الحاقاً لما جاء في الجزء الاول من هذه المقالة عن الاديب المرحوم فهد الدويري اقول: قاد المرحوم الدويري حملة في مجلة (الرائد) الكويتية من اجل تطبيق مشروع الضمان الاجتماعي في دولة الكويت وكان ذلك في عام 1952م، بل انه قدم مشروعاً متكاملاً تحدث فيه عن مواد المشروع ووسائل تنفيذه وهيكله التنظيمي، مثل مكتب الاحصاء والاستعلامات والمكتب المالي ومكتب القروض ومكتب العمل ومكتب الصناعات، كما خاطب التجار بقوله (اغنياءنا: من منكم سيبدأ ومن منكم سيحمل الراية).
ويعد المرحوم الاستاذ فهد الدويري من رواد ادب الرحلات في الصحافة الكويتية فقد كتب العديد من الموضوعات المفيدة عن مشاهداته وتنقلاته في الاردن وفلسطين وكان يذيل تلك المشاهدات والتنقلات بتوقعي (ابن جبير)، وله ايضا (يرحمه الله تعالى) مجموعة متنوعة من القصص القصيرة تقترب من الاربعين قصة منها (من الواقع) و (العنيفة) و (متى يدافع الشعب) وغيرها من القصص التي تميزه عن غيره من القصاصين الكويتيين، ان غياب شاعرنا الكبير واديبنا الراحل الاستاذ فهد يوسف الدويري يعتبر بحق خسارة كبيرة لا تعوض للادب والثقافة في دولة الكويت فقد وهب هذا الاديب الكبير كل حياته لخدمة وطنه ومجتمعه من خلال الثقافة والاعلام والفن والفكر في مختلف الميادين ، فقد كان (يرحمه الله تعالى) علما من اعلام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت وكان عطاؤه متميزاً خلال عضويته في هذا المجلس، كما اسهم بفعالية عندما كان عضواً في مجلس ادارة وكالة الانباء الكويتية (كونا) في تطوير هذه المؤسسة الاعلامية الاخبارية في مجالات الثقافة والاعلام على مختلف المستويات.
ان الحديث عن رجل اديب وشاعر وقاص كالمرحوم الاستاذ فهد يوسف الدويري (يرحمه الله تعالى) له بداية وليس له نهاية ولكن (ما لا يدرك جله لايترك كله) ان اعماله موافقه ومبادئه سوف تبقى منارة مضيئة في تاريخ الكويت الحديث يسير عليها ويحتذى بها ابناء الاجيال المقبلة، لقد اجتمعت بالمرحوم الدويري اكثر من مرة في مكتبة وزارة الاعلام الكويتية حينما كان يزور استاذنا الاديب الكويتي المرحوم عبدالرزاق البصير الذي كانت تربطه واياه صداقة حميمة ويلتقي واياه فكرياً في كثير من الاراء، وكان في الحقيقة يتمتع بروح وطنية عالية وبروح عربية قومية تمثلت في مواقفه المؤيدة للنضال العربي ضد الاستعمار وضد التبعية بالاضافة الى الاخلاق الفاضلة التي كان يتمتع بها.
وبعد حياة حافلة بالمنجزات الادبية والثقافية وبعد حياة مليئة بالعطاء والتضحية لوطنه الكويت ولأمته وناسه انتقل اديبنا الراحل الى الضفة الاخرى مع الخالدين يوم الاربعاء 4 صفر لعام 1420هـ الموافق 21 مايو 1999م حيث شيع الى مثواه الاخير في موكب مهيب شارك فيه اعضاء رابطة الادباء الكويتية وجمعية الصحفيين الكويتية وجمع من محبي الادب من كويتيين وعرب، هذا وقد كرمته دولة الكويت بإطلاق اسمه على احدى المدارس الثانوية للمقررات في ضاحية الجابرية.
رحمك الله يا أبا يوسف رحمة الابرار ورحمنا الله واياكم برحمته التي وسعت كل شيء وأدام الله علينا جميعا نعمة الأمن والأمان في بلادنا الكويت الحبيبة بحق محمد وآله الأطهار وصحابته المجتبين الأخيار، قولوا آمين.
علي محمد المهدي - جريدة الوطن - 18/2/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|