عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 19-01-2010, 12:00 AM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي

سوق بن دعــــيج
كانت الأنشطة التجارية كثيرة ومتعددة ومحورها الأسواق والمحلات فجعلت من الكويت مركزاً تجارياً لمنطقة الخليج بيعاً وشراء

وقد نمت هذه الاسواق وانتشرت فبلغ عددها حوالي 50 سوقاً في تلك الفترة من بداية الاربعينات واهم هذه الاسواق كان سوق ابن دعيج الذي جمع بين العلم والتجارة والتسلية وايضا ساعده موقعه في ان يكون ممرا الى الاسواق وساحة الصفاة

لإثراء الحديث عن هذا السوق المهم بتفاصيله المحببة لأهل الكويت التقت «القبس» الباحث في التراث الشعبي الاستاذ محمد علي الخرس الذي وقال:

حديثي عن سوق ابن دعيج وحسب دراساتي وبحوثي يبدأ من عام 1940 - 1950م الفترة التي غمر فيها اسواق الكويت التطور والانفتاح ورغم التغيرات فإن هذا السوق مازال كما كان رائدا بكل المعالم

وكنا نسميه سكة ابن دعيج تمتد هذه السكة من مدخلها الشرقي بدروازة عبدالرزاق ويطلق عليها اسم «المدفع» لوجود أحد المدافع القديمة منذ عام 1811م

التسمية نسبة للعائلة وقال الخرس:
ترجع تسمية هذه السكة الى عائلة ابن دعيج الذين سكنوا فيها ومن أشهر رجالها:
محمد العلي الدعيج
وعبدالرحمن وراشد ويوسف الدعيج
وعبدالعزيز الدعيج المتوفى عام 1983م
وكان لوالده دكان يقع في سوق البوالطو المتفرع من شارع الغربللي كان يبيع فيه البوالطو والباركوتات المستعملة (معاطف) الخاصة بالجنود ومن بقايا الحرب العالمية الأولى والثانية

وتعتبر هذه السكة سوقاً ضيقاً طوله اكثر من كيلو متر ينتهي غربا الى ساحة تدعى «براحة ابن الدعيج»
وفي الغرب يوجد سوق التجار
وفي السكة منازل وسكك اخرى ضيقة
وفي جنبات هذه السكة محلات كانت تزخر بالبضائع المختلفة ويزدحم السوق في شهر رمضان المبارك والاعياد ولا يمكن للسيارات المرور في هذه السكة لضيقها ولكثرة الناس فيها ولكن العربات والحمير لنقل الماء والبضائع تمر

وكان هذا السوق مسقوفاً بالخشب المربع ومغطى بألواح الشينكو لحماية الناس من حرارة الشمس والامطار وهناك جزء غير مسقوف

سبيل ابن دعيج ومن أشهر السوق «ماء سبيل» في البراحة عبارة عن مجموعة من حبوب الماء تملأ ليكون الماء بارداً صيفاً وقد تبرع عبدالعزيز بن دعيج لعابري السبيل خصوصا القادمين من البادية والمتسوقين بهذا السوق واشترى رحمه الله ثلاث آبار في منطقة الشامية وثلاثة جمال لنقل الماء الى هذا السبيل

محلات السكة ومعالمها ويستطرد الخرس في حديثه عما يحتويه هذا السوق وما يتداول فيه من بضائع فيقول:
وبعد البحث تبين ان سكة ابن دعيج غنية وعامرة بالمحلات المختلفة الاغراض وبقدر الإمكان عرفت هذه المحلات وأصحابها وأعمالها وخدماتها منها:
محل التناك الذي يصنع طرمبة كيروسين والمحكان (قمع) والدوة وأنواع العلب ذات الأغطية وعلب حفظ الوثائق الرسمية وعلبا لبائعي الرز والقمح والسكر والأباريق كلها تصنع من رقائق المعدن وأشهر العاملين في هذه المهنة المرحوم «فهد التناك»

مدرسة الملا زكريا كانت في هذه السكة وهي المدارس الأهلية (مطوع) لصاحبها ملا زكريا الأنصاري وتقوم بالتدريس في فصل الصيف بعد تعطيل المدارس واشتهرت بالحزم والجدية والمواظبة والشدة لحفظ القرآن وتعليم الحساب

في هذا السوق تجد الكثير من المحلات لبيع الخضروات والفواكه المستوردة مثل البطيخ والشمام والعنب والبلح ومن داخل الكويت الطماطم والجزر والطروح والفرع والكنار ومحلات لبيع الشاي والسكر والرز والملح والعدس... الخ

بائع البرچوته الشخص المتخصص في بيع الخردوات مثل الخيوط والبكرات وأنواع الأبر الخاصة بالخياطة وابر القحافي والأويات التي تستعمل في تجميل الملابس النسائية وأدوات التجميل والزينة

نجارون يقومون بصناعة القباقيب الخاصة للنساء «أحذية خشبية» وأدوات لعب الأطفال كالنباطة والدوامة والبلبول والوقاقة والمباخر الخشبية وشدافة الفئران وكرسي حب وبرمه

6- وكانت في هذه السكة مجموعة غير قليلة من المساكين والمحتاجين كبار السن وهم من غير الجنسية الكويتية كانوا في مدخل السوق

7- بائع الملح من معالم السوق لأنه الوحيد لا غيره ولكن عنده كمية كبيرة تكفي لحاجة الناس وينادي قائلا: وقية ببيزتين الملح

8- المصور كان في احد المنازل وصاحبه غير كويتي بكاميراته لها يد من القماش الاسود وباقة ورد للزينة وكان يحمض تحت درج صغير بماء مخلوط وبعد ذلك فتح بابا للغرفة من جهة السوق وازدادت هذه المهنة وانتعشت المحلات

9- خياطان للدشاديش في هذا السوق هما المرحوم السيد محمود الموله والثاني المرحوم صالح ابو دهام يساعده المرحوم محمد جواد الشيخ حبيب القريني

10- بائع التتن: مجموعة من المحلات تبيع التتن الخاص بالقدو والذي كان يدخنه الرجال والنساء كبار السن

11- توجد جيخانة (مقهى) واحدة ولها مدخل من طرف السكة فيها الكراسي الطويلة وفي داخل بيت المقهى يقوم الرواد بشرب الشاي والقدو وبعض الألعاب المسلية

12ـ محسن او مزين (حلاق) يقوم ايضاً بمهمة الحجامة والختان، وأكثر حلاقته بالموسى ويسمى (قرعة) وفي دكانه قطعة قماش وحبل بسحب لتعطي الهواء كالمهفة
وأحدهم (حلاق) اسمه «حجي تقي» يقوم بحلاقة الناس في محلاتهم حاملاً صندوقاً فيه عدة الحلاقة وايضاً كان يذهب الى البيوت والدواوين

13ـ بائع العنجكك: من عائلة الربيعان يقوم ببيع الحبوب وبجانبه مجموعة من الاشولة (خياش) ينظفها ويبيعها بالچبلة اي الاستكانة المملوءة ويقال ان العنجكك بذور السفرجل ويقال ايضاً من البذور ولها شجرة خاصة وتقوي الباءة واللفظة تركية فارسية

14ـ القفاص بالقرب من محل العنجكك منزل يقوم صاحبه بصناعة اقفاص الطيور من جريد النخل واسمه «عوض القفاص» كان يقوم بنفسه بقطع الجريد بأطوال متساوية فيثقبها ويصنع من هذا الجريد الاقفاص واسرة لنوم الاطفال يسمى الواحد «منز» واقفاصاً للتخزين «الرّك»

15ـ المجني هناك رجلان يقومان بتصليح الغواري (الأباريق) الخزفية والصحون الصينية المسكورة، يقوم بربط القطع بشرائط معدنية واسلاك حديدية، ويستعمل بعض المساحيق والسوائل اللاصقة لأن الناس يحافظون على أدواتهم حتى في حالة التلف لقلة المال والدخل القليل

16ـ بائع المشروبات: في بيت من بيوتات سكة ابن دعيج يقوم احد افراد عائلة ششتري بصنع الشراب الطبيعي بعضه من البرتقال الطبيعي وشراب الفيمتو والليمون الصافي واللبن الذي يسمى «من امه» كان ششتري يضع هذه المشروبات في زجاجة كبيرة لها فتحة صغيرة «نل» وبعدها قام ايضاً بصنع البوظة الملوثة من الرمان والنعناع والشمام والبطيخ وله شهرة في السوق ويزداد الطلب عليه في ليالي رمضان المبارك

17ـ أطرم (الأخرس) كان يبيع الكركري (نوع من الحلويات القديمة) يأخذ الكركري شكلاً زجاجياً رقيقاً من الحيوانات والطيور والسفن وهذا سريع الكسر وكان يعمل حلوة قبيط وشعر بنات وكبدة الفرس رحمه الله كان يتفاهم مع الزبائن بالاشارة

18ـ لبيع الجاكليت (شوكولاتة) والبرميت قطع من الحلوى حريفة المذاق لها طعم النعناع يقوم بصناعتها احد افراد عائلة «العيدي» في منزله الخاص في الشرق ويعرضها للبيع في سكة ابن دعيج والمصنع كان موجوداً حتى عام 1950م

19ـ بائع الحلوى والرهش والبقصم المرحوم راشد بوفتين يصنع هذه الحلويات في منزله ويبيعها في محله في السكة وفي رمضان المبارك يعرضها في البراحة

20ـ بائع القروضات (المكسرات) كان هناك عدد من هؤلاء الباعة ولكن اشهرهم المرحوم عبدالله كاكولي واهم المكسرات المرغوبة السبال (فول سوداني) والنقل والبيذان (اللوز بقشرته الصلبة) وفي شهر رمضان يخلط هذه المكسرات ويبيعها للقرقيعان

21- العطار لبيع الاعشاب والبذور خاصة التي تستعمل للادوية كان في سوق ابن دعيج عدة محلات ومن اشهرها محل «لآل عبدال» وآخر لعائلة «الربيعان»

22- محلات في السكة لعمل النعل النجدية والقرب الحاصة بالماء وخاضة اللبن واصحابها يجمعون مخلفات عجلات السيارات لصنع الحاجات الخاصة بالجمال والحمير

23- بائع العصي بمختلف انواعها واحجامها خاصة لرجال البادية الذين عصيهم لها مواصفات خاصة، وكذلك يقوم ببيع الخيزرانات وهي عبارة عن عصي رفيعة ولها رأس بيضاوي وأهم نوع منها: سميسمية

باعة متجولون واضاف الباحث الخرس:
وبجانب هذه المحلات وفي مداخل السوق هناك عدد من الرجال والنساء يفرشون الارض بقطعة القماش لبيع مختلف البضائع مثل:
الطيور الربيعية في الاقفاص
وبائع للزبابيط المطبوخة (حيوانات بحرية)
وبيع الجراد على الارض في قدور ساخنة وتسمع اصوات الباعة «جراد مكن»
وبجانبه بائع البنك والنقل والسمسمية
وباعة الباجلا والنخي عادة تكون امرأة وهي مشهورة في مدخل السكة
وفي الربيع يكثر بيع الطراثيث الذي يظهر بعد عشرة ايام من امطار الموسم وهو بني اللون حلو المذاق بعد شيّه على النار يعتبر نبات حولي وفي هذا الفصل تكثر الاعشاب البرية وتعرض في السوق مثل:
«كلمان» نبات القلقاس ورقاته مملوءة بالماء
وبائع الكنار يفرش بساطه ويبيع بالكود (جمع)
وعربة كانت تتجول حاملة المشروبات والبوظة ولكن اشهر ما في السوق «وردي وهيل» صاحب العربة الزجاجية فيها تشكيلة واسعة من الحلويات ويصيح صاحبها قائلا:
وردي وهيل ومن افضل الحلويات

وفي السوق بائع الكبة ايضا يتجول بعربته وفيها قدر كبير اسفله نار، وعند الطلب يضع الكبة في صحن صغير مع قليل من الفلفل الحار


مصدر المشاركة
وكالة الأنباء الكويتيــــــــــة
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس