راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 25-05-2009, 09:45 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي لولوة عبدالمحسن المهيني

لولوة عبدالمحسن المهيني
1267-1344هـ)(1850- 1925م) تقريباً)
المولد والنشأة
لم تتوافر لدينا معلومات كافية عن تاريخ مولد المحسنة لولوه عبد المحسن المهيني، نظراً لضعف وندرة أدوات التوثيق في ذلك الوقت، وكذلك ندرة المهتمين بسير المحسنين الذين قدموا أعمالاً جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين، في وطنهم الكويت أو الدول الأخرى.
وبالرغم من ذلك، فإنه خلال سيرتها الطيبة وأعمالها وأوقافها الخيرية، يمكن أن نرجح أن تكون قد ولدت - رحمها الله – في النصف الثاني من القرن العشرين، وتحديداً في الفترة من 1850 إلى 1875م، نظراً لأن وقفها الخيري قد تم توثيقه في السابع عشر من المحرم عام 1327هـ (أي حوالي عام 1909م).
ويرجع أصل المحسنة لولوه المهيني – رحمها الله - كما تروي حفيدتها الخالة موضى عبدالمحسن جاسم الشايجي، إلى إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث قدم أهلها مع بداية نشأة الكويت، وكانوا يشتغلون بالتجارة، ولديهم من الخير الكثير بفضل الله تعالى، وقد عُرف عنهم كثرة أعمالهم الخيرية، ثم نقلوا تجارتهم إلى الكويت.
وقد تأثرت المحسنة لولوه المهيني – رحمها الله – في سلوكها بجودهم وكرمهم وإنفاقهم في سبيل الله تعالى، فإذا استقام الأصل استقام الفرع، وهذا الأمر ليس بمستغرب، حيث إننا كثيراً ما نجد أن أسراً وعائلات وقبائل بأكملها قد زكت سيرتها وطاب عطاؤها، وكثر جودها وكرمها، وعمت شهرتها الآفاق، ويتوارث الأبناء والأحفاد سير وأخلاق الآباء والأجداد، قال تعالى:
"ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)" آل عمران
تعليمها
كان التعليم في ذلك الوقت - كما هو معروف - قاصرا على الكتاتيب، التي يتم فيها تعليم الحروف الأبجدية، والمبادئ الأولية للقراءة والكتابة والحساب، وبالفعل ذهبت المحسنة لولوه - رحمها الله – إلى الكُتّاب وتعلمت فيه قراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح، وحفظت الكثير من آياته المباركات، فكانت نبراساً لها في حياتها بعد ذلك.
أسرتها وأولادها
تزوجت المحسنة لولوه المهيني – رحمها الله – من محمد الشايجي ورزقها الله تعالى منه بابن واحد هو جاسم، ورزق جاسم بأربعة أولاد هم: عبدالمحسن وشيخة وفلوة ومنيرة.
وقد كانت لأولادها وأحفادها نعم الأم والمربية، إذ عملت على تعليمهم ما تعلمته من كتاب الله العزيز.
صفاتها وأخلاقها
تحلت المحسنة لولوه - رحمها الله – بالعديد من الصفات الطيبة والأخلاق الحسنة التي رفعت ذكرها وأعلت شأنها وعطرت سيرتها بين الناس، مصداقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ" رواه أحمد في المسند.
أوجه الإحسان في حياتها
تعددت أوجه الإحسان في حياة المحسنة الكريمة لولوه المهيني – رحمها الله – وشملت عدة مجالات؛ سعياً منها إلى نيل رضا الله تعالى وغفرانه، وتيقناً منها بأن ما عند الله باقٍ وأن أجره عظيم.
مساعدة الناس وقضاء حوائجهم
كانت – رحمها الله - محبة للناس، باذلة للخير والمعروف، ساعية إلى مساعدتهم وقضاء حوائجهم وتفريج كربهم، ولهذا فقد خصصت - رحمها الله - عدداً من بيوتها لخدمة الفقراء والمساكين وذوي الحاجات، مما يدل على رقة قلبها ورهافة حسها ومشاعرها، وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" رواه أبو داود.
وقد كان هؤلاء الفقراء يسعدون بذلك ويدعون لها بسعة الرزق وطول العمر، وقد أخلفها الله خيراً كثيراً في الدنيا، ونسأله تعالى أن يخلف عليها في الآخرة بما فعلت وقدمت في سبيل الله تعالى.
مساعدة ذوي القربى والإحسان إليهم:
كانت المحسنة لولوه - رحمها الله – واصلة للرحم، محسنة إلى ذوي القربى، وليس هذا بمستغرب على امرأة حفظت القرآن العظيم، وآمنت بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ" رواه مسلم.
لذا كانت – رحمها الله – تعين أقاربها وتبذل لهم المال والمساعدات العينية وخاصة في مناسباتهم المهمة، فكانت تقرضهم ذهبها في أفراحهم وتعطيهم كذلك ما يحتاجون إليه من حاجات عينية ومادية من مقتنياتها وممتلكاتها، وكذلك في المناسبات الحزينة حيث كانت عوناً لهم، وفق ما ورد عنها من أخبار.
جودها وكرمها:
كما عرف عن المحسنة لولوه المهيني – رحمها الله – أنها كانت ميسورة الحال، ورثت عن أهلها خيراً كثيراً، وقد كان لها أملاك في الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة منها مزارع في حفر الباطن وغيرها، وكانت جوادة كريمة معطاءة، مؤدية لحق الله تعالى في هذا المال من زكاة وصدقات وتبرعات، وكانت أعمالها كلها في سبيل الله تعالى وابتغاء مرضاته، وعملاً بقوله تعالى: "...وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60)" سورة الأنفال.
تحفيظ القرآن الكريم:
أدركت المحسنة لولوه المهيني – رحمها الله – قيمة العلم، وأهمية ألا يكتم أهله ما آتاهم الله تعالى من فضله، وخاصة إذا ارتبط هذا العلم بالقرآن الكريم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" رواه الترمذي.
ولذلك فقد خصصت – رحمها الله – فصلاً تعليمياً (كتّاباً) في بيتها الكائن في منطقة المرقاب بالقرب من سوق الدعيج لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه لأبناء وبنات الحي الراغبين في التعلم، وقد كانت تساعدها في هذه المهمة أختها حصة وصديقة لها تدعى أم مرشد، جعل الله تعالى هذه الأعمال في ميزان حسناتهن جميعاً.
وقد امتلأ قلب هذه المرأة الصالحة بحب تعليم القرآن الكريم فاستأجرت بيتاً آخر لتفتتح فيه مدرستها الصغيرة هذه، وذلك عندما قامت بعمل ترميمات في منزلها الذي مثّل هذه المدرسة، وحولت البيت الذي استأجرته إلى كُتّاب تعلم فيه القرآن الكريم، وظلت هكذا طوال حياتها مرتبطة بكتاب الله العزيز ومؤدية لحقه تعالى عليها.
الوقف الخيري:
يعبر الوقف عن تآخي المجتمع المسلم وترابطه وحب أبنائه للخير وعطفهم على بعضهم البعض، فيكونون في النهاية كالجسد الواحد، كما قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ" رواه مسلم.
وإيماناً منها – رحمها الله – بهذه المبادئ، فقد أوقفت بيتاً لها في فريج (حي) عبداللطيف الجسار على الفقراء والمحتاجين، وجعلت الناظرة على الوقف أختها حصة، ومن بعدها ذريتها وذرية ذريتها، وقد وثق هذه الوقفية الشرعية الشيخ محمد بن عبدالله العدساني قاضي الكويت آنذاك، وجاء في شروط الوقف: "وقف على عشيات وضحايا لها ولوالديها، تعود بالأجر والثواب عليهم".
وكلنا يعلم القيمة المادية للعشيات والضحايا في ذلك الوقت، وتفصيل ذلك أنه لم يكن متيسراً للجميع.
وفاتها:
قضت المحسنة لولوه – رحمها الله – حياتها كما سبق أن أوضحنا في البذل والعطاء في سبيل الله تعالى مادياً ومعنوياً، ولم تتوقف عن العطاء حتى جاء أجلها، ولم يُعلم بالضبط تاريخ وفاتها، وإن كان من المؤكد أنه حدث في الفترة التالية لتوثيق الوقف الخيري المسجل في السابع عشر من المحرم عام 1327هـ الموافق لعام 1909م، أي في الربع الأول من القرن العشرين.
نسأل الله تعالى أن يتقبل بذلها وعطاءها وأن يجزل لها الثواب وأن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
المصادر والمراجع:
* موضي عبدالمحسن جاسم المولي (الشايجي) حفيدة المحسنة لولوه عبدالمحسن المهيني.
الأمانة العامة للأوقاف - سجل العطاء الوقفي – 1418هـ (1997م).
الأمانة العامة للأوقاف – مكتب خدمة الواقفين.
- صالح محمد العجيري – تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية الطبعة الثانية الميلادية– ذات السلاسل – الكويت 1984م.
* وثقت هذه المادة حفيدتها لطيفة المولي.
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لؤلؤة الكويت كم هي جميلة سنيار_71 التاريـــخ البحـــري 3 18-09-2023 06:57 AM
المهيني IE المرقاب 9 14-09-2019 02:19 AM
البحر (عبدالمحسن) abdulrahman الوسط 10 04-02-2018 09:00 PM
النوخذه صالح محمد عبد الله المهيني بو نمش مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 2 29-07-2010 03:53 PM
النواخذا صالح محمد المهينى - راعى التموين- تحرير وكتابة ابن المرحوم خالد صالح المهينى jarodi الشخصيات الكويتية 3 22-06-2010 10:38 AM


الساعة الآن 12:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت