عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-02-2008, 11:29 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,664
افتراضي

الكويت والعتوب:

لا يختلف المؤرخون في ان مؤسسي الكويت الحديثة هم من العتوب، وهم جماعات كبيرة من العشائر ترجع في اصولها الى قبيلة عنزة(2). وهي قبيلة عربية كبرى تنزل شمال جزيرة العرب ينتمي اليها آل الصباح وآل خليفة ومعهم بعض الفروع الاخرى مثل آل زايد الذين ينتمي اليهم آل غانم، وغيرهم من الاسر الكويتية الاخرى، والعتوب ثلاثة فروع رئيسية (آل الصباح، وآل خليفة والجلاهمة) (تنتمي الى الفرع الاخير اسر كويتية معروفة مثل النصف)، وينتمي آل الصباح وآل خليفة الى قبيلة عنزة من العمارات ابناء تغلب بن وائل(3) ثم الى فخذ جميلة) وبالتحديد فرع (شملان)(4).

وترجع كلمة العتوب الى الاصل الثلاثي (عتب) وهو فعل معناه الاكثار من الترحال من مكان الى آخر(5). وقد سمي العتوب بهذا الاسم بعد ارتحالهم من منطقة الهدار في نجد موطنهم الاصلي، أي من الجنوب، شمالا الى الكويت، فهم عتبوا بذلك الى الشمال.
اما سبب هجرة العتوب من موطنهم الاصلي فهو كذلك موضع اختلاف المؤرخين. ولكن لا بد ان تكون جزءا من هجرة عنزة الكبرى التي تمت في النصف الاخير من القرن السادس عشر، والتي تفرعت الى فرعين رئيسيين اتجه الفرع الاول المعروف بـ «الرولة» الى بلاد الشام بينما اتجه الفرع الآخر (العتوب) الى الخليج. وان هذه الهجرة كانت بسبب القحط الشديد الذي اصاب منازلها الاصلية(6).



آل الصباح وتأسيس الكويت

من الثابت ان العتوب لم يستقروا دفعة واحدة في الكويت، وان تاريخ استقرارهم هو الآخر محط لاختلاف المؤرخين ومسرح لروايات واقاويل مختلفة ومتعارضة احيانا ومتقاربة احيانا اخرى.
ومن المؤرخين العرب الذين تناولوا تاريخ تأسيس الكويت عثمان بن سند البصري (سبائك العسجد في اخبار احمد نجل رزق الاسعد) وابن بشر (عنوان المجد في تاريخ نجد) وصاحب (لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب)، والمؤرخون المحليون مثل الاستاذ عبدالعزيز الرشيد (تاريخ الكويت) والشيخ يوسف بن عيسى القناعي (صفحات من تاريخ الكويت) والاستاذ سيف مرزوق الشملان (من تاريخ الكويت).

وضمن هذه الاختلافات يظهر عرض الاستاذ سيف مرزوق الشملان لكتاب من الشيخ (ابراهيم بن محمد بن عيسى آل خليفة) ردا على خطاب الاستاذ سيف مرزوق الشملان الذي يستفسر فيه عن بعض الامور المتعلقة بتأسيس الكويت فيذكر الشيخ «ابراهيم بن محمد بن عيسى آل خليفة» نقلا عن امير البحرين الراحل «الاسبق» الشيخ «سلمان بن حمد آل خليفة» ان العتوب وصلوا الى الكويت في أواخر القرن الحادي عشر الهجري او أوائل القرن الثاني عشر، ويحدده بما يقابل عبارة (طغى ألما) 1081 هـ في حساب «ابجد» وتوافق عام 1670(7)

وبالرجوع الى كتاب عبدالعزيز الرشيد (تاريخ الكويت) نجد انه ذكر عددا من الاقوال كان اخرها قوله «واخرون يقولون تأسست سنة 1100هـ» وقوله: «أما العلامة المحقق الشيخ ابرهيم بن الشيخ محمد شيخ الادباء في البحرين فيرى ان تأسيسها 1125هـ» ثم يقول عن هذه الاقوال التي ذكرها: «واقربها الى الصواب واولاها بالترجيح القولان الاخيران..» وبهذا نجد ان عبدالعزيز الرشيد لم يرجح عبارة طغى الماء التي كان قد ذكرها في البداية(8).
اما الاقوال الاخرى التي ذكرها سابقا فقد قال عنها: «وكل هذه الاقوال حدس وتخمين».
ومن هنا يظهر انه حتى مؤرخنا عبدالعزيز الرشيد متردد ويورد عدة تواريخ لتأسيس الكويت في مؤلف واحد، وحين يرجح فإنه يرجح قولين لسنتين مختلفتين.

ولما كانت عبارة طغى الماء تؤرخ لفتح بني خالد للقطيف -كما سبق أن ذكرنا- فإن هذا ما اوجد بعض الخلط عند مؤرخي الكويت الاوائل واخذ عنهم الكثير من المؤرخين والباحثين ودعاهم الى جعل هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس الكويت خطأ.
ويذكر الشيخ يوسف القناعي تاريخا قريبا للتاريخ الذي حدده الشيخ ابراهيم بن حمد بن خليفة وهو عام (1100 هـ الموافق 1618م) (9).

وبهذا نجد ان المؤرخين العرب القريبين من الاحداث ويؤيدهم المؤرخون المحليون يرون ان تاريخ وصول العتوب الى الكويت وتأسيس مدينتهم فيها يقع في اواخر القرن السابع عشر، وبما اننا قد اشرنا سابقا الى ان عبارة «طغى ألما» تمثل تاريخ فتح بني خالد للقطيف «الذي شارك فيه العتوب» فلابد من استبعاد هذا التاريخ.

وامام اختلاف المصادر وعدم استقرارها على تاريخ محدد كان لابد لنا ان نبحث عن ادلة وثائقية ومادية تحدد لنا تاريخ تأسيس الكويت وتوصلنا بالفعل الى تلك الادلة التي تثبت وجود الكويت الحضاري في مطلع القرن الثامن عشر وبالتحديد 1701/1702 فاعتمدناها كتاريخ لتأسيس الكويت وذلك في اصدار سابق لدراستنا المعنونة «نشأة الكويت وتطورها» ولكن المزيد من البحث قادنا الى ادلة وثائقية جديدة تؤكد ان تأسيس الكويت كان في وقت سابق وبالتحديد عام 1022 هـ الموافق 1613م.. ولما كانت الادلة التي اعتمدناها سابقا تثبت ان هناك وجودا حضاريا بالكيان قائما هو الكويت ولكنها لا تنفي امكانية ان يكون هذا الكيان قد تأسس في وقت سابق، لذلك سنتناول الادلة السابق الاعتماد عليها والادلة الجديدة بالتحليل لنصل في النهاية الى اعتماد عام 1022هـ الموافق 1613م بصفته تاريخا مؤكدا لتأسيس الكويت.

في البداية لابد من استبعاد ما ذكره والي بغداد مدحت باشا عام 1872 (10) ان الكويتيين اتوا الى هذه البقعة «الكويت» قبل خمسمائة سنة بما يعني ان الكويت تأسست عام 1372م وهو قول مبالغ فيه ولا يوجد ما يسنده ويؤيده من الادلة وتشير بعض المصادر الاجنبية الى ان الكويت تأسست في القرن الثامن عشر، ومن تلك المصادر (فرانسيس واردن F. Wardon) من موظفي حكومة الهند البريطانية في تقريره عن القبائل العربية في الخليج حيث يشير في ملاحظاته عن القبائل العربية في الخليج اغسطس عام 1819م تحت عنوان «عرب العتوب في البحرين» الى ان وصول العتوب كان سنة 1716م وذلك حين اشار في تقريره الى ما يلي: «حوالي 1716 دخلت ثلاث قبائل عربية ذات شأن هي: بنو صباح والجلاهمة وآل خليفة تحدوها عوامل المصلحة والطموح في تحالف واستولت على بقعة من الارض على الساحل الشمالي الغربي من الخليج تسمى «الكويت».

ويمضي واردن في سرد ملاحظاته، مبينا ان العتوب اتفقوا عقب قدومهم الى الكويت على ان تمارس جماعة «آل الصباح» شؤون الحكم، بينما يشرف «الجلاهمة» على اعمال البحر وان يتولى «آل الخليفة» امر التجارة(11).

ويؤيده لوريمر في دليل الخليج في ان الكويت تأسست عام 1716م (12) وتبعهما الباحث الروسي بوندا ريفسكي (13) ولكنه عاد وذكر ان ذلك موضع خلاف..
رد مع اقتباس