تاريخ الكويت - حرامية أول

حرامية أول

جريدة الراي : العدد 11913 - 12/02/2012

| مبارك المعوشرجي |

فاصل ونواصل، جملة تتردد عشرات المرات من القنوات الفضائية والمحطات الاذاعية، واليوم سآخذ القارئ مع فاصل طريف، ثم نواصل الحديث عن الساحة السياسية البرلمانية والحكومية، وفي هذا الفاصل سأروي ثلاث حكايات مضحكة حدثت قديماً في مدينة الكويت..

الحكاية الأولى: شكا المصلون لإمام المسجد تكرر سرقات النقود من ملابسهم أثناء خلعها للوضوء، فاصطاد الامام عقربا صغيرة وما أكثر العقارب في ذاك الزمان في الحيطان، ثم ربط العقرب في خيط ثم ربط الخيط بجيب الصديري وعلق الصديري عند الباب، وما هي الا دقائق حتى صرخ اللص من لسعة العقرب وتم القبض عليه، وطُرد من الحي تماماً وكانت هذه اللسعة هي العقاب الذي تلقاه حتى لا تتكرر منه السرقة.

الحكاية الثانية: فقد تقدم تاجر الى الأمن مدعياً سرقة ثلاثة آلاف روبية من غرفته أثناء ذهابه لصلاة الفجر وهذا المبلغ قيمة بضاعة قد باعها بالأمس، وبعد التحري والتدقيق جاء من يبلغ الأمن بأن شخصا «حافي متلافي» بانت عليه النعمة، فاشترى (قاري وبشتخته) وبدأ يتردد على «الرميلة»، أعزكم الله، فسحب فورا الى مديرية الأمن، وما أن رأى الخيازرين والجحيشة حتى أقر واعترف بأن صديقاً مشتركاً له وللتاجر أبلغه بحكاية المال ومكانه فسرقه، فأخذ جزاءه وأعيد ما تبقى من المال لصاحبه.

أما الحكاية الثالثة: فهي دولية، تكررت حوادث سرقة بعض المحال التجارية، وكانت السرقات تتم بحرفية وذكاء دون ترك أي دليل، فتمت التحريات وأبلغ عن شخص عراقي يتواجد في المطاعم والمقاهي باستمرار دون أن يعمل ويصرف كثيرا، فجُرّ الى مديرية الأمن وعندما رأى الخيازرين منقعة في الماء المالح انهار واعترف وقال انه من أهل البصرة وقد سمع زملاءه اللصوص هناك انه من المستحيل على أي لص أن يسرق في الكويت ويخرج منها بسلام دون أن يتم القبض عليه، فراهنهم على أنه يستطيع أن يسرق ويبقى في الكويت ويعود لهم بما خف وزنه وغلا ثمنه، ويثبت لهم أن ذكاءه يفوق قوة الأمن الكويتي، فجُلد وسود وجهه وطوف به في الأسواق تشهيرا وتعزيرا ليصل خبر خيبته للصوص البصرة كلهم.

إضاءة
القصص رواها الباحث في التراث الشعبي الكويتي الأستاذ خالد المبيلش.