![]() |
في وداع النواخذة إبراهيم بن شيبة و جاسم العصفور و يعقوب اليتامى
|
في وداع النوخذة جاسم العصفور كتب يعقوب يوسف الحجي : غيّب الموت النوخذة جاسم عيسى العصفور، وانتهت الفسحة التي اتيحت له في هذه الحياة، وغادرنا في هدوء إلى دار البقاء بعد عمر قارب التسعين عاماً. فحين كان شاباً لم تثنه أمواج البحار، ولا البعد عن الأهل والوطن، عن ركوب السفن الشراعية وقيادتها ومقارعة الوسطاء في شتى بنادر الخليج والمحيط الهندي، رافعا علم الكويت في اماكن مازالت الخطوط الجوية الكويتية لا تصلها طائراتها. لقد كان النوخذه جاسم العصفور من جيل كويتي فريد – كان من آخر رجالات الكويت القديمة التي عرفناها وقرأنا عنها، وشكرها الأجانب والرحالون الغربيون قبلنا. إنكم لو عرفتم فضل هؤلاء الرجال علينا وعليكم، لكنتم ربما أكثر منا حبا وتقديرا لهم ولشبابهم الذي أمضوه في خدمة الكويت وأهلها. فلولا هؤلاء النواخذة لمتّم جوعا وعريا – أنتم يا من ولد في بداية الحرب العالمية الثانية، فمن أحضر لكم المواد الغذائية والكساء وكل حاجياتكم تقريبا من الهند في تلك السنوات التي منع الانكليز فيها بواخرهم من نقل الحاجيات الأساسية لكم، فانبرى هؤلاء الرجال يموّنون الكويت ودول الخليج بما يحتاجه أهلها بواسطة سفنهم الشراعية وبحارتهم الأوفياء، وفي وقت كان فيه بحر العرب تجوبه الغواصات كالأسماك، وتتعرض فيه للسفن الشراعية وكأنها سفن معادية. لقد كنا ننتظر النوخذة جاسم صباح كل خميس في ديوان الشملان على ساحل البحر، فنهب حين نراه قادما نحو مجلسنا، يتقدمنا المؤرخ الفاضل سيف الشملان، كل هذا كان تحية له وتقديرا لما قام به (هو وبحارته) من خدمات لأهله ووطنه. أما اليوم فلن نراه ثانية، وسيبقى مكانه في ديوان الشملان شاغرا يذكرنا بهؤلاء الرجال الذين تشرفنا بمعرفتهم، وتشرفت الكويت بهم كذلك. |
في وداع النوخذة يعقوب اليتامى عذرا للقارئ، لقد كان وما زال واجبا علينا ان نودع هذا الطراز من رجالات الكويت ــ منهم ثلاثة سقطوا من سلم الحياة في اواخر هذا العام. وثالثهم هو النوخذة يعقوب اليتامى. نشأ يتيما (كما يدل اسمه عليه)، واضطر الى العمل في سفن الغوص على اللؤلؤ، ولكنه لم يكسب من هذه الحرفة سوى دين يضاف الى دين سابق. وضاقت به الدنيا ــ لقد كان عليه ان يعيل زوجة واولادا، وبينما هو في ضيق شديد، شاهده جار له (وهو النوخذة منصور المبارك)، فعرف ما بداخله، فعرض عليه السفر معه على سطح السفن الشراعية الى الهند، وركب يتعلم، وكانت نفسه تطمح الى اكثر من مجرد بحار. فلما عرض الامر ــ امر تعليمه حرفة النوخذة ــ على هذا الجار اجابه بكل طيبة خاطر قائلا: اركب معي وسوف اعلمك، وبالفعل اصبح من نواخذة الكويت المعروفين، وقاد سفن التجار بكل أمانة واخلاص، ولما توقف السفر عمل في التجارة وزاده الله توفيقا ــ بالمال والولد ــ حتى «طاب خاطره»، ولكنه لم يتعال او يغتر ــ لقد بقي ذلك الرجل الفاضل المتواضع حتى آخر يوم من عمره ــ يرحمه الله. وفي لقاء جمع النوخذة يعقوب اليتامى بالتاجر عبدالعزيز الصقر، قال هذا التاجر له: الفخر لك يا يعقوب اليتامى دون غيرك من النواخذة، لأنك ولدت يتيما واصبحت نوخذة، وليس هذا بالعمل الهين. ولقد كانت شهادة هذا الفاضل اكبر شهادة للنوخذة يعقوب اليتامى. |
الاخ أبوعبداللطيف بارك الله فيك على النقل والشكر والتقدير للدكتور يعقوب يوسف الحجي حفظة الله على حفظة لتاريخ نواخذة السفر الشراعي في الكويت تطرق الاخ العزيز المتقصي " ابوعمر " للنوخذة جاسم بن عيسي العصفور رحمه الله في موضوع مستقل ونبذه رائعة عن النوخذة المرحوم تحياتي |
اقتباس:
رحم الله رجال الكويت وشخصياتها قديما نبذه عن النوخذة يعقوب اليتامي رحمه الله في قسم الشخصيات ولي عودة لباقي من ذكرهم الدكتور يعقوب حفظة الله في مقالتة تحياتي |
الساعة الآن 02:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت