![]() |
من أدب الغزو جداريةُ الصمود شعر: ندى يوسف الرفاعي (دونت بين عامي 1990-1991) أيام الغزو الغاشم أدمن الكويتيون كتابة الشعارات على جدران المدارس والمنشآت العامة وكانت هذه القصائد هي جداريتي ( 1 ) اللوحة الأولى: حماةُ الدار سوف نروي لبنينا قِصةً تحذو الخيالْ هي للعبرةِ صارت , لم تكن يوماً ببالْ ليت شعري لو بوسعي وصف ما كان و جالْ وصفَ عزمٍ وجهادٍ أظهرا طيبَ الخصالْ لا تظنوا يا صغاري كان ضرباً من مُحالْ هذه الأرض فداها بالدمِ الغالي , الرجالْ دافعوا عنها لتبقى , حرّةً مثل الرمالْ لا تعيشوا قيدَ وهمٍ ، ذهب الشرُّ و زالْ و على العهدِ فصونوا كلَّ أيّام النضالْ إننا خيرُ حُماةٍ دأبُنا في كلِّ حالْ ( 2 ) اللوحة الثانية: الغزو الغاشم أعلنَ الطامعُ يوماً أنْ سيغزو ويصولْ مثلما زَيفٌ تراءى كان زُوراً ما يقولْ رامياً كلَّ المواثيقَ التي تحوي الأصولْ واهماً أن الأماني تصنعُ الحقَّ الدليلْ خلفَهُ جوقةُ نَشبٍ تتلّهى بالعقولْ وصحونا ذات صُبحٍ مُغبرٍ صعبٍ وبيلْ حولَنا الأجنادُ في الأحياءِ والساحاتِ والبَرِّ المَهيلْ يقتلونَ الحُرَّ والرافضَ للعيشِ الذليلْ ينهبونَ الدارَ والآثارَ والعُرفَ الجميلْ ينحرونَ الحُبَّ واللُحمةَ والجارَ النبيلْ ( 3 ) اللوحة الثالثة: إنّا صامدون نحنُ أبناءُ الكويت الأوفياء الـمُخلصونْ و لنا في كلِّ بيتٍ خافقٌ حرٌ أمينْ لا نخافُ الأشقياء الأدعياء الطامعينْ فدعوا عنكم غُثاءَ القولِ إنّا صامدونْ لن تمروا ، إن وطأتم ، ضل كيدُ الغاصبينْ غادروا دارَ شِهامٍ ، إنها أرضٌ مصونْ إنّها لم ترضَ ذُلاً ، شعبُها دِرعٌ حصينْ سوف يسقيكم زؤاماً دونه طعمُ الـمنون ودِّعوا أحلامَ زَيفٍ لا و ربِّي لن تكونْ إنما تدنو جباهٌ ، لإله العالـمـين |
( 4 ) اللوحة الرابعة : العهد إننا شعبٌ أبيٌ ليسَ يرضى بالهوانْ إننا شعبٌ كريمٌ ليس يجثو للجبانْ أعلن العصيانَ ضد الظلمِ في كلِّ مكانْ إنهُ عهدٌ علينا لا يؤديهِ اللسانْ ليسَ مِنّا مَن توارى كلُّنا سورُ أمانْ إننا نسعى ونذري في صحاريها الجِنانْ إننا لم نرضَ ذُلاً، أرضُنا هذا الكيانْ هذه الدارُ ستبقى حُرةً مَرَّ الزمانْ إنّ شعراً في هواها ليسَ يجديه البيانْ إننا نفدي الكويتَ روحَنا في كلِّ آنْ ( 5 ) اللوحة الخامسة : الشهيد حُزْتِ فخراً يا بلادي بابنك الحيِّ الشهيدْ حينَ نادَيْتِ فــلَبّى يبتغي العيشَ الرغيدْ فانتضى أمضى سيوفٍ عن حِمانا كي يذودْ وقضــى حُراً عزيزاً يقتفي نهـجَ الجُدودْ جِذوةُ الإيمـــان قادتهُ إلى البذلِ السديدْ وشذا الجنّةِ حَيَّاهُ إلى سِفرِ الخـلودْ رافعاً هامَ الكويتِ دارةِ الْمجدِ التليدْ ماضياً نحو فداءٍ في إباءٍ لا يحيدْ بانياً سُوراً منيعاً في علوٍ من جديدْ كلّنا يحيا بقلبٍ مِلْؤهُ عزمُ الشهيدْ ( 6 ) اللوحة السادسة: شعبنا شعبنا أثبتَ دوماً أنّه حرٌ أصيلْ لم يزلْ يعلو بهاماتٍ لها عِرقٌ سليلْ قاوم الظلمَ بحسمٍ مثلما ذاك الرعيلْ حمَلَ الرايةَ حُرّاً يرفضُ العيشَ الذليلْ شهرَ السيفَ كِفاحاً حَدُّهُ ماضٍ صقيلْ جمع الشمل بحزمٍ يقتفي خيرَ دليلْ عاش في المحنةِ صلباً يتكفّف بالقليلْ يطلب العونَ من الرحمنِ بالصبرِ الجميلْ ثمّ جاء النصر فجراً بعدما الليل الطويلْ فحمدنا اللهَ إذ أنعمَ بالفضلِ الجزيلْ |
( 7 )اللوحة السابعة: فرحةُ التحرير ألف حمدٍ لك ربي يا عظيمَ الاقتدارْ بعدما كنّا ظننا أنه حان احتضارْ إذ بدنيانا تغني من جديدٍ للنهارْ وازدهى الصبحُ بنورٍ أشْرَقَت منه الديار إيهِ يا إخوةَ داري كبِّروا ولَّى التتارْ لا تسلْ كَيف خَرَجْنا في حُبورٍ كالصِغارْ وسجدنا وشكرنا في خُشوعٍ وانكسار وشهدنا يا بلادي كلَّ آثارِ الدمارْ من غُزاةٍ وعُتاةٍ أنكروا حقَ الجوارْ حينما صُدُّوا بشعبٍ صامدٍ مثلَ الجدارْ ( 8 ) اللوحة الثامنة: المبنى والمعنى إن مضينا في خُطانا ، وتتالت سنواتْ فلنا في الأرضِ أصلٌ و جذورٌ كالنباتْ قد مضى الأمسُ ولكن لم تزل تلك الصفاتْ إنها تطوي المغازي للسنين القادماتْ هكذا قامت كويتُ فوقَ هاماتٍ ثِقاتْ يا بني أرضيَ دمتم ذُخرنا في النازلاتْ فاطلبوا المجدَ تنالوا مِشعلاً في كلِّ آتْ واجعلوا العلمَ جُسوراً لاجتيازِ العقباتْ واحذروا الرأيَ فُرادى كي تسيروا في ثباتْ يا بني قومي تساموا للعُلا والمكرماتْ ( 9 ) اللوحة التاسعة: المحنةُ والمنحة ما جَرَى قد كان درساً واعظاً للناظرينْ هذه المحنةُ كانت مِنحةً للشاكرينْ في دَياجي الليلِ رُمنا ربَّنا في كل حينْ فرأينا كيف أنّ اللهَ يجزي الصابرينْ إننا شعبٌ أحبَّ النُورَ والحقَ المبينْ نؤثرُ الغيرَ ونُعطي خيرَنا للآخرينْ ننثرُ الزهرَ ونُهدي حبَنا للعالَمينْ ننصرُ المظلومَ دوماً لا نَهابُ الظالِمينْ ولنا قلبٌ كبيرٌ ولنا عقلٌ رزينْ فانتصرنا لإخاءٍ زالَ عهدُ الحاقدينْ (10) اللوحة العاشرة: دعاء يا كويتَ العزِّ دامتْ دوحةَ العِشبِ النضيرْ دُمتِ داراً وسلاماً، دمتِ عشاً للطيورْ دُمتِ للبسمةِ مهداً، دمتِ روضاً للزهورْ دمتِ برَّاً وأماناً، دمتِ مرسى للسرورْ دمتِ دوماً في هناءِ في تهانٍ وحبورْ إنّهُ النصرُ بلادي، نعمةُ الله القديرْ نسألُ المولى تعالى خالقَ الكونِ الشكورْ أن يصلّي ما سجى الليلُ مع النجمِ القريرْ ومع الفجرِ على مَن نَشَرَ الخيرَ الكثيرْ هو هادينا محمدْ صاحبُ القلبِ الكبيرْ |
الساعة الآن 11:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت