رثاء للمرحوم بدر جاسم القطامي
كتب بدر عبدالله المديرس
جريدة الوطن
تاريخ النشر 12/03/2009
فقدت الكويت في يوم الخميس 2009/3/5 ابناً باراً من أبنائها وفناناً تشكيلياً قديراً من أبرز وأبدع فنانيها أحب الكويت وعشق ترابها وتراثها وانعكس هذا العشق والحب في لوحات تشكيلية رائعة رسمتها ريشته بموهبته الفطرية ودراسته للفن في القاهرة وانجلترا ولقد سعدت بمعرفة المرحوم الفنان بدر جاسم القطامي عن قرب فعرفت فيه طيبة القلب وميزة التواضع وشعبيته وتواصله مع الجميع فكنت التقي معه في الديوانيات وأجده جالسا يفكر بعمق في عمل فني جديد متقن عن بيئته الكويتية أو لشخصية بارزة على مستوى الكويت وينطلق الى الشاليه الخاص به ليرسم لوحاته عن بيئته الكويتية وهذه الشخصيات ويقضي الأيام والأسابيع على شاطئ البحر يستمتع بزرقته وصفائه كصفاء قلبه الذي ينبع بالحب لوطنه الكويت كما كان لجامعة الكويت نصيب من ابداعاته والذي تعتبره جامعة الكويت واحدا من الأسرة الجامعية حيث عمل بها كأول مشرف فني في عام 1970
وأقام معرضا فيها عام 1983 بدعوة من الجامعة كما كنت دائما اتواصل معه واسعد بحديثه عن فنه ولوحاته المعبرة ومعارضه في داخل الكويت وخارجها، كما اعتز وافتخر واحتفظ بكتابه المميز «حديث الألوان» الذي صدر عام 2002
وخصني شخصيا في مقدمة الكتاب بكلمة الاهداء
وهذا نصها:
كلمة الاهداء إلى الأخ العزيز بدر عبدالله المديرس المحترم أمين عام مساعد جامعة الكويت ومع خالص تحياتي بتوقيع الفنان بدر جاسم القطامي بتاريخ 2002/8/2 مضيفا إليها ذكرى الغزو في لوحة معبرة
ان هذا الكتاب موسوعة فنية فريدة من نوعها ومرجع ومصدر سجل فيه أعماله من عام 1958 حتى عام 2002 بحسه الوطني بتقديم لوحات تسجيلية وتعبيرية وتذكارية للكويت القديمة ونشأتها وصور الحياة ومعالمها التي لا تزال وستظل محفورة في قلوبنا ووجداننا مثل ما كانت محفورة في وجدانه طوال حياته رحمة الله عليه. كما ان هذا الكتاب يعد مرجعا مهما ليعرف الشباب ماضي الآباء والاجداد وليتذكروا ما يسمعونه من آبائهم وأجدادهم عن كويت الماضي المتمثل باخلاص أهل الكويت وأمانتهم وكسب الرزق الشريف بالتعب والشقاء.
لا أريد أن استرسل أكثر في الحديث عن الفنان القدير المرحوم بدر جاسم القطامي ولوحاته ونشاطه الفني وسيرته الذاتية نظرا لعدم مقاومتي على وقف دموع الحزن التي تبلل الورقة التي اكتب فيها هذا الرثاء وأنا استذكر علاقتي مع هذا الانسان الصدوق والطيب والمخلص والوفي والمتواضع والمؤمن بربه وبحبه لوطنه وستبقى معارضه وكتبه شاهدة على أعماله الفنية الرائعة.
وأجدني الآن أمسح آخر دمعة من دموعي لاستطيع ان اختم رثائي للمرحوم الغالي بالدعاء له من الله سبحانه وتعالى بالرحمة الواسعة وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وعاشقي فنه، وأنا منهم الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»