[نجم سهيل]

أقول عتيج الصوف ولا يديد البريسم
للأسف لم يعد التراث الكويتي له ثمة قيمة لدى الأجهزة المعنية في الدولة ، فقد طغى فكرة التطور العمراني على حساب الحفاظ على تراثنا وأذكر لكم أمر حدث في السابق ان المؤرخ الكبير الأستاذ الفاضل سيف مرزوق الشملان قد بعث برسالة خطية إلى احد المسؤولين في الدولة للأبقاء على منازل وحي أبن خميس قبل ان تمتد يد الجرافات لهدمه باعتباره أنه آخر الأحياء الكويتية القديم الذي لايزال قائماً حتى أنني أذكر كان في شارع الميدان المقابل لمسجد أبن خميس محل الحلوى وصاحبه عماني إلا ان الدولة جزاها الله خيرا ؟ استجابت لنصيحة مؤرخنا الجليل وقامت بهدمه في السبعينات وقامت بعدها ببناء شبرات خشب وأسمته يوم البحار ؟ وتسعى أطراف أخرى إلى اتمام تلك المساعي التي تفتقد الحس الوطني إلى الإجهاز على بواقي هذا التراث بهدم ما تبقى من دواوين
الحي الشرقي ( الشملان ، والعسعوسي ، والنصف ، والروضان ) والتي تفوح منها رائحة ماضي الكويت الجميلة ورائحة أهلها ، ويريدون إنهاء ما تبقى منها لغاية في نفس يعقوب ؟ وأسسوا شركة لمشروع القرية التراثية وتوجهوا لهدم تلك الدواوين إلا ان تدخلات اهل الكويت حال دون ذلك ، وللأسف هذا المسلسل يسير في قنوات مختلفة فقط من الأجهاز على بواقي هذا التاريخ ــ ولا أعرف ما هو الدور الحقيقي لمجلس الثقافة والفنون والأداب والتي يتبعها المتاحف وكل ما تعلق بالآثار موقفها سلبي إلا إذ تحركت فئة معينة في هذه المسألة وجل إهتمامها هو أحياء الحفلات الراقصة والغناء المتحف الوطني يمتلك مساحة كبيرة وفراغات واسعة وصالات عرض حرقها النظام العراقي البائد دون أت تعيد الحياة الثقافية فيها إلا باليسير فالأخت الفاضلة الشيخ حصة بنت الشيح صباح السالم الصباح رحمه الله وغفر له هذه السيدة الكريمة كنت قد حضرت لها معرض للكنوز التاريخية التي عرضتها قبل الغزو العراقي وليس الصدامي فقط ؟ في احد صالات المتحف الوطني وبعد الغزو اختفت تلك المعروضات عن الأرض الحقيقية لإحتضانها حتى الأن في تصوري انها لم تجد هنا من يهتم بهذه الكنوز ويقدر قيمتها الثقافية وبدأت تعرضها في دول عديدة لم تلغي تطورها اهتمامها بالتاريخ البشري وثقافته وهناك الكثير من أبناء هذا البلد من يمتلك الكثيرمن هذه الكنوز لكن يحتاج إلى من يمد يده من مسؤولي الدولة المعنيين بأمر الثقافة ومنهم الاستاذ طارق رجب فالحديث يطول عنه ــ واود أن أشيد برئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الدكتور عبدالله يوسف الغنيم على جهوده الواضحة في المركز والحديث أيضا يطول وكذلك الأخ الكريم الباحث الشيباني ومركز المخطوطات بالجابرية بجهوده الشخصية التي تحتاج إلى دعم من جهات أخرى لكن لا حياة لمن تنادي ( اللهم إهدينا فيما اختلف فيه من الحق ) ونأسف على الإطالة