
02-03-2008, 08:53 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,664
|
|
المربي الشاعر في رثاء أستاذي الشاعر المربي عبدالمحسن محمد الرشيد (رحمه الله)
كتب:د.يعقوب يوسف الغنيم
مَنْ ذا يُغَنِّينا «أغاني ربيعْ»(1)
فقد أتى الدهر بخطب مُريعْ
مضى «أبو ماهر» من بيننا
فانسكبت يوم الفراق الدموعْ
وعاودتنا حسرةٌ مُرَّةٌ
منذ انتشار النعي بين الرُّبوعْ
قد كانت الآمال في بُرئه،
وكان يحظَى بدعاء الجميعْ
لكنَّ حكم الله في خلقه
ليس له من دافعٍ أو شفيعْ
صرنا وقد آن لنا فقده
نبتلع الرِّيقَ بسُمٍّ نقيعْ
هذا الذي أمتعنا شعرُهُ
قصائدا ذات طراز رفيعْ
هذا الذي لو جئتَ ديوانه
وجدت فيه كلَّ قول بديعْ
لا غُروَ إنَّ الشعر في طبعه
وإنه في كل فن ضليعْ
----
يا سيدي قد كنتَ لي رائدا
لا زلتُ أدعوك بحسن الصنيعْ
علمتني الحرفَ، وآزَرْتَني
بهمة كبرى، وعزم منيعْ
لقد مضت من دهرنا حقبة
ونعمل فيها ما لنا من هجوعْ
من أجلِ أجْيال لها حَقُّها
في أن ترى العلم إليها يَشيعْ
لكن هذا الدهرَ واهاً له
مضى بأمر ماله من رجوعْ
وفرق الشمل على غِرَّة
كَرُّ الليالي الذاهبات السريعْ
ما برح الموت لنا آية
يمر - لا يُبقي - بفتكٍ ذريعْ
***
يا سيدي قد عشتَ في عزة
لم ترضَ أن تحيا حياة القطيعْ
وكنتَ حرّاً حازما لا ترى
من يشتري في الناس أو من يبيعْ
عبَّرتَ في شعرك عن كلِّ ما
نراه ما زال شديد الوقوعْ
تشكو وقد عانيتَ من دهرنا
إذ فيه من ذكر الرزايا نجيعْ
وكنت أستاذا لنا كلُّنا
وجَمْعُنا كان السميعَ المطيعْ
لكننا لم نَلْقَ من أهلنا
من قام يُطريكَ بما يستطيعْ
نحن وإياك لنا موطنٌ
كلُّ جميل الصُّنع فيه يضيعْ
إن غبت عنا بعد هذا فقد
صار لك الموقع بين الضلوعْ
فيا ضجيع الموت في قبره
أنت به أصبحتَ نعمَ الضَّجيعْ
يرحمك الله فقد أسفرتْ
أيامُكَ الأولى بنور الربيعْ
(1) أغاني ربيع هو اسم ديوانه
تاريخ النشر: الاحد 2/3/2008 - الوطن
|