشد العراق قواته المسلحة على حدود المملكة العربية السعودية، وتأكيد التضامن العربي الكامل معها ومع دول الخليج العربية الأخرى.
ج- الاستجابة لطلب السعودية ودول الخليج العربية الأخرى بارسال قوات عربية لمساندة قواتها المسلحة دفاعاً عن أراضيها وسلامتها الاقليمية ضد أي عدوان خارجي.
في 21 أغسطس 1990، أصدر الأزهر الشريف بياناً الى الأمتين العربية والاسلامية وجه من خلاله نداء الى شعوب الأمة العربية والاسلامية لتدارك الآثار الوخيمة التي تلحق بالأمة العربية والاسلامية بسبب تدخل قادة العراق وعدوانهم على دولة الكويت واجتياحها عسكرياً واحتلال أراضها وانتهاك حرمات أهلها.
في 4 أكتوبر 1990، ألقى د.بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعرض فيها للأحداث المأساوية التي بدأت في الثاني من أغسطس وأشار الى ما حدث باعتباره انتهاكاً للسيادة والشرعية، وان الغزو العراقي للكويت واطاحته للنظام الشرعي فيها أعاد للأذهان حقبة مجللة بالسواد والمرارة سبق ان مر بها المجتمع الدولي من نصف قرن وهو ما أدى الى نشوب الحرب العالمية الثانية.
في 31 أكتوبر 1990، استقبل الرئيس مبارك نظيره الفرنسي فرانسوا ميتران في الاسكندرية وعقب اللقاء صرح الرئيس مبارك بالآتي:
أ- ان تنفيذ الحصار الاقتصادي بصرامة على العراق ومن جانب جميع الدول يمكن ان يجنب العالم اراقة الدماء وتفادى العمل العسكري.
ب- ان الحصار يستلزم وقتاً طويلاً واذا ما تم تنفيذه كاملاً والتزمت به جميع الدول فستتفادى اراقة الدماء.
في 22 نوفمبر 1990، قام الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب بزيارة قصيرة لمصر أجرى فيها الرئيسان مباحثات مكثفة تركزت على أبعاد أزمة الخليج واحتمالات مواجهتها والخيارات المطروحة في هذا الشأن.
وبعد ان تم تحرير الكويت وتطهيرها من براثن الغزو العراقي الآثم قال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك: ان معركة تحرير الكويت أثبتت لكل المشككين وأصحاب الهوى والغرض ان مصر هي مصر ولن تكون أبدا الا مصر.. مصر الثابتة الصامدة التي لا تتلون ولا تخدع ولا تتاجر بشعار أو قرار.. مصر الوفاء للموقف والكلمة.. مصر القوية بالمبدأ والايمان.. الشامخة بوحدتها الوطنية.. مصر الراعية لجوار عربي يحترم الحقوق والواجبات، وسلام عربي يعزز الترابط ويحمي الحاضر ويبني المستقبل.
أدان الغزو بشدة وأكد على استقلال الكويت
«الأسد» رفض المناورات العراقية لتمزيق الوحدة العربية
«لا أريد ان أصدق ان الشعور عند العرب بوحدة المصير قد زال، أو ان التضامن بين العرب صار في حيز المستحيل، بل أريد ان أؤكد ان فداحة الخطر كفيلة بأن تعزز الشعور بوحدة المصير وكفيلة بأن تدفع الى التضامن العربي، والى حل الخلافات العربية بالحوار لا بالقسر».
ان صعوبة الواقع الراهنة في الوطن العربي وتعقيده وما يحمله من أخطار، ناجمة عن دخول العراق الى الكويت وضمها بالقوة والغاء وجود الكويت كدولة مستقلة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة الأمم المتحدة، وهذا ما لا نعتقد أنه تصرف مشروع، ولا يحق للعراق ان يقدم عليه، ولو من وجهة نظر وحدوية، لأن أسلوب القوة والعنف ليس بالأسلوب الصالح والملائم لتحقيق الوحدة، بل هو سبب لعرقلة أي عمل وحدوي والنفور منه.
فليكن اذن انسحاب العراق من الكويت المقدمة لجو جديد تتلاشى فيه الأخطار الجدية ونقف فيه صفاً واحداً وقوة واحدة في وجه كل من يهدد أرضنا ومصالحنا وكرامتنا ومصيرنا.
بهذه الكلمات خاطب الرئيس الراحل حافظ الاسد نظيره آنذاك صدام حسين لحثه على التراجع عن تلك الخطوة الغبية والخطيرة الا ان طاغية بغداد لم يستجب.
حافظ الأسد.. رئيس الجمهورية العربية السورية بين أعوام 2000-1970.
ولد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية لأسرة من الطائفة العلوية كانت تعمل في فلاحة الأرض.أتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم الى القرى النائية وكان أول من نال تعليمًا رسميًا في عائلته، ثم انتقل الى مدينة اللاذقية حيث أتم تعليمه الثانوي في مدرسة الشهيد جول جمال ونال شهادة الفرع العلمي، لكنه لم يتمكن من دخول كلية الطب في الجامعة اليسوعية في بيروت كما كان يتمنى لتردي أوضاعه المادية والاجتماعية لذا التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم التحق بالكلية الجوية ليتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1955 ليشارك بعدها ببطولة الألعاب الجوية ويفوز بها.
انضم بحزب البعث عام 1946 عندما شكل رسميًا أول فرع له في اللاذقية.كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسًا لاتحاد الطلبة في سورية.
بعد سقوط حكم أديب الشيشكلي واغتيال العقيد عدنان المالكي حسم الصراع الدائر بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي لصالح البعثيين مما سمح بزيادة نشاطهم وحصولهم على امتيازات استفاد منها هو، حيث اختير للذهاب الى مصر للتدرب على قيادة الطائرات النفاثة ومن ثم أرسل الى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريبًا اضافيًا على الطيران الليلي بطائرات ميغ 15 وميغ 17 والتي كان قد تزود بها سلاح الجو السوري.
انتقل لدى قيام الوحدة بين سورية ومصر مع سرب القتال الليلي التابع لسلاح الجو السوري للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب.ولم يتقبل مع عدد من رفاقه قرار قيادة حزب البعث بحل الحزب عام 1958 استجابة لشروط الرئيس جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة، فقاموا بتشكيل تنظيم سري عام 1960 عرف باللجنة العسكرية (هي التي حكمت سورية فيما بعد) وكان لها دور بارز في الانقلابات التي حدثت في مطلع الستينات.
استمر على سدة رئاسة سورية حتى وفاته في 10 يونيو 2000 بسبب مرض سرطان الدم الذي كان يعاني منه منذ سنوات.
منذ اليوم الأول للغزو أدانت سورية جريمة الغزو العراقي للكويت ادانة تامة، ورفضها مبدأ استخدام القوة في حل الخلافات بين الدول العربية، أو التهديد باستخدامها، بما يتناقض مع ميثاق الجامعة العربية وقرارات القمم العربية ومبادئ القانون الدولي، وطالب الرئيس السوري بانسحاب القوات العراقية من الكويت فورا وعودة حكومة الكويت الشرعية الى ممارسة مهامها.
وأكد الرئيس حافظ الأسد ان السبب الرئيسي لوجود الحشود العسكرية في الخليج هو الغزو العراقي للكويت، بما يعني ان سبب المشكلة الرئيسي هو الغزو وليس التدخل الأجنبي كما حاول العراق تضليل الرأي العام العربي.
وانتقد الرئيس الأسد بشدة احتلال العراق لدولة عربية، تحت زعم ان ذلك هو مدخل لمواجهة اسرائيل، وفي هذا الاطار، رفضت سورية مبادرة العراق في بداية الغزو، الداعية الى الربط بين مختلف أزمات المنطقة، أي بين الغزو وبين الصراع العربي الاسرائيلي واحتلال اسرائيل لأراض عربية، بعد حرب يونية 1967، بما فيها المرتفعات السورية، وكذلك الوجود السوري في لبنان.
ووصفت دمشق المبادرة بأنها مناورة عراقية لكسب الوقت، كذلك انتقدت سورية المقولة التي روج لها العراق حول اعادة توزيع الثروة العراقية وقضية العدالة الاجتماعية، فأوضحت ان النظام العراقي خاض حربا مدمرة غير مبررة لمدة ثماني سنوات ضد ايران استنزف فيها ثروة عربية طائلة وأودى بحياة مئات الآلاف من العرب، ثم عاد نفس هذا النظام لتسوية الأوضاع مع ايران من خلال التسليم بكل شروطها والعودة الى اتفاقية الجزائر عام 1975 التي كان العراق رافضا لها.
وبعد رفض العراق لكل المبادرات السلمية للخروج من الكويت واعادة الشرعية قرر الرئيس حافظ الأسد الاشتراك في التحالف الدولي الذي حرر الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم.
وتم التنسيق مع الكويت والسعودية للتحضير لاستقبال القوات السورية والانتقال بعد ذلك الى حفر الباطن حيث تم تحريك القوات السورية في 24 أغسطس واستقبال بعد ذلك الفرقة المدرعة والقوات الخاصة والمستشفيات الميدانية.
وكانت في بادئ الأمر مهمة دفاعية على الحدود السعودية - الكويتية خشية ان تتابع القوات العراقية الهجوم على السعودية وبعدها تحولت المهمة الى مهمة تحرير وتخليص الكويت من هذا الكابوس جنبا الى جنب مع القوات المصرية والسعودية والكويتية وغيرها من القوات.
وكانت القوات السورية قد دخلت بعد ذلك مع القوات العربية في 24 فبراير الى الكويت حيث تم رفع العلم السوري بتاريخ 28 فبراير فوق مقر السفارة السورية في الكويت بحضور ممثلين عن الجالية السورية الموجودين في الكويت وبعد ذلك عقد اجتماع للقوات العربية في منطقة أم الهيمان لتوزيع مهام القوات العربية على مدن الكويت والكشف عن المتفجرات.
وكانت القوات السورية قد كلفت أولا بتغطية منطقة حولي ومن ثم اسند اليها مهمة جمع الأسلحة والذخائر والألغام والمتفجرات والآليات التي استشهد من جرائها ثمانية شهداء من الجنود السوريين واصابة 16 آخرين بجروح.
وفي عام 1991 صدر قرار عودة القوات السورية بعد ان قامت بأداء مهمتها على أكمل وجه انطلاقا من ايمان وفكر عروبي وقومي كان يستدعي مساندة بعضنا بعضا وتحمل كل الملمات وهو فخر لنا.
دافع عن الشرعية الكويتية بجامعة الدول العربية
«عصمت عبدالمجيد» أدان العدوان العراقي وطالب بغداد بالانسحاب الفوري
واحد من الدبلوماسيين الذين شهدوا مراحل عديدة من تاريخ الامة العربية، من محافظة الاسكندرية عمل كأمين عام لجامعة الدول العربية منذ(1991-2001م).
حصل الدكتور عصمت عبدالمجيد على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق – جامعة الاسكندرية عام 1944م.
كما حصل على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس أيضاً عام 1951م وكان موضوع الرسالة «محكمة الغنائم في مصر – دراسة مقارنة.
تصادف ان يكون يوم مولده (22 مارس) هو أيضاً يوم تأسيس جامعة الدول العربية والتي أصبح أميناً عاما لها فيما بعد.
وقد عشق الدكتور عصمت عبدالمجيد العمل الدبلوماسي وأحب الحياة الدبلوماسية وغرق فيها حتى النخاع وأخلص لها عظيم الاخلاص فأعطته بقدر ما أخلص لها حتى أصبح علماً من أعلام الدبلوماسية في الوطن العربي.
تولى حقيبة وزارة الخارجية المصرية من عام 1984 وحتى مايو 1991 في فترة حرجة جدا من عمر الامة العربية، وبالذات فترة حدوث كارثة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت والتي كان له دور كبير في العمل على تفعيل قرارات الشرعية الدولية والوقوف بجانب الحق الكويتي.
يقول الدكتور عصمت عبدالمجيد في كتابه (زمن الانكسار والانتصار – مذكرات دبلوماسي عن أحداث مصرية وعربية ودولية – نصف قرن من التحولات الكبرى) انه في الثاني من أغسطس وبناء على طلب من الدكتور عبدالرحمن العوضي وزير الصحة الكويتي تم عقد اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث دارت بينه وبين سعدون حمادي نائب رئيس الوزراء العراقي آنذاك والذي رأس وفد بلاده في الاجتماع، حيث قال سعدون حماد في اجتماع خاص بينهما «ان شمسا جديدة ستشرق على الخليج ومن مصلحة مصر عدم تقديم او تبني مشروع قرار يدين العراق، وأبديت له دهشتي من هذا الكلام، وقلت له انه غير مقبول على الاطلاق».
وأبلغته ان مصر لا تقبل مثل هذا الكلام ومصر لها مكانتها ومواقفها وهي لا تقبل ذلك أبدا، كما أبلغته ان الرئيس المصري محمد حسني مبارك قد اصدر تعليماته في شأن دعم مشروع القرار وان مصر حريصة على تفادي وقوع كارثة كبيرة.
وقال الدكتور عبدالمجيد ان غزو الكويت اكبر خطآ ارتكبه رئيس النظام العراقي السابق لأنه زرع بذور الشك والعداء في العالم العربي واعتدى على دولة عربية جارة وذلك في أبشع صور الانتهاك الصريخ والمباشر لأسس العلاقات بين دول الجوار وبين الأشقاء نقطة سوداء، ونظام صدام كان نقطة سوداء في تاريخ النظام الاقليمي العربي ولم يسبب سوى الدمار والخراب في الداخل والخارج ولم يخلف وراءه الا الكوارث والمصائب، واقول لان نظام صدام قد رحل عير مأسوف عليه.
كما دارت بينه وبين سعدون حمادي مساجلة قانونية حاول فيها حمادي ان يشكك في قانونية اجتماعات مجلس الجامعة العربية، كما شكك في تمثيل الدكتور عبدالرحمن العوضي للكويت ومطالبته بانعقاد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان العراقي على الكويت.
وبعد مساجلات مع عدد من الوفود منها الفلسطيني والاردني والذين تحدثوا تأييدا للموقف العراقي صدر قرار مجلس جامعة الدول العربية مساء يوم الجمعة الثالث من اغسطس 1990 وينص على عدة قرارات منها:
ان مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية المفتتحة بتاريخ 11 محرم 1411هـ الموافق 1990/8/3 في القاهرة يقرر:
-1 ادانة العدوان العراقي على دولة الكويت ورفض اي آثار مترتبة عليه وعدم الاعتراف بتبعاته.
-2 استنكار سفك الدماء وتدمير المنشآت.
-3 مطالبة العراق بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية الى مواقعها قبل 10 محرم 1411هـ الموافق 1990/8/1م.
-4 رفع الامر الى اصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء الدول العربية للنظر في عقد اجتماع قمة طارئ لمناقشة العدوان ولبحث سبل التوصل الى حل تفاوضي دائم ومقبول من الطرفين المعنيين يستلهم تراث الامة العربية وروح الاخوة والتضامن ويسترشد بالنظام القانوني العربي القائم.
بعد صدور هذا القرار والذي هدفت من ورائه الجامعة العربية الى احتواء هذه الازمة التي تعد عملا غير مسبوق في العلاقات العربية في اطارها العربي، الا ان العراق لم يقبل هذا القرار ولا بقرار القمة العربية غير العادية التي عقدت في العاشر من اغسطس 1990.
|