إعادة بناء المسجد بالفروانیة
بعد أن تقادم المسجد، جرى ھدمه بالكامل خلال العام
( 2002 م)، ويجري حالیاً إعادة
بناء ھذا المسجد المبارك في موقعه نفسه في منطقة الفروانیة وذلك على نفقة
الثلث الخیري للمحسن محمد المیلم - رحمه الله - وبإشراف أولاده الكرام.
المواصفات العامة للمسجد
:
- المساحة الكلیة للمسجد 952 متراً مربعاً.
- مساحة مصلى النساء 545 متراً مربعاً.
- يتسع مصلى الرجال ل 650 مصلیاً ، ويسع مصلى النساء 360 مصلیة.
- ارتفاع المئذنة 25 متراً.
- بني المسجد على الطراز العادي الحديث.
- موقع المسجد في منطقة سكنیة وتجارية.
مسجد المیلم في منطقة العديلیة
لما ذاق المحسن محمد المیلم
- رحمه الله - حلاوة البذل والإنفاق في سبیل بناء
المساجد، ورأى السرور والبشر على أوجه الناس عند بناء مسجد الفروانیة، رأى أن
يبني مسجدا آخر لله تعالى، ووقع اختیاره - رحمه الله - ھذه المرة على منطقة
العديلیة قرب ديوانه العامر، فأقام فیھا مسجداً على نفقته وأشرف على تجھیزه
وفرشه بالكامل.
فقد كان ھو ورواد ديوانه العامر يخرجون في كل فرض للصلاة في مسجد ضاحیة
العديلیة
(المسمى سابقاً مسجد الدوار لقربه من الدوار الرئیس بمنطقة العديلیة)،
ومسجد المرحوم الشیخ محمد سلیمان الجراح حالیاً، فرأى أن يختار المساحة الخالیة
أمام ديوانه لبناء ھذا المسجد فیھا، وقد أتم بناءه وافتتح للصلاة في يوم 4 ذو الحجة
عام 1387 ھ الموافق 3 مارس عام 1968 م.
وبحمد الله فقد أصبح المسجد لیس متنفساً لكبار السن من رواد ديوانه فحسب، بل
لكل من يمرون علیه في شارع الرياض
(طريق الملك فیصل)، فضلاً عن أھالي منطقة
العديلیة المجاورة مساكنھم للمسجد.
المواصفات العامة للمسجد
-
المساحة الكلیة للمسجد 1200 متر مربع.
- مساحة مصلى النساء 120 متراً مربعاً.
- يتسع مصلى الرجال ل 800 مصلٍّ، ويسع مصلى النساء 180 مصلیة.
- ارتفاع المئذنة 18 متراً .
- بني المسجد على الطراز العادي الحديث.
- موقع المسجد في منطقة سكنیة.
إعفاء المعسرين
لما رأى المحسن محمد عبدالعزيز المیلم
- رحمه الله - أن للخیر وجوھاً أخرى عديدة،
عمل على أن ينوع في أوجه عطائه، ومجالات إحسانه، التي يبذلھا في سبیل الله
تعالى بما يعود بالنفع والخیر على المسلمین جمیعا.
ولذا كان حريصاً على أن يمد يد الخیر
- قدر استطاعته - لكل من حوله وخاصة من يقع
منھم في شدة أو يعاني ظروفا صعبة، لعلمه أن ھذا العمل له أجر مضاعف عند ربه
جل وعلا، وكأنه أصغى السمع إلى قوله تعالى:
فسارع
- رحمه الله - إلى نجدة كل من يلجأ إلیه من المحتاجین من أھل الكويت
آنذاك، فمنحھم قروضاً حسنة، لا يطلب علیھا فائدة أو ربحاً، بل يبتغي بذلك وجه الله
تعالى الذي قال في كتابه الكريم عن المدين:
أي إذا كان المدين معسراً لا يستطیع القضاء في الوقت المحدد فنظرة إلى میسرة،
أي إمھاله والصبر علیه حتى تتیسر أموره ويمكنه السداد، وخیر من ذلك أن تصدقوا بما
لكم علیه من الدين وتسقطوه عنه
.
وقد عمل المحسن محمد المیلم بھذا التوجیه الكريم لله تعالى فلم يكتف بالحسنى،
بل اختار الأحسن، فكان يقرض المعوزين والمكروبین، ولا ينتظر السداد
.
فقد نقل لنا حفیده السید طارق بدر المیلم في رواية عن والده أن جده جمع في أحد
الأيام أولاده جمیعاً، وقام بحرق سندات الدين الموثق بھا جمیع القروض المستحقة له
عند الناس، خشیة أن يطالب أبناؤه ھؤلاء الذين أقرضھم قروضا حسنة بالسداد
مستقبلاً، وحتى يُعَلِّمَ أبناءه وھم صغار كیفیة التسامح مع الآخرين والتجاوز عنھم،
وأراد أن يكون قدوة لھم في عمل الخیر
.
وذلك بفطرته السلیمة الطیبة، وما تعلمه وأحبه من أحاديث الرسول الكريم
[ قَالَ
تَلَقَّتْ المَْلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا: » : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِْ وَسَلَّمَ
أعَمِلْتَ مِنْ الخَْیرِْ شَیئًْا؟ فَقَالَ: لا. قَالُوا: تَذَكَّرْ. قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْیَانِي أَنْ
أخرجه الدارمي في .« يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُوسِرِ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ
سننه.
إقراض ذوي الحاجة
حرص المحسن محمد المیلم
- رحمه الله - على مساعدة ذوي الحاجات وخاصة
المعسرين منھم فكان يمنحھم قروضاً حسنة لوجه الله تعالى (بدون فوائد) وذلك لفك
عسرتھم إلى حین میسرة، لعلمه بأن القرض الحسن بحد ذاته صدقة عظیمة أجرھا
كبیر عند الله تعالى، وعملاً بالتوجیھات النبوية الكريمة التي تدعو المسلم إلى أن يفك
إنَّ لله خلقاً خَلقھُمْ لِحوائِجِ( 1) الناس يَفْزَعُ الناسُ إلیھمْ »: ] عسرة أخیه المسلم، قال
رواه الطبراني وابن حبان. .« في حوائجِھِمْ، أُولئِكَ الآمِنونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ
كما بین لنا [ أن الذي ينفع الناس في إنشاء الخیر ينجو من الوقوع وھو يمر على
الصراط إلى الجنة بسلام؛ لأنه كان واسطة خیر وعنوان سعادة وأفاد الناس في إزالة
منكر، ونفع بجاھه في وجود أعمال لبني جنسه يرتزقون منھا، وھذا كله من
من كان وُصلَةً( 2) لأخِیهِِ المُسلمِ إلى ذي سُلطان في مبْلغِ بِرٍ، أو »: ] الصالحات، قال
رواه .« تیسیرِ عَسیرِ أعانهُ اللهُ على إجازَة( 3) الصِّراطِ يومَ القیامَةِ عِندَ دحضِ الأقدامِ
الطبراني في الصغیر والأوسط وابن حیان في حبان في صحیحه.
الوقف الخیري لثلث ماله
ھناك من أھل الخیر من وفقھم الله تعالى إلى الخیر فاستمر عطاؤھم بعد وفاتھم
وذلك من خلال وصیتھم بجزء من مالھم بعد وفاته، والوصیة باب للخیر والثواب ونافذة
للعطاء والجود، وسبب من أسباب إدراك رحمة الله تعالى وعفوه وجنانه، وھي من
الأعمال الصالحة التي أوصى بھا الله تعالى في قوله
:
ولذلك لم يشأ المحسن محمد المیلم أن يتوقف نھر الخیر الذي أجراه في حیاته، ولا
أن يجف نبع العطاء بعد انقضاء أجله، ولذا فقد أوصى بأن يخصص ثلث تركته وقفاً خیرياً
لله تعالى، وأن يكون ذلك لأعمال الخیر كبناء المساجد والمدارس والمستشفیات
ومساعدة الفقراء
.. وغیر ذلك من أوجه الخیر المتعددة.
ندعو الله أن تكون ھذه الأعمال صدقة جارية له إلى أن يرث الحق سبحانه الأرض ومن
إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ
»: علیھا. قال أبو ھُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ - عَنْهُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ [ قَالَ
أخرجه الترمذي « عَمَلُهُ إِلا مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٍ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ
في سننه.
ديوان الرعیل الأول
ومن ثلث خیرات المحسن محمد عبدالعزيز المیلم
- رحمه الله - تم إنشاء ديوان المیلم
للرعیل الأول في منطقة العديلیة بالقرب من صالة المیلم، وذلك لیكون بمثابة ملتقى
للرعیل الأول من أھل الكويت، للاجتماع والتعارف وتبادل الأحاديث الطیبة التي تحمل
عبق الماضي القريب، وذكريات طیبة تستفید منھا الأجیال، مما كان له بالغ الأثر في
إدخال البھجة والسرور إلى قلوب الرعیل الأول، وقد تم افتتاح ھذا الديوان عام 2001 م.
دوره الوطني
مثلما كان المحسن محمد المیلم
- رحمه الله - حريصاً على المساھمة في نشر
الخیر، ببناء المساجد، وإعانة ذوي الحاجة من الفقراء والمعسرين، كان حريصاً على
المشاركة في كل مشروع ينفع الوطن ويصون حدوده، ولذلك - وكما يشھد له التاريخ -
لم يتأخر عن المشاركة في بناء سور الكويت مع إخوانه أھل الكويت الذين وضعوا حب
الوطن نصب أعینھم وضربوا في ذلك أروع الأمثلة، وقد كان لھم ولھذا السور الفضل
-
بعد الله تعالى
- في الذود لفترات طويلة عن وطننا العزيز. . الكويت في وجه الغزاة
والطامعین.
وفاته
بعد عمر مديد
- دام تسعة وثمانین عاماً - بذل فیه كثیراً من أوجه الخیر والبر،صعدت
روح المحسن محمد الملیم إلى بارئھا في السادس عشر من شھر يولیو عام 1979 م
الموافق لعام 1400 ھ، يرفرف حولھا قول الله تعالى:
رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل مثوبته، وجعل أعماله في میزان حسناته، وأسكنه
فسیح جناته، مع الذين أنعم علیھم من النبیین والصديقین والشھداء والصالحین
وحسن أولئك رفیقاً
.
من كتاب محسنون من بلدي