[كويتى مخضرم]

بسم الله الرحمن الرحيم

بنيت هذه القيصرية في أواخر العشرينيات تقريباً لتضم البزازين (بائعي القماش) الذين أنتقلوا من مقرهم القديم في سوق خليل القطان (سوق اليهود) ،الواقع شرقي سوق التجار ،الى هذا السوق نظراً للعرض المغري الذي قدمه لهم صاحبه المرحوم راشد بن رشدان العازمي ،الذي كان من كبار تجار العقار و أصحاب السفن في بداية القرن العشرين ،فقد عرض عليهم الأنتقال الى هناك مع عدم دفع إيجار لمدة سنة كاملة ،ثم دفع إيجار شهري بعد ذلك يبلغ روبية واحدة للدكان ،و قد نزح الى ذلك السوق نتيجة لهذا العرض جميع أصحاب الدكاكين ،من سوق خليل القطان الذي غدا بعد ذلك -ولعشرات السنين التي توالت- مهجوراً دون مستأجرين ،بينما أزدهر سوق الرشدان ،و أصبح من الأسواق المهمة في الكويت لموقعة المميز وأنخفاض إيجاراته ،وكان سوق إبن رشدان يحتوي على مايزيد على عشرين دكاناً وهو مسقوف بالبواري (الحصران المصنوعه من نبات البامبو) وله مدخلان أحدهما يطل على السوق الداخلي وآخر يؤدي الى عدد من الأزقة وكذلك الى ((مكينة بودي)) لطحن الحبوب ،وتباع في ذلك السوق -كما كان في سوق خليل القطان من قبلة- الأقمشة بالأضافة الى المري والأويات والتيل والزري والترتر ،وهي من مستلزمات الخياطين ،و أستمرت قيصرية الرشدان مزدهرة لفترة أمتدت أكثر من ربع قرن ،ويذكر أن أحد مطربي الكويت ،وهو المرحوم محمود عبدالرزاق (الملقب بمحمود الكويتي) ،كان قد غنى أغنيه من تأليف المرحوم الشاعر فهد بورسلي تتغزل بتلك القيصرية عندما كانت في أوج مجدها ،وكان مطلع تلك الأغنيه يقول ((ياهل الشرق مروا بي على القيصرية)) ،وبدأ نجم القيصرية بالأفول مع أوائل الخمسينيات عندما بدأ الناس بالأقبال على الأسواق والقيصريات الجديدة التي أصبحت تعرض فيها البضائع الحديثة ،كسوق البنات وسوق المعجل ،المتفرعين من السوق الداخلي ،وكذلك السوق الأبيض المتفرع من سوق الغربللي.

كتاب أسواق الكويت القديمة
ص180 الى ص181
للباحث/محمد عبدالهادي جمال