
11-03-2011, 01:49 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
|
|
إعداد/ طلال سعد الرميضي
كتاب «الثقافة في الكويت – بواكير- اتجاهات- ريادات» للباحث والشاعر الدكتور خليفة الوقيان من أهم المؤلفات التاريخية التي صدرت في الآونة الأخيرة، فهو كتاب قيم وجدير بالعناية والاهتمام لتناوله جانبا مضيئا من تاريخ الكويت العريق وتسليطه الضوء على معلومات وفيرة صيغت باسلوب رصين وممتع.
لنتعرف عزيزي القارئ على مؤلف هذه الدراسة الجميلة ونستطلع فحواها عن قرب لما تمثله من ثروة قيمة من المعلومات التاريخية عن الثقافة قديماً في الكويت.
الوقيان من أعلام الثقافة
إذا أردنا الحديث عن مؤلف هذه الدراسة التاريخية فهو باختصار من ابرز الشخصيات الادبية والثقافية المعاصرة بدولة الكويت حيث ولد الدكتور خليفة عبدالله فارس الوقيان في عام 1941، وحصل على الدكتوراه في اللغة وادابها من جامعة عين شمس بالقاهرة وكان عنوان رسالته «دراسة فنية في شعر البحتري» وهو باحث ناقد وشاعر مبدع، وله الكثير من الاصدارات الشعرية كديوان «المبحرون مع الرياح - ط 1980» وديوان «تحولات الأزمنة – ط 1983»، وديوان «الخروج من الدائرة ط 1988م»، وديوان «حصاد الريح ط 1995 م» وديوان «خليفة الوقيان ط 1996 م»، واصدر الدكتور خليفة الوقيان عدة دراسات هامة ومنها «القضية العربية في الشعر الكويتي، و«شعر البحتري دراسة فنية» وغيرهم.
وله أدوار أدبية متنوعة في مساهماته الرائعة مع زملائه المثقفين حيث تولى منصب الامين العام لرابطة الادباء في الكويت خلال عامي 1988- 1990م وشغل منصب الامين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سابقاً، وعضو هيئة تحرير الكثير من المجلات الادبية والثقافية بدولة الكويت، وله الكثير من المقالات الادبية المنشورة بالصحافة المحلية.
دوافع وأسباب الكتاب
يقول الدكتور خليفة الوقيان في مقدمة كتابه عن اسباب تأليفه لهذه الدراسة التاريخية القيمة والدوافع التي جاءت فكرة الكتاب منها:
1- عدم كفاية التوثيق للجهود الثقافية والاتجاهات الفكرية المبكرة في الكويت وبخاصة في المراحل السابقة للقرن العشرين.
2- اختزال مفهوم الثقافة لدى بعض الدراسين بالآداب واهمال ما عداه.
3- الصورة المشوهة والمنقوصة التي يحملها بعض المثقفين العرب وغيرهم عن منطقة الخليج العربي بعامة واعتقادهم ان هذه المنطقة لم تكن ذات شأن قبل ظهور النفط ولم يكن للانسان فيهااسهامات ثقافية يجدر ذكرها.
4- وجود قدر من الاضطراب في بعض الدراسات القليلة التي تناولت موضوع الثقافة في الكويت فمنها ما يربط بين ظهور النفط والثقافة.
5- الحاجة الى تصويب المعلومات المغلوطة عند الحديث عن بعض الاعلام ومن ذلك ذهاب كثير من الدراسات الى عد قاضي الكويت محمد بن فيروز المتوفى في العام 1153 هـ / 1724 م أستاذا لتلامذة ولدوا بعد وفاته بنحو قرن ونصف القرن، وكذلك الحال في ما يتعلق بعثمان بن سند الذي اضطربت الاقوال بشأن سيرته وحان الأوان لنسبته الى بلده الكويت الذي ولد فيه وترعرع.
طبعة جديدة منقحة
الجدير بالذكر ان الطبعة الاولى من كتاب «الثقافة في الكويت» صدرت في اواخر العام الماضي ونفذت بعد الاقبال الشديد لما يتضمنه من معلومات مهمة عن تاريخ الثقافة بالكويت، وصدرت الطبعة الثانية مؤخراً وهي في ثلاثمئة وخمسة واربعين صفحة من الحجم المتوسط وجاءت متضمنة قدراً من التنقيحات والتعديلات المهمة.
ويشتمل هذا المؤلف الهام على اربعة فصول حيث يتناول الباحث في الفصل الاول عوامل الاهتمام المبكر بالثقافة وفيه حديث شيق عن تأسيس الكويت وطبيعة السكان والموقع الجغرافي لها والنظام السياسي والمؤثرات الخارجية على المجتمع الكويتي كزيارات العلماء للكويت ومن اشهرهم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السويدي صاحب كتاب «تاريخ حوادث بغداد والبصرة» الذي زار الكويت في عام 1772م وأقام فيها شهراً وتنقل بين مساجدها محدثاً الناس في شؤون الدين وقد أثنى على اهلها ثناء شديداً في كتابة السالف الذكر.
بينما تناول د. الوقيان في الفصل الثاني مظاهر الاهتمام المبكر بالثقافة فتكلم عن بدايات نسخ الكتب في الكويت ثم تأليفها وعرف بالصحف التي صدرت منذ العام 1928 حتى مشارف الاستقلال وانتهى بالكلام عن المؤسسات الثقافية الأهلية وهي الجمعية الخيرية العربية، المكتبة الاهلية، المكتبات التجارية، النادي الادبي، الديوانيات الثقافية، الرابطة الادبية والمطابع.
اما الفصل الثالث فكان رصداً للتيارات الفكرية التي كانت سائدة في الكويت حتى العقد الثالث من القرن العشرين وهي الاتجاه الاصلاحي والاتجاه الديمقراطي والاتجاه القومي والاتجاه المحافظ وضرب الباحث امثلة حية من تاريخ الكويت للتدليل على هذه التيارات الفكرية في الكويت.
وتطرق في الفصل الرابع الى الريادات الابداعية لدى الكويتيين قديماً في شتى الآداب والفنون كمجال الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح والموسيقى والغناء والفنون التشكيلية، فجاء الكتاب أشبه بموسوعة تاريخية عن الثقافة في الكويت منذ القدم حيث بذل الدكتور خليفة الوقيان جهوداً كبيرة في تأليف هذا الكتاب القيم ليأتي هذا العمل الادبي المميز تتويجاً لسنوات طويلة من البحث والعناء تحملها الباحث في هذا الميدان الهام ليقدم للقراء مسحاً لجميع مظاهر الثقافة والادب والفنون الموجودة في الكويت منذ تأسيسها وحتى منتصف القرن الماضي.
أوائل المخطوطات والمؤلفات الكويتية
الكتاب كما أسلفنا يحتوى على معلومات تاريخية مهمة وشيقة ولعل من المفيد ان نقتبس ما كتبه الدكتور خليفة الوقيان حول أوائل المخطوطات والمؤلفات في تاريخ الكويت ببعض التصرف فيقول حول نسخ المخطوطات:
1- موطأ الامام مالك: قام بنسخ المخطوطة مسيعيد بن احمد بن مساعد بن سالم من سكان جزيرة فيلكا الكويتية، وكان الفراغ من نسخها في العام 1094-1682م.
2- الفتح المبين في شرح الأربعين: لان حجر الهيتمي، قام بنسخها محمد بن عبدالرحمن العدساني في العام 1137هـ ـ – 1724م.
3- التيسير على مذهب الشافعي: نظم العمريطي، وقام بنسخها عثمان بن علي بن محمد بن سري القناعي في العام 1213 هـ 1798 م.
4- منهاج الطالبين وعمدة المفتين: من تأليف محيي الدين أبي زكريا النووي نسخها:: اسحاق بن ابراهيم بن آل الشيخ أحمد الفارسي في العام 1260 هـ 1844م.
5- ديوان المتنبي: قام بنسخه الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد الفارس في العالم 1261 هـ -1845م.
6- مروج الذهب ومعادن الجوهر: للمسعودي، قام بنسخ المخطوط عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حمد المطوع التميمي الحنبلي في العام 1262هـ – 1846م.
7- شرح الرحبية في علم الفرائض: لابن حجر المكي، قام بنسخها الشيخ حمد بن عبدالله بن فارس في العام 1271هـ – 1854 م.
8- زوال الترح على منظومة ابن الفرح الأشبيلي: لابن جماعة محمد بن ابي بكر قام بنسخها الشيخ محمد بن عبدالله العدساني في العام 1273هـ – 1856م.
9- مصنف ملاحي مجهول الاسم: قام بنسخه شعيب بن عبدالسلام في العام 1292هـ 1875 م.
10- العمدة في الفقة: على مذهب الامام الشافعي قام بنسخها ملا عبدالله بن حسين التركيت في العام 1311هـ – 1893م.
وفي ما يتعلق بالمصنفات التي ألفها العلماء والكتاب الكويتيون في مراحل مبكرة اشار الباحث الى طائفة منها:
1- نظم العشماوية او الدرة الثمينة: وهي منظومة في الفقة المالكي للشيخ عثمان بن سند نسخها راشد بن عبداللطيف بن عيسى بن احمد، وكان من اهداف ابن سند في نظم العشماوية تعليم ابنه عبدالله فقه الامام مالك.
2- سبائك العسجد في اخبار احمد نجل رزق الاسعد: يتضمن الكتاب ذكراً لمآثر احمد بن رزق الاسعد من اعيان الكويت والخليج العربي، فضلاً عن اشتماله على تراجم لعدد من اعلام الكويت والبحرين والبصرة ونجد طبع في بمبي في العام 1306 هـ – 1888م.
2- معرفة حساب اوزان اللؤلؤ: ألفه عبداللطيف بن عبدالرزاق بن عبداللطيف آل عبد الرزاق وطبع في بومبي المطبعة المصطفوية في العام 1329هـ – 1911م.
والكتاب كما يدل عليه اسمه يعني بالتعرف بكيفية حساب اوزان اللؤلؤ.
3- رسالة تسهيل التجويد للقرآن المجيد: من تأليف السيد عمر عاصم، وقد طبع الكتاب في المطبعة المصطفوية ببمبي – الهند – سنة 1334 هـ – 1915م، وكان طبعه على نفقة التاجر الكويتي «جاسم محمد بودي» وكتبت على غلافه جملة تفيد بأنه «وقف لا يباع ولا يشترى».
4- ديوان عبدالله الفرج: ويضم هذا الديوان شعر عبدالله الفرج المكتوب باللهجة العامية فحسب، وقد اشرف على جمعه ونشره الشاعر خالد الفرج وطبع للمرة الاولى في الهند في العام 1338هـ – 1919م.
5- دليل المحتار في علم البحار.
6- المختصر الخاص للمسافر والطواش والغواص.
7- الخالص من كل عيب لوضع الجيب.
يجمع بين هذه الكتب الثلاثة كونها تهم العاملين في مجال الملاحة والغوص وتجارة اللؤلؤ، وهي من تأليف الربان الشهير عيسى القطامي، وقد طبع كتابا «دليل المحتار» و«المختصر الخاص» في بغداد سنة 1343 هـ- 1924م على حين لاتحمل النسخة التي اطلعت عليها من كتاب «الخالص من كل عيب» بيانات عن جهة الطبع وإن ذكر تاريخه وهو 1343 هـ – 1924 م.
8- المذكرة الفقهية في الاحكام الشرعية: من تأليف الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وطبعت المذكرة في مطبعة الفرات ببغداد في العام 1343 هـ 1925م.
9- فتح الرحمن في التحذير من شرب الدخان: تأليف الشيخ احمد بن الشيخ عبدالله العوضي الشافعي الكويتي، طبعت هذه الرسالة في بغداد في العام 1344هـ – 1926م.
10- تاريخ الكويت: ألفه الشيخ عبدالعزيز الرشيد وطبع في بغداد في العام 1926 م وهذا الكتاب بالغ الاهمية، اذ انه تجاوز السرد التقليدي للاحداث السياسية وتكلم عن الحركة الفكرية والعلمية في عصره.
11- الروزنامات: الروزنامة هي دفاتر اليوميات التي يسجل فيها الربان «النوخذة» حركة العمل على سفينته في اقلاعها ورسوها وشحنها وتفريغها، وتسجيل قياس السفينة وتحديد وجهتها بناء على تحديد موقعها في عرض البحر.
وترك لنا ربابنة الكويت ثروة قيمة من تلك الروزنامات وقد تولى د. يعقوب يوسف الحجي تحقيقها، واعدادها للنشر من خلال مركز البحوث والدراسات الكويتية ويعود تاريخ كتابة بعضها الى عقد الثلاثينات من القرن العشرين.
ومن الروزنامات التي تم نشرها ما كتبه كل من «النواخذة» الربانية الكويتيين: عيسى عبدالله العثمان، عيسى يعقوب بشارة، ناصر يوسف الحجي، احمد فهد موسى الفهد، عبدالوهاب عبدالرحمن العسعوسي، يعقوب خلف اليتامى، عبدالمجيد الملا أحمد الفيلكاوي، مفلح صالح الفلاح، ناصر عبدالوهاب القطامي، حجي يوسف الحجي، سعود فهد السميط.
|