7* النوخذه يوسف عبداللطيف العيسى
تعلم النوخذه يوسف قيادة السفن الشراعيه والملاحه من أخيه ناصر في سفينته المشهوره (بغلة بن عيسى)، والتي كانت المدرسه التي درب عليها النوخذه ناصر إخوته. ثم ركب النوخذه حمود ثم مع أخيه النوخذه حمد. ولما أتم تدريبه استلم قيادة بوم صغير لعدة سنوات . ثم ركب في قيادة سفينه للتاجر عبدالرحمن البدر لمدة سنتين إلى الهند. ثم استلم بوماً صغيراً للعائله
حمولته 1500منِ ، وذهب به في رحله للهند. ولما باع التمر هناك، ذهب إلى ميناء منقلور الهندي حيث شحن سفينته بالقرميد (الكبريل)، وأبحر مباشرة إلى ساحل أفريقيا الشرقي عبر المحيط الهندي. وهناك أنزل البضاعه في ميناء ممباسا ، ثم تركه إلى زنجبار حيث استأجر منها رباناً لكي يساعده على دخول دلتا الروفيجي لشراء أعمده الجندل. ولما تم ذلك أبحر عائداً إلى الكويت.
بعد ذلك تسلم النوخذه يوسف بوماً صغيراً للتاجر مكي الجمعه، ثم استلم سفينه أخرى لنفس التاجر هي البوم المعروف باسم ((بستان)) وهي من الخشب ، والمشهور في تاريخ الكويت بجمالها وجودة صنعها.
بدأت رحلة النوخذه يوسف في هذه السفينه حوالي عام 1943م من الكويت إلى الهند. وحين جاء موعد العوده إلى الكويت لم يستطع النوخذه يوسف الإبحار نظراً لانتهاء الموسم، وهذا يعني أنهم ((برَصُوا)) في لغة البحر .
ومن بدء الموسم التالي شحن النوخذه يوسف سفينته بالبضائع وأبحر باتجاه مسقط، حيث شحن المزيد من البضائع ، ثم أبحر إلى الكويت . ولما وصلها أنزلت بضاعة الكويت وبقيت بضاعة البصره في السفينه في مكانها في بندر الشويخ حتى تبحر بها السفينه بعد أيام. ولكن في الليل شب حريق في البوم ((بستان)) وتقطعت حباله، وتصاعدت ألسنة اللهب ، والناس ترى ذلك ولا تستطيع عمل شيء لإنقاذ السفينه . وبدأت السفينه تتجه شرقاً مع الجزر حتى رأس عجوزه، ثم ترجع مع المد وهي مشتعله حتى الصباح . ولم يعرف السبب الذي أدى إلى اشتعال هذه السفينه، ولكن الخساره فيها كانت كبيره.
طاب خاطر النوخذه يوسف بعد ذلك من ركوب البحر، فعمل في سنة 1945م موظفاً في قسم المشتروات في وزارة التربيه حتى تقاعد من عمله هذا .
وأما عن البحر فما زال يعن عليه في ذاك الزمان ، ولكن راح الرجال، وراحت الأرزاق من البحر، حتى الروزنامه التي كان يسجل فيها يومياته فقدت أثناء الغزو العراقي للكويت . وأما عن البوم ((بستان)) فهو خوش بوم ، كما يقول : ((كبير وحلو وسريع ، ولكن ليس لديه حتى صوره تذكره فيه )).
الله يرحم النوخذه يوسف ويسكنه فسيح جناته ووالديه وإخوانه .
|