عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22-03-2008, 09:15 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
افتراضي

وأخبرني بأن المعارف يومها قد اتخذت أحد المنازل الواقعة على الجادة الرئيسية وهو ملك (للمرحوم عبد الرزاق يوسف المطوع) ليكون مقراً لهذه المدرسة، فتوافد عليه عدد لا بأس به من الطلاب، فقام يدرسهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وشيئاً من الحساب على الطريقة القديمة، وكان يجلسهم على الأرض فوق الحصران كسائر نظام المدارس الأهلية القديمة المنتشرة في مناطق المدينة آنذاك.

واستمر على هذه الحال سنتان، ثم انتقل مع طلابه إلى مقر آخر وهو بيت (المرحوم عيسى الصالح المطوع) الواقع في أقصى شرق حولي. فاستقام به مدة عام واحد وأخيراً انتقل بطلابه إلى مقر ثالث إلى ديوان (السيد محمد سليمان العتيبي)، فظل به قرابة عام أيضاً.

وفي طوال تلك السنوات الأربع كان يقوم بالتدريس لوحده دون مساعد، وقد اتخذ من مدرسته مقراً لسكناه، ولذا فإنه كان يتعهدها بالكنس والفرش وما إلى ذلك من أعمال التنظيف.

وأما طعامه فكانت الشيخة موضي المبارك الصباح القاطنة قصر الشعب قد تكفلت بنقل وجبة الغداء إليه يومياً بواسطة سائق سيارتها نظراً لأن بعض طلابه كانوا من سكان هذا القصر. وعلى رأسهم المرحوم الشيخ خالد الحمد.

وأما وجبة العشاء فكانت تأتيه من قصر بيان التابع للمرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت آنذاك لأن ابنيه خالد ونواف كانا من ضمن طلبته عندما يتواجدا مع أهليهم في القصر.

وفيما يرويه الأستاذ عبد الله سنان أنه كانت في ساحة مدرسته حفرة عميقة نوعاً يلقي بها الفضلات والنفايات، وبينما كان منشغلاً في أداء صلاة العصر، وطلابه يلعبون ويمرحون أثناء الفرصة، إذ وصل إليه من يخبره بسقوط الشيخ نواف في تلك الحفرة ففزع أشد الفزع وهرول إليها، ولما اطمأن إلى سلامته قام بإخراجه منها سليماً.

ومما يرويه الأستاذ عبد الله أنه في عام 1942م ارتأت دائرة المعارف إجراء بعض التطوير في المناهج التعليمية وطرق التدريس لهذه المدرسة فأتت بمدرس آخر هو المرحوم ملا علي الدعيج ليحل محل الأستاذ عبد الله سنان الذي كانت طريقة تدريسه قديمة كسائر المدارس الأهلية، فترك المعارف وانصرف ليلتحق في وظيفة أخرى بدائرة التموين الكويتية.

ومما أذكره أن هذه المدرسة قد اتسعت قليلاً بعد الأستاذ عبد الله وجاء بها بعض المدرسين ومنهم (ملا زيد) الذي كان مدرساً وإماماً وخطيباً في مسجد المسلم.

هذا وللشاعر الأستاذ عبد الله سنان عدد من القصائد عن (حولي) (وبحر الشعب) (وأثل الخالد) خاصة قصيدته عن (قصر بيان) بعدما هجر. وسأقتطع من هذه القصائد ما يتناسب وموضوعي على صفحات هذا الكتاب.

وبالنسبة لمدارس البنات فإنه لما اطلعت على الكتاب القيم (صفحات من التطور التاريخي لتعليم الفتاة في الكويت) لمؤلفته المربية الفاضلة السيدة مريم عبد الملك الصالح جزاها الله خيراً، فإنها قد ذكرت عدداً كبيراً من المعلمات القديمات أي (الملايات والمطوعات) في الكويت ومن بينهن جاء اسم (أم إبراهيم الزبيرية) التي قالت عنها أنها قامت بالتدريس في قرية (حولي) ولكن دون ذكر التفاصيل عن مكان وزمان مدرستها.

ولزيادة المعلومات عن مدارس حولي قبل الخمسينات فقد التقيت صدفة بالسيد إبراهيم محمد إبداح وهم من الذين فضلوا السكنى الدائمة في حولي. وقد أخبرني جزاه الله خيراً عن المدرسة التي تعلم بها في نهاية الأربعينات فقال:

إن مدرسته كان موقعها مكان (مدرسة سعد بن أبي وقاص حالياً وقد هدمت أيضاً) وهي محاذية لمسجد الصانع الواقع على (شارع تونس الحالي) وكانت عبارة عن ساحة ترابية محاطة بسور من الطين وفي وسطها بنيت غرفتان يفصل بينهما ممر، وقد سقف هذا الممر فصار عريشاً. وفي هاتين الغرفتين والعريش كان يدرس الطلاب وعددهم كما يذكر لا يتعدى العشرين طالباً وكان بها مدرسين اثنين فقط هما ملا زيد وقد سبق الكلام عنه وملا علي الدعيج.

ثم تطور الحال قليلاً وأتي لهم بمدرس يلبس الجبة والعمامة فكان إلى جانب مسئوليته عن المدرسة والتدريس فهو إمام للمسجد المجاور.

ويقول الأخ إبراهيم أن هذا المدرس قد تعرض إلى كثير من الإهانات الموجهة له من طلاب حولي بسبب معاملته السيئة لهم ومنها أنه كان يجمع منهم البلي (يعني التيل) ويرمي بها في قليب المدرسة القابع أمام باب المدرسة من الخارج.

وفيما ذكره أن من أعز أصدقائه في المدرسة هو الشيخ جابر الحمد المبارك الصباح وزير الشئون الاجتماعية الحالي الذي كان وقتها يسكن بين قصر الشعب ومنازل أخواله من عائلة المنير قريباً من هذه المدرسة، وكذلك العقيد أحمد عبد اللطيف الرجيب.

ويضيف قائلاً أنه مع بداية الخمسينات حدث في المدرسة بعض التطور فجلبت لهم دائرة المعارف الملابس وشوربة العدس أسوة بطلبة مدارس (الديرة) وربط ذلك التطور مع تسلم الأستاذ عبد العزيز حسين إدارة المعارف وقد زار المدرسة حينها مع بعض المسئولين.

وحسب مذكراتي فإن الأستاذ عبد العزيز حسين قدم من القاهرة إلى الكويت ليكون مديراً للمعارف يوم الأربعاء 11/6/1952م الموافق 18 رمضان عام 1371هـ، أي قبيل موعد انتهاء العام الدراسي 51/52 بيوم واحد. حيث تسلم منصبه اعتباراً من العام الدراسي 1952-1953م.

- المطينة: وهي حفر واسعة بعمق ذراع أو أكثر استخدم طينها في البناء وصارت مكاناً تلقائياً لتجمع مياه الأمطار. ومن حولها يطيب لكثير من الناس التمشي للتنزه وتقع عند نهاية البيوت شرق حولي.



- البحره: وهي مجرى سيول الأمطار، منحدرة بشكل طولي من الجنوب إلى الشمال حيث تنحرف شرقاً إلى بحر الشعب فتشطر قرية (حولي) إلى شطرين تقريباً. وفيما يقال أن آباراً قد حفرت في أكثر من مكان فيها لاستخدامها في شرب البهائم والأغنام.

- ضلع وضحة: ويسميه البعض (الصيهد) وهو مرتفع أو تل صغير يقع في الجنوب الشرقي من (حولي) يعلب فوقه الصبيان، كما ويقصده الأهالي فيتنزهون من حوله ويأكلون ويشربون الشاي. ومن على قمته يستكشفون البراري المحيطة بهم والقرى البعيدة فيتراءى لهم بحر الشعب وسدر الرميثية وقرية الدمنة. ويقول الشيخ عبد الله الجابر الصباح عنه أنه يسمى (ضلع أوضح) لأنه يتضح للقادمين من مسافة بعيدة وقيل فيه قصيدة مطلعها :

يا ضليع وضحه غشاك النور كل المزايين دلنه

كما وينبت عند منحدره بعض الأعشاب والفقع.

- سدرة الشعب: وهي شجرة سدر ضخمة تقع على بعد يسير من قرية (حولي) تابعة لقصر الشعب ويقصدها الناس للتنزه والاستئناس.

- قصر الشعب: بناه الشيخ سالم مبارك الصباح ليكون متنزهاً له على ساحل الشعب ومن بعده سكنت به المرحومة موضي المبارك ثم المرحوم الشيخ عبد الله السالم ولا زال عامراً بأهله ونفس موقعه.

- أثل الخالد: وهي مجموعة من أشجار الأثل تولى زرعها عائلة آل خالد جنوبي قصرهم في الشعب الواقع على ساحل البحر فسمي المكان (بشعب الخالد) والأثل (بأثل الخالد) وعندما تهدم القصر وهجره أهله نهائياً صار هذا الأثل مقصداً لعشاق الراحة والاستجمام يأوون إليه من أمكنة بعيدة لينعموا بالهدوء والهواء الطلق.



حتى إنه في عام 1956م أقيم حوله مقهى يستقبل الزبائن يومياً ليحتسوا عنده الشاي والقهوة ويقضوا به أمتع الأوقات، وأخص من زبائنه ثلة من المدرسين من أعضاء نادي المعلمين صاروا يرتادونه كل مساء للاستئناس مع بعضهم بعضاً.

ومع العمران الجديد والنهضة الحديثة أزيل هذا المكان نهائياً ليحل محله أحد النوادي البحرية والشوارع المعروفة ولم يبق من الأثل حتى كتابة هذه السطور إلا أثلة واحدة عجوزة أحبت الحكومة أن تحافظ عليها فبنت حولها حاجزاً لتكون واحدة من أشجار ذلك النادي مع فارق السن.



وفيها نظم الشاعر المرحوم عبد الله سنان قصيدة مكونة من سبعة عشر بيتاً في كتابه (الإنسان) بعنوان (أثلة الشعب) أقتطف منها ما يلي :

ومفردة عند رفيقاتها مكبلة لم تزل في اكتئاب

سجينة طوق يحيط بها كطير حبس الشقا والعذاب

مقوقسة الظهر قبل المشيب كمنفرط عقدها في التراب

تسائل عن مفردات له تناثر منظومها في الضباب

فما أرقصتها الرياح ولا دوي الرعود وسح السحاب

لقد شهدت مصرع الأخريات وضرب الفؤوس وحز الرقاب

فباتت تقدم جيداً لها لتلحق بالركب ركب الصحاب

فهل للييلاتها عودة وهل لبعيد الديار اقتراب

فيا ويح نفسي على ما مضى ويا طول شوقي لعهد الشباب

وتحت عنوان (الشعب الخالدي) نظم يقول:

قفوا برهة واقرأوا الفاتحة على منزل أرضه كالحه

لقد محيت ثم آثاره كما محي الخط من لائحه



ترى البحر يبكي وأمواجه تزمجر غادية رائحة

على أثلات تململ من تأوهه حرة نائحه

على ساحل ردمت رمله مكائن آلاتها كاسحه

ثم يختتمها بقوله:

فيا قوم أما مررتم هناك وشاهدتم أثلة سارحه

سجينة طوق كطوق الحديد قفوا برهة واقرأوا الفاتحة

وأما مؤرخنا الأستاذ سيف مرزوق الشملان فقد أورد لنا في آخر صفحة من كتابه (أعلام الكويت) المتضمن حياة المرحوم فرحان بن فهد الخالد، أورد لنا نبذة شيقة بعنوان (شعب الخالد) وقد تضمنت معلومات عن شعب الخالد وأثل الخالد وقصر الشعب والبحر والسد وبحر الشعب ودروازة البريعصي ومزرعة آل فوزان فقال:



على ساحل البحر من الجهة الشمالية من السالمية شعب بكسر الشين وإسكان العين. ولفظة شعب بتشديد الشين مع كسرها معروفة عندنا في الكويت وتطلق على الوادي أو مجرى السيل الذي يفضي إلى البحر، والشعب أيضاً سيل الماء بين مرتفعين. وهناك شعب ينسب إلى آل الخالد.

في سنة 1334هـ - 1915م بنى حمد الخالد الخضير بيتاً له على ساحل البحر في الشعب الصغير. ويقع شعب الخالد في الجهة الجنوبية من قصر الشعب وعلى مسافة قريبة منه وحوله منخفض من الأرض تصب به مياه الأمطار ومنه تندفع إلى البحر. وموقع بيت حمد الخالد على المرتفع ومحله الآن (نادي الشعب البحري) وباق من أشجاره أثلة واحدة فقط حافظت عليها البلدية لجمال الموقع، وحسناً فعلت، وتقع الشجرة بجوار سياج (نادي الشعب) على مقربة من الشارع العام وهي بارزة يراها كل من يطوف بسيارته فتلفت نظره.

ويقول: إن بعض الإخوان يتصلون بي هاتفياً عن هذه الشجرة ولماذا حافظت عليها البلدية، هل لأنها شجرة يعتقد البعض بها ويزورونها للتبرك بها ونحو ذلك. فكنت أجيبهم بأنها شجرة عادية من أشجار بيت الخالد الذي هدم وظلت الشجرة على حالها. فحافظت عليها البلدية لجمال الموقع.

ويستطرد قائلاً:

بعدما بنى حمد الخالد بيته هذا، بنى بعض أفراد أسرته منازل لهم بجواره. فلهذا سمي هذا المكان شعب الخالد نسبة لأسرة الخالد. وكان هذا الموقع بعيداً عن الكويت في ذلك الحين ويجمع بين الصحراء أيام فصل الربيع، والبحر أيام الصيف. فكان منتزها طيبا وهادئا. وبعد ذلك أصبحت هذه البيوت ملكا لأصحابها من أسرة الخالد وحدودها من ساحل البحر إلى جادة طريق (الدمنة) بتشديد الدال مع كسرها وإسكان الميم (الاسم القديم للسالمية)، وبعض البيوت تتصل حدودها بجادة حولي. وقد ثمنت الحكومة أجزاء منها لمشاريعها، والباقي عليه عمارات الخالد وبعض بيوت السكن الخاصة بهم.

تقع بجوار بيت الخالد بعض أشجار الأثل غرسها المرحوم أحمد الفهد الخالد وتسمى أثل الخالد. يقصدها بعض الكويتيين للنزهة وبخاصة أيام الصيف ليستظلوا بظلها. فالبحر قريب منهم للسباحة وصيد الأسماك. هذا كان حتى الستينات تقريبا أي قبل أن يمتد إليها العمران. وباق من الأثل حاليا أثلة واحدة حافظت عليها العمارة التي تقع الأثلة داخل سورها.

ثم يقول الأستاذ سيف:

الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت التاسع من سنة 1917م - 1921م كان صديقا لحمد الخالد، وبعد أن بنى حمد الخالد بيته بالشعب سكنه الشيخ سالم مع زوجته حوالي سنة حتى انتهى من بناء قصره بالشعب أي في سنة 1917م في أول حكمه، وبعد وفاة الشيخ سالم آل القصر لابنه الشيخ عبدالله السالم أمير دولة الكويت الأسبق فزاد في بنائه وأصبح بعد ذلك قصرا فخما وسكنه مدة طويلة حتى وفاته سنة 1965م.

ويقول عن بوابة البريعصي:

سميت بوابة السور التي منها توصل الطريق إلى الشعب وإلى غيره باسم (دروازة الشعب) نسبة إلى قصر الشعب، وكانت تسمى قبل ذلك باسم (دروازة البريعصي) نسبة إلى رجل من جماعة البراعصة كان مسئولا عن(الدروازة).



ويحدثنا عن البحرة والسد فيقول:

تقع بجوار قصر الشعب وفي الجهة الجنوبية منه (أبحره) كبيرة مجرى السيل إلى البحر. وقد بنى الشيخ سالم المبارك سداً لحفظ مياه الأمطار للاستفادة منها للشرب بدلا من أن تصب في البحر، كما بنى الشيخ سالم سدين آخرين لهذه الغاية النبيلة لخدمة المواطنين.

ثم يختتم كلامه بالتالي:

أسرة آل فوزان من الأسر الكويتية المعروفة، وكانت لديهم مزرعة كبيرة عند (أبحرة الشعب) قرب قصر الشعب بها الكثير من أشجار السدر والأثل وغيرها. حتى أن حمد الخالد كان سقف بيته بالشعب من أغصان أشجار أثل الفوزان.

(هذا وقد أنهى الأستاذ سيف حديثه هذا بخمسة سطور من كتاب تاريخ الكويت وقد جاء ذكرها في موضوع "مياه حولي"). (انتهى).

- المزارع: وأعرف منها ما هو مشهور ويتردد على ألسنة الناس مثل مزرعة (ابن عويد) ومزرعة الشيخ عبدالله الخليفة ويعمل بها مزارع مشهور اسمه شافي وهاتان المزرعتان متجاورتان وتقعان في جنوب منطقة شرق حولي. بالإضافة إلى مزرعة جاسم السمحان وكان موقعها خلف (محافظة حولي) حالياً وقريباً من مسجد القطان الحالي. ومزرعة سليمان الفوزان التي جاء ذكرها في الحديث السابق للأستاذ سيف:

- ومما قاله الشيخ عبدالله الجابر الصباح في كتاب (محافظة حولي) (إن حولي كانت منطقة زراعية وأن أول من زرع بها كان إبراهيم المضف ثم توالى على الزراعة فيها المرحوم أحمد مدوه وموسى المزيدي وجمال (أبو صلاح) والحاج علي). (انتهى).

وتلك المزارع تزخر بما تحتويه من أشجار السدر والأثل وبعض النخيل وزراعة الخضروات. يؤمها الناس ليستمتعوا بأجوائها الجميلة وأطيارها المغردة يشترون منها الخضروات كالفجل والبقل والطماطم ونحو ذلك.

- الجديده: وتقلب الجيم إلى ياء فتلفظ (اليديده) بكسر اللام وتسكين الياء وفتح الدال. وهي عبارة عن شجرتين من السدر واحدة أكبر من الأخرى تقعان في قبلي (حولي) يقصدهما أهل النزهات (فيكشتون) عندهما يأكلون ويمرحون ويطربون.

وأما أصل التسمية فيقال أنها مصغرة من (جده) ويقصد بها السدرة الكبيرة وبالفعل فهي قديمة وطاعنة في السن. كما وسمعت أن التسمية جاءت لهذه المنطقة بعد أن استحدثت واستجدت فسميت (الجديده) تصغير جديدة.

- أثلة المسلم: وهي تعد أكبر شجر أثل في القرية تتراءى للقادمين إلى (حولي) من مسافات بعيدة حيث لا يرى شيء غيرها.

ويعود ذلك إلى سبب ضخامتها وارتفاعها من جهة ولانخفاض المباني حولها من جهة أخرى.

وقد شاهدت هذه الأثلة وتعرفت عليها عام 1937م وكان الناس من رجال ونساء يأوون إليها للاستئناس ببساقتها وظلها الظليل ويستمتعون بحفيفها الشجي ناهيك عما يشدو بها من أطيار وعصافير وخاصة قبيل الغروب إذ يغشاها ما يغشى من جميع أنواع الطيور الصغيرة والكبيرة مثل (الترم والشرياص وأبو حكب) لتجد فيها المكان الهادئ الأمين للمبيت على أغصانها العالية مما يشوق الصبيان على اقتناصها ويجعلهم يتابعونها بخطواتهم ونظراتهم الخارقة وهي تنتقل من غصن إلى غصن تداري نفسها عن تلك المضايقات وذلك قبل إحاطتها بالجدران الطينية.

- الدوغة: وهي محرقة تقع في (أرض النقرة) قريباً من (مسجد الطواري) وعلى مقربة من مساكن (قرية حولي).

قيل عنها أنها كانت فيما مضى تنتج الجص، وأن أول من أسسها هو المرحوم (سلطان الكليب) ثم صارت تنتج الطابوق الرملي بإشراف المرحوم (الشيخ فهد السالم الصباح).

وقال عنها أحدهم بأنها محرقة لعمل الجص تابعة (للملا صالح).

ويقال أنها كانت تسمى (دوغة هزاع والخضاري) وأن (سعد الحوطي) يعمل معهما.

وعند سؤال (الشيخ عبد الله الجابر الصباح) عنها فقد أفادني بأن هذه (الدوغة) بناها (الشيخ خزعل بن مرداو) حاكم المحمرة، حينما قدم للكويت لدى صديقه الشيخ مبارك الصباح ليحرق فيها الطين ليكون طابوقاً يبني به قصره المسمى (بقصر خزعل) والذي استملكه فيما بعد الشيخ عبد الله الجابر الصباح.

ويضيف قائلاً:

بأن هناك ثلاث (دوغات) في الكويت:

الأولى: في أبرق خيطان.

والثانية: في الرميثية.

والثالثة: في النقرة ومجاورة لحدود (حولي).

وأعتقد بأن تلك (الدوغة) لم تدم طويلاً إذ كنت أشاهدها حين مرورنا بمحاذاتها في بداية الأربعينات ونحن متوجهون في سيارات (العبرية) إلى مساكن القرية، حيث كانت مهجورة وبناؤها الطيني قد تهدم مما يدل على قدمها وكفها عن العمل في وقت مبكر.

- قصر بيان : وهو عدة وحدات من المباني الطينية أقامها المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت العاشر عام 1931م جنوب قرية حولي ليكون منتجعاً له يخرج إليه إبان فصول الربيع وغيرها.



وقد اشتمل على مسجد تؤدى فيه صلوات الجمع وغيرها من الفرائض. ويعتبر من أشهر المواقع في قرية (حولي)، لحسن اختيار موقعه على ذلك المرتفع الرحب الذي يشرف على جميع منازل القرية وساكنيها وما يحيط بهم من البراري والفلوات.

إذ لا يبعد عن سكان القرية أكثر من (كيلو متر واحد) أو ما يقاربه. فهو كالحارس الأمين لهم يشعرهم بالمهابة، فيتوخون منه الأمن والطمأنينة والاستقرار.

وما ذكره الشيخ عبد الله الجابر الصباح عن قصر بيان أنه قبل أن يبنيه الشيخ أحمد الجابر ويسكنه كانت تضرب عليه خيام للمرحوم مساعد البدر.

كما وسمي بيان لأن الذي يرتقي هذا المرتفع تتضح له الرؤية فيستكشف ما حوله وتستبين له جميع البراري المحيطة.

وفي اللغة: (بان بياناً) بمعنى اتضح وظهر. وبين الشيء أوضحه. والبيان ما يتبين به الشيء من الدلالة والفصاحة وغيرها.

__________________
رد مع اقتباس