عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-10-2008, 08:46 AM
ملاحم كويتية ملاحم كويتية غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 116
افتراضي المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة (2 )

أما كلمة المشاركين في مؤتمر جدة الشعبي فقد ألقاها السيد عبدالعزيز حمد الصقر, وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله...
سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الموقر...
الإخوة الأفاضل...
في لقاء كهذا, كويتي الغاية والرعاية والحضور, ليس من المفيد أن نشرح أبعاد العدوان على عمقها واتساعها, ولا أن ندحض ادعاءات المعتدي على كذبها وافترائها, ولا أن نفضح ممارسات الغزاة على غدرها ووحشيتها. فكل واحد منا هو من ضحايا العدوان والمعتدي في الوطن والولد والأهل وفي النفس والرزق والعمل, وكل واحد منا واثق بعدل الله ونصره وبأن الظالم لن يحصد إلا الشوك والهزيمة وسوء المنقلب.
في لقاء كهذا, مأساوي الظروف, مستقبلي التطلع, ليس من الحكمة أن نقف على الأطلال رغم فداحة الدمار, ولا أن نذرف الدمع رغم هول المصاب, ولا أن ننثر الملح على الجرح لنغسل بالألم بعض مرارة الندم, فنحن الجيل الذي بنى الكويت وأبناؤه ونحن الذين استطعنا بفضل الله ثم بسواعدنا أن نجعل من الكويت منارة حضارة ومعجزة عمران, ونحن قادرون - بإذن الله وبعزيمتنا - أن نعيد للكويت الحرة مجدها وبهاءها.
في لقاء كهذا, رسمي الدعوة شعبي الاستجابة ليس الهدف أبدا مبايعة آل صباح ذلك لأن مبايعة الكويتيين لهم لم تكن يوماً موضع جدل لتؤكد ولامجال نقض لتجدد ولا ارتبطت بموعد لتمدد, بل هي بدأت محبة واتساقا, واستمرت تعاوناً واتفاقاً, ثم تكرست دستوراً وميثاقاً. ولقد أثبت الشعب الكويتي, في أصعب الظروف وأشدها خطراً, وفاءه بوعده والتزامه بكامل دستوره وعقده, حين تمسك بشرعيته ووقف وقفة الرجل الواحد وراء أمير البلاد وولي عهده, فسجل بذلك رائعة نادرة في التاريخ, كسب بها احترام العالم, وأجهض من خلالها أحلام الغزاة. بل إني لأؤكد أن الإجماع الشعبي الكويتي في التمسك بالشرعية كان عاملاً حاسماً في تحقيق الإجماع العالمي غير المسبوق بتأييد الكويت.
حضرة صاحب السمو الأمير ...
سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ...
أيها السادة:
لقاؤنا هذا إذن, ليس مهرجان شجب وتنديد ولاهو مظاهرة دعم وتأييد, فهذه أمور تجاوزنا فيها القول إلى العمل وسخرنا فيها لهيب العاطفة لشحذ الفكر والعقل وتوافدنا إلى جدة لحوار جدي جديد يضع المنطلقات الرئيسية لبناء كويت الغد المحررة. ومن هذا المفهوم لمبررات هذا اللقاء وهدفه, اسمحوا لي أن أبين ما أعتقد أنه من أهم الثوابت التي ينبغي الالتزام بها في إعادة بناء البيت الكويتي:
أولاً: المشاركة الشعبية القائمة على حرية الحوار وأغلبية القرار ورقابة التنفيذ.. ولا أخالني اليوم بحاجة إلى توضيح مبررات هذا المنطلق الأول والأهم ومقتضياته, وكل ما يجري على ساحتنا الوطنية والعربية يقدم البراهين والشواهد, فاجتياح النظام العراقي للكويت هو - في التحليل النهائي - أحد الإفرازات المأسوية للحكم العراقي المطلق الذي لايقيم للإنسان وزنا ولايعرف للحرية قيمة. والفشل العربي في منع العدوان بداية, وفي ردعه ورده تالياً, وفي الوصول إلى مخرج عربي من الأزمة بعد ذلك يعزى أولا وقبل كل شيء إلى إنكار دور الشعوب والتنكر لمصالحها, وفي الجهة المقابلة أثبتت التجربة الكويتية أن أصحاب الرأي الآخر عندما يلتزمون بأصول العمل السياسي ويعملون بدافع الخدمة العامة والولاء الكامل للوطن وشرعيته الوطنية, ومن منطلق القناعة الفكرية المحررة من كل تبعية فإن هؤلاء لايمكن أن يقفوا إلا في صف الوطن ودرعا لشرعيتهم وحريتهم. والمشاركة الشعبية التي ندعو إليها في الكويت لاتحتاج إلى تنظير وتأطير, فهي واضحة المعالم والأسس والمؤسسات في دستور البلاد الذي تفضلتم سموكم بالإشارة إليه, ويمكن أن تؤدي دورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون تجاوز وترسم حدود كل طرف من أطرافها دون أزدواجية بمجرد الإلتزام الصادق والتطبيق الواعي لدستور عام 1962م بكامل مواده وبنوده, خاصة وأن استرشاد هذا الدستور بتجارب الدول الأخرى قد عزز هويته الكويتية الصادقة, فجاء بمثابة عباءة سياسية كويتية النسيج والنموذج تنسجم مع مقاسات المجتمع الكويتي وتتفق مع مناخه السياسي والاجتماعي وتلبي احتياجات نموه وتطوره. والوثيقة الدستورية التي أضحت منذ لحظة تصديقها واصدارها بمثابة عهد وميثاق بين الشعب وقيادته السياسية قد اكتسبت بالتأكيد تكريسا تاريخيا جديدا بعد أن مهرها شهداء الكويت بدم التضحية والفداء حين تمسك الشعب بالشرعية معربا عن وفائه النبيل بعهده, واحترامه الأصيل لميثاقه.
وإذا كان الدستور الكويتي قد ضمن الحريات السياسية الكاملة للمواطن, فإني أجد من الواجب والمفيد في هذا السياق أن أركز على أن من شأن الصحافة الكويتية الحرة أن تلعب دورا مهما باعتبارها أداة التواصل الصادق بين الشعب والحكم, واحدى مقتضيات حرية الحوار ورقابة تنفيذ القرار, باعتبارها كلمة الكويت الحرة ورسالتها إلى أحرار العالم.
ثانياً: وثاني الثوابت التي أود التركيز عليها هو (إسلامية العقيدة), فالبيت الكويتي الجديد يجب أن يركز على إسلامية التربية والخلق والممارسة لتنشئة جيل مؤمن بربه مدرك لعظمة الإسلام وصلابته في الحق, وسماحة الإسلام في التعاون بين الخلق, متفهم لمعانيه ومواقفه في هذا وذاك, متفتح على العالم, مقبل على مبتكراته, يدعو إلى الله والخير بالمنطق والموعظة الحسنة وبحسن التعايش مع الآخرين وأفكارهم بعيداً عن التعصب.
ثالثاً: وهنا أجد من الضرورة أن أقدم لهذا الموضوع بالقول إن المحنة التي يعيشها المواطن الكويتي اليوم تضعه تحت ضغوط هائلة من الألم والخيبة والمرارة تجعل مطالبته بوضوح الرؤيا وموضوعية التفكير في هذا الصدد مهمة صعبة وليس على المواطن الكويتي في هذا عتب ولاملامة, فالأزمة من الهول والمفاجأة بحيث يحتار فيها الحليم والحكيم. ولكني على ثقة تامة بأنه عندما تعود إلى الكويت حريتها وشرعيتها, ويرتد عنها الغزاة خاسرين, وتنحسر عن الشعب الكويتي فورة الغضب وشدة الألم سنعرف جميعاً بإحساسنا القومي الصادق وشعورنا العربي الأصيل أن من أهم أهداف النظام العراقي من غزوه للكويت دق إسفين الفتنة بين شعوب الأمة العربية, وزرع الحقد والضغينة في نفوسها كي تبقي مجزأة متنافرة تلعب الأنظمة المتآمرة بعواطفها وضد مصالحها, فلنقاوم جميعا محاولات زج الشعوب في أتون نار الحقد بسبب ما اتخذته أنظمة بعض هذه الشعوب من مواقف مخزية في مواجهة الخطيئة القومية التي ارتكبها النظام العراقي, إن العروبة أصلنا وهي قدرنا الذي لانريد ولانستطيع منه فكاكاً. والذين يأخذون بعض الشعوب العربية بجريرة المستولين على السلطة فيها, يتناسون أن بين هذه الشعوب وزعامتها هوة ساحقة وشرخاً وسيعاً. وإذا كان من إجتاح الكويت عربياً, وإذا كانت القلة التي غرر بها عربية, فيجب أن نذكر ونفخر أنهم عرب أيضاً وهم الأغلبية الساحقة أولئك الذين وقفوا معنا وفتحوا قلوبهم وبيوتهم وبلادهم لنا. وأرسلوا أبناءهم جنوداً للدفاع عن حقنا والنضال في صفنا, ويجب أن لاننسى أننا نحن أيضا كنا ممن غرر بهم النظام العراقي بشعاراته البراقة وأضلهم بلافتاته الكاذبة, فناصرناه دون تحفظ وساعدناه دون حدود, ليغزو بعد ذلك بلادنا بسلاح اشتراه بمالنا بدعوى الدفاع عن الأمة والوطن.
صاحب السمو الأمير ...
سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ...
أيها السادة:
إذا كانت هذه - في اعتقادنا - الثوابت الرئيسية التي يجب أن نستند إليها في التخطيط لإعادة بناء الكويت المحررة بإذن الله, فإن اهتمامنا بهذا الواجب المستقبلي المفعم بالأمل والتحديات, يجب ألا يؤثر إطلاقاً في توجيه جهدنا ومالنا لدعم أهلنا وإخواننا وأبنائنا المتواجدين داخل الوطن والتخفيف من آلام ومصائب أهلنا وإخواننا خارج الكويت. ويجب أن يتم هذا في إطار خطة شاملة يشرف على تنفيذها فريق عمل رسمي وشعبي واضح المسؤولية واسع الصلاحية محكم الرقابة, مع ضرورة إعطاء الأولوية المطلقة للصامدين فوق تراب الوطن, وتوفير المساعدة لمن يحتاجها في الخارج دون أية مجاملة أو تمييز أو محاباة إلا من منطلق الحاجة والضرورة ومصلحة البلاد.
وأخيراً ياصاحب السمو, لايساورني أدنى شك في أني أترجم مشاعر وعواطف كل من في هذه القاعة عندما أرفع صادق الشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وسمو ولي عهده وحكومته الرشيدة وشعبه الشقيق على موقفهم العربي الإسلامي النبيل إلى جانب الكويت أميرا وحكومه وشعبا على استضافتهم الكريمة لهذا المؤتمر. والشكر والتقدير والعرفان أيضا إلى أصحاب الجلالة والسمو والسيادة قادة الدول العربية الشقيقة ولشعوبهم الأبية التي عكست عمق الأخوة العربية وأصالتها وحقيقة التراحم الإسلامي وروعته في استضافة المواطنين الكويتيين ورعايتم وفي تأييد الحق الكويتي ودعمه بكل طاقاته وبإرسال أبنائها وقواتها تصديا للغزو والعدوان.
رحم الله شهداء الكويت ونصر شعبها وأيد أميرها وولي عهدها وألهمنا جميعاً الرشاد والسداد في خدمتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد استمرت أعمال مؤتمر جدة الشعبي ثلاثة أيام صدر في ختامها البيان التالي:
الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى }أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز{.
صدق الله العظيم
نحن أبناء الشعب الكويتي وممثليه بكافة قطاعاته وفئاته وهيئاته الرسمية والأهلية ومؤسساته الوطنية, مجتمعين في المؤتمر الشعبي الكويتي الذي عقد تحت رعاية أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح تلبية لدعوة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية في الفترة 24 - 26 ربيع الأول 1411ه الموافق 13 - 15 اكتوبر 1990م تحت شعار »التحرير .. شعارنا, سبيلنا, هدفنا«.
مسترجعين كافة الأحداث والتطورات التي وقعت داخل وطننا الحبيب وعلى الساحتين العربية والدولية منذ أن قام نظام الحكم العراقي في الحادي عشر من محرم 1411ه الموافق الثاني من أغسطس 1990م بعدوانه الغادر على دولة الكويت واحتل كامل أراضيها ثم أعلن - بغيا وعدوانا - ضمها إلى بلده العراق.
وآخذين بالاعتبار كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد في افتتاح المؤتمر وكلمة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وكلمة المؤتمرين التي ألقاها السيد عبدالعزيز حمد الصقر, والتي أقرت جميعا كوثائق رسمية للمؤتمر والتي يرجو المؤتمر أن تكون منهاجا للعمل الحكومي.
وواضعين نصب أعيننا كافة ما أجريناه من مناقشات ومداولات خلال فترة انعقاد مؤتمرنا هذا.
قررنا ما يلي:
1 - نعلن للعالم أجمع رفضنا القاطع لاحتلال نظام الحكم العراقي لوطننا الكويت وإدانتنا له باعتباره عدوانا آثما على دولة الكويت المستقلة ذات السيادة والعضو في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى, وانتهاكا صارخا لكافة المواثيق والقوانين الدولية وبخاصة ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة.
2 - نعلن للعالم أجمع زيف وبطلان كافة الادعاءات والمزاعم التي ساقها نظام الحكم العراقي تبريرا لجريمة غزوه واحتلاله دولة الكويت المستقلة, مؤكدين رفضنا القاطع لهذه الادعاءات والمزاعم التي تخالف الحقيقة والواقع ويكذبها التاريخ.
3 - نعلن للعالم أجمع أدانتنا ومقتنا لكافة أعمال القتل والبطش والتعذيب والإرهاب التي مارستها قوات النظام العراقي ضد المدنيين العزل الأبرياء من المواطنين الكويتيين ومواطني الدول الشقيقة والصديقة, والتي شملت النساء والأطفال وكذلك ما قامت به قوات الاحتلال العراقي من اعتداءات على بيوت الله وأعمال السرقة والسلب والنهب التي امتدت حتى إلى المستشفيات والمدارس, كما ندعو شعوب العالم أجمع إلى إدانة وشجب هذه الممارسات غير الإنسانية.
4 - نعلن للعالم أجمع تمسكنا بنظام الحكم الذي اختاره شعبنا منذ نشأته وارتضته أجياله المتعاقبة, ونؤكد وقوف الشعب الكويتي كله - رجالاً ونساء, شيوخا وشبابا وأطفالا - صفا واحد خلف قيادتنا الشرعية, ممثلة في أميرنا الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حفظهما الله.
5 - نعاهد الله ونعاهد أنفسنا وكافة أبناء شعبنا الصامدين في كويتنا الحبيبة والمكافحين خارجها على أن يكون التحرير غايتنا, والعودة هدفنا, والأمير قائدنا والجهاد سبيلنا, والوحدة الوطنية سلاحنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا, حتى يتحقق لنا النصر بعون الله, ونطهر وطننا من رجس الغزاة المعتدين.
6 - نحيي صمود أبناء شعبنا في كويتنا الحبيبة وكفاحهم البطولي ضد قوات الاحتلال الآثم ومقاومتهم الباسلة التي نتابعها ويتابعها العالم أجمع بالتقدير والإعزاز, ونشيد بتضحياتهم التي تنير لنا سبيل التحرير, ونؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم في مجابهة عدوان الفئة العراقية الباغية, وأننا جميعا نقف من ورائهم صفا واحدا, وتقف معنا كافة الشعوب المحبة للسلام الرافضة للعدوان تؤيدنا وتساندنا وتحشد قواتها لمؤازرتنا في كفاحنا من أجل تحرير وطننا ودحر الغزاة وطرد المعتدين, مصداقا لقوله تعالى }يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون{ صدق الله العظيم.
7 - ندعو كافة أبناء الشعب الكويتي الموجودين خارج وطننا الحبيب إلى العمل, كل في مجاله ومن موقعه وبقدر استطاعته - من أجل تحرير وطننا وطرد الغزاة المعتدين من ديارنا.
8 - نعلن للعالم أجمع أن أهل الكويت كانوا منذ نشأتها وسيظلون أبدا بعون الله أسرة واحدة متحابة متعاونة متراحمة متكافلة في السراء والضراء, وأنهم مهما تباينت اجتهاداتهم وتفاوتت وجهات نظرهم فإنها لن تخرج بهم عن نطاق الأسرة الواحدة, حب الكويت يؤلف بين قلوبهم, والولاء والإخلاص لها يوحد صفهم وكلمتهم.
9 - نعلن للعالم أجمع أن لا مساومة ولاتفاوض على سيادة الكويت واستقلالها وسلامة أراضيها, ونؤكد رفضنا القاطع لأي حل لا يحقق التنفيذ الكامل لقرارات مؤتمر القمة العربية الطاريء المنعقد في القاهرة في 19 محرم 1411ه الموافق 10 أغسطس 1990م وقرارات مجلس الأمن الدولي التي أعلنت كلها رفضها وإدانتها للعدوان العراقي على دولة الكويت المستقلة وضمها بالقوة, وإصرارها على انسحاب القوات العراقية بغير شروط من جميع الأراضي الكويتية, وأكدت دعمها لعودة السلطة الشرعية الكويتية.
10 - نناشد الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ولجنة الصليب الأحمر الدولية ورابطة الصليب والهلال الأحمر الدولية وجمعيات الهلال والصليب الأحمر العربية ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وكافة الهيئات الإنسانية العالمية - أن تبذل قصارى جهدها للضغط على نظام الحكم العراقي لتخفيف الويلات والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها المواطنون الكويتيون والمقيمون في بلدنا من رعايا الدول الأخرى على يد قوات الاحتلال العراقي, ونرجو من هذه الهيئات أن تبذل ما في وسعها لإيفاد مندوبين عنها لحماية المواطنين والمقيمين في الكويت من بطش وإرهاب وتنكيل قوات الاحتلال العراقي.
11 - نناشد مجلس الأمن والمجتمع الدولي التحرك بالسرعة الممكنة من أجل وضع حد للإجراءات العراقية الهادفة إلى إزالة الشخصية السياسية لدولة الكويت وطمس معالمها التاريخية وهويتها الوطنية والحضارية وتغيير تركيبتها السكانية, بتهجير أهلها بالقوة وجلب مجموعات أجنبية لتحل محلهم وتسكن في بيوتهم وتستوطن ديارهم.
12 - ندعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يجيز للمجتمع الدولي استعمال الوسائل المتاحة لتطبيق قرارات المجلس بما يكفل انسحاب قوات الاحتلال العراقي من دولة الكويت وتمكين السلطة الشرعية من العودة إليها, ونناشد على وجه الخصوص الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في المجلس بما تتحمله من مسئولية كبيرة تجاه المجتمع الدولي أن تعمل على تسهيل اتخاذ مثل هذا القرار.
13 - ندعو الدول العربية الشقيقة التي تخلفت لسبب أو آخر عن الوفاء لمباديء الحق والعدل في رفض العدوان أن تعيد النظر في موقفها على ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمباديء القومية والأخلاق العربية والقيم الإنسانية وتحكم ضمائرها وتنضم إلى الإجماع الدولي الذي يعمل لإحقاق الحق وإزهاق الباطل, ولاشك أنها في النهاية ستجد أن الموقف المبدئي الشجاع العادل خير وأبقى.
14 - نؤكد أن موقف بعض القيادات الفلسطينية لن يؤثر على تضامننا الثابت مع الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل تحرير وطنه واسترجاع حقوقه المغتصبة, لثقتنا أن الشعب الفلسطيني بكل تضحياته ومثله ومبادئه لايمكن أن يكون راضيا أو مقتنعا بموقف هذه القيادات المنطلق من مصالحها الخاصة والذي يسيء في الدرجة الأولى إلى القضية الفلسطينية ومصداقية النضال الفلسطيني ومصالح الشعب الفلسطيني نفسه.
15 - إننا نعلن على الرغم من آلامنا وجراحنا وما جره عدوان النظام العراقي الآثم من المصائب والويلات على شعبنا, فإننا لانضمر للشعب العراقي الشقيق شراً ولانحمل له حقداً, لأننا نعلم علم اليقين انه مغلوب على أمره ينتظر الخلاص من طاغية بغداد وزمرته الباغية الذين يسومونه سوء العذاب, والذين زجوا به في حرب طاحنة عقيمة مع الشعب الإيراني المسلم حصدت أرواح مئات الألوف من أبناء الشعبين, واستنفدت مواردهما وثرواتهما الوطنية, وهاهم يزجون اليوم بالشعب العراقي في مجابهة خاسرة ضد العالم كله لايمكن أن يجني منها الشعب العراقي إلا الدمار والهلاك وفناء المزيد من أبنائه.
16 - نعرب عن عميق شكرنا لكافة الدول والشعوب الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب الكويت ضد عدوان النظام العراقي الغادر ومساندتها قولاً وعملاً, مؤكدين أن الشعب الكويتي بأجياله المتعاقبة سيظل يذكر بالتقدير والعرفان هذا الموقف الشجاع العادل.
17 - نعرب عن عميق شكرنا للمجتمع الدولي وشعوبه ممثلا في الأمم المتحدة, وبخاصة مجلس الأمن الدولي لما اتخذه من قرارات وتدابير أكدت رفض وإدانة العدوان العراقي على دولة الكويت وأعلنت وجوب الانسحاب الفوري غير المشروط للقوات العراقية من جميع الأراضي الكويتية وأكدت دعمها لعودة السلطة الشرعية لدولة الكويت, كما نشيد بالجهود المخلصة التي بذلها سكرتير عام الأمم المتحدة ومندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن من أجل ذلك.
18 - نعرب عن عميق شكرنا وامتناننا للدول العربية الشقيقة والصديقة - قادة وحكومات وشعوبا - التي فتحت قلوبها وبيوتها وأراضيها لاستضافة ورعاية المواطنين الكويتيين الذي كانوا موجودين فيها وقت العدوان العراقي الغاشم أو الذين نزحوا إليها في أعقابه. ونحن إذ نحيي هذا الموقف الأخوي الكريم بكل ما يجسده من شهامة ومروءة نسأل الله أن يجزيهم عن الكويت وأهلها خير الجزاء.
19 - نعرب عن عميق شكرنا وامتناننا للمملكة العربية السعودية الشقيقة - ملكا وحكومة وشعبا - لاستضافة مؤتمرنا وتوفيرها الخدمات والتسهيلات اللازمة لانعقاده وأداء أعماله, داعين الله أن يكون لقاؤنا على هذه الأرض الطاهرة فاتحة خير لانطلاقة مباركة نحو تحرير وطننا واسترجاع أرضنا المغتصبة.
20 - نؤكد أننا بعد أن يتحقق لنا نصر الله على الفئة الباغية ونحرر أرضنا من رجس احتلال النظام العراقي الآثم - سنقوم بعون الله وتوفيقه باعادة بناء كويتنا الحبيبة.. كويت المستقبل .. كويت الأسرة الواحدة.. على أساسين رئيسيين:
أولهما: أن مجتمعنا يقوم على ثوابت أساسية أهمها إسلامية العقيدة والتمسك بها, فالبيت الكويتي الجديد يجب أن يركز على إسلامية التربية والخلق والممارسة لتنشئة جيل مؤمن بربه, مدرك لعظمة الإسلام وصلابته في الحق وسماحة الإسلام في التعامل بين الخلق, متفهم لمعانيه ومواقفه في هذا وذاك. منفتح على العالم, مقبل على مبتكراته, يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, ويحسن التعايش مع الآخرين وأفكارهم. كما يقوم على الانتماء العربي تاريخا ومشاعر ومصالح عليا, إنساني النزعة يرفض الظلم ويدينه ويؤيد الحق وينتصر له, منارة فكر وحضارة وعطاء, يسهم بخيره في تقدم ونماء الأشقاء والأصدقاء وسائر الشعوب, مؤمن بدوره الإنساني والحضاري.
ثانيهما: تمسك الشعب الكويتي بوحدته الوطنية ونظامه الشرعي الذي اختاره وارتضاه والمعتمد على الشورى والديمقراطية والمشاركة الشعبية في ظل دستور البلاد الصادر عام 1962م والذي يعتبر الدرع الواقي والضمانة الأساسية لسلامة المجتمع.
والله أكبر, والمجد للكويت,
والله على ما نقول شهيد,




المصدر كتاب ايام كويتية
رد مع اقتباس