عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-05-2009, 11:37 AM
الوطني الوطني غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 207
افتراضي

كرمه وسخا
ؤه
الإسلام دين الجود والعطاء، وقد وعد الله تعالى عباده المحسنین بالأجر الكبیر وال
ثواب
الجزيل، واستقر
ض عباده المنفقین في سبیله تعالى ووعدھم بمضاعفة الثواب أضعافاً
ك
ثیرة فقال سبحانه:

وقد ح
ث الرسول الأعظم والمعلم الأكرم [ المسلمین على البذل والإنفاق في سبیل
أنفقْ بلالاً ولا تَخْ
شَ من ذيِ » الله، وأمر بلالاً - رضى الله عنه - بذلك حین قال له
رواه أبو داود
. « العرشِ إقلالاً
لذا كان المحسن عبدالوھاب الع
ثمان حريصاً على أن يجعل للفقراء والمساكین وذوي
الحاجة نصیباً موفوراً من ماله، فحاف
ظ على إخراج الزكاة في شھر شعبان من كل عام،
وقد جعل للرجال يوماً يجتمعون فیه بديوانه، وللنساء يوماً، فیقوم بتوزيع الزكاة علیھم،
ب
غیر مَنٍّ ولا أذى، بل طامعاً في رحمة الله تعالي وثوابه، عملاً بقوله تعالى:

ولم يقتصر إحسانه على الكويت فحسب، بل كان يرسل بعض التبرعا
ت إلى العديد من
الجمعیا
ت الدينیة في الھند وباكستان وغیرھما من الدول - التي كثیرا ما كانت تأتي
وفودھا إلى الكويت التماساً لجمع التبرعا
ت - مساھمة في دعم تلك المشروعات

الخیرية وعلى رأسھا بناء المساجد والمدار
س والمستشفیات.

إ
طعام الطعام
ح
ث الإسلام على إطعام الطعام، وجعله من أفضل القربات وأحب الأعمال إلى الله
تعالى
. قال سبحانه عن عباده المؤمنین الأبرار:

وبین سبحانه ثواب ذلك قا
ئلا بعدھا مباشرة:

ولذا كان المحسن عبدالوھاب الع
ثمان حريصاً على أن ينال ھذه المنزلة السامیة
والمكانة العالیة، فكان يتولى بنفسه توزيع الطعام على الأسر المحتاجة بالفري
ج

(
الحي). كما أنه كان يقیم ولائم الإفطار في شھر رمضان الكريم، التماساً للأجر
مَن فَطَّرَ صَا
ئِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجرِْهِ غَیرَْ أَنَّهُ لا » : والثواب، الذي وعد به النبي [ في قوله
أخرجه الترمذي وقال حَدِي
ثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ « يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَیئًْا
إقراء القرآن
القرآن ھو كتاب الله المعجز، ودستوره الخالد، نزل على قلب الأمین
[ ھداية للناس

جمیعا
. قال تعالى:

رواه مسلم
. « اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِیَامَةِ شَفِیعًا لأَصْحَابِهِ » :] ويقول المصطفى
ولذا كان المحسن عبدالوھاب
- رحمه الله - يحرص طوال شھر رمضان المبارك على
إحضار مقر
ئي القرآن الكريم إلى ديوانه العامر، فیعطرون الأجواء ويمسحون عن القلوب
العناء، ب
آيات الله البینات المباركات. ومنھم الملا عبدالله بن الملا محمد الھولي،والملا
إبراھیم المزيد
.
(
فزعته( 1

يُسَرُّ لھا الخا
طر، ويغاث فیھا المنكوب بل كان « فزعات » كم حمل تاريخ الكويت من
التعويض في ك
ثیر من الحالات أكثر من المصاب، فسبحان الله العظیم الذي أوجد في
أھل الكويت ن
ظاماً عفوياً للتأمین والضمان الاجتماعي التكافلي قبل إنشاء أي نظام
رسمي وإجباري في الوقت نفسه للتأمینا
ت الاجتماعیة.

إِنَّ
» : ] كیف لا وقد استمدوه من تراثھم الإسلامي العظیم الذي يقول فیه الرسول
الأَشْعَرِيِّینَ إِذَا أَرْمَلُوا
( 2) فِي الْغَزوِْ أَو قَلَّ طَعَامُ عِیَالِھِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَھُمْ
متفق
« فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَیْنَھُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَھُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْھُمْ
علیه
.

وھم من قبل ذلك متم
ثلون قول الله تعالى في كتابه الكريم:

ومن اللطی
ف بل العجیب أن تعبیر الفزعة قد اشتُق من الفزع رغم كونه عملیة اختیارية
واجتھادية محضة إلا أن صاحبه يستشعر ع
ظم المسؤولیة والالتزام الأدبي والمادي
تجاه ا
لآخرين في ھذا المجتمع التكافلي، فقد نھض وقد أفزعه الخطب الذي ألمَّ بغیره
وكأنه ألم به ھو، والفز
ع ھو شعور يحس به المرء حین يحدق به الخطر.

فالحمد لله رب العالمین، ونسأل الله سبحانه أن تستمر جذوة الخیر في المجتمع
الكويتي وأن يستفید أبنا
ؤه من ھذه المواقف المُشَرّفة.

أما محل الشاھد في حدي
ثنا ھنا عن فزعته لأھل الكويت في مصابھم، فیتمثل في
عند مدخل
« الیارم » حین اصطدم بفشت ،« ولد مبارك » ذكر فزعة أھل الكويت للبوم
حین كان يقوده ،
« شعابه المرجانیة » و « قصاصیره » میناء المنامة المشھور بكثرة
النوخذة علي المبار
ك.

وقد شار
ك النوخذة عبدالوھاب العثمان في ھذه الفزعة، مع لفیف من تجار ونواخذة
الكويت، الذين أھاب بھم التاجر محمد ال
ثنیان الغانم لإصلاح البوم في البحرين، وسافر
النوخذة عبدالوھاب الع
ثمان إلى ھناك، فتم المطلوب، ولله الحمد والمِنّة.

ال
ثلث الخیري
لی
س بغريب على المرحوم عبدالوھاب العثمان نزعته إلى الإحسان والمعروف، إذ إنه
ور
ث ذلك عن والده المرحوم عبدالعزيز بن عثمان، الذي بنى مسجد العثمان في
منطقة القبلة وأوصى ب
ثلث ماله من بعده لأعمال الخیرات.

وفیما يلي نسخة من كش
ف توزيع المصروفات من ھذا الثلث بخط يد ابنه المرحوم
عبدالوھاب بن عبدالعزيز الع
ثمان، القائم على تنفیذ الوصیة والنظارة على توزيعھا،
ويلیه تفريغ لمحتوياتھا بخط مطبو
ع.

بیان ثل
ث المرحوم الوالد( 1) عن جمیع الموجودات فیما يأتي أدناه:

بیان ثل
ث المرحرم الوالد ( 1) عن جمیع الموجودات فیما يلي:

ن
ظراً لحسن صفات المرحوم عبدالوھاب العثمان وحمید خصاله وسعة معرفته بالأسر
الكويتیة تم اختیاره عضواً بلجنة توزيع المساكن الحكومیة في عام
1380 ھ ( 1960 م)،
وقد بذل
- رحمه الله - أقصى جھده في ھذه اللجنة لكي تؤدي أعمالھا على الوجه
المطلوب، ويح
ظى ھو برضى ربه أولاً وحب الناس ودعائھم ثانیاً.

لقد كان المرحوم النوخذة عبد الوھاب الع
ثمان يملك حساً وطنیاً مرھفاً، ويشعر
بالمس
ؤولیة تجاه عالمه العربي الإسلامي الكبیر، ففي أسبوع الجزائر الذي نظمته
اللجنة الشعبیة لجمع التبرعا
ت في دولة الكويت برئاسة العم يوسف الفلیج والعم
عبدالعزيز الصقر تبر
ع بمقدار 3000 روبیة، وذلك في يونیو عام 1959 م.

وكذلك تبر
ع لمصر في 22 ربیع الثاني عام 1376 ھ الموافق 25 نوفمبر 1956 م، بمبلغ

20000 (
عشرين ألف روبیة)، لدعم الكفاح المصري ضد العدوان الثلاثي.

وتبر
ع بمبلغ 860 روبیة من ثلث والده عبدالعزيز بن عثمان لصالح فلسطین عام

1936
م.

كما تبر
ع - رحمه الله - قبل وفاته بعام واحد بمبلغ 100000 دينار لإعمار الفاو بعد
الحرب العراقیة الإيرانیة
.

وفي ھذا دلالة وا
ضحة على شعوره العظیم بالمسؤولیة، وإحساسه بأھمیة
المشاركة بدور و
طني كبیر في المحن التي تواجه أمتنا العربیة والإسلامیة.

وفاته
:

بعد حیاة حافلة بالخیر والعطاء والبر والإحسان، وبعد عمر ناھز ال
ثمانین عاماً بعامین،
لقي المحسن عبدالوھاب الع
ثمان وجه ربه الكريم في الرابع عشر من شھر فبراير من
عام
7891 م الموافق لعام 8041 ھ، في أشرف بقاع الأرض وأطھرھا، في مدينة رسول
الله
[، ودفن بالبقیع بجوار الذين أنعم الله علیھم من الصحابة والتابعین والعلماء
العاملین
.

وكأن ھذا المحسن الكريم أبى إلا أن يجاور رسول الله
[ بعد وفاته، فكتب الله تعالى له
أن ينال ھذا الشر
ف ويحظى بھذا الجوار الكريم.

قالوا عنه
:
-
رثاه الباحث في التراث البحري الكويتي د. يعقوب يوسف الحجي في مقالةٍ ( 1) له
جاء فیھا
: « إن الكواكب في التراب تغور » : بعنوان
من منا يعر
ف تاريخ الكويت البحري ولا يعرفه؟ ومن منا إذا عرفه لا يقف احتراماً له »

واعترافاً بفضله وشجاعته
؟ ومن منا يراه فلا يرى أصالة الكويت وعزيمة أھل الكويت
وحكمتھم متم
ثلة فیه؟


رد مع اقتباس