عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-02-2010, 11:35 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

مع رحيل مرزوق العجيل

تثبت الأيام عندنا جيلاً بعد جيل أننا أمة لا تتذكر ولا تهتم ولا تتعرف أو تعترف بماضيها كتاريخ وتراث ومواقف يحسب لها الآخرون من الأمم الواعية المتحضرة المتفهمة لهذا الدور التاريخي الانساني الاجتماعي الالاف من الحسابات، لا لشيء إلا لأننا مشغولون مغمورون مبهورون بما نحن فيه وعليه من صخب الحاضر وضجيج الواقع وبهرجة ما حولنا وحوسة ما عندنا من كماليات وحسابات وأحقاد وكيد وكمد وغالب ومغلوب وطالب ومطلوب إلى مالا نهاية والعياذ بالله من هذه الحال المؤدية إلى سوء في الإدراك والأحوال!!

أما قصة الطيار العسكري الأول الملقب بأفضل نسورنا الجوية في خمسينيات القرن الماضي فإن الأجيال عندنا لا تعرف عنه ذلك لا من بعيد ولا من قريب سوى تعزية عابرة له في مربع الوفيات دون رتبة حملها على كتفه يوماً ما يتباهى بها أمام العالم باسم وطنه العزيز ودوره الملموس الذي قام به يوم ان كانت البلاد في مطلع خيراتها علي الارض، فهو يخترقها بطائرته العسكرية فوق تلك الارض الطاهرة بحركات استعراضية جوية لا ينافسه بها آنذاك شخص آخر في ذلك المجال.
ثم دارت الأيام وتلاشت الاحلام مع بداية إصاباته البدنية التي تعرض لها لاسباب عديدة انهت تلك اللحظات اللامعة في جبين احد نسورنا في عالم الطيران وعلى قائمة أمثاله الكثيرون دون اي التفات أو انتباه لهم في عالمهم لما بعد الوظيفة الرسمية.

على غرار ما يحصل في تقارير الفضائيات المختصة بتواريخ مبدعي العالم في كل المجالات العسكرية والطبية والتعليمية والامنية والسياسية والاجتماعية والثقافية وعوالم البحار والبراري والانهار والجبال والاشجار وغيرها من إبداعات لها من يؤرخها لتوثيقها لاجيال تتعاقب بعدها كقواعد وركائز تؤكد تاريخ وحضارة وتراث تلك الأمم العريقة في كل جوانب الحياة فيها!!

أما عندنا فنحن ولله الحمد على بركة الله تعالى وتدبيره حيث يترك المختص المؤهل المتعوب عليه من قبل مجتمعه ودولته بامكانياته المتدفقة وجهوده المتميزة وعطائه المخلص تماما مع إغلاق آخر فتحة أو طريق يعبر منه الى عالم التقاعد أو نهاية الخدمة الى عالم النسيان التام حتى من ورقة ملونة أو غيرها تقول له شكراً على جهودك السابقة فقد كفيت ووفيت بكل ما اسند إليك «وكثر الله خيرك على حسن أدائك»
فلا يرجو بعد ذلك موقعاً يكفيه عن طائلة وعقاب الزمن!! أو ظروفاً له ولأسرته تؤدي به إلى أصعب المحن، أو حاجة يتعرض لها مع تصاريف الزمن لما بعد تقاعده يجد من عزوته وأهله من يسنده في هذه اللحظات إذا ما الزمن جار عليه!! لكن مقولة «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر!!» هي الأجدر بتحاشي ذلك!!
(والله المستعان)

محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
الوطن -اليوم
رد مع اقتباس