
11-04-2009, 02:46 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
|
|
يعقوب الغنيم - 8 - 4 - 2009م
ملحاق خير

على الرغم من مطالبتنا بدراسة آثار الفنان بدر القطامي، فإننا لا نغفل أنه نال شيئاً غير يسير من التكريم في حياته، فقد شهدنا الشيخ عبدالله الجابر الصباح يسعى إلى افتتاح معرضه. وفي لبنان أقام معرضاً افتتحه الشيخ جابر العلي السالم الصباح في سنة 1966م، وفي هذه السنة أقام معرضاً في الكويت قام بافتتاحه سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وفي مقدمات كتاب حديث الألوان، الكثير من هذا النوع من التكريم حيث نرى كبار المسؤولين يسعون إلى حضور معارضه والقيام بافتتاحها اعتزازاً بهذا الفنان، القدير الذي توحي لوحاته ـ دائماً ـ بتمكنه من فنه، وحبه لهذا الوطن الذي يقوم برصد كل ما فيه في لوحات رائعة.
ووجدنا عدداً كبيراً من أصدقاء الفنان، ومن الأدباء والفنانين والنقاد من يحفل كثيراً بكل ما يعرضه صاحبنا، فهم يحضرون العروض ويتأملون في اللوحات، ويبدون رأيهم فيها وفي مبدعها.
وقد كتب الأستاذ عبدالله خلف مقالاً تحت عنوان »وقفة مع فن وفنان« أبدى فيه إعجابه بالأعمال الفنية الجميلة التي يقدمها بدر القطامي، ومما قاله في ذلك المقال: »الفنان هو الذي يحتوي صور الماضي والحاضر في ريشته وفنه الإبداعي، ويمكن أن يكون محدثاً وناطقاً بتاريخ بلده السياسي والاجتماعي، ويصور الزمن في ماضيه وحاضره، وتبدع ريشته في تصوير الآمال والأماني.. والفرحة والبهجة«.
ثم يقول: »طريق طويل قطعه الفنان بدر القطامي فحمل ريشته هنا وهناك، ومعرضه الآن هو محطته التي يقف عندها، بعد كدّي وعناء«.
ويرى الأستاذ عبدالعزيز السريع أن فناننا بدر القطامي حرص على أن يَمسَّ الموضوعات التي يقوم برسمها مساً مباشراً، وإن كان لا يستغرق في ذلك كل الاستغراق بل إنه ليضع للمشاهد مجالاً يستوحيه هو بصفته فناناً من خياله، فيجعل الواقف أمام اللوحة يمعن التفكير فيما يرى لسبر غور الفنان ونعرف مقاصده، وهذا يبدو في معظم لوحاته، وإن كان يعتمد البساطة دائماً في كل ما يرسم.
يقول الأستاذ أبومنقذ: »هذه الخصوصية تمنح الفنان بدر القطامي هويته التشكيلية التي تميزه عن سواه من الفنانين، حتى صار بإمكان المتلقي لتلك الأعمال أن يعرف مبدعها حتى وإن أخفى التوقيع عنها، وتلك ميزة طالما يسعى الفنانون إليها«.
هذا ولما كان من المعروف أن الفنان بدر القطامي قد حظي بلقب فنان الديرة بسبب التزامه برسم كل ما يتعلق بالديرة ماضياً وحاضراً، دون أن يكون تركيزه على موقع معين أو فئة معينة من الناس، فقد كان هذا اللقب ملائماً له ولما ينتجه من فن، ولذا نرى رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الأستاذ محمود الرضوان يكتب كلمة عن زميله تحت عنوان »فنان الديرة بدر القطامي« وفي نهاية ما كتب نجد قوله: »الفنان بدر القطامي ابن الكويت البار وابن الجمعية الوفي، صَوَّر الماضي والحاضر على الرغم من ظروفه الصحية«.
هذه نماذج من الاهتمام بابن من أبناء وطننا، وما هو مرصود من شهادات طيبة في حق هذا الفنان من مقدمات كتاب »حديث الألوان« كثير يصعب عرضه. وهو بعد ذلك يستحق كل ما يقال عنه، وما يقدم إليه من ثناء.
|