عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 04-05-2009, 09:43 PM
الأصيلة الأصيلة غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: Kuwait
المشاركات: 231
افتراضي

الشهيد/ صلاح محمد الرفاعي

كان إيمان الشهيد صلاح محمد خضر الرفاعي بقضاء الله وقدره هو سلاحه الذي تمسك به، كان يقضي الكثير من وقته في المسجد، فهو إمام مسجد وخطيب وداعية، ولذلك عندما سأله افراد قوات الاحتلال عن عنوان منزله وهم يقتادونه لاعدامه اجابهم المسجد هو منزلي، وانضم الى المقاومة الكويتية الباسلة، كان رحمه الله متزناً ومتديناً منذ الصغر يحرص على اداء الصلاة في المسجد وواصل ذلك في اثناء الاحتلال، رغم ان الذهاب لاداء الصلاة في المسجد يشكل خطورة عليهم ، ويدعو الله في المسجد ان يحرر الكويت ويكثر من الدعاء على المحتل الغادر رغم خطورة ما كان يقوم به، فقد تميز بالجرأة في الدفاع عن الوطن

نشاط الشهيد:

اجتمع بعدد من الشبان في مسجد البخاري في منطقة خيطان، ثم ذهب مع احد رفاقه الى معسكر الجيوان يوم الجمعة 3/8 حيث جمعوا السلاح، والذي كان بدون ذخيره، وكان الشهيد رحمه الله يريد ان يتدرب على استعماله، وظهر ذلك اليوم القى خطبة صلاة الجمعة في المسجد، وحث الاهالي على مقاومة الظلم، ثم بدأ يوم السبت 4/8 العمل بالجمعية التعاونية والمخبز، وتوزيع التموين على الاهالي في منطقة خيطان، وبعد اسبوع التحق رحمه الله بمجموعة الشهيد يوسف الفلاح، حيث تدرب على استعمال السلاح، ورغم خطورة الوضع فقد كان يخرج بسلاحه مساء، وفي النهار يزاول العمل في الجمعية التعاونية لخدمة الاهالي، ثم بعد فترة قام بحفظ البندقية الذاتية التي كانت بحوزته في الحديقة الصغيرة الموجودة في فناء منزل والده ووضع عليها صناديق «البيبسي كولا»، كما قام بنقل الادوية، والاكسجين وغيرها من المستلزمات الطبية من عيادات المدارس وعمل في احدى العيادات التي تم اعدادها في احد المنازل لمعالجة المرضى والمصابين، كما قام رحمه الله بتوزيع المنشورات التي تدعو الى الصمود والتحدي.

وفي اليوم الثالث للاحتلال الغادر اقترح على صديقه العمل المنظم من خلال تنظيم الشباب الكويتي الذين كان يحثهم على التحدي وتقوى الله والصبر وقام رحمه الله بجمع المعلومات عن العراقيين واماكن تمركزهم وتحركاتهم في المنطقة، وفي اواخر شهر اغسطس اخبر الشهيد صديقه بوجود اسلحة في مخازن وزارة الداخلية في منطقة الشويخ، فاتفق معه على الذهاب لجمع اكبر كمية منها بعد صلاة الظهر ، وبالفعل ذهب الشهيد مع اصدقائه الى المخازن ، ومن ثم نقلوا الأسلحة الى منازلهم وكان حذراً لحفظ الاسلحة فقام بتخزينها خارج المنزل وذلك في اعقاب سماعه ان بعض الاشخاص كانوا يرددون انه جمع اسلحة، فقام بنقلها الى سيارة كانت واقفة عند احد المساجد في المنطقة، وكانت بدون لوحة ارقام لكن هذه السيارة تمت سرقتها بما فيها في اليوم الثاني، وبسبب نشاطه فقد كان اسمه يتردد بين الشباب ولذلك حذره صديقه من القريبين منه من غير الكويتيين، من الجالية الاردنية الذين تربطهم به علاقة وثيقة، وكان رحمه الله يثق بهم، ولذلك طمأن صديقه، وواصل عمله في مجال المقاومة الباسلة، وضاعف من نشاطه فقد كان لديه «جهاز كمبيوتر مبرمج» يحتوي على اسماء الشهداء واسماء الشوارع التي عمدت السلطات العراقية الى تغييرها، وظل رحمه الله يحفظ كل الاحداث التي تمر بها الكويت في جهاز الكمبيوتر، ولحرصه على الاهالي فقد كان يكتب منشورات ايضاً تشرح لهم كيف يتم اسعاف المصاب، وكان مصرا على الصمود حتى بعد خروج اهله من الكويت.

في يوم 18/9 وبينما كان الشهيد رحمه الله ومجموعة من الشبان يجلسون على «دكة» وهي عبارة عن ديوانية خارجية اقتربت نحوهم قوة عسكرية عراقية فقال الشهيد رحمه الله «الظاهر عندهم اخبارية عن مكان» وفجأة حاصرت القوة العسكرية الشبان وداهموا منزل الشهيد صلاح رحمه الله، وكان الشهيد قد انتقل للاقامة في منزل اهله بعد مغادرتهم الكويت، دخل الشهيد المنزل بصحبة القوة العراقية وقال لزوجته تفتيش، وكانت الساعة بعد التاسعة مساء، وباشر الجنود التفتيش بدقة في كل غرف المنزل، وللأسف عثروا على منشورات تتحدث عن رئيس النظام العراقي، وفي تلك الاثناء كانوا قد قيدوا الشهيد ثم كسروا حقيبة كانت تحتوي على بعض الاوراق الرسمية الخاصة، وكان رحمه الله حريصا على ان يردد على مسامع البغاة ان زوجته لا علم لها بشيء فقد كان خائفا عليها، ثم قاموا بسرقة الاجهزة وكان الضابط يسأل الزوجة عن مكان المجوهرات، وفي تلك الاثناء كانوا يضربون الشهيد بقسوة ويكيلون الشتائم القبيحة، فكان يصرخ كما كانت زوجته تبكي، وبعد ربع ساعة خرجوا بالشهيد وكان معصوب العينين وموثق اليدين واقتادوه الى سيارته الخاصة وأعادوا التفتيش بدقة، ثم قاموا بسرقة جهازي التلفزيون والكمبيوتر وخرجوا وكان ذلك عند منتصف الليل، وقد تركوا زوجته عند جيرانها واستولوا على سيارته، وفي صباح اليوم التالي عادوا لسرقة السيارات الموجودة داخل فناء المنزل والخاصة بوالد الشهيد، وبعد ان اعتلقوا الشهيد توجهوا نحو المسجد لاعتقال الشبان هناك، فدنسوا المسجد باحذيتهم. ولكن لحسن الحظ لم يتمكنوا من تنفيذ جريمتهم، وقد حاول اهل زوجته السعي من أجل ا لافراج عنه لكن محاولاتهم لم تثمر.
سمع والده بان هناك بعض الاشخاص من العرب المقربين اليه كانوا يعرفون اماكن السلاح والمنشورات وانهم هم الذين بلغوا عنه والدليل على ذلك ان افراد القوة العراقية التي داهمت المنزل ظهر ان لديهم معرفة باماكن السلاح والمنشورات، اما الشهيد فقد قال لزميله في المعتقل ان العراقيين عثروا على سلاح كان قد دفنه في حديقة المنزل وعندما سأله عما اذا كان هناك إخبارية عنه أجابه رحمه الله «والله شيء من هذا النوع» وشرح له رحمه الله ما دار بينه وبين الضباط الذين داهموا المنزل على النحو التالي قالوا له: اذا عندك شيء أخرجه لنا وكانوا يفتشون بدقة، وهددوه ما لم يخرج ما عنده من سلاح فانه سوف يتحمل المسؤولية وهددوه بالقتل، ثم عثروا على منشورات واوراق تصوير، وقالوا له نريد السلاح الموجود لديك ثم اعطوه الامان. حيث قالوا له ان توزيعك للمنشورات من الامور العادية، ولكن نريد السلاح، فاطمأن لهم ولكنه لم يتفوه بكلمة ثم اقتادوه الى مخفر خيطان حيث ضربوه وكرروا السؤال عن مكان السلاح وعن الخلية التي يعمل معها، وقد أثارهم صموده، لذلك هددوه، وبصقوا في فمه، فلم يكن امامه غير الادلاء بكل المعلومات التي لديه والخاصة به، فاخبرهم عن مكان وجود السلاح في السيارة في مكان ما في خيطان، وتوجهوا الى الموقع واخرجوا السلاح من السيارة ثم اقتادوا الشهيد رحمه الله الى مخفر الفروانية بعد ان وعدوه بالافراج عنه ثم نقلوه الى مبنى محافظة الجهراء، وكان رحمه الله يتعرض للتعذيب الوحشي، ارادوا اهانته لانه أحب الكويت.
وفي يوم الأربعاء (3/ 10)، أعدم الشهيد البطل فداء للكويت فطوبى للشهداء الأبرار .

من مقالات أد. نجاة عبدالقادر الجاسم

>> رحم الله الشهيد صلاح الرفاعي واسكنه فسيح جناته <<