
02-03-2009, 08:57 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,664
|
|
الشاعر عبدالمحسن الرشيد
فتحية الحداد - جريدة النهار
- جاء احتفاء رابطة الأدباء بالمرحوم عبدالمحسن الرشيد مساء الاربعاء 18 فبراير فرصة لتجديد طرح قضايا ثقافية مثل مسألة المشاريع الثقافية وتاريخ النقد في الكويت ومراسلات الأدباء وغيرها.
المشاريع الثقافية
تثبت المصادر المتوفرة أن الشاعر عبدالمحسن الرشيد سعى عام 1964 إلى تأسيس رابطة الأدباء، فتواصل واجتمع مع معارفه من المثقفين ومنهم عبدالصمد التركي والأستاذ عبدالعزيز حسين والشاعر علي السبتي والأديب فاضل خلف. هذا بالنسبة إلى الخطوة الفعلية التي دفعت إلى إشهار الرابطة في 1965، أما الفكرة بحد ذاتها فنرى أنها بدأت قبل ذلك بسنوات، ويكفي أن نعود إلى مقالة كتبها عبدالمحسن الرشيد عام 1949 ونشرها في مجلة «البعثة» حين قال: «لــنقـــم النوادي والمجتمعات الأدبيــة».
يقتصر اهتمامنا غالبا على الانجازات أو المشاريع القائمة ونتجاوز تاريخ الفكرة فنفوت علينا فرصة التعرف على العراقيل التي تؤخر هذه الفكرة أو ذاك الاقتراح ونضيع فرصة التنبؤ بالانجازات القادمة والممكنة التي تشي تلك المقالة أو ذاك الكاتب، نحن في حاجة اليوم إلى كتب ومؤلفات تقوم على تــتـبع تاريخ الأفكار والاقتراحات، وتكون مرجعا كي يتطلع القارئ على طبيعة العراقيل ويعرف أن تنفيذ المشاريع، ومنها الثقافية، يستلزم عزما يمتد أحيانا إلى سنوات وربما عقود.
تاريخ النقد في الكويت
في كتابه «عبدالمحسن الرشيد.. الشاعر والرومانسية»، وضع د. سالم عباس خداده في الملحق نسخة من مقالات كتبها الرشيد ونشرتها مجلة «البعثة» عام 1949 جاء فيها: « فالأديب شاعرا أم ناثرا، هو اللسان المعبر عن آمال الأمة وآلامها». استخدام كلمة «الأمة»، تعبيرا عن توجه الكاتب الذي يشعر بمسؤولية الأديب تجاه مجتمعه، وهو ما نلمسه في شعره الذي عبر فيه عن تفاعله مع قضية المطبوعات والغلاء والوساطة وغيرها من القضايا المحلية والإقليمية.
اليوم، ونحن نقرأ مقالة عبدالمحسن الرشيد التي كتبها قبل ما يربو على النصف قرن تتبلور أمامنا فرصة لنطرح من جديد قضية نــقــدية تتعلق بعملية الخلق الأدبي أو الفني. يحدث هذا حين ندقق في كلامه وفي عبارته التي يقول فيها: «ان الأدب جني العقول وثمار القرائح»، فنتساءل أيهما أسبق إلى ولادة الفكرة، العقل أم القريحة، وكيف لنا أن نفرق بين الاثنين؟ وكيف يؤثر أحدهما على الآخر؟ وإذا كان للقريحة اتصال بإحساس الإنسان ووجدانه، فهل يجرد العقل من تأثير العاطفة؟ أسئلة ليست بجديدة لكن الحاضر أتى بمعطيات حديثة وقناعات مختلفة تفرض علينا أن نبحث عن إجابات معاصرة.
في مارس 1949 كتب عبدالمحسن الرشيد في «البعثة» وقال : «النقد الجيد ينوه بالجيد ويبرز الرديء منه»، وبعدها بعام نشر في «البعث» مقالة ذكر فيها: «النقد معالجة الأفكار والتوجيه والإرشاد»، ثم يضيف في موضع لاحق: «ان النقد في نظري هو البحث المفيد»، ليتناول بذلك وفي نقطتين أساسيتين عملية النقد، الأولى يتطرق فيها إلى وظيفة النقد ,ودور الناقد، وهي كما يراها الرشيد، معالجة أي مراجعة وتحليل وتفنيد لأفكار هذا الأديب أو أسلوب ذاك الفنان، بناء على هذه المعالجة يطرح الناقد اقتراحا يكون الغرض منه توجيه المبدع أو المتلقي، أما النقطة الثانية فيستفيد منها الرشيد ليدل القارئ على أحد أهم وسائل التمكن من النقد وهي «البحث المفيد».
وقد تأخذ كلمة «مفيد» هنا إلى أكثر من تأويل، إلا أنها في النهاية تقود إلى جعل عملية النقد عملا قائما بذاته لا يتأتى الإبداع فيه إلا بعد البحث والتقصي.
مراسلات الأدباء
في ديوان «أغاني ربيع» للشاعر عبدالمحسن الرشيد تـتقدم قصيدة «فلينعم الغـُرباء» - المكونة من عشرين بيتا - العبارة التالية: «هذه القصيدة مهداة إلى العالم الكويتي الجليل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي».
هذه الإشارة تدعونا لأن نبحث في مؤلفات الشيخ القناعي، فإذا ما تصفحنا كتابه «الملتقطات» وجدنا أنه تحدث في مبحث عنوانه «فسخ الإجارة» وبعد أن تطرق باختصار إلى بحثه أدرج أحد عشر بيتا من قصيدة «فلينعم الغرباء» لتنتهي بالبيتين التاليين:
ولو أني خرجت إلى سواها
لطارت شهرة ولذاع ذكر
ألا فـــلينعم الغـــرباء فــيها
فـــذا أخلاقهــا لهم تـــــدر
ثم يأتي بعدها تعليق من القناعي على النحو التالي: «أقول. لا تشكو أيها الأديب من الكويت فإن النحس ملزم للأديب في الشرق أينما حل (...)». الإهداء من طرف الشاعر وتعليق القناعي على القصيدة يعد نموذجا من الحوارات التي جرت بين أدباء الكويت، يتطلب منا اليوم مزيدا من البحث نقتفى فيه الكتابات التي جسدت شكلا من الحوار بين أدباء الكويت ومثقفيها ويستلزم الحاضر تحليل المقالات التي مثلت أحيانا نوعا من السجال الذي ميز التوجهات الفكرية والثقافية.
الاحتفاء بأدباء الكويت فرصة لأن نعيد قراءة نتاجنا الثقافي لنتذوق ثانية تاريخ الأدب والنقد والأفكار أيضا.
عبد المحسن محمد الرشيد البدر
توفي الشاعر والاديب عبد المحسن
محمد الرشيد البدر عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
مارس مهنة التدريس في المدرسة الاحمدية والقبلية وكان وكيلاً لمدرسة الشامية واشتغل بالتجارة الحرة، وعين مراقباً لادارة المعارف
عام 1956 ثم مديراً لادارة الوسائل التعليمية عام 1965، تقاعد عام 1987.
التحق بالمدرسة المباركية ثم اكمل تعليمه.
أحد مؤسسي نادي المعلمين واحد محرري صحيفة «الرائد» التي كان يصدرها النادي. من مؤسسي رابطة الادباء حيث شغل
منصب أمينها العام عام 1956 انتقل الى ادارة المعارف وشغل منصب مدير ادارة الوسائل التعليمية عام 1965 وظل بهذا المنصب حتى عام 1978 ليتوجه بعدها للاعمال الحرة، وأسس التلفزيون التعليمي.
اصدر ديواناً شعرياً عام 1974 باسم «أغاني الربيع»، وترجم بعض اشعاره الى اللغة الفارسية ونشرها في مجلة «المسلمون».
|