عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 21-06-2009, 01:30 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

الكويت والمخراق علاقة شعب وتاريخ


كتبها حمزة عليان ، في 18 أغسطس 2007 - القبس

كتب الكثير عن الاولويات في تاريخ الكويت، وتحدث بعضهم عن العتوب والبعض الآخر عن الدعوة الوهابية وربطها بأحداث المنطقة
.

توافرت لي بعض المصادر المعروف منها والنادر من الصديق والباحث الاستاذ يعقوب يوسف الابراهيم، الاول كتاب ‘كويتنا جوهرتنا’ لمؤلفه غانم يوسف الشاهين الغانم والمتوافر في المكتبات وفيه نقلا عن الوثائق العثمانية: ان الكويتيين حلوا بالبصرة بمنطقة اسمها المخراق. (وانا رأيت المخراق اكثر من مرة) والمخراق نهر كبير متصل بشط العرب يصل صحراء الزبير غربا، وهذا النهر تقع على احدى ضفتيه قرى تابعة لقضاء بلد ابي الخصيب المدينة العامرة قديما بأملاك الكويتيين المنتشرة بجنوب البصرة، حتى جنوب ‘الكرنة’ او القرنة كما هي شائعة، فأما اسباب مجيئهم عام 1750 لهذا الموقع فهي عديدة وجوهرية لانهم اولا ملكوا السفن الضخمة كالبكارات المجهزة بالمدافع وسفن الغنج المجهزة بجميع طلبات رب البيت وعائلته التي تسافر معه الى كل مكان، وفي الوثائق التي ذكرت عن تلك البكارات ان عددها يوازي مائة بكارة ببحارتها وفي التاريخ ذاته انتشرت الدعوة الوهابية بهذه المنطقة فترك الكويتيون وطنهم مؤقتا وفعلا حلوا بالمخراق.

فمن المخراق ذهبوا للغوص بمواقع جنوب الفاو المشهورة بكثرة وجود اللؤلؤ فيها، فعندما ينتهي موسم الغوص كانوا يعودون الى المخراق، وهذا البرنامج مكث معهم خمسين سنة، حتى ان بعض القبائل الموالية للدولة العثمانية طلبت من الباشا الحاكم لبغداد بطرد الكويتيين من المخراق، وفعلا نفذ طلبهم، فذهب الكويتيون الى الصبية وحصل بينهم وبين تلك القبائل مصادمات واسبابها الثأر، فمن ثم ترك الكويتيون الصبية، واستقروا بجزيرة الجسم هم واخوتهم من البحرينيين، وبتلك الفترة اتت ظروف مواتية لآل خليفة فطلبوا من الكويتيين الذين هم العتوب ان يساعدوهم على طرد الايرانيين من البحرين حتى يحلوا هم محلهم، فنفذ طلبهم وهجموا على البحرين وتحررت البحرين من الايرانيين، ثم ابتدأ نشاط الانكليز بالخليج فأخذوا يؤازرون البحرين ويقفون معها، وفي هذه الفترة رجع الكويتيون لعرينهم الكويت بقوة ونشاط لانهم ملكوا المال بسفنهم مما جمعوه من اللؤلؤ الذي كان تجار الهند يذهبون للمخراق ليشتروا ما جناه الكويتيون، فمن تلك جهزوا سفنهم بالمدافع ومونوا انفسهم بجميع معدات السلاح، منها اول بندقية (ام خمس رصاصات) صناعة تركية مامنة اسمها تفك: كما يقولون سميت بهذا الاسم بتفك (نسبة لمنتفك اي المنتفج)، لما لهذه القبيلة من ولاء للدولة العثمانية، وبهذه المرحلة اخذ السعوديون والكويتيون كحكام الواحد يتقرب للثاني، لمصالح مشتركة ضد ابن رشيد وهي عملية لها اصول قديمة مرتبطة بسياسات بعيدة المدى منها ابن رشيد وجماعته وهم شمر كانوا يؤازرون الدولة العثمانية ضد الوهابيين، والوهابيون لهم ثأر مع شمر على الحكم، فالكويت دخلت طرفا ثالثا وبهذه الاحداث راحت ارواح عزيزة على الكويتيين، وفي ذلك الوقت كانت معركة الصريف، وكان عدد جنود مبارك الصباح تسعة وثلاثين الف جندي، وفي هذه المعركة لم يحالفهم النصر الا بالمعركة الاخرى التي قتل فيها ابن الرشيد




.أما المصدر الثاني فهو وثيقة مرسلة من باشا البصرة علي باشا الى الصدر الاعظم في 21 رجب 1113 ه 23 ديسمبر 1701م، وهي منشورة في كتاب ‘تاريخ الخليج العربي’ الجزء الاول ص 322 لزكريا قاسم وتذكر الوثيقة ان مائة وخمسين سفينة شراعية استقر اصحابها في المخراق جنوب البصرة.

وهو اقرب تاريخ لتحديد نزوح العتوب الى الكويت اي حوالي 1716م وبعد خمسة عشر عاما من تاريخ الوثيقة، حيث كان سلمان بن احمد كبير آل صباح وجابر بن عتبة كبير الجلاهمة وخليفة بن محمد كبير الخليفة

.

وتقول بعض المصادر انهم ارسلوا صباح بن جابر بن احمد الى والي بغداد عام 1717م ليوضح موقفهم كمسالمين نزحوا يطلبون العيش ولا يبغون الضرر

.

وفي موضوع الرحالة اورد كتاب ‘الكويت من الامارة الى الدولة’ تحرير د. احمد الرشيدي عددا من الحالات منها على سبيل المثال، ‘اداورد ايفز’ الذي زار المنطقة في سنة 1758، وسجل ان العتوب كانوا مرتبطين بشبكة التجارة في الخليج، وان تجارتهم شملت الخيل والتوابل والخشب والقهوة واللؤلؤ، وقد زار الرحالة الالماني (بعض المصادر تذكر انه دانمركي) كارستن نيبوز الكويت عام 1765، وذكر انها تقع على مسيرة ثلاثة ايام من البصرة، وان سكانها يعيشون على صيد اللؤلؤ والاسماك، ويملكون حوالي 800 قارب، وفي حوالي عام 1800 سجل الرحالة الانكليزي

Bucking Ham بأن الكويت شبه مسكونة بالتجار، فشعبها تجاري، وهو مرتبط بمختلف اوجه النشاط التجاري التي تمر في الخليج وكان هنا حوالي مائة مركب شراعية بعضها والآخر صغير، وفي عام 1831 زار الرحالة Stocqueler الكويت وذكر ان بيوتها مبنية بالحجر والطين، وكان يسكنها حوالي اربعة الاف من السكان، وان هناك سورا حول المدينة من اجل حمايتها، وخلال الفترة 1863 - 1865 قام الكولونيل بيلي Paly بزيارته الشهيرة الى الكويت، وهو في طريقه لمقابلة حاكم نجد، وقد اشاد بمهارات الكويتيين وقدرتهم على ركوب البحر، واعتبر الكويت من اهم موانئ الخليج نظرا لحسن الادارة الداخلية والسياسة الحكيمة لشيوخها، فضلا عن جوها الصحي، وصلاحية مينائها لرسو السفن، وذكر أن سكان الكويت كانوا حوالي عشرين الف نسمة، انظر اقتباسات لهؤلاء الرحالة وغيرهم في:

د. جمال زكريا قاسم، الخليج العربي: دراسة لتاريخ الامارات العربية 1840 - 1914، مرجع سابق ص 14 - 16، وللمؤلف نفسه، الخليج العربي: دراسة لتاريخ الامارات العربية في عهد التوسع الاوروبي الاول.. مرجع سابق ص 338

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 21-06-2009 الساعة 07:07 PM.
رد مع اقتباس