من اجمل واروع ما كتبه الشاعر منصور الخرقاوي مرثيته في زوجته اللي عشقها وظل وفيا لها بعد موتها ثلاثون عام حتى توفاه الله في لندن بمرض السرطان ... وقد سطر فيها اعظم معاني الوفاء حيث يقول في ابياتها التي نظمها عام 76 :
كرهت الجيل من غير اختياري أخاف الشوق يحرقني بناري
الي مني ذكرت اللي فقدته تمزع خاطري كثر العبارى
مثل ما مزع الغيم الهبوب او اللي مزعه ضرب الشباري
سعى بالعلم لي يوم الخميس مود لي من الحبان جاري
يقول اعليت يامنصور اصبر ولاتجزع وحكم الله جاري
نظيف الجيب محمود الخصالي حياتي عزوتي وسراج داري
اطب اللحد وانا مستريب تقل للموت ماخوذ اجباري
احس بلهفة تفلج عظامي دفنت الترف في دار القراري
اعزي خاطري واهل التعازي وعلى شان البزور اضحك واداري
وانا مثل السغينة في بحرها وضرب ارياحها بتبت عماري
رثى لي كل خصم وكل جاسي شهد ليلي على هومت نهاري
اصيح الداد لي صاحوا عيالي يصيح بوحدتي تسعين طاري
وقلبي مايفيد به التسلي ولو كل النسا عندي جواري
وانا ماني بسلطان او وزير ولكن حكم نور العين ساري
ومن ضاق الفراق الله يعينه الا ياسور بيتي يا جداري
الف رحمة على قبر طواك يعله روض تسفيه الجواري
رعاك اله يا مولى الكرامة بكى كل واحد بالعلم داري
يعزيني بفقدك كل طيب ولو كف الدهر أحكم سطاري
ابصبر واتسلى في خيالك ولو فرقاك يكشفه اصفراري
ولو يشري الصبر اشريه بروح لجل قلبي على الصكات ضاري
ولكن يذكرني رثاك كرهت الجيل من غير اختياري
واود ان اذكر ان من اخبر الشاعر منصور بوفاة زوجته هو جاره في حولي الشاعر الكبير المرحوم (مرشد البذالي) حيث كانت زوجته ترد مع زوجة الخرقاوي في نفس المستشفى ...
رحم الله الشاعرين واسكنهما فسيح جنانه ....
|