عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24-11-2009, 03:35 AM
الصورة الرمزية كويتى مخضرم
كويتى مخضرم كويتى مخضرم غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 486
افتراضي

وقفات مع ديوان الرجاوي:

اصدر الباحث والأديب الكويتي طلال بن سعد الرميضي ديواناً يضم أشعار وقصائد الشاعر الشهير رجا بن سعدون الفزير العازمي رحمه الله تعالى.. ويقع هذا الديوان في 192صفحة من القطع المتوسط وقد قسم الباحث طلال الرميضي كتابه هذا إلى عدة محاور اولاً:

مهد لديوان رجا الفزير بمقدمة عن نسب الشاعر وقبيلته العوازم وتاريخها في الكويت ونزوحها في مناطق الجزيرة العربية والتواجد القديم على الساحل الخليجي. ويعد الأستاذ طلال الرميضي من ابرز الباحثين بدولة الكويت عن تراث الكويت التاريخي والشعبي وبالذات عن قبيلة العوازم في الكويت فقد أصدر قبل هذا الكتاب كتابه القيم اعلام الغوص عن قبيلة العوازم وقد طبع الكتاب طبعته الأولى وطبعته الثانية سوف تصدر هذه الأيام. ويعد الآن ديواناً عن الشاعر المنطيق الفحل حاضر العازمي أعود إلى شاعرنا رجا الفزير العازمي الذي ولد سنة 1314ه بالكويت في بداية حكم الشيخ مبارك الصباح ت - 1334ه فلقد عاصر رجا الفزير عدداً من حكام الكويت أولهم كما قلنا الشيخ مبارك ثم ابناه الشيخ جابر والشيخ سالم والشيخ احمد الجابر والشيخ عبدالله السالم والشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد حيث توفي رحمه الله في بداية تسلم الشيخ جابر قيادة البلاد رحمة الله على الجميع فقد توفي بتاريخ 1979/8/16م وبهذا نعرف ان شاعرنا رجا يعد من المعمرين بدولة الكويت وشارك في احداث كبرى مرت على الكويت لكن للأسف الشديد توفي واعتقد انه لم تسجل احاديثه وذكرياته ومروياته ومشاهداته قبل ان يتوفى فما ادري هل سجل معه الأديب المؤرخ مرزوق بن سيف الشملان في برنامجه الناجح الذي كان يعده ويقدمه في الستينات الميلادية؟

ولعل الأستاذ طلال الرميضي يجيبنا على هذا السؤال وفقه الله.

ذكر الأستاذ الرميضي بعضاً من جوانب حياة الشاعر رجا والأعمال التي زاولها في شبابه وكهولته وطبيعة عيشته فلقد عمل الشاعر رجا في الغوص وكما قلت فان قبيلة العوازم لهم باع طويل في تاريخ الغوص واستخراج اللؤلؤ بدولة الكويت والخليج عموماً أشتغل سيباً "معاوناً للغيص" وعمل ايضاً في البناء ثم استقرت به مهنة أخرى وهي رعي الأغنام وهي آخر مهنة له فقد كان يجوب الصحارى بغنمه باحثاً عن مواطن الكلأ وبالذات في مواسم الربيع ولذلك كما يقول الأستاذ طلال كانت شاعرية الفزير سهلة الألفاظ رقيقة المعاني وغالباً اذ كانت اشعار وقصائد الشاعر قريبة من افهام العامة ومستوى تفكيرهم كانت سبباً في انتشار شعر الشاعر وذيوعه بين عامة الناس وهذا حصل لشاعرنا رجا رحمه الله وبالذات قصائده الاجتماعية ولعل قصيدته التي اوردها الرميضي دليلاً واقعياً لبساطة الشاعر رحمه الله وهي بعنوان علوم واوصاة:

يا علي ابعلمك بعلوم واوصاه

اخذ العلوم وهرجها بالوكادي

أبنصحك يا علي اشهاك لله

لا تظهر إلا مع ظهير البلادي

ترى الغنم بالوقت ماهيب شاه

مصلوحها منها غثاها ايلادي

إلى آخر قصيدته..

وللشاعر رجا رحمه الله مشاركة في مدح القنص والصيد والطرد فقد اورد له الأستاذ طلال عدة قصائد في هذا الميدان ومنها هذه القصيدة التي يمدح فيها طير اسمه مزيون:

اليوم من مزيون أكلت الحبارا

راعيه ما داس الحبارى عن الجار

نشمي وطيره فارسي اخبارا

اشقر عدو الحرب بالخد وان طار

مزيون اسمه وهو زين الحرارا

طيب وافق عند وافينه الاشبار

متفهق الجنحان عجل الطيارا

سحم الغواطي مالهن عنه معبار

ثم أخذ رجا يعدد مزايا وصفات هذا الطير المزيون النادر.

افرد جامع الديوان الأستاذ طلال قصائد رجا الفزير الغزلية بفصل مستقل. والقارئ لقصائد رجا يجد انه متمكن من هذا النوع وانه ذو عاصفة جياشة ونفس رقيقة واحساس مرهف آتت كلمات رجا في قصيدته الغزلية عذبه وفي قصيدته هذه يتوجد على اماكن له فيها ذكريات جميلة وايام خاليات مليحة ويسند قصيدته على صديقه الدائم ورفيق دربه علي بن حمد الغريب العازمي رحمه الله ونرى رجا احياناً يسند على رفيقه علي يقول: الفزير

يا علي مرينا مراح ما تدلونه

امراح ناس حبهم يابن حمد خافي

امراح مزيون يحط الكحل بعيونه

اللي جدايل راسها يابن حمد ضافي

مراحهم بالضيف يوم العدير دونه

بالنصف من عيد الضحية عيد الاشراقي

جيته وانا عجل وهو يمشي على هونه

سلم وأنا سلمت والإقدام زلافي

ويلاحظ في قصائد الفزير رحمه الله سلوكه البحر الطويل وطول النفس في سرد الأبيات سلسلة وتدفق المفردات فهو ذو قصيد مطبوع بعيداً عن الصنعة والوحشي من الالفاظ قصيدة اخرى من درر الشاعر رجا نبعث من احساس يرسم فيها لوحة فنية ذات طابع غزلي ومنها هذه الأبيات:

اللي سمعها العاذل ذكرها بدينها

ذكر الله البادي قبل مبداها

اوزان القيفان في ميزانها

واعرف ادانيها واعرف اقصاها

اللي مهيضني هنوف شفتها

عمهوجة يلعب شباب اصباها

ما زمت الورعان فوق متونها

ولا قام يبكي صيبها بتناها

شقر جدايلها طوال ظافية

سود العيون وظامر حشاها

أفرد الأستاذ طلال في هذا الديوان فصلاً عن الرديات او شعر القلطة بين رجا ومجموعة من شعراء عصره واشهرهم سعودية كليب وحمد الغربة وفهاد بن جافور ومرشد البذالي.

ثم يختم الديوان بالألغاز التي انشأها الشاعر رجا الفزير وهكذا فالديوان قد بذل فيه الأستاذ الباحث الرميضي جهداً يذكر ويشكر سيما المعاناة في لمم شتات وتراث الفزير الذي كاد شعره ينسى ويفقد وكان بودي من الأستاذ طلال ان يخرج القصائد بمعنى ان يذكر مصدر كل قصيدة سواء شفهياً او على شريط كاسيت او قصائد مدونة ومن الذي دونها وهذا شيء ضروري ف المنهج الأمثل والله الموفق.


طلال الرميضي
__________________
أنا وشعبي كلبونا جماعة
الدين واحد والهدف أخدم الشعب
لو ضاق صدر الشعب ما استر ساعة
اضيق من ضيقه واستر لاحب
الراحل الشيخ
"صباح السالم"
رحمة الله

رد مع اقتباس