عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-07-2011, 12:07 PM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي

إعلاميات من ذهب ماما أنيسة أم أطفال الكويت

ماما أنيسة في احدى المناسبات الخاصة بالاطفال
إعداد: عبدالمحسن الشمري
شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي نهضة كويتية شاملة في شتى مجالات الحياة، وكان للمرأة دور بارز في هذه النهضة إذ انخرطت في مختلف مناحي العمل، وكسرت القيود التي كانت تكبلها باسم التقاليد والعادات، ولم يكن مجال الإعلام مثل التلفزيون والإذاعة والفنون كالتمثيل بعيدا عن طموح الفتاة الكويتية، فقد اقتحمت تلك المجالات بقوة وشاركت جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في العمل، لم يكن ذلك وحسب، بل إن الكثيرات تميزن وأبدعن وتفوقن على الرجل، وفي هذه الزاوية اليومية ومن باب الوفاء لنساء الكويت الرائدات في الإعلام نتوقف يوميا لتسليط الضوء على إحدى المبدعات الاتي تحملن وزر المبادرة الأولى في العمل الإعلامي لاسيما التلفزيون أو الإذاعة.

من منا لا يعرف ماما أنيسة؟ قد يكون السؤال مكررا، أنيسة محمد جعفر التي عرفها القاصي والداني باسم ماما أنيسة،عبر مشوارها الطويل وإطلالتها التي كانت ولا تزال تجذب الجميع أطفالا وكبارا، نذرت نفسها لإسعاد الأطفال، وبذلت قصارى جهدها لهذه الرسالة، وكانت بمنزلة الأم الحنون لكل الأطفال منذ الستينات وحتى الأن، مشوارها مع برامج الأطفال يشكل تاريخا مهما من مسيرة الإعلام الكويتي، بقيت وفية لبرنامجها ولم تتنازل عنه إطلاقا.
طفولة رائعة
ولدت أنيسة محمد جعفر في حي القبلة، وترعرعت بين حواريه، عاشت في كنف أسرة كبيرة تتكون من الأب والأم والأخوان وزوجاتهم، كانت أسرة متحابة متآلفة، عاشت طفولتها وسط أجواء الفرح والبراءة، أحبت القراءة منذ الصغر وعشقت الورق والكتابة، وكانت لديها رغبة جامحة للتعلم، وكانت تمتلك خيالا واسعا يسرح بها بعيدا، شجعها والدها على القراءة بعد أن اكتشف ميلها الشديد للعلم، ودرست في البداية عند المطوعة سبيكة العنجري، حيث تلقت دروسا في الحساب واللغة العربية، إلى جانب القرآن الكريم، ورغم عدم تمكنها من دخول المدرسة النظامية في البداية نظرا لصغر سنها، فانها لم تيأس، وبعد ذلك تلقت تعليمها النظامي في المدرسة القبلية للبنات، وواصلت رحلتها بكل جد واجتهاد، وانتقلت إلى التدريس في عام 1946بعد أن أنهت دراستها بتفوق، تزوجت عام 1952 وعاشت مع زوجها حياة مثالية، وهي إنسانة منظمة في حياتها العملية والاجتماعية تستيقظ يوميا مبكرا في الساعة السادسة صباحا، وبعد ذلك تمارس نشاطها العملي وزياراتها وتعود الى المنزل مبكرا.
برامج تلفزيونية
كان انتقال ماما أنيسة إلى التلفزيون محطة مهمة في حياتها العملية والمهنية، فقد أحبت العمل في هذا المجال وأقبلت عليه بشغف شديد، ونذرت نفسها من أجله، وعاشت أجمل اللحظات مع الأطفال، وبدأ نشاطها التلفزيوني في مطلع عام 1961 ولم ينقطع تواصلها مع التلفزيون منذ ذلك الوقت، عملت بجد واقتربت من عالم الطفولة كما لم يقترب منه إنسان آخر، قد لايعلم كثيرون أن دخولها مجال تقديم البرامج كان صدفة ويا لها من صدفة، تشير في لقاء نشر في جريدة عالم اليوم بتاريخ20 يناير 2008 إلى أنه وبعد عودتها من لندن مع زوجها عرض عليها المسؤولون في التلفزيون أن تقدم برنامجا للأطفال، كان الأمر بالنسبة لها مفاجئا، الا أن زوجها ووالدها وإخوانها شجعوها على اقتحام هذا المجال، وطالبوها بأن تكون أما لأطفال الكويت، وقدمت أول برنامج للأطفال، ومنذ ذلك الحين كانت انطلاقتها، حيث بدأ مشوارها الممتع مع الأطفال، وأصبح لديها رابط قوي بينها وبين الأطفال،وتؤكد أن تجربتها في تقديم برامج الأطفال، التي جاوزت 48عاما، تجربة ممتعة جدا، وانها تشعر بسعادة غامرة وهي تلتقي بالأطفال، وفي تصريح لها نشر في جريدة عالم اليوم بتاريخ 20 يناير 2008 تقول «تجربتي جميلة، وكل فترة من الوقت تختلف عن الأخرى، ويكون لها ملامح أجمل من المرحلة التي سبقتها، فلكل عشر سنوات ميزات خاصة، وهي بالنسبة لي ليست تجربة ولكنها هي عمر أمومتي لأبنائي منذ عام 1961».
ذكريات جميلة
لاتزال ماما أنيسة تتذكر الكثير عبر رحلتها العملية التي جاوزت نصف قرن، وربما تكون ذكرى أول إطلالة لها في التلفزيون هي الأكثر رسوخا، تقول «أتذكر أن أول حلقة قدمتها من البرنامج كانت على الهواء مباشرة، وهي تجربة صعبة لا تحتمل الخطأ، لذا دخلت بكل ثقة، مؤمنة بقدراتي، وأعلم أن أي خطأ غير مسموح به إطلاقا، وأي خطأ سيكون محسوبا علي، كنت أمتلك الجرأة وأعتز بنفسي كثيرا، كنت أدرك أنني أول فتاة كويتية ستظهر على شاشة تلفزيون بلدي، وهذا أعطاني قوة كبيرة، عندما جلست مع الأطفال نسيت نفسي تماما، وقدمت فقرات البرنامج بمشاركة الأطفال، وتضمنت الحلقة العديد من الفقرات المرحة والمعلومات الدينية من خلال حكاية تربوية تعلم الأطفال الصدق والصراحة، وكان مخرج البرنامج محمد السنعوسي.
ولعل من أبرز البرامج التي قدمتها سواء في الإذاعة أو التلفزيون مجلة الأطفال، جنة الأطفال، مواهب وحكايات، ماما أنيسة والأطفال، مع الشباب وغيرها».
نشاط إعلامي
انخرطت ماما أنيسة في العديد من الدورات التدريبية في عدد من الدول العربية والأجنبية بهدف تطوير قدراتها واكتساب المزيد من الخبرة العملية والنظرية، ففي عام 1962 التحقت بدورة تدريبية في التلفزيون العربي في مصر، وأيضا دورة تدريبية في إذاعة ال بي بي سي عام 1964، كما التحقت بدورة خاصة بتعليم الكبار في مصر عام 1970 وكان لهذه الدورات أثرها البالغ في تطوير أدائها.
لماما أنيسة العديد من الأنشطة الأخرى لعل أبرزها مشاركتها في عدة دورات من مهرجان أفلام الأطفال والفتيان الذي أقيم في ايران، كما مثلت الكويت في مؤتمر اتحاد الإذاعات العربية عام 1970.
ومن المناصب التي تقلدتها ماما أنيسة رئاسة قسم الإعلام والمكتبات في إدارة تعليم الكبار ومحو الأمية بوزارة التربية، من عام 1971 إلى عام 1978، كما أن لها نشاطا واضحا في الدراما المحلية منذ السبعينات، وهي من أوائل العاملين في مجال الإنتاج الدرامي وقدمت مجموعة من المسلسلات الدرامية الناجحة.


خلال احد المؤتمرات لقطة من برنامج {ماما أنيسة والاطفال
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس