عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-12-2009, 08:20 AM
al-j3far al-j3far غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5
افتراضي نشـأ نظام الشرطه في الكويت

رغم الهدوء والبساطة اللذين كانت تمتاز بهما الكويت الا ان مسألة انشاء جهاز للشرطة في الكويت كان امرا ملحا لسببين:

الأول جانب سيادي ، وهو فرض السلطة لسيطرتها على ربوع البلاد .
الثاني أمني وذلك لحماية ارواح السكان واموالهم وممتلكاتهم .
عام 1938 ولتحقيق الامن الداخلي بدأ نظام الفداوية وهم من البدو المسلحين بالبنادق وتحت رئاسة الشيوخ المختلفين ولم يكن لهم زي معين سوى الزي الوطني ، وهؤلاء الفداوية كانوا نواة للجيش الكويتي ، ثم تم تعيين نواطير من البلوش مسلحين بالعصي الى جانب البلدية بعد انشائها سنة 1930 وتسلمها مهام الحراسة في الكويت ، وكان هذا مقدمة لانشاء الشرطة النظامية في الكويت التى بدأت في عهد مجلس الشورى ، وكانت هذه الشرطة في بدايتها بدائية من حيث الزي والسلاح والتدريب وتم تقسيمها الى قسمين : شرطة برية وشرطة بحرية الولى تحرس داخل سور المدينة والثانية للقيام بمهمة خفر السواحر .

ومنذ سنة 1838 تطور الأمر الى انشاء دائرة للشرطة فأستقرت في بيت مؤجر وكان لهذه الدائرة رئيس واحد هو الشيخ صباح السالم الصباح وان كانت اعمالها تنقسم الى الحراسات والمرور والآداب ثم شرطة الميناء .
ولما تفجر البترول عيونا في الكويت وازاء التقدم الحضاري الذي واكب ذلك استدعت الحاجة تنظيم الأمن وتنظيم الجهاز كله والحاجة الى الخبرات العربية والاجنبية واستخدام الاجهزة العلمية بحيث يمكن القول بأن تورة قد وقعت في جهاز الامن كله .
ويمكن اعتبار سنة 1949 عام تطوير جهاز الأمن والواقع ان الشيخ صباح السالم الصباح قد قام بجهود ضخمة من اجل تنظيم الجهاز كله بحيث شمل التطوير نواحي مختلفة منها الناحية الفنية وفي هذا المجال تم تحديد الرتب العسكرية والاستعانة بالخبرات العربية اللازمة للتطوير وانشاء اقسام جديدة كالمرور والمباحث ومدرسة الشرطة والتحقيقات والبصمات وقسم الاثر وتم الاستعانة بالخبرات العربية من مصر والعراق وفلسطين وكذلك الاستعانة بخبرات بريطانية ، وكذلك تم تطوير مدرسة الشرطة الحديثة المزودة بالاقسام المختلفة والاجهزة المعقدة وازدادت المخافر في ربوع الدولة طبقا لزيادة السكان واتساع المدينة كما تطور قسم المرور نتيجة لازدياد اعداد السيارات ومن الادارات والاقسام الجديدة اللازمة للتطوير قسم المباحث الحديث المزود بالرجال المدربين والاجهزة لمنع مرتكبي الجرائم ومتابعتهم وكذلك قسم النجدة الحديث المزود بالاجهزة والسيارات لحماية السكان والممتلكات وقسم السواحل المزود بالزوارق السريعة المسلحة لحماية شواطئ الكويت .

وطبقا للتسلسل التاريخي انشئت سنة 1938 دائرة الامن العام وكانت لها مسؤولياتها خارج سور الكويت واطراف المدينة وكان على رأس هذه الدائرة اول الامر الشيخ على الخليفة الصباح فلما رحل خلفه الشيخ عبدالله مبارك وساعده الشيخ عبدالله الاحمد الصبح ، وكان لها مبنى خاص يسمى قصر نايف وقد تطورت دائرة الامن العام وظهر جهاز للتدريب ثم استخدمت السيارات وزيدت اعداد المخافر وكانت تعمل بتنسيق مع الشرطة وان كان لها سجن خاص وجهاز تحقيق مختص وكانت من واجباتها الهامة ، والاشراف على الجوازات التى كانت تشرف عليها بريطانيا قبل الاستقلال .
وفي عام 1959 تم دمج الشرطة والامن العام بعد ازالة سور الكويت سنة 1957 وظهرت دائرة جديدة هي دائرة الشرطة والامن العام وذلك لمنع التدخل في العمل بعد ازالة السور الحاجز وتم تنظيم الجيش الكويتي الحديث فيما بعد وقد رأس لبدائرة الجديدة في بداية الامر الشيخ عبدالله مبارك ثم الشيخ سعد العبدالله الصباح الذي قام بتطوير جهاز الامن بعد عودته من بعثة تدريبية ببريطانيا .

وفي عام 1962 وبعد تحقيق استقلال الكويت ظهرت الوزارات الحديثة ويهمنا منها وزارة الداخلية وكانت برئاسة الشيخ سعد العبدالله الذي جعل منها وزارة سيادية على قدر كبير من التقدم والواقع ان تطوير اجهزة الحكم مجتمعة كان حاجة ملحة لمواجهة الهجرات والتطورات الواقعة في ربوع الكويت بعد ازدياد عائدات البترول وهكذا صدرت القرارات المنظمة للعمل في ديوان الوزارة وفروعها وظهرت اقسام جديدة وتم تطوير الاقسام القديمة ، كما ارسلت البعثات الى الخارج للتعرف على التقدم في اجهزة الشرطة في الدول المتقدمة كما جلبت الاجهزة الحديثة المتطورة لمكافحة الجريمة ومعاونة اجهزة التحقيق والواقع ان هذه الجهود الواعية من جانب المسؤولين عن مستقبل الامة كانت لها آثارها الفعالة في استتاب الامن في وطننا .

المصدر:موقع وزارة الداخليه
رد مع اقتباس