الموضوع
:
الشيخ عبدالرحمن الفارس حديث الذكريات
عرض مشاركة واحدة
#
2
28-07-2010, 01:15 AM
بوخالد..
عضو
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 73
الشيخ عبدالرحمن الفارس (يتبع)
مشاركته
عندما انتابت مشايخ الكويت شكوك ومخاوف من انقراض التعليم الديني في ظل عدم وجود مؤسسة ترعاه، رفعوا مخاوفهم الى مجلس المعارف، وطلبوا افتتاح معهد ديني لتدريس الفقه ولو لساعة من النهار، واستجاب مجلس المعارف لطلب المشايخ فاستأجر محلاً مقابلاً لسوق اللحم في شارع المباركية وتم تعيين ثلاثة فقهاء فيه، كما تطوع الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة - رحمه الله - لتدريس علوم الحديث النبوي، وقد طلب الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - رئيس دائرة المعارف آنذاك من الشيخ عبدالوهاب الانضمام الى هيئة علماء المعهد الديني الذي أنشئ في عام (1367هـ/ 1947م)، فقبل الشيخ الفاضل التدريس فيه واستمر في تأدية رسالته في المعهد لمدة عشرين عاماً.
مجالسه
كان الشيخ عبدالوهاب يجلس في ديوان الفارس بالمباركية ما بين صلاتي المغرب والعشاء يومياً وذلك قبل أن ينتقل من المباركية سنة (1379هـ/ 1960م) ليسكن بالفيحاء الى سنة (1390هـ/ 1971م)، ثم الى ضاحية عبدالله السالم التي توفي بأحد شوارعها (شارع صنعاء).
وكان الشيخ عبدالوهاب يدرّس في ديوانه الفقه الحنبلي والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية التي يدرّسها من خلال كتاب (سيرة ابن هشام)، وقد حفل ديوان الشيخ عبدالوهاب بالعديد من الشخصيات البارزة التي كانت تستمتع بالجلوس اليه والانصات الى حكمه ومآثره - رحمه الله - وكان من أبرزهم السادة:
- محمد ابراهيم الخال.
- حمد رشود الرشود.
- أحمد رشود الرشود، (امام مسجد السرحان بالمباركية).
- الشاعر ابراهيم الديحاني.
- محمد عبدالعزيز المنصور.
- مسعود العبدالله.
- محمد عبدالعزيز العنزي.
- أحمد الفاخري.
- عبدالرحمن الرجيب.
- سعود المديرس.
وآخرون غيرهم.
والى جانب مجلسه اليومي كان له أيضاً مجلس أسبوعي في الديوان نفسه، وذلك لمدة ساعة من بعد صلاة الجمعة حيث يجتمع فيه مع أهله، وكان للشيخ الجليل شقيقان، (أحمد) - رحمه الله - وهو من مواليد سنة (1313هـ/ 1895)، وشقيق آخر توفي في ريعان شبابه وكان اسمه (عبدالله)، وشقيقة واحدة تزوج منها الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس، وقد رزق الله سبحانه وتعالى الشيخ الفاضل أربعاً من الاناث وستة من الذكور من زوجته ابنة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الفارس وهم:
- عبدالله.
- ابراهيم.
- حمد.
- الشيخ/ عبدالرحمن.
- يوسف (توفي صغيراً).
- مشاري.
وقد اختار لهم طريق العلم والنور فأرسل ابنه (ابراهيم) للدراسة في كلية اللغة العربية و(حمد) الى كلية اصول الدين و(الشيخ عبدالرحمن) الى كلية الشريعة والقانون وذلك في الازهر الشريف الذي سبق ان استضاف الشيخ الجليل، و(مشاري) الى كلية التجارة في جامعة الكويت.
والى جانب الأهل كان للأصدقاء مكان كبير في مجلسه الذي كان يجيب فيه عن الاسئلة والاستفسارات الدينية، ومن اقرب الاصدقاء للشيخ الفاضل السيد/ مرزوق داود البدر - رحمه الله -، وكانت السمة البارزة على ديوانه وصحبته هي تجمع أهل العلم والفضل لرفع راية الله عز وجل، فكان على صلة دائمة بابن عمه الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس والشيخ محمد بن سليمان الجراح والشيخ محمد صالح العدساني والأديب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجراح - رحمهم الله تعالى -، حيث حافظوا جميعاً على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجعلوهما في الصدارة، وليس أدل على ذلك من انه عندما حضر أمير البلاد الراحل الشيخ
صباح السالم الصباح
- رحمه الله - إلى ديوان الفارس في إحدى المناسبات، وكان في استقباله الشيخان عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس، وابن عمه عبدالوهاب ابن الشيخ عبدالله الفارس، حيث قال لهما: «انتم أيها العلماء الجناح الأيمن والشعب هم الجناح الأيسر»، فما كان من الشيخين إلا أن أجاباه شاكرين له تفضله قائلين: «ان هذا القول دليل اهتمام سموكم بالعلم والعلماء وتقديرهما ولكن جناحيك يا صاحب السمو هما كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم».
وكان للشيخ عبدالوهاب مجلس خاص خلال شهر رمضان المبارك بمسجد الفارس بالمباركية بعد صلاة العصر يومياً لإلقاء الدروس والوعظ والارشاد في هذا الشهر المبارك، كان يحضر الدرس الكثير من طلبة العلم.
ثمار الخير
لم يكن يسعى الشيخ عبدالوهاب إلا في الخير، ولم يقف قط إلا في موقف يحيط به الخير والطهر والصلاح، فقد كان الشيخ الفاضل في مرة من المرات يسير مع صديقه الشيخ محمد بن سليمان الجراح - رحمهما الله - فصدمتهما سيارة وسقطا في حفرة ما تسبب في جرحهما، وكان من الطبيعي مقاضاة سائق السيارة لكنهما تنازلا عن حقهما عندما علما انه كان في حالة سكر، فقد رأى الشيخان أنه لا يليق بهما أن يقفا مع (سكران) في موقف واحد، فآثرا الصفح عنه وتركاه إلى حال سبيله.
ذكر لي الملا يوسف حماده - أطال الله في عمره -: «انه في أواخر الخمسينات اقترح بعض الناس تحويل (المقبرة القديمة) والتي يكون موقعها الآن بجوار قصر العدل إلى حديقة عامة ليرتاد الناس عليها، وقد اعترض على هذا الرأي العديد من علماء ورجالات الكويت ومنهم:
- الشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس
- الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس.
- الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة
- الشيخ أحمد الخميس.
- الشيخ محمد بن سليمان الجراح.
رحمهم الله تعالى.
ورفعوا شكواهم للشيخ
عبدالله السالم الصباح
- رحمه الله -، ولكن تم للمقترحين ما أرادوا، حيث تم القاء الرمال فوق القبور وتمت زراعتها وحولت إلى حديقة عامة يرتادها الناس إلى يومنا هذا، وصادف ذلك التحول يوم الثلاثاء أو الأربعاء، وحين ذهب الناس إلى صلاة الجمعة التي تلت ذلك اليوم، وما ان خرج الناس من المسجد حتى أصبح لون السماء يميل إلى الاحمرار وصار النهار شبه مظلم وغبار شديد، وأخذ الناس يدعون ربهم من الخوف أن يغيثهم من هذا الغضب، ولا شك أن هذا الغضب من الله عز وجل لوجود قبور الكثير من العلماء ورجالات الكويت الأوفياء في هذه المقبرة ومنهم الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله الفارس والشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي وحاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك واخوانه الشيخ محمد والشيخ جراح الصباح وغيرهما الكثير، وقد عزز العلماء اعتراضهم بفتوى من علماء الحرم المكي الشريف بعدم جواز ذلك الفعل».
وأثمر ذهن الشيخ الفاضل العديد من ثمار العلم، فله عدة مذكرات فقهية ألفها لطلبة العلم لكنها لا تزال مخطوطة ومحفوظة لدى ابنه الشيخ عبدالرحمن بانتظار أن تخرج إلى النور قريبا - إن شاء الله سبحانه وتعالى -.
وقد شارك الشيخ الفاضل كل من الشيخ محمد بن سليمان الجراح والسيد محمد بن سليمان المرشد عضو مجلس الأمة السابق في تحقيق كتاب (كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات) على مذهب الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله - وهو من تأليف عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بن محمد الدمشقي - رحمه الله تعالى -، ومازال التحقيق مخطوطا غير مطبوع في مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.
وقد جنى ثمار الشيخ الجليل الطيبة عدد من التلامذة النجباء الذين نالوا مكانة تليق بهم في الكويت، وتقلدوا مناصب مهمة، ومن أبرز تلامذته:
- ابنه ابراهيم. (وقد تقلد مناصب عدة في وزارتي الإعلام والتربية).
- ابنه حمد. (مدير المعاهد الدينية السابق).
- ابنه الشيخ عبدالرحمن. (وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون الحج والمساجد السابق).
- المستشار راشد عبدالمحسن الحماد. (رئيس المجلس الأعلى للقضاء).
- الدكتور يعقوب يوسف الغنيم. (وزير التربية السابق).
- الدكتور خالد مذكور المذكور. (رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالديوان الأميري).
- الدكتور عجيل جاسم النشمي. (عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية السابق بجامعة الكويت).
- عبدالله العيسى (رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق).
نهاية رحلة
رحل الشيخ عبدالوهاب إلى جوار ربه بعد رحلة عطاء طويلة مباركة، وقد أراد الله إكراماً له أن يموت شهيدا، فمات اثر حادث سيارة أليم، حيث صدمته سيارة وهو عائد إلى منزله ماشياً بضاحية عبدالله السالم (شارع صنعاء)، فنقل إلى مستشفى الصباح حيث توفي في (الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ربيع الأول لسنة 1403 هجرية- الثاني عشر من يناير لسنة 1983 ميلادية).
قال الدكتور
يعقوب يوسف الغنيم
(وزير التربية السابق) أحد طلبة الشيخ الفاضل عقب وفاته: «فقدت الكويت عالما من علمائها الأجلاء، وإماماً من أئمتها المخلصين، ورائداً من رواد نهضتها العلمية، بلغ ستة وثمانين سنه في مجال الدعوة إلى الله صابراً مخلصاً، حتى أثمر بفضل الله عمله، وطاب ما غرست يداه، ذلك فضل الله».
واعترافاً بفضله وجهوده لخدمة الإسلام والمسلمين، قامت جامعة الكويت بمنحه شهادة تقدير تكريماً لجهوده الكريمة، وقامت وزارة التربية باطلاق اسمه على إحدى مدارسها في ضاحية صباح السالم، وقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باطلاق اسمه على مسجد بجوار جمعية كيفان التعاونية بناء على اقتراح مقدم من السيد الفاضل
جاسم محمد العون
عضو مجلس الأمة آنذاك تخليداً لذكراه التي يحفظها له تلامذته في وجدانهم، وقام المعهد الديني بمنحه شهادة تقدير بمناسبة مرور خمسين عاماً على انشاء المعهد تحت رعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سـعد ال
عبدالله السالم الصباح
- حفظه الله ورعاه-.
وشيع جثمان الشيخ الفاضل - رحمه الله - إلى مثواه الأخير صباح اليوم التالي لوفاته وقد حضر جنازته جمع غفير من رجالات الكويت وطلبة العلم عنده ومحبيه، وقام بالصلاة على جنازته السيد الفاضل عبدالمحسن ابن الشيخ عبدالله الفارس - رحمه الله-.
رحم الله شيخنا الفاضل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
المصدر
كتاب علماء آل فارس في الكويت كان مصدرنا في الحديث عن الشيخ عبدالوهاب الفارس وهو من إعداد حفيده فارس عبدالرحمن الفارس.
مع الزميل سعود الديحاني
ومصافحا رئيس جمهورية الهند فخر الدين احمد
... ومع ابنه فارس الفارس
مع الشيخ عبدالله الجابر في احدى المناسبات الدينية
... ومع سمو الامير الراحل جابر الاحمد
... ومع سمو الامير الراحل صباح السالم في احدى المناسبات الدينية
الشيخ عبدالوهاب الفارس وعبدالله النوري وسليمان الرميح في القدس سنة 1961
كتاب يطلب فيه من الشيخ عبدالوهاب الفارس اختيار ستة اشخاص لتعينهم في بلدية الكويت
رثاء الشيخ عبدالله الدحيان في صديقه الشيخ عبدالمحسن الفارس
الشيخ عبدالوهاب الفارس يؤم المصلين على جنازة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي
المصدر : جريدة الراي
الكاتب: سعود الديحاني
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?Id=60490
بوخالد..
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها بوخالد..