[AHMAD]

ضيفنا يستحق بجدارة أن نكتب عنه ، فهو عملة نادرة في زمن الطفرة النفطية التي تكالبت فيها المصالح والمحسوبية وتردي القيم ومبدأ الثقة والصدق .
السيد عبدالمحسن سعود الزبن ، واحد من اولئك الرجال الذين تفانوا باخلاص منقطع النظير في العمل وبكل أمانة وثقة واخلاص وذلك على حساب صحته وراحته في سبيل الخدمة العامة ، وقبل الدخول في التفاصيل نعود إلى البداية ، ان ضيفنا من مواليد ( فريج الغنيم ) بالحي القبلي بمدينة الكويت القديمة عام 1918م ، تلقى دروس تعليمه الأولى عند مدرسة ملا عثمان وهي إحدى المدارس الأهلية ، ثم واصل تعليمه عام 1937م في المدرسة الأحمدية وإلتحق بعد ذلك بالمدرسة المباركية عام 1938م وله بذلك ذكرياتفي مشاركتة مع أول رحلة خارجية لكشافة الكويت عام 1941م إلى البحرين الشقيق والقطيف والإحساء .

بدأ السيد عبدالمحسن سعود الزبن ، العمل في سن مبكرة وكان متفوقاً بمادة اللغة الإنجليزية فعمل في عام 1944م بوظيفة محاسب بشركة تموين الأقمشة وهي شركة حكومية تم إنشائها ابن الحرب العالمية الثانية لتخفيف العبء على المواطنين في إستلام حصصهم من الأقمشة بأسعار مناسبة بدعم من الحكومة ، وتولى بعد ذلك وظائف عدة .
فعمل في عام 1948م بدائرة الصحة العامة وعام 1954م بدائرة الأشغال العامة وعام 1960م بوظيفة المدير الفني ببلدية الكويت ، وخلال مراحل عمله السابقة عانى الكثير في سبيل وقوفه ضد الفساد الإداري وطغيان المصالح الفردية أمام المصلحة العامة .

بتاريخ 1 / 11 / 1964م تم تعيينه بقرار من مجلس الوزراء بوظيفة رئيس للجنة المناقصات المركزية ( برتبة وزير ) واستمر بعمله الدؤوب بكل اخلاص ونزاهه حتى عام 1979م .
يجدر الإشارة إلى لضيفنا مساهمات وطنية ، فهو يعتبر واحداً من رواد الحركة التعاونية بالكويت ، ففي عام 1960م فكر ضمن مجموعة من رجلات الكويت بإنشاء أول جمعية تعاونية في تاريخ الكويت ، وتم تأسيسها بتاريخ 25 / 12 / 1960م واتخذت اسم ( الشركة المحلية لسوق الشويخ ) حيث بلغ عدد اعضائها 234 عضواً وبعد الإنتخابات التي اجريت فاز السيد عبدالمحسن الزبن بالترتيب الأول واصبح أول رئيساً للجمعية عام 1963م ، ثم واصل خدمتة في العمل التعاوني بعد تغيير مسمى الجمعية ودمجها مع جمعية الشامية فأصبح منذ عام 1980م رئيساً عن جداره بتزكية جميع الأعضاء ومازال مواصلاً العطاء بأمانه وصدق .


نقلتها من كتاب ( شخصيات كويتية ) للأخ عادل محمد العبد المغني - 1999م