عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14-03-2009, 03:31 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

| إعداد : سعود الديحاني - جريدة الرأي :

ضيفنا اليوم ولد في أرض فلســـطين فمشى في سهولها وهضــــابها ودرس عند احد معلميها ثم شد رحاله إلى حيـــفا حيث عمل وهو في مرحلة الصبا بائعا علــــى احدى نواصــي شوارعها ثم تغلبت به جنبات الحياة حتى اصبح مزارعا في غور الاردن بعد ذلك هاجـــر إلى الكويت قبل هدم سورها فأدرك وعاصــر الماضي والمستقبل يحدثنا عن عمله في الكويت في دائرة الصحة ثم في عمله الخاص كما يتطرق معنا إلى عمله حدادا مع احد المقاولين فلنترك له الحديث. أنا من فلسطين من طولكرم، وانا عتيل وهو بلد زراعي على المطر وابار تحفر، وأكثر الاوقات نشرب من المطر ثم أخذ الناس بعمل الآبار في بيوتها كل سنة تنظف ثم تملأ من ماء المطر، اما انواع الزراعة فهي من جميع الأنواع (ذرة، وقمح، وبطيخ، وشمام، وشعير، وباميا)، والوالد كان فلاحا وهو يقرأ ويكتب، ولكن الفلاحين يدخرون من مزروعاتهم والزائد يباع لكن بعد ماجاء اليهود تغير الوضع عليهم وصار هناك ضيق على الفلاحين... أما حياتي العلمية فلقد درست عند الشيخ عبدالرحمن أبو غزة وقت الصباح إلى وقت العصر ندرس عنده القرآن والحساب واللغة العربية، نحن ابناء القرية ثم تحولنا إلى المدرسة الحكومية وهي للأولاد، ولكن عند وصولي للصف الثاني تركت المدرسة أنا وبعض الاصدقاء وذهبنا إلى حيفا لكي نعمل ونشتغل وقد لحقني الوالد وعاقبني لكن استمررت بالعمل، وكانت حيفا على البحر منطقة جميلة وكنا ثلاثة شباب وأخذنا نعمل قهوة سادة وقهوة حلوة نقف على ناصية الشارع ونبيع هذه القهوة وكنا نضعها في برادات والفنجان كانت قيمته قرش وقرشان وقد سكنا في احد الفنادق ثم انتقلنا عند جماعتنا المقيمين في حيفا والمدة التي امضيتها في حيفا كانت سنتين ثم صارت المعارك مع اليهود أيام علي الجسار كان قائدا للثورة الاسلامية في حيفا حينها رجعت إلى بلدي في عتيل في طولكرم.
الحلاق
جاء في خاطري ان اتعلم الحلاقة فأنا لا استطيع ان اعمل في الفلاحة او اي عمل آخر تعلمت عند واحد في بلدنا لكن لم استمر في هذه المهنة بعد 1948 تغيرت الاحوال وصارت سيئة لكثرة اللاجئين من عكا وحيفا ويافا فأخذت الناس في بلدنا والقرى المجاورة تسكن هؤلاء اللاجئين ويوسعون عليهم،،، وقد وزعنا الاراضي الزراعية على هؤلاء اللاجئين بعد ذلك قال الوالد وبعض الجماعة ما ترون نريد ان نذهب نعمل بالفلاحة في غور الاردن وفعلا جربنا انا وبعض نسائبنا متزوجين بنات خالاتي وقد جاء اناس من نابلس وقالوا نريد ان نشارككم فوافقنا والغور في شرق الاردن اسمه غور اليابس وغور المشارع وكنا نأخذ الاراضي من اصحابها وكنا نأخذها بالخمس والربع على حسب الاتفاق اما الماء فكان من نهر الاردن وفيه ماء من المشارع من النبع التي عمل لها خزانات... وقد زرعناها من جميع أنواع المزروعات على طول السنة وكنا نبيع في اربد وعمان وبيروت والشام، فتارة نذهب إلى هناك والسكن بالاغوار القرى المحيطة بها، وقد مكثت سنة 1949 و1951 و1952، وبعد ذلك رجعت إلى بلدي لانه اصابني مرض الكوليرا وقد تعالجت في طولكرم بعد ذلك حكيت لابن عمي لكي نذهب للكويت حيث ان اناسا من جماعتنا سبقونا وعملوا في النفط، وقد ذهبنا إلى نابلس لكي نعمل جوازات ولم نخبر اهلنا وبعد ذلك ذهبنا إلى عمان لكي نتسلم الجوازات واخبرنا اهلنا وطلعنا إلى عمان ثم العراق لكن لم نجد سيارات الا سيارة اشترط صاحبها ان نقول اننا مساعدون معه لان شرطة العراق تمنعه، إلا بهذه الطريقة وصلنا بغداد ثم البصرة وفيها عملنا فيزا بعشرة دنانير وبعد ذلك ركبنا بوكس بأجرة خمسة دنانير بعد ذلك انطلقنا ووصلنا إلى ساحة الصفاة، وأقمنا في الفندق ليوم واحد «المباركية»، وفي الصباح ذهبنا إلى «كي ؤس» وكان ذلك في سنة 1952 ووصلنا قبل صلاة الظهر وجلسنا في الاحمدي اربعة أيام عند جماعتنا ثم قالوا لنا ان هناك مكتبا لشركة انكليزية في الكويت تعمل في البناء وقد عملت معهم في مدرسة الصديق ومطبخ عنزة وقد سجلت حدادا في الهالة واعطوني في اليوم عشرين روبية وروبيتين بدل سكن والسكن في المرقاب بالقرب من مسجد عبدالله المبارك ومعي اولاد بلدنا واولاد عمتي ومحمد ربيع جماعة من بلدنا وعملنا من الصباح إلى الظهر ثم نستريح ونعود والمقاول كان انكليزيا وواصلت العمل معهم حتى انجزنا مدرسة الصديق ثم رجعت إلى بلدي والطائرة نقلتني من الكويت إلى مطار قلنديا في فلسطين بالقرب من القدس والمسافة كانت 5 ساعات وقد كان سفري سنة 1954 وتزوجت بعد ثلاثة شهور رجعت وعملت بقسم الطرق بالأشغال وهو بحاجة إلى عمال واليومية زينة «مليحة» وقد عملنا طريق الكويت والفحيحيل، وطريق مبارك الكبير، وقد عملت لنا الشركة سكنا في منتصف الطريق «عشيش» وانا مازلت حدادا مع هذه الشركة والمسؤول عنا فلسطيني وقد ذهبت بعد ذلك للجوازات ووضعت اقامة وكان المسؤول من بيت الرفاعي ومكثت بالاشغال إلى سنة 1957.
العمل
بدى لي فكرة ان اسس محلا لكي الملابس لكن قال أحد الاصدقاء لماذا هذه الفكرة؟ اذهب وسجل في وزارة الصحة وذهبت وسجلت في المستشفى الاميري وكان المسؤول من بيت البرجس قابلته وقال اتريد هذا العمل قلت نعم واذا كان عندك عمل بديل وافضل منه لا أمانع اشتغلت وتعلمت هذه المهنة حيث ذهبت إلى سكن الموظفين للمستشفى واصبحت مسؤولا عن قسم الغسيل وكان المعاش شهريا بمقدار 400 روبية والعمل من الصباح الباكر حتى وقت العصر اما السكن فكان في منطقة المرقاب وقد استقدمت زوجتي سنة 1958، لكن بعد قدوم زوجتي انتقل السكن إلى منطقة الشرق في بيت عربي ملك الغانم وقد استمررت مسؤولا عن الغسيل في دائرة الصحة ثم تحولنا إلى منطقة الجيوان حيث كان لنا قسم في هذه المنطقة لان الوزارة اتت بمعدات واجهزة جديدة وتطورت وزارة الصحة في هذا الوقت
الفروانية
وقد انتقل سكني في هذه الفترة اي سنة 1961 إلى الفروانية بالقرب من الحفرة كان من جيراننا ام عامر طبيبة شعبية في غاية الطيبة والاخلاق الجيدة الحسنة والبيت كان عبارة عن حوش عربي والايجار قيمته عشرة دنانير واتيت بنجار من بلدنا وعملنا في هذا الحوش مطبخا وبه غرفة كبيرة واخرى صغيرة... ومن جيراننا الذي اذكرهم بيت الدويلة.
الصباح
انتقل عملي في مستشفى الصباح في قسم النظافة الخاص بالملابس وظللت به حتى عام 1976 وفي هذا العام جاء رجل فلسطيني واخذ يقنعني ان اشتري سيارة نساف وهو يسكن بالقرب منا وبعد مرار وتكرار اقنعني واشتريت نسافا وقد قلت له ان ايجارك 150 دينارا وبعدما نخلص اقساط النساف يكون النصف بالنصف ولم اقصر معه لانني دفعت مقدما للبابطين 3000 دينار وهو يدفع الاقساط وانا ما زلت بالصحة قلت له واولادك لا تسأل عنهم كل ما آتي به لبيتي سوف آتي به لهم وكان لتر الديزل بفلسين واخذ يضع بدينار ودينارين بعد ذلك سألت جماعته فقالوا يعمل في الشركة الفلانية بعد ذلك اخذ النساف وانا والحمد الله فلوسي ادفع عنها زكاة واخذت اعمل عليه بعد دوامي في الصحة، الصبح في الصحة والعصر اعمل على النساف لكن بعد ذلك تركت الصحة وتفرغت للنساف وكان ذلك سنة 1982 ونوع النساف انترتش اذهب إلى دراكيل وكان فيها اناس من جماعتنا قالوا لي اذهب معنا ونحن نوجهك للعمل المناسب والحمد لله مشيت الامور على وفق ما يرام بعد ذلك اشتريت نساف مرسيدس سوبر ورجعت النساف القديم وحسبوا عليّ قيمته 18 ألف دينار وأخذت اعمل عليه صبحا وعصرا وليلا اما إجازتي للقيادة اخرجتها سنة 1971.
الاستقلال
انا ادركت سور الكويت وكنت اخرج من دروازة الشامية ومرات من دروازة الجهراء... وفترة المساء تغلق بوابات السور وسكنت فترة في الشامية وعندما كنا نعمل بالطرق كان العمال عراقيين وفلسطينيين وايرانيين وفي الليل كنا نسمع اصوات الذئاب ونحن نائمون... وكان واحد عراقي معنا اذا مدت اليد نحوه دخل قلبه الخوف وفي يوم من الايام دعانا الشيخ عبدالله الأحمد للغداء نحن العمال وكنا بالقرب من قصره وعددنا اكثر من ستين عاملا وقد تناولنا الغداء وكان الشيخ عبدالله الأحمد موجودا وقت الغداء وكذلك ونحن نشرب الشاي... وقد جاء الاخ العراقي بجانبي فغمزته فقفز مذعورا فضحك الشيخ عبدالله الأحمد رحمه الله من ذلك الموقف وقال ماذا فعلت به قلت يا شيخ هذا لا يحب ان احدا يغمزه تحت كتفه واخذ الشيخ يضحك.
شخصيات
من الشخصيات الفلسطينية التي اذكرها خليل شحيبر وفوزي الشوي وفوزي الخضرا... اما المسؤول عني في مستشفى الصباح كان صالح الدويلة.
الماء
كانت الجالية التي من المهرة هي المسؤولة عن جلب الماء للبيوت عندما سكنت في منطقة الشرق في بيت الغانم وكنت ادفع لهم الاجرة نقدا اما سكني في الفروانية فقد مكثت به 18 سنة وانا لم اجد اطيب من جيراني بيت الدويلة وبيت البالود.
الاستقالة
عند استقالتي من وزارة الصحة كنت مجبرا لهذه الاستقالة لان النساف الذي اشتريته لابد من ان اعمل عليه فهو عليه التزامات شهرية بالاقسام كان قرارا صعبا ولكن مجبرا اخاك لا بطل في هذا القرار الصعب لان الصحة وظيفة حكومية والعمل الخاص بالطبع الحكومي افضل منه من ناحية استقرار الراتب والوضع فالقسط كان 500 دينار لذلك اقدمت على الاستقالة والتفرغ للعمل على النساف.
الوانيت
لما كنت في الصحة في اوائل السبعينات اشتريت سيارة وانيت واخذت انقل عليها الركاب في انحاء الكويت لكن تغير الوضع واصبح رجال شرطة المرور ترصد لنا المخالفات.
السفر
كنت اسافر إلى عمان بسيارتي الخاصة من نوع تويوتا والسفر عن طريق العراق واولادي جميعهم ولدوا في الكويت واليوم منهم من هو في الكويت والسعودية واميركا والحمد لله الجميع متزوجون واتموا دراستهم الجامعية وقد مكثت فترة الغزو في الكويت وسنة 1992 ذهبت إلى الاردن واولادي مكثوا في الكويت.
رياض
كان ابني رشيد يعمل في مركز سلطان واثناء الغزو قال رياض السلطان له اسكن انت واسرتك في بيتي حتى لا يتعرض للسرقة من العراقيين وقد قال لا تأتوا بشيء معكم كل شيء متوافر في البيت انتم اجلسوا فيه اي فلته... وكان بيته في سلوى وهو كان مسافرا في لندن حتى آتي التحرير ونحن معهم اهل وانا احبه كما احب اولادي فهو ابن عائلة في غاية الطيبة والاخلاق الكريمة نحن معهم عائلة واحدة منذ ان عمل معهم ولدي رشيد.
الزواج
تزوجت انا مرة واحدة ولم يكن هناك مهر لانني تزوجت بدلا لقد اخذت اخت نسيبي وهو اخذ اختي وهناك في فلسطين صار ظاهرة البدل والمهر كان 50 دينارا فلسطينيا... واولادي خمسة وبنت واحدة.
قاسم
يوم أزمة قاسم تجمعنا اكثر من 600 شاب فلسطيني امام قصر السيف وقلنا نحن جاهزون لحمل السلاح والتطوع للدفاع عن الكويت ونموت فداء للكويت ونقدم ارواحنا دفاعا عن الكويت.




مع أحفاده مع الزميل الديحاني أحد العروض العسكرية في الاعياد الوطنية عام 1964 مع قريبه طارق بدوي ... ومع ابنه
رد مع اقتباس