عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23-03-2008, 10:47 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي




عَلمي من اعلام الكويت الاجلاء.. ولد في بيت مبارك يتسم بالعطاء.. سليل اسرة كريمة انجبت علماء اخلصوا لله.. كان من المعجبين بعلوم وافكار الشيخ ابن تيمية فقرأ كتبه ورسائله وما جمع من فتاويه.. تولى امامة مسجد الفارس في مقتبل حياته وبقي في امامته اربعة وخمسين عاما.. عمل مدرسا بالمعهد الديني بعد انشائه عام 1950م وبعد الحاح من رئيس دائرة المعارف حينئذ الشيخ عبدالله الجابر الصباح وبقي به عشرين عاما.. تلقى دعوة من مشيخة الازهر وعلمائه لزيارة القاهرة واستقبل بحفاوة بالغة واطلع على نظام التدريس بالازهر الشريف..
كان الناس يتباركون بأنفاسه فيحرصون على ان يقوم بنفسه بعقد النكاح لهم لدرجة ان احدهم قبل موضع توقيعه على العقد تبركا واجلالا.. كان (رحمه الله) حريصا على ان يظل بعيدا عن الاضواء.. اذا وقعت عينك عليه فلن تراه الا ذاكرا، شاكرا، حامدا، داعيا للناس، محسنا اليهم في صلواته وخلواته.. حفظ القرآن الكريم كاملا وهو ابن عشر سنوات، اطلقت وزارة التربية والتعليم اسمه على احدى مدارسها في ضاحية صباح السالم، كما اطلقت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية اسمه ايضا على احد مساجد كيفان..
انه العالم الجليل الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس.
ہہہ


هو العالم الجليل الفاضل الشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن فارس بن عبدالله بن ابراهيم الفارس - رحمه الله - ولد في سنة (1316 هـ - 1900م) في بيت علم وفضل هو بيت علاّمة الكويت الشيخ محمد بن عبدالله الفارس - رحمه الله - وكان من الطبيعي ان يسير على درب العائلة وعلى ميثاق الخير والشرف والايمان الذي وضعه عميد العائلة العالم الفاضل الشيخ محمد بن عبدالله الفارس.
ونهل الشيخ عبدالوهاب من تراث العائلة الديني العريق ما جعله واحدا من اعلامها الذين يهتدى بهم، ولم يسع في حياته في اتجاه الدنيا او زخرفها بل كلل الايمان والتقوى سعيه فسار في درب الاخرة، وعرف عنه الانزواء والعزوف عن مباهج الدنيا ولم يوجد وسط الناس الا للدعوة الى الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وافشاء السلام والمحبة فيما بينهم قاصدا وجه الله سبحانه وتعالى مخلصا له غير طامع فيما في ايدي الناس حتى احبه العامة والخاصة وايقنوا بطهره وعفافه وزهده فوثقوا به واستبشروا خيرا في وساطته في معاملاتهم.

بداية الطريق

تلقى - رحمه الله - مبادئ القراءة والكتابة في (كتاتيب) الكويت وحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب وهو ابن عشر سنوات عند الملا احمد بن عبدالله العمر ثم انتقل الى المدرسة المباركية ودرس فيها الكتابة والحساب والتجويد على يد الشيخ السيد عمر الازميري والنحو والفقه على يد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي حيث درس على يده المذهب المالكي والشافعي والحنبلي ودرس اللغة العربية مع ابن عمه الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس عند العالم النحوي محمود بن شاكر الشطري ثم رغب في مواصلة دراسته على يد الشيخ الجليل عبدالله الخلف الدحيان.. ووفق الله عز وجل شيخنا الجليل عبدالوهاب في تعلمه ايضا على يد الشيخ عبدالمحسن بن ابراهيم البابطين الذي كان بيده قضاء الزبير وتولى قضاء الكويت سنة 1938م.. واستمر الشيخ عبدالوهاب ملازما للشيخين الجليلين مستمعا لهما حتى استوى عوده واتسعت مداركه واشتاق الى المزيد من العلم والنور فراح يخوض بحار العلوم والفقه معتمدا على نفسه ودفعه شغفه بالامام ابن تيمية الحراني الدمشقي الى الخوض في مؤلفاته والتعمق في تراثه لاعجابه الشديد لما له من جهود في الانتصار لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومحاربة البدع والمحدثات التي ابعدت الناس عن طريق الايمان الصحيح.

دعوة الأزهر الشريف

لم يضعف شغف شيخنا الجليل عبدالوهاب للعلم في يوم من الايام بل ظل حريصا عليه حتى وهو في قمة نضجه العلمي فقد لبى - رحمه الله - دعوة من علماء الازهر الشريف تلك المؤسسة الدينية والعلمية التي استمرت في اداء رسالتها السامية للحفاظ على التراث والعلوم الاسلامية لقرون عديدة، وذهب شيخنا - رحمه الله - وكان برفقته كل من: الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة والاستاذ عبدالعزيز بن مسلم الزامل وذلك ليطلعوا على أنظمة التدريس في الأزهر الشريف قبلة المهتمين بالتعليم الديني، وقد لقي الشيخ ورفيقاه فائق الترحيب والحفاوة من علماء الأزهر ومشايخه الأفاضل.
وسافر شيخنا الجليل عبدالوهاب أيضا إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين «المسجد الاقصى المبارك» مع أهله ومكث بجواره لمدة ثلاثة شهور تقريبا وكان ذلك في عام 1966م.

عطاء كبير

منذ أن كان -رحمه الله- شابا يافعا وفي مقتبل العمر تولى إمامة المصلين بمسجد الفارس في «المباركية» واستمرت امامته بالمسجد أربعة وخمسين عاما كاملة.. وفي عهد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالله مشاري الروضان -رحمه الله- انتدبته الوزارة لاختبار من يتقدم لوظيفة الإمامة والخطابة والاذان في مساجد الكويت لما له من خبرة ودراية في أعمال الدعوة.
يقول الاستاذ خالد سعود الزيد -رحمه الله- في كتابه «سير وتراجم خليجية»: «لكم تمنيت أن أكتب عن الشيخ عبدالوهاب الفارس في حياته لكنه كان حريصا على أن يظل بعيدا عن الأضواء فهو من قلة لا يعنيهم من امر هذه الحياة الا ان يكونوا معطين فيها ثم لا يعنيهم بعد ذلك شيء»..
وعندما انشأ شملان بن علي ال سيف (مدرسة السعادة) عام 1924م لتعليم الايتام والفقراء بناء على نصيحة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي كان من الطبيعي ان يكون للشيخ عبدالوهاب مشاركة في هذا الصرح الخيري فقام بتدريس علوم القرآن الكريم ولما كان -رحمه الله - يتمتع بموهبة الخط الجميل فلم يبخل على تلامذته في مدرسة السعادة بتعليمهم فنون الخط والاملاء بالاضافة إلى تعليم الفقه والتفسير واستمر شيخنا الجليل في تأدية رسالته فيها لمدة خمس سنوات تسبقها سنة واحدة يعلم الصبيان القرآن الكريم في كتاتيب السيد هاشم الحنيان.. كما قام بتدريس ابناء عائلة الخالد اللغة العربية في مجلسهم لمدة ثلاث سنوات.. وكان - رحمه الله - كثير الجلوس مع اخيه الشيخ محمد بن سليمان الجراح في مسجد (السهول) بضاحية عبدالله السالم كل ليلة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء للبحث عن المسائل الفقهية.

- يتبع -



تاريخ النشر: الاحد 23/3/2008
__________________
رد مع اقتباس