عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 07-12-2009, 12:01 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
افتراضي

في الأسابيع القليلة الماضية شهدت الكويت حدثاً فريداً من نوعه. أسرة الرفاعي التي أعطت الكويت كباراً في مجالات مختلفة وأسهمت بشكل فاعل في نهضة البلاد قررت أن تجمع ارث الآباء والأجداد من وثائق وصور ومقتنيات (منها ما سطرت عليه الأيام أحداثاً تعود لـ 200 عام الى الوراء) في كتاب يكون شاهداً على انجازات أفراد العائلة. وبعدما تبيّن أن الموروثات فاقت توقعات القائمين على المشروع من حيث تنوعها ومدى أهميتها اتخذ القرار بأن تخرج الى النور في معرض أول من نوعه أطلق عليه تسمية «المعرض الأول للمخطوطات والصور الوثائقية للسادة الرفاعية» وتقرر أن يستمر لأسبوع واحد في ديوان الرفاعي ابتداءً من 11 نوفمبر الماضي، الا أن مشهد توافد الزوار من كل حدب وصوب دفع المنظمين لتمديده أسبوعاً آخر.

رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر حضر حفل الافتتاح وأعرب عن اعجابه الشديد بهذه المبادرة التي أقدمت عليها أسرة الرفاعي فأكد دعمه لهذا الانجاز المبهر الذي يسهم في إبراز الدور الريادي لرجالات الكويت في شتى الميادين.



«الراي» زارت ديوان الرفاعي الذي شهد هذا الحدث الضخم والتقت الديبلوماسي في وزارة الخارجية الأستاذ جمال احمد محمد الرفاعي الباحث في علم التاريخ وصاحب الخبرة الواسعة في مجال تنظيم المعارض المماثلة فكان حواراً غنياً ومتشعباً انطلاقاً من ولادة الفكرة مروراً بمرحلتي التحضير والتنظيم وصولاً الى تسجيل الانطباعات التي تكونت حول المعرض من جهات مختلفة... وبادرناه بالسؤال التالي:

• بداية حدِّثنا عن الظروف التي واكبت ولادة المعرض والرسالة المتوخَّاة من خلاله؟
- كنا نفكّر أساساً باعداد كتاب خاص يتناول سيرة عائلة الرفاعي التي يصل عديد أفرادها من ذكور واناث الى ما يقارب الـ1100 شخص من أبناء الكويت، وجميعهم يتحدّرون من أصل واحد، فمن المعروف أنه يطلق عليهم تسمية «الأشراف» كونهم من آل البيت ويعرّف عنهم بـ «السادة الرفاعية»، كما ان شجرة العائلة تمتّد جذورها الى سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام فنحن من نسل الحسين.

في كل منزل من منازل أفراد عائلة الرفاعي ثمة مقتنيات (صور، مخطوطات، وثائق...) تعود الى أزمنة غابرة (منها ما مضى عليها أكثر من 200 الى 300 عام من الزمن) تمّ توارثها من جيل الى جيل، وهي محفوظة في الخزائن ولم يكن أحد يعلم بوجودها. وبالتالي ولدت الفكرة بجمع هذه الموروثات الثمينة الخاصة بأسرة الرفاعي في كتاب يؤرّخ سيرة السادة الرفاعية. وبعد البحث والتدقيق تراءى لنا أن هذه الفكرة قد تتضارب حولها الآراء لا سيّما اذا ما توغّلنا في ردود أفعال شرائح عمرية مختلفة، وعقب مشاورات متتالية اتُخذ القرار بتنظيم المعرض الأول للمخطوطات والصور الوثائقية للسادة الرفاعية بالكويت في ديوان الرفاعي كمرحلة تمهيدية للكتاب المزمع انجازه، اضافة الى اصدار كتيّب صغير أشبه بنبذة أولية عن محتويات المعرض. اذ رأينا أنه بهذه الطريقة من الممكن استثمار الانطباعات الايجابية التي ستتولد عن رواد المعرض من أبناء الرفاعي وتسخير الجهود المتضافرة لتكون عنصر دعم في مرحلة اعداد الكتاب والمشاريع الأخرى التي ستولد من رحم المعرض. وهكذا كانت الانطلاقة.

• لا ريب أن معرضاً مماثلاً اقتضى تسخير جهود فريق عمل ولكن من كان حجر الزاوية اذا صحَّ التعبير في هذا المشروع الضخم؟
- ابن عمي السيد أنور الرفاعي كان صاحب فكرة المعرض وقد ناقشني بها كوني صاحب باع طويل في هذا المجال اذ سبق لي أن شاركت في سبعة معارض عالمية ومحلية. كما انني أعمل على تجهيز كتاب حول تاريخ الكويت عبر الوثائق، وقد حرصت على نشر وثائق أصلية أمتلكها وغير منقولة عن اي مصدر أو مرجع تثبت المعلومات كافة التي ترد في الكتاب. ويجدر التوضيح أنني حصلت على هذه الوثائق اثر مشاركتي في مزادات عالمية ودولية. كما سعيت الى حذف المعلومات غير المثبتة بوثائق دامغة.

• ما كان دورك تحديداً في مرحلة التحضير لهذا الحدث الضخم؟
- أنا باحث في علم التاريخ ولدي العديد من المؤلفات في هذا المجال كما اني أزهقت ردحاً من الزمن في جمع وثائق خاصة بعائلة الرفاعي سواء أكان من قريب أو بعيد ولدي ما يقارب الـ120 وثيقة للأسرة.

أضف الى ذلك أنني على اتصال بأبناء العائلة الذين يحفظون هذه الأشياء القديمة ومنهم السيد هاشم السيد عبدالله الرفاعي الذي يهوى جمع كل ما يمتّ بصلة الى تاريخ العائلة.
ما ان طرحت فكرة المعرض دبّ الحماس في نفوس الجميع وبدأ كلٌّ منا بنبش ما يخبئه من وثائق ومخطوطات ومقتنيات تعود الى الأجداد من عائلة الرفاعي، ونفض عنها غبار السنوات لطرحها على الملأ. والشرط الأساسي كان التأكد من أن الوثائق أصلية. وأشير هنا الى أنني حصلت على نسخ عديدة من وثائق قديمة تجاوز عددها الألف نسخة الا أنني لم آخذ أي منها حفاظاً على مصداقية المعرض.

الخطوة التالية كانت أننا دعونا الكبار في العائلة سناً وقدراً لاطلاعهم على فكرة المعرض وأسسنا لجنة تنظيمية من أبناء الرفاعي للاشراف على هذا المشروع.

• كم من الوقت استغرق التحضير لهذا المعرض؟
- قرابة الثلاثة أشهر. انطلقنا بداية بارسال الرسائل الالكترونية للتبليغ بالفكرة التي نعمل عليها. واللافت في الديوان لدينا، النظام الكفيل بارسال الرسائل لـ1200 شخص دفعة واحدة. وبدأت تهلّ علينا المقتنيات من أبناء العائلة فاخترنا منها الأصلي فقط. كما استعنا بعناصر من خارج العائلة في ورشة العمل التي أطلقناها وذلك للافادة من خبرتهم في مجال فكّ الخطوط التي شهدت اختلافاً كبيراً على مرّ الأزمنة والعصور.

• ما كانت حصيلة هذه الأبحاث التي قمتم بها لجمع ارث عائلة الرفاعي؟
- حصلنا على مقتنيات لا تقدّر بثمن منها أوراق ومخطوطات تعود الى الجيل الذي عاش في حقبة الدولة العثمانية أيام حكم الباب العالي، ووثائق صادرة من مكة المكرمة في فترة ما بين 1820 و1830م، اضافة الى وثائق تحمل ختم الكويت الحبيبة مؤرخة في بداية القرن التاسع عشر (منها مبايعات شرعية وعقود شراء وتوزيع ارث... الخ).
وكان من الصعب اقناع الأوصياء على هذه الأشياء الثمينة بالتخلي عنها لا سيّما الكبار في السن الذين يحافظون على هذا الارث كمحافظتهم على أعز ما يملكون ما استدعى الايضاح لهم بالتفصيل الممل، الطريقة التي ستحفظ بها وكيفية عرضها على زوار المعرض والتأكيد لهم أننا لن نفرّط بأي من هذه الكنوز الرائعة.

• وكيف تمكنتّم من صون كنز السادة الرفاعية من أي حادث قد يطرأ؟
- استعنا خلال مدة اقامة المعرض بعناصر من رجال الأمن ينتسبون الى شركة «الرائد للحراسة» ليكونوا العيون الساهرة على سلامة هذه المقتنيات. كما ان ثمة نظاماً أمنياً طبّق في الديوان حيث أقمنا المعرض بأن يفتتح في أوقات محددة ويتم الكشف والتدقيق في كل ما يحمله الزائر كما لو كان داخلاً الى متحف حقيقي. ومثلما حرصنا على أمن هذه الكنوز في فترة المعرض تأكدنا من اعادتها الى مالكيها دون أن يصيبها أي خدش.

• من المعروف أن السادة الرفاعية شغلوا مناصب مرموقة في دولة الكويت فما أبرز ما جمعتموه من وثائق تشهد على هذه الحقائق التاريخية؟
- طلبنا من أعمامنا الكبار تزويدنا بما يمتلكوه من شهادات تصبّ في هذه الخانة، اذ من المعروف أن الرفاعيين أدّوا دوراً بارزاً في نهضة الكويت. ويجدر التذكير هنا أن أول ضابط كويتي كان من أسرة الرفاعي، وشغل جدي المستشار السيد محمد السيد يوسف الرفاعي منصب اول قاضٍ كويتي فهو يمتلك شهادة الحقوق التي قضت بتعيينه وكيلاً للنيابة في وزارة العدل الكويتية ومن ثمّ عُيِّّن في منصب أول رئيس مجلس قضاء أعلى في الكويت أي في منصب الممثل الشرعي للسلطة القضائية وهي اعلى السلطات في الدولة. وما زلت أحتفظ بنسخة من جريدة «كويت اليوم» التي تَصَدَّر صفحتها الأولى نص مرسوم تعيينه من حاكم البلاد آنذاك الشيخ عبدالله السالم- رحمه الله. نحن نتحدّث عن بداية الستينات وفي ذلك الوقت كان يعتبر هذا المنصب بالغ الأهمية، اذ قلّة قليلة من أبناء الكويت كانت تمتلك شهادات الحقوق. كما انه أسس في مرحلة لاحقة في التسعينات المعهد القضائي بالكويت. نحن نعتّز بانجازاته نظراً لبصماته الواضحة في تاريخ الكويت.

الى ذلك لدينا شهادات خاصة بمعالي وزير الدولة الأسبق السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي والذي شغل أيضاً منصب وزير المواصلات وكان عضواً في البرلمان في بداية تأسيسه.
عائلة الرفاعي صدَّرت كباراً في مجالات مختلفة فمنها خرج أول مهندس كويتي... لذا أصررنا على جمع ارث العائلة في كتاب ليأخذ كل ذي حقٍّ حقه، ولكي لا يمحو الزمن انجازاتهم المضيئة.

• وماذا عن المعروضات الأخرى التي شهدها المعرض؟
- عرضنا شجرة العائلة ويهمّني التنويه أن أسرة النقيب هي جزء لا يتجزأ من أسرة الرفاعي. أما السبب الرئيسي لاختلاف اسم العائلة فيعود الى زمن الحكم العثماني في العراق حين أطلق على من ينتمي الى اسرة الرفاعي لقب «نقيب اشراف البصرة» وهي رتبة عسكرية شرفية في ذلك الوقت كونهم تبوؤا سدة الحكم على منطقة البصرة. وكان السيد طالب النقيب حاكم البصرة في ذلك الوقت.

• وماذا عن الصور الفوتوغرافية التي زيّنت جدران ديوان الرفاعي خلال المعرض؟
- كلّ منا أحضر الصور التي يحفظها منذ سنوات عدة. فمن بين الصور التي عرضت صورة تعود الى العام 1910 لم تقع عيناي عليها من قبل وهي تظهر السيد عبدالله السيد علي الرفاعي الذي بلغ عدد أحفاده ما يزيد على الـ120 نسمة أنا واحد منهم. ولا ريب أن السواد الأعظم منهم لا يدركون أنها صورة جدهم. فأنا على سبيل المثال أُعتَبر الجيل الخامس انطلاقاً منه اذ يكتب اسمي على الشكل التالي: جمال أحمد محمد السيد يوسف السيد عبدالله الرفاعي. وقد وجدت الصورة عند أحد اعمامنا.

• ثمة تحف وقطع أثرية ملفتة للغاية تضمنها المعرض فمن أين حصلتم عليها؟
- في مسألة المقتنيات لم نضع الشرط الذي يقضي بأن تكون لأحد أفراد العائلة اذ ثمة أثريات لا تقدر بثمن حصل عليها كل منا في ظروف مختلفة منها خوذة عسكرية اسلامية عمرها ما يقارب الـ1400 الى الـ1500 سنة، وسيف من عام 1949 يخص سمو الشيخ احمد الجابر والد سمو الأمير الحالي. وسواها العديد من الأمور.

• وهل من أشياء أخرى تضمنّها المعرض؟
- خصص أحد أركان المعرض للفنانة التشكيلية بدرية الرفاعي حيث عرضت مجموعة منوعة من لوحاتها. وجهّز قسم آخر لعرض مؤلفات السادة الرفاعية بينها ما يعود لأطباء من العائلة كالدكتور يعقوب الرفاعي والدكتور رجب الرفاعي اضافة الى اصدارات أخرى خاصة بي ولغيري الكثير من المؤلفين.

ومن الأمور المميزة التي سلّط الضوء عليها في المعرض اختراع أنجزه أحد أفراد العائلة وهو هاشم الرفاعي.

• وما هو هذا الاختراع؟
- بداية ينبغي التوضيح أن الاختراع حصد جوائز عالمية وهو كناية عن لمبة مكونة من 8 شعيرات عوضاً عن اثنتين كما هي الحال في اللمبات العادية وبالتالي من الممكن استخدامها بعد أن تحترق لأربع مرات اثر برمها مرة جديدة. وحالياً تتنافس شركات عدة للحصول على براءة هذا الاختراع.

• هل من مواقف لافتة صادفتكم ابّان تنظيم المعرض؟
- من المواقف المفرحة أن ثمة أشخاصا من أفراد العائلة اكتشفوا وجود وثائق وصور تعود لأجدادهم لم يكونوا على علم بوجودها اذ انها كانت محفوظة في أمكنة لم تخطر على بالهم في حين أنه كان من المفترض أن تكون موجودة بحوزتهم كونها ارثا يفترض أن تتناقله الأجيال. وهكذا لمسنا مدى حماسة أفراد العائلة لوضع الكتاب الخاص بتاريخ عائلة السادة الرفاعية.

• هل اختبرت شخصياً وضعاً مماثلاً ؟
- أجل مرات عدّة. أحياناً أتلقى اتصالاً من صديق يطلب فيه مقابلتي لأمر عاجل. وحين ألتقي به أجد أنه يمتلك وثيقة أصلية تخص والد جدي وهكذا تمكنت من جمع ما كان مفقوداً من ارث عائلتي. مرّة أهداني أحد الأصدقاء وثيقة بالغة الأهمية لأحد أجدادي نشرتُ صورة عنها في كتاب أعددته بنفسي عن تاريخ النقود في الكويت كإثبات عن التعامل بالعملة الروبية عام 1926.

• يوم الافتتاح شهد المعرض حضور سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر الصباح فكيف تمَّت هذه الرعاية الحكومية للمعرض؟
- دعينا سمو الشيخ ناصر للمشاركة في حفل الافتتاح فرحب بالفكرة وشكل حضوره دعماً كبيراً لنا كما وعدنا بأن يتواجد معنا باستمرار حين نعيد الكرة في معارض مقبلة. وقد دوّن بقلمه كلمة أشاد فيها بالمعرض وبالجهود التي بذلت لخروجه بالشكل اللائق وترسّخت في دفتر خاص ستبقى شاهدة على هذا الحدث الضخم. كما أبدى اعجابه باختراع اللمبة التي تعمل بعد الاحتراق وتسأل مستغرباً حول عدم علم الحكومة الكويتية به لكي تتبناه. فهذا المخترع الكويتي يستحق التكريم.

من المعروف عن الشيخ ناصر أنه يهوى التراث القديم وقد تبيّن اعجابه بالمعرض من خلال مكوثه قرابة الساعة وهو يتجوّل بين أرجاء المعرض. كما ان والدة الشيخ ناصر هي من عائلة النقيب لذا وجد بين الصور ما يخص أجداداً له وفرح فرحاً عظيماً. وحرص على الاستيضاح حول أدق التفاصيل الخاصة ببعض الوثائق، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى اهتمامه بما وقعت عليه عيناه.

• من أمّ المعرض أيضاً من الشخصيات الرسمية؟
- أسرَّنا كثيراً حضور معالي وزير الداخلية ووزير المواصلات وأعضاء مجلس الأمة والعديد من سفراء الدول من بينهم السفيرة الأميركية ديبورا جونز... كما تواجد كبار أسرة الرفاعي في ذاك اليوم التاريخي. وفي اليوم التالي فتحت أبواب المعرض لاستضافة رجال عائلة الرفاعي وحظيت نساء العائلة بيومين خُصِّصا لهن. وعقب ذلك فتحت أبواب ديوان الرفاعي على مصراعيها وتوافد الزوار من كل حدب وصوب.

• ما كانت أبرز الانطباعات التي ارتسمت على وجوه الزائرين؟
- أعجبوا كثيراً بما شاهدوه وعلى هذا الأساس تم تمديد فترة المعرض اسبوعاً اضافياً نزولاً عند رغبة مئات المتصلين الذين ينتمون الى جهات مختلفة منهم طلاب جامعة الكويت الذين حضروا برفقة أساتذتهم وأجروا بحوثاً علمية حول مقتنيات المعرض. ومن محاسن الصدف أن تاريخ افتتاح المعرض في الحادي عشر من نوفمبر الفائت جاء متزامناً مع توقيع أهم وثيقة في تاريخ الكويت وهي وثيقة الدستور.

• وماذا عن الخطوة التي ستلي هذا الحدث الفريد من نوعه؟
- لقد عملنا على أرشفة كل ما احتوى عليه المعرض من صور ومخطوطات ووثائق ومقتنيات قديمة وسنصدر قريباً كتيباً - وهو حالياً قيد الطبع - يضم تغطية متكاملة للمعرض الأول للسادة الرفاعية.
الى ذلك بعد أن لمسنا مستوى الاقبال على رؤية مقتنيات المعرض قررنا تنظيمه بشكل دوري بنفس التاريخ من كل سنة. وعلى هذا الأساس أقمنا ورشة عمل تستكمل نشاطاتها باستمرار وهي تضم فريق عمل مكونا من لجنة تنظيمية وأخرى اعلامية ولجان أخرى مختصة بأمور محددة. وبإذن الله سنجهّز للمعرض المقبل قبل انطلاقه بثلاثة اشهر وسنحاول أن نعرض ما هو مختلف في كل مرة.

• وهل ستتمكنون من الحصول على ما هو مختلف في كل مرة؟
- بالنسبة لي أضمن لك ذلك اذ من بين الـ120 وثيقة التي أملكها لم أعرض اكثر من 15 وثيقة وبالتالي لأربع سنوات مقبلة يسعني عرض وثائق لم تخرج الى النور سابقاً. وسنحاول ايجاد صور مختلفة للسادة الرفاعية في مرحلة عمرية متنوعة من حياتهم. كما اننا نحاول نشر الوعي بين أفراد الأسرة بعدم رمي اي من المقتنيات القديمة قبل التأكد من قيمتها التاريخية.

• ماذا لو أراد أحد الزوار شراء شيء من المعروضات ليحتفظ بها لنفسه فهل تتنازلون عنها؟
- الصور والوثائق والتحف الأثرية تعتبر ارث العائلة ولا يسعنا بيعها لكن لن نبخل بها على جهة رسمية حكومية تحبّذ الحصول على هذه الأشياء لتوثيقها للتاريخ فمن الممكن تقديم نسخ عنها. واؤكد لك انني أسعى الى شراء المزيد فأنا على اتصال بتجار الأثريات في دول عربية مختلفة لأتمكن من جمع المزيد مما يتماهى مع هوية المعرض. ونشير هنا الى أن مقتنيات عدة لأسر كويتية مرموقة فقدت ابان الغزو ولذلك نسعى الى استعادتها بعد أن تناثرت في دول مختلفة.

• هل يعقل أن نشهد يوماً افتتاح متحف دائم للسادة الرفاعية؟
- هذا يبقى طي المفاجآت المقبلة. لا بد من التجهيز جيداً لخطوة مماثلة.

• هل من سؤال كنت تود أن يطرح عليك أو مسألة تود الاشارة إليها في ختام اللقاء؟
- نحن جزء من نسيج المجتمع الكويتي ونشجّع بقية الأسر الكويتية على أن تحذو حذونا وأن تعمل على تنظيم معرض يظهر ارث الأباء والأجداد. ومن أجمل الأهداف التي تتحقق خلال فعالية مماثلة اللمة التي تحصل بين افراد الأسر والتعارف الذي يتم بين أبناء الأعمام والأخوال والأقارب من الدرجتين الثانية والثالثة.

• هل تظن أن هذا المعرّض حرّك المياه الراكدة وحثَّ الآسر الكويتية الأخرى أن تحذو حذوكم؟
- هذا ما حصل فعلاً فعقب مرور أسبوع على بداية المعرض انهالت علينا الاتصالات من عائلات مختلفة لسؤالنا عن الأسس التي اتبعناها في تنظيم المعرض بغية السير على الخطى عينها. واظن أن الأيام المقبلة ستشهد تنظيم معارض مماثلة لعائلات كويتية مرموقة. وهذا سيسهم في نهاية المطاف في تكوين مرجع تاريخي للكويت حافل بالمعلومات والوثائق.


أنور الرفاعي: النقيب والرفاعي أسرة واحدة
بعد نهاية اللقاء مع الأستاذ جمال الرفاعي خصّ الأستاذ أنور الرفاعي جريدة «الراي» بدردشة خاطفة أكد فيها أن عائلتي النقيب والرفاعي ضلعان لجسد واحد فان لقب النقيب حمله السيد أحمد الرفاعي الكبير قبل 650 عاماً عقب عودته من الأندلس وتوارثته الأجيال على مر الزمن.
واضاف أن اغلى ما فقد في فترة الغزو العراقي الكويت الحبيبة الا أن ارادة الله شاءت بأن نستعيدها سالمة لكن يبقى الجرح المضرّج بدماء الشهداء معتملاً في بواطن النفوس.

وأوضح أن أثمن ما ظهر في هذا المعرض هو تكاتف أفراد أسرة الرفاعي فقد ساهم في نجاح هذا المشروع ما يقارب الـ200 شخص من العائلة. واستطرد أن أشد المعروضات ابهاراً صندوق الغوص الذي يعود الى العام 1919 وهو خاص بالسيد صالح السيد رجب صالح الرفاعي. وختم بتوجيه نداء لكل من يملك وثائق أو مخطوطات أو صورا قديمة الاتصال بديوان الرفاعي للتحقق من أصولها.





صندوق الغوص من عام 1919




الصندوق الخشبي المستخدم قديماً لحفظ أدوات البحر كالبوصلة وغيرها




السيد يوسف السيد عبدالله الرفاعي




السيد عبدالله السيد علي الرفاعي




السيد أحمد السيد يوسف الرفاعي




الشيخ ناصر مع السادة الرفاعية وعدد من الحضور
رد مع اقتباس