عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-03-2009, 12:12 AM
عبدالله الجسار عبدالله الجسار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 59
افتراضي الشاعر عبدالمحسن الرشيد البدر

السلام عليكم و رحمة الله

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

صراحة لا علم لي بالاصول و الانساب كثيرا و لكني أردت اليوم أن أذكر شاعرا لم يأخذ حقه من الشهرة و إن كان يستحقها عن جدارة
هو الشاعر عبدالمحسن محمد الرشيد البدر المتوفى في 29 \ 2 \ 2008 (كما اعتقد )

احد شعراء الكويت المجيدين و برأيي أعتقد انه بوفاته طويت آخر صفحة من صفحات شعراء الكويت
فبعد وفاته و وفاة الشاعر ابراهيم الجراح قبله لا أظن قد بقي من يهزك شعره و يأخذ بفكرك

و لا يزال صوت جدي رحمه الله يتردد في مسمعي و هو يردد قصيدة الشاعر المشهورة :

دع عنك أنك من أهل الكفاءات ... ما الفوز الا لأصحاب الوساطات

هي المطايا التي يرجى الوصول بها ... الى منال مطاليب و غايات

كم جاهل مستفيض الخرق نال بها ... بالسعي ما لم ينل أهل الدرايات

فإن تطلبت في العلياء منزلة... شماء أوفت على الزهر العليات

لا تقطع العمر سعيا في تطلبها ... فالأمر أهون من جهد و مسعاة

اختر لنفسك ذا جاه و منزلة ... و كلهم جاهل جم الحماقات

و انسج حواليه أثوابا منمقة ... من المديح كما يهوى جميلات

زينه في ناظر بالحمق ممتلئ ... و كن له حين يرنو خير مرآة

تنل على كتفيه ما طمحت له ... من دوحة المجد أغصانا رفيعات

أو لا فدس شرفا قد كنت تحفظه ... عما يشين و أخلاقا شريفات

اسرق و خن و اجمع الأموال طائلة ... أ ليس طرق الغنى شتى كثيرات

لا تخش عارا فإن المال يغسله … ما دمت تملك آلاف الجنيهات

يكن لك الصدر في أعلى مجالسهم … وحيث كنت تلقى بالتحيات

ماذا انتفاعك من علم و من أدب … سوى اجتلائك أوضاعا أليمات

كم من أديب تراه رهن زاوية… و جاهل تحت أعلام و رايات

عهد به طرق العلياء قد عكست … وكل عهد بأوضاع جديدات

فاسلك مع الناس ما ألفيتهم سلكوا … و لو تناهت بهم طرق الضلالات

ما في التمرد من جدوى لصاحبه … سوى اكتواء بنيران العداوات

دنيا الحقائق عش فيها و لو قبحت … وجوهها و اطرح دنيا الخيالات

يا صاح ذرني فهذا المجد تنكره … روحي و فكري و أخلاقي و عاداتي

و قل لمن جروا الأوضاع غاشمة … و حملوا الشعب من جور و إعنات

إني أحذركم هوجاء عاتية …من غضبة الشعب لا تبقي على عاتي

أكاد أبصرها في الأفق ثائرة … حمراء بالحقد تغلي و الضغينات

فالشعب كالبحر قد يغري بهدءته … و الموت يكمن منه في القرارات




و كأن الشاعر بيننا و هو ينظم قصيدته ردا على اقتراح الجنرال هستد باستجلاب أربعين ألفا من العمال الأجانب و عائلاتهم للعمل في خطة تحسين الكويت في ذلك الوقت :

أ
حرار قومي للكفاح بدار ... إن كان فيكم نخوة الأحرار


هل تستقر جنوبكم و حماكم ... زحفت عليه نفاية الأمصار


أ فكل من ضاقت عليه بلاده ... في أرضكم يلقي عصا التسيار


عدت المطامع نحوكم مجنونة ... عدو الظماء الى النمير الجاري


أخشى و تيار الأجانب عارم ... أن تغرقوا في عارم التيار


هي خطة المستعمرين فحاذروا ... ما بيتته ذئاب الاستعمار


سهروا لكم ليل المكائد فارقبوا ... إن لم تجافوا النوم شر نهار


راموا زوالكم لكي يبقى لهم … في ذي البلاد مجال الاستثمار

النفط فيه النار تحرق نـُـوّمًا … و تشع للصاحين بالأنوار


كونوا كما كانت كرام جدودكم … تحمي الحمى بالمرهف البتار


سفكوا على هذا الصعيد دماءهم … فغدا طهور الهضب و الأغوار


ما طامع أهوى إليه بكفه … إلا و عاد مقلم الأظفار


و مشارف الجهراء تشهد أنهم … رووا ثراها بالدم المدرار


بدمائهم صانوه كي يبقى لكم … تلك الدماء أحق بالإكبار


لا تشركوا فيه الغريب فإنه … إرث الجدود الذادة الأغيار


أو تتركوا الأفراد تفعل ما ترى … جريا مع الأهواء و الأوطار


من معشر خانوا البلاد و همهم … أن يجمعوا من فضة ونضار


أو تخدعوا بدسائس مكذوبة … ذرت على الأبصار ذر غبار


فالوحش تدفع أن تداس وجارها … و الطير تحمي موضع الأوكار




و له قصيدة في يوم المعلم و هي :


ألقيت في الاحتفال الي أقامته جمعية المعلمين الكويتية بمناسبة عيد المعلم عام 1968

عيد و ليس كسائر الأعياد … عمت به البشرى ربوع بلادي

وافى به آذار و هو يزفه … بالزهر و الأنغام و الإنشاد

عيد المعلم عيد أشرف عامل … هو صانع الأجيال و الأمجاد

عيد الذي نشر الضياء لكي نرى … يفنى و نحيا في السنا الوقاد

لولاه عشنا و الظلام يلفنا … عميا تخبط ما لها من هادي

يا صانعي الأجيال إن عليكم … لبلادكم - لو تعلمون- أيادي

عرفت لكم حسن الصنيع و كرمت … فيكم خلائق قادة أنجاد

أولتكم النشء الصغير لتخلقوا … منه بناة تقدم و رشاد

و النشء أغلى ما تصون وإنه … لا شيء يعدل فلذة الأكباد

ردوا الى الوطن الكريم صنيعه … و جميله بالجهد والإجهاد

و اسموا بمهنتكم و صونوا قدسها … أبدا عن الغايات و الأحقاد

قل للألى جاروا عليّ وأنكروا … ما كان من سبقي و طول جهادي

و رموا بهذا العيد ناصع أنسنا .. و سرورنا عمدا ببعض سواد (1)

علـّـمت إذا كانت ثلاث مدارس .. لا بالمئات اليوم في الأعداد (2)

و حملت في كفي السراج و لم يزل … من ذوب عيني زيته وفؤادي

ومهدت درب العلم في هذا الحمى … فالفضل كل الفضل للمهاد

——

1- اشارة الى إغفال المعلمين القدامى الذين انتقلوا الى الوزارة للعمل في تخطيط التعليم و الشاعر منهم
2- المدارس الثلاث التي يعنيها هي المباركية و الأحمدية و القبلية والشاعر بدأ مدرسا في الأحمدية


===============
و عسى ان يكون فيما نقلته عنه ما يبين شاعرتيه و بيانه الراقي

رد مع اقتباس