عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 10-08-2010, 12:21 PM
الصورة الرمزية فتى البارق النجدي
فتى البارق النجدي فتى البارق النجدي غير متواجد حالياً
عضو مخالف، تحت الملاحظة، النقاط: 1
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 48
افتراضي

نساء العثمان ... شقائق الرجال

النساء بشكل عام: شقائق الرجال.
ولقد كان منطلقنا في اختيار هذا العنوان في هذا السياق من قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... (189)"( ). فهي شق من نفس الرجل وجزء من شخصيته، ولقد حدد ذلك المعنى بالضبط رسول الله  حين قال: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"( ).
فهما في التكليف سواء، وفي الجزاء كذلك، بل لهن في نصيب الرعاية وحسن الصحبة من الذرية ثلاث أضعاف ما للرجال،( ) وهي تشارك في الشعائر التعبدية ذات الطابع الاجتماعي الجماعي مثل الخروج إلى صلاة الجماعة والجمعة والعيدين.
كما أن لها حقوقها السياسية التي تجير بها من الأعداء المحاربين،( ) وهي مطالبة بما هو مطالب به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولقد كرمها الإسلام بعد ذل الجاهلية سواءً في الجزيرة العربية أو في بلاد الحضارات القديمة كاليونان والرومان واليهود والهنود.
ورغم القيود الإجتماعية التي كانت مفروضة على المرأة الكويتية في كويت الماضي، إلا إنه من الظلم وعدم الإنصاف أن نتجاوز دور المرأة الكويتية في دعم زوجها وابنها واخيها الرجل في مهمته الشاقة طلباً للرزق الحلال.
دعنا * عزيزي القارئ * نسلط الضوء في البداية على هذا الدور العظيم، الذي لعبته في الحياة الاجتماعية بشكل مباشر، وفي الحياة الاقتصادية بشكل يكاد يكون مباشراً أيضاً.
وليس من قبيل المبالغة ما رددَّه الأولون أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وفي هذا القول تتجلى العلاقة الفطرية بينهما، ولا ينطلق الرجل الكبير حين ينطلق إلا بشخصية قوية مستقرة.
ولا تكون هذه الشخصية القوية المستقرة إلا في رجل يعيش في أسرة مستقرة متكاتفة، تسنده وتقف خلفه في كل المواقف، ولا توجد هذه الأسرة إلا وركنها الركين متوافراً وهو المرأة الصالحة، التي تحسن إدارة بيتها في حضور زوجها عموماً، وفي غيابه خصوصاً.
علماً بأن ظروف السفر قد تقتضيه أن يغيب عن الكويت أشهراً متصلة، قد تبلغ السنة أو السبعة أشهر، وما يلبث أن يعود فيها من رحلة السفر التجاري في السفن الشراعية، حتى يتلقاه موسم الغوص على اللؤلؤ، وغالباً ما يضطر البحار لأن يشارك فيه طلباً للرزق الحلال، وتخفيفاً للالتزامات التي قد تنشأ من قلة حاصل السفر التجاري، وبالتالي عدم كفايته لتسديد الدين الذي اقترضه قبل سفره ليأمن حاجات بيته وأهله، والمسمى "السلف".
ولا يقتصر هذا الحال على البحارة، فقد يحتاجه النواخذة الذين تتناسب حاجاتهم إلى الكسب الحلال مع حجم أسرهم، وعدد من يعول في ظل التكافل الاجتماعي الذي اتسم به المجتمع الكويتي.
ولم نسمع أبداً أن كويتياً * بحاراً كان أو نوخذة * تخلف يوماً عن رحلتي السفر التجاري أو رحلة الغوص على اللؤلؤ بسبب رعايته لشؤون أسرته.
لأن هذه المهمة قد كفته مؤنتها زوجته طوال سنوات عمله في البحر، وسرعان ما ربت من أبنائها الفتيان من يعينها في توفير الاحتياجات الخارجية للبيت، كما ربت بناتها الفتيات على مساعدتها في توفير الاحتياجات الداخلية في البيت.
بل على النقيض من كل هذا كانت المرأة الكويتية خاصة، والخليجية عامة تدفع زوجها وابنها اليافع إلى الكسب الحلال، ليقوم مقام الرجال الذين يعتمد عليهم في استجلاب الرزق، ويسمى أحدهم "الكدَّاد" أي الذي يتولى الكد والعمل في مجال الرزق الحلال.
لذا كان النوخذة له مكانته الاجتماعية الكبيرة في المجتمع، ومن بعده الرتب البحرية الأخرى مثل مساعده (نوخذة الشراع) والمجدمي وهكذا.
وكذلك على صعيد الغوص على اللؤلؤ كانت للغواص مكانته الاجتماعية الأكبر ثم السّيب، والتي تنعكس من تميز الأول عن الثاني أصلاً في توزيع حاصل رحلة الغوص (القلايط: الأسهم).
ولقد كانت تشعر زوجة النوخذة بالفخر والاعتزاز للمكانة الاجتماعية والاقتصادية التي بلغها زوجها، أو بالمقابل تشعر بالمسؤولية تجاه ذلك وبالقدر نفسه، فتأخذ على عاتقها حفظ بيته وصيانة سمعته وحسن تربية أولاده وحفظهم من الزلل ما استطاعت.
كانت هذه نبذة عن الدور الرائد الذي قامت به المرأة الكويتية في هذا المجال.
أما بالنسبة لنساء العثمان فلن يعوزنا التفكير في حسن تدبيرهن، وقوة شخصياتهن، وطيب تربيتهن، ويكفي أن نرى انعكاس ذلك متمثلاً في كل من أوجه النجاح التالية:
1- بروز نواخذة العثمان ضمن أكفأ نواخذة السفر الكويتيين.
2- كثرة عددهم بشكل مطلق بحد ذاته، وكذلك بالنسبة للنواخذة الآخرين من العائلات الكويتية الأخرى.
3- نجاح العائلة في توارث مهنة "التنوخذ" جيلاً بعد جيل، أباً عن جد، وأخاً كبير لأخ صغير.
وهذه المظاهر الجلية للنجاح لا تأتي دون تيسير الله تعالى للنواخذة من آل العثمان، وتوفيقهم بإسنادٍ اجتماعي يدفعهم إلى النجاح دفعاً.
ومن الطبيعي عندما نتحدث عن نساء العثمان اللاتي كنَّ وراء كبار العائلة عندما برزوا في مجال التنوخذ في سفن السفر الشراعي أن نذكر زوجة عميد العائلة، حيث أنه من الطبيعي أيضاً أن تكون هي التي ضمت الجميع في حسن تربيتها ورعايتها.
لقد كانت المرحومة السيدة شيخة سالم السبيعي زوجة المرحوم النوخذة عبدالعزيز بن عثمان سيدة بيت من الطراز الأول، حيث حفظت البيت وأهله في حضور زوجها وسفره، وساست "الحمولة" (بفتح الحاء: العائلة الكبيرة) خير سياسة، وقد كانت هذه الحمولة تضم أبناءها عبدالله وعبدالوهاب وزوجتيهما، وأبناء أخت زوجها هيا بنت عثمان وهما عبداللطيف ومحمد ابنا سليمان بن غانم العثمان وأبنائهما.
وعندما نقول أنها حفظت البيت فإننا نقصد معانٍ كثيرة، ومواقف طويلة تبدأ منذ الصباح الباكر حين توقظ الأولاد ليذهبوا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر مع الجماعة في مسجد العثمان، الذي بناه زوجها، ثم لا يعودون من المسجد حتى تكون قد أعدت لهم الفطور.
وهكذا تشرف وتعد الوجبات، وتقوم بكافة الواجبات المنزلية التي لا يتسع المقام لذكرها، والمهم هنا أنها حافظت على كل البرامج اليومية في إدارة البيت الكبير في عملية انسيابية وطيبة خلت من المشاكل الاجتماعية والمادية ولله الحمد والمنة.
أما عبداللطيف فقد تزوج ابنة خاله فاطمة عبدالعزيز العثمان، وهي الأخرى كانت صاحبة فضل وحسن سياسة وتدبير، وقد أنجبت الأبناء الصالحين وعلى رأسهم النوخذة القدير أحمد عبداللطيف العثمان. وقد كانت هي الأخرى * وسائر نساء العثمان * تقوم بواجباتها الاجتماعية والمنزلية على أحسن وجه، باعتبارها بنت نوخذة وزوجة نوخذة وأم نوخذة، فكيف لا تكون قيادية وقد كانت ربيبة النواخذة منذ نعومة أظفارها.
فهي بنت النوخذة القدير عبدالعزيز بن عثمان، وزوجة النوخذة القدير عبداللطيف سليمان العثمان، ووالدة النوخذة أحمد عبداللطيف العثمان، والنوخذة داوود عبداللطيف العثمان.
وكذلك موضي عبداللطيف سليمان العثمان زوجة النوخذة القدير عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان، التي كانت له خير سند أيضاً في أسفاره الأولى، حيث أشرنا آنفاً في التعريف الشخصي به، بأنه تزوج مبكراً في بداية شبابه.
وقد تزوج النوخذة محمد سليمان العثمان هو الآخر من ابنة خاله عبدالله بن عثمان، وأنجبت منه النوخذة يوسف وأختيه سارة وفاطمة، وقد تزوج النوخذة يوسف ابنة عمه عائشة عبداللطيف العثمان، وأما فاطمة فقد تزوجها النوخذة عبدالله عبد العزيز العثمان.
وأما سارة فتزوجها المرحوم سليمان عبداللطيف العثمان الكاتب الرئيسي لعائلة العثمان، وعندما نقول الكاتب فإننا نقصد ما اصطلح الكويتيون القدماء على إطلاقه كمسمى للمحاسب وماسك الدفاتر التجارية، أي المدير التجاري.
وكذلك فإن النوخذة أحمد عبداللطيف سليمان العثمان قد تزوج منيرة ابنة النوخذة عبدالرحمن إبراهيم العثمان، وكذلك تزوج أخوه داوود عبداللطيف العثمان من أختها لطيفة عبدالرحمن إبراهيم العثمان.
وتكتمل الدورة الاجتماعية بين هؤلاء النواخذة حين يتزوج عبدالرحمن إبراهيم العثمان من حصة ابنة النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان، وكذلك زواج النوخذة علي سليمان العلي العثمان من مريم ابنة عمه النوخذة غانم علي العثمان، وكذلك فإن النوخذة عيسى عبدالله العثمان تزوج من طيبة ابنة عمه النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان.
ومن هنا تتضح اللحمة الاجتماعية الكبيرة بين هؤلاء النواخذة، كما يتضح من هذه اللحمة الدور الكبير الذي لعبته نساء عائلة العثمان في صناعة المجد البحري الكبير لعائلة العثمان.
ومن الجدير بالذكر هنا أننا لا نغفل أبداً الدور الذي قامت به زوجات نواخذة العثمان من غير نساء هذه العائلة الكريمة، بيد أننا نركز الحديث هنا عن نساء العثمان المنتميات لعائلة العثمان، ليتبين لنا العدد الكبير منهن بين زوجات نواخذة العثمان من جهة، كما يتبين لنا دورهن وأثرهن الكبير في مسيرة النجاح من جهة أخرى.
رد مع اقتباس