بقلم: غنيمة الفهد
يعتقد الجميع ان اهل الكويت عاشوا مرفهين مدللين بسبب الثراء وظهور النفط، واذا قلبنا معا صفحات الماضي لوجدنا ان كل ثلاثين سنة زمنية تمر هناك محنة في الكويت، وهذه المحنة هي بالفعل كاسمها (محن) وامتحان واختبار لأهل الكويت، وبالفعل نجد ان هناك تكاتفا وتلاحما. وتعاونا ومساندة من الكويتيين بعضهم لبعض، والمحن هنا متعددة، قد تكون ابتلاء من رب العالمين لاختبار هذا الشعب وايمانه تجاه هذه المحن، وكما قلت قد تكون هناك محنة المرض والوباء مثل وباء الجدري الذي فتك بأغلب اهل الكويت، لقد حدثتني امرأة مسنة قبل وفاتها رحمة الله عليها، انه من شدة ما فتك الجدري بابنها كان صغيرها حمني يعاني سكرات الموت. فقالت الام لكناتها «نجبوا» الغدا قبل ما يموت حمني و(حمني) تصغير لاسم عبدالرحمن، وبالفعل بعد ساعتين من انتهائهم من الغداء فاضت روح حمني رحمة الله عليه الى بارئها. ثم جاء مرض الطاعون الذي فتك بأغلب الاسر. حيث كان الرجال يموتون في الشوارع وامتلأت المقابر بجثث الموتى فهو سريع الانتشار. وطالت العدوى اغلب البيوتات الكويتية، الا اسرة واحدة نجت ولم تفتح الباب لأحد حتى ان كنتهم ارادت الذهاب الى اهلها ومن السطح انزلوها، ولم يفتحوا لها عند العودة وعادت ادراجها الى اهلها، حيث ماتت معهم، فهو وباء شديد العدوى والانتشار.
ازمات اقتصادية متكررة وغزوات ومعارك كثيرة، وحتى مهنة الغوص لم تسلم، إذ جاءت اللطمة الكبرى لها باكتشاف اللؤلؤ الصناعي الياباني، الذي انتشر بقوة في كل بلدان العالم، واغرقت به بلدان العالم. وكان هذا هو المصدر الوحيد للرزق. ولكن الكويت انجبت رجالا، تصدوا لكل هذه المحن من وباء وامراض، وكوارث طبيعية، ومعارك متعددة وتهديد وغزو، حولوا هذه المحن الى حياة ابدية خالدة، فلتحيا الكويت ويحيا حكامها لقد التف الكويتيون منذ الازل بحكامهم احبوهم ،وقدروهم. واحب الحكام الشعب الكويتي وقفوا بجانبه ايام المحن، وهذا الشاعر حمد عبداللطيف المغلوث شاعر الخليج النبطي، وهو احد رجال الشورى في مجلس الشيخ مبارك الصباح، والذي يضم مجموعة من المستشارين بينهم ايضا عبدالله بن خشرم. وهذه هي الابيات في مدح اسد الجزيرة.
بدا بدر السعد واسفر وبانـــي &&&&&& لى العالم ونور العين رانــــي
وكل معاند امسى غليـــــــــــل &&&&&& غدا مقطوع شبره واللســـان
وبات الضد مخذول بسربـــــه &&&&&& وبتنا في مشاريف البياتــــــي
مريحين الخواطر مرغديــــن &&&&&& كما اللي مرغريني في خبابي
على العز المديم وفي سرور &&&&&& ونشرب من قواطيع الأمانــي
منقول من جريدة القبس 07 / 06 / 2008
|