
22-04-2009, 02:51 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,664
|
|
ي اليوم السادس عشر من شهر مارس لسنة 1955م أصدرت دائرة معارف الكويت كتاباً من الحجم المتوسط اشتمل على تقرير عن التعليم بالكويت، وهو التقرير الذي كتبه كل من الأستاذ اسماعيل القباني والدكتور متى عقراوي، وكنا قد أشرنا إلى هذا التقرير اشارة عابرة.
يبدأ التقرير (الكتاب) برسالة موجهة من الرجلين إلى الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس مجلس المعارف آنذاك. قدما بها جهدهما إلى الشيخ مشفوعاً بالإعجاب بما رأياه في مدارس البلاد من تقدم، مع إعجابهم ـ على الأخص ـ بالمباني المدرسية والأجهزة التعليمية. ثم شكرا مدير المعارف وجميع معاونيه للتعاون التام الذي وجداه منهم.
وفي الفصل الأول تمهيد ذكر فيه الكاتبان أن نهضة الكويت لا يمكن أن تكون قوية إلا إذا استندت إلى نهضة تعليمية ترافقها، ودور التعليم في هذه النهضة مهم من حيث إنه يزود الناشئة بالعلم والمهارة المطلوبين لبناء الحياة الحديثة، ومن حيث إنه يزود هؤلاء بمعايير فكرية وأخلاقية يميزون به بين الغث والسمين والصالح والطالح، ومن حيث تقديم ما يؤدي إلى تربية وطنية شاملة للجميع. بعد هذا تحدثا عن السمات التي تميز المجتمع الكويتي، و الحالة الصحية والاجتماعية والتعليمية في البلاد تمهيداً للدخول إلى الموضوع المقصود من كتابة هذا التقرير.
بعد هذا بدأ عرض سمات المجتمع الكويتي كما رآها الخبيران وهي سمات تتعلق بالأصول العربية للمجتمع، والأصول الإسلامية العميقة التي ينتمي اليها، والاتصال بالعالم الخارجي عن طريق التجارة بواسطة السفن. وتتعلق ـ أيضاً ـ بالطبيعة الديموقراطية التي يتحلى بها أهل الكويت، وفي الوقت نفسه رأى الخبيران ضرورة بذل المزيد من الاهتمام بالشؤون الصحية، وأبديا سرورهما عندما وجدا في كل مدرسة غرفة للطبيب وممرضاً أو ممرضة وعلما بوجود اطباء يطوفون في مواعيد معينة على جميع المدارس، ويهتمون بالناحية الوقائية من إشراف على التغذية والنظافة وإعطاء اللقاحات في مواعيدها. وأخيراً توصلا الى بيان أهداف التعليم المناسبة للوقت الذي كتبا فيه تقريرهما، فكانت تشمل الاهتمام بمحو الأمية محوا نهائياً، ونشر التعاليم الدينية والمبادئ الأخلاقية، وبث روح المواطنة، وبث روح الديموقراطية، وبث المبادئ الصحية الفردية والعامة، وغرس العادات الصحية مع ما يلحق ذلك من تفصيلات.
ومن الأهداف ـ أيضاً ـ غرس الميل الى العمل اليدوي واحترامه، وتعويد الطلاب والطالبات على إتقان عدد من المهارات اليدوية باستعمال مختلف الالات الشائعة والمواد المتوافرة في البيئة، ومن الأهداف ـ أيضاً ـ العناية برياضة الجسم، ونشر حب الألعاب البدنية، وتعليم أساليب اللهو البريئة بما في ذلك إنماء الهوايات لدى الأبناء والبنات وأخيراً ـ في هذا الشأن ـ تنمية المهارات الكشفية وتكوين الفرق الخاصة بهذه الحركة المهمة.
ولا ينسى الخبيران أن يذكرا أمرا مهما هو وجوب (تنمية روح الإبداع والابتكار، وتشجيع التعبير عن النفس بالفن والتصوير والنحت والموسيقى والحركات الإيقاعية والتمثيل والشعر والخطابة والكتابة، وكل ما يؤدي إلى جعل حياة الفرد وحياة المجتمع أكثر ثراء من الناحية الثقافية).
هذا نص حرصنا على ايراده كما جاء لأنه لب العمل التربوي المؤثر في شخصية الإنسان، والمفيد للشاب عندما يكبر ويصل إلى المراحل التي يعيشها الكبار.
وفي نهاية هذا الفصل ثلاثة مقترحات وجدا أنها مهمة للغاية إذا أرادت الكويت مستقبلا زاهداً لأبنائها وهذه المقترحات هي:
ـ1 قيام التعليم الإلزامي حتى لا يتخلف أحد من الناس عن ارسال أولاده إلى المدارس، وهذا هو خط الدفاع الأول ضد الأمية إذ إن اقبال جميع الأبناء على الدراسة بموجب هذا النظام سوف يمنع وجود أميين في المستقبل.
ـ2 القيام بحملة واسعة النطاق للتربية الأساسية ومحو أمية الكبار، ولاشك في أن الوالد المتعلم سوف يكون عونا لابنه أو ابنته عند مرحلة الدراسة، ولأن محو أمية الكبار سوف يزيل الفجوة في المستوى التعليمي بين الكبار وأبنائهم الصغار.
ـ3 اتاحة الفرص للراغبين في الاستزادة من التعليم وذلك بفتح دراسات متقدمة وفقا لقابليتهم للانتفاع من التعليم الأعلى من مرحلة الإلزام.
وختم الرجلان الفصل الأول بالتعبير عن سعادتهما لاعتماد مجانية التعليم في الكويت، وتيسير كافة الأدوات المساعدة من كتب وقرطاسية وملابس وكساء ووسائل نقل وغير ذلك.
وتحدث الفصل الثاني عن مراحل التعليم وهو ما يطلق عليه اسم: السلم التعليمي فعرضا ما هو سائد في مدارس الكويت ثم عرضا مقترحهما الذي طبق فورا وذلك بجعل المراحل مقسمة إلى ثلاث كل واحدة منها مدتها أربع سنوات.
ويستمر التقرير إلى الفصل السابع الخاص بمحو الأمية وتعليم الكبار وما بينهما جاءت مقترحات عديدة وتوصيات من الواضح ان دائرة معارف الكويت قد أخذت بمعظمها.
هذا عرض سريع لما ورد في التقرير، ولا مجال للتوسع في ذكر كل ما ورد فيه لضيق المجال. وحسبنا أن نقول ان الرجلين قد أحسنا صنعا، وقدما تصوراتهما بكل إخلاص.
[غلاف الكتاب المتضمن للتقرير

تاريخ النشر: الاربعاء 22/4/2009
|