راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 10-03-2013, 08:23 AM
roy roy غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 167
افتراضي شارع عبدالله الأحمد

موضوع قيّم بقلم د. يعقوب الغنيم
انقله لكم من جريدة الوطن

من تاريخ شارع كويتي: شارع عبدالله الأحمد (3)


نصل الآن إلى مفصل آخر من مفاصل الحديث عن شارع عبدالله الأحمد، ذلك أننا بعد أن أشرنا إلى وضعه الحالي في حلقتين سابقتين من «الأزمنة والأمكنة» نتحدث هنا عن وضعه القديم قبل أن يكون شارعاً ممتداً مكتسباً اسمه الذي نعرفه به اليوم، وكيف كان وضعه قبل أن تطرأ عليه التطورات التي لحظناها فيما سبق

ألمحنا - فيما مضى - إلى أن الشارع لم يكن شارعا بمعنى الكلمة التي تطلق على اي شارع من حيث صفته وامتداده، ومن حيث تنظيمه، ورصف جانبيه، وتجهيز معابر المركبات كما هي العادة في الشوارع جميعا. لقد كان قسم من الشارع الذي نتحدث عنه طريقا ضيقاً، وكان منه قسم آخر يضم عددا من المساكن المكتظة بسكانها. وكان على جانبيه مواضع معينة معروفة تحدثنا عن بعضها وسوف نتحدث هنا عن البعض الآخر، وكانت به فرجان لها ذكرها الماضي العطر بأهلها الطبين وسلوكهم الكريم، ومحبتهم لوطنهم وأهل وطنهم، كما كانت الفرجان القديمة هكذا في مختلف نواحي العاصمة. وكانت في الشارع - ايضا - البرايح التي يلتقي على جوانبها الناس، ويلعب في وسطها أبناء الفريج، والبرايح هي جمع براحة، وهي تطلق على الأرض الواسعة قليلاً بين البيوت لكي تكون متنفساً للناس. وفي اللغة الفصحى يذكر البراح على انه هو المتسع من الأرض، واللفظ قريب من لفظ لهجتنا. وقد نلاحظ أن هذه البرايح تضم -أحياناً- دكاناً أو أكثر يبيع صاحبه فيه حاجة الناس من المأكولات وحلويات الأطفال.

ولكي نحصل على صورة كاملة وواضحة عن ماضي هذا الشارع، وما كان عليه منذ فترة من الزمن، فإننا نحتاج إلى بحث ومتابعة حتى نصل إلى ما نريد، وهذا الذي نقدمه هنا هو بعض ما أعاننا الله على الوصول إليه.
٭٭٭

إذا أردنا أن نعرف - بالتحديد - متى أطلق اسم الشيخ عبدالله الأحمد الجابر على هذا الشارع فإننا سوف نجد في مراسلات دائرة بلدية الكويت ما يدلنا على ذلك، وإن كان من الصعوبة بمكان الحصول على قرار رسمي مؤرخ من هذه الدائرة يبين زمن اطلاق الاسم بالتحديد. ولكننا لاحظنا على بعض الخرائط ما يدل على شيء من ذلك، فهي تطلق عليه في اليوم الثامن من شهر يونيه لسنة 1958م اسم: «امتداد شارع الحمد» وهذا الأخير هو المسمى اليوم: «شارع علي السالم»، وفي تاريخ لاحق صدرت رسالة من الدائرة المذكورة أطلقت على الشارع اسم: شارع عبدالله الأحمد، ضمن حديث عن موضوع يتعلق بعقارات بعينها موجودة في هذا الشارع، وكان تاريخ هذه الرسالة في اليوم الرابع عشر من شهر يناير لسنة 1962م، كما وجدنا إشارة على خريطة صادرة في سنة 1957م، كتب عليها اسم هذا الشارع هكذا: «شارع 110 سابقاً»

هذا هو ما يتعلق بأمر التسمية، ولكن المعلومات عن الشارع وهي كثيرة تحتاج منا إلى طرح المزيد

عندما كلفت حكومة الكويت في شهر إبريل لسنة 1951م المستشارين مينو بريو وسبنسلي وما كفرلين بإعداد أول مخطط هيكلي للبلاد، كانت الأهداف والغايات الرئيسية للمخطط واضحة في الأذهان، فالكويت من الناحية العمرانية كانت مقبلة على نشاط عمراني واقتصادي كبيرين وكان ذلك يقتضي تهيئة الأجواء للتطور المقبل. ولم يكن شارع عبدالله الأحمد ببعيد عن خيالات العاملين على إنجاز المخطط الهيكلي عندما تم تقديمه في سنة 1952م.

ولقد مر موضوع تطوير هذا الشارع بطورين مهمين منذ ذلك التاريخ، فقد كان الطور الأول منصبا على البحث في إنجاز مشروع ثقافي مهم بحيث يكون ما حول الشارع شمالا وجنوبا معبرا عن الأفكار التي كانت تجوس في أذهان المخططين آنذاك، ولم يكن الحديث منصبا على امتداد الشارع وحده بل إنه ليتسع في وسطه ليصل إلى شارع الخليج العربي شمالا وإلى شارع أحمد الجابر جنوبا، وقد برزت الآن بعض مظاهر الأهداف الثقافية عندما تمت المباشرة في إنشاء القرية التراثية التي ظهرت لها بعض المعالم على شارع الخليج العربي مرتدة إلى الجنوب بما يكاد يصل إلى نهر شارع عبدالله الأحمد.

هذه النبذة التي ذكرناها هنا قد سبق لنا بسطها بصورة أكثر توضيحا في المقال الثاني المنشور في العدد الصادر في يوم الأربعاء الماضي. ولكن هذا الموجز لابد منه حتى ندخل إلى ما نهدف إليه في هذا المقال.
٭٭٭

صار واضحا أننا نهدف هنا إلى ذكر أوضاع موقع الشارع قديما وسوف نستمر في سرد المعلومات المطلوبة عنه مما له تاريخ من الأماكن اعتبارا من البداية الغربية إلى أن نصل إلى نهايته عند قصر دسمان.

وسوف تكون بدايتنا بموجب ذلك من عند أبرز التلال في مدينة الكويت وهو التل المسمى (تل بهيته)، وهو يتصاعد إلى الأعلى من الجهة الشمالية إلى أن يصل إلى مرحلة الاستواء عند الموقع الذي فيه الآن سوق الأوراق المالية والبنك الكويتي التجاري. أما الطول شرقا وغربا فله امتداد واضح يكاد يلامس مبنى وزارة الصحة القديم ومسجد بن خميس ووزارة التخطيط شرقا ويمتد غربا حتى يلامس موقع المكتبة الوطنية (حديثة الإنشاء) وعلى جزء كبير من ظهر هذا التل بني مسجد الدولة كما سوف يتبين فيما بعد.

قام فريق كويتي بأعمال التنقيب عن الآثار في هذا التل في سنة 1987م، ثم في سنة 1994م، وجرى تكليف الفريق مرة ثالثة في موسم سنة 1996-1995م، وكان من أهداف ذلك البحث والتقصي عن نشأة مدينة الكويت، ودراسة ما يمكن العثور عليه من آثار. وقد صدرت عن هذه الأعمال عدة مطبوعات منها التقرير الذي كتبه الفريق الكويتي عن أعماله في موسمه الثالث 1996-95م وهو بعنوان: «التقنيات الأثرية في تل بهيته - تنقيب ودراسة».

ومن الجلي لكل من يلاحظ المنطقة أنه يستطيع أن يلاحظ ارتفاع التل وامتداده على الرغم من أنه قد خضع للتجريف ومحاولة خفضه لكي تتسع الطرق ويعتدل مسارها.

المهم أنه تمَّ على جزء كبير من هذا التل إنشاء مسجد الدولة وقد تحدثنا عنه فيما سبق باعتباره من المظاهر الموجودة على أرض الواقع في هذه الأيام. وعند النهاية التي ينتهي عندها المسجد كان مقر مسجد معروف جيدا في ذلك الزمن هو مسجد مبارك وكان قد جرى تأسيسه في سنة 1782م وهدم حاليا لينضم إلى ساحات المسجد الحديد الشرقية. وقد ذكر الشيخ عبدالعزيز الرشيد مسجد مبارك وتحدث عن الاختلاف في من ينسب إليه بناء المسجد وقد ذكر عنه أمرين هما: أنه كان يطل على أرض واسعة تسمى «براحة مبارك» وأن به بئرا ذكر الرشيد عنها ما يلي: «يعتقد العامة أن ماءها يشفي من الأمراض إذا ما استحم به الإنسان، ولا ريب أنه اعتقاد باطل».

وفي الموقع الذي بني فيه «مسجد مبارك»، وذكرت فيه «براحة مبارك» فريج كبير هو فريج القناعات وهم مجموعة طيبة وكريمة من أبناء الكويت، منهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وهذه المجموعة مترابطة فيما بينها، وهي – أيضا – مترابطة مع إخوانها من الكويتيين، وهذه هي سيرتهم حتى وقتنا الحاضر، يجمعهم اليوم ديوان كبير في منطقة الشويخ السكنية يلتقون فيه ويفد إليهم دائما أصدقاؤهم من الأسر الأخرى. ويذكر تاريخ الكويت عددا من أبناء هذه المجموعة ومنهم المرحوم عبدالعزيز العلي المطوع والمرحوم عبدالرزاق الصالح أما الآن فالأسماء البارزة منهم كثيرة تحدثنا يوما عن أحدهم وهو المرحوم الأستاذ سليمان المطوع المحامي، كما لا يمكن أن ننسى الأستاذ محمد مساعد الصالح أو داود مساعد الصالح، أو الأخ الفاضل عبدالعزيز عبدالرزاق المطوع، أما الأستاذ فيصل الصالح وغيرهم كثيرون، أسهموا في أعمال كثيرة في البلاد.

ولسنا في حاجة إلى التأكيد على أن ما جرى على هذا الفريج هو نفسه الذي جرى على فرجان الكويت الأخرى فقد انتشر الناس خارج السور نتيجة للتنظيم الذي قامت به دائرة بلدية الكويت منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، وبذا انطمست معالم الفرجان التي كانت معروفة وإن بقي أهلها يذكرون بعضهم ويتواصلون دائما مهما تباعدت مساكنهم الحالية.

وفي قديم الزمان استحدثت مدرسة أطلق عليها اسم: «المدرسة الوسطى للبنات وهي مدرسة ابتدائية، وذلك في موقع هو في بدايات ما صار يطلق عليه اسم شارع عبدالله الأحمد. وكانت قائمة في سنة 1950م. ثم جرى هدمها فيما بعد عندما انتفت الحاجة إليها. وهي تضم عشرة فصول فيها ثلاثمائة وخمسون طالبة. وتعتبر ثالث مدرسة للبنات في الكويت آنذاك أولاها كانت: المدرسة القبلية.

تقع المدرسة الوسطى في الساحة التي هي الآن مواقف واسعة للسيارات أمام الحسينية الجديدة بعد المرور على مسجد الحمدان وبنك برقان والبنك الوطني، وقد وصفنا كل ذلك، والمدرسة الآن غير قائمة فقد تم الاستغناء عنها وعن مبناها وصار في مكانها موقف للسيارات.

ثم يأتي بعد المكتبة فريج الميدان وهو فريج كان عامرا بالسكان قبل أن تقوم بلدية الكويت بإزالته، وابقاء اسمه على الدوار الأول من دوارات شارع عبدالله الأحمد، وكما قلنا فإن هذا الميدان مخترق بشارع آخر يَتَّجهُ من شارع أحمد الجابر جنوبا إلى شارع الخليج العربي شمالا، وهو الشارع المسمى الآن: شارع أبي عبيدة.

وفي هذا الشارع أكثر من مسجد، وفي الطرف الشمالي منه يقع مركز الطنبورة المعروف قديما في الكويت والطنبورة آلة موسيقية بدائية، قيل إن منشأها كان في أفريقيا ثم امتد وجودها حتى وصل إلى الكويت. وهي تطلق أيضا على الموضع الذي تعزف فيه الآلة وما يلحقها من طبول وهذا الموضع هو الذي نعنيه هنا فهو واقع في شارع الميدان على يسار شارع عبدالله الأحمد باتجاه البحر، وهذا الموقع الذي درج عليه اسم «الطنبورة» يستقبل عددا من هواة هذا الفن، وبخاصة ما يسمونه اغاني (الزار). علما بأن الطنبورة قديمة في الكويت تصل إلى ما قبل سنة 1900م ثم طورت موسيقاها وغنى بعض الفنانين لحنها.

أما في آخر شارع الميدان (شارع أبي عبيدة) من ناحية البحر، فيقع مسجد ابن خميس، وهو مسجد كان يقع في وسط فريج ابن خميس القديم الذي سمي المسجد باسمه وقد جرى تأسسه في سنة 1772م، وقام بذلك محمد الجلاهمة.

وإذا عدنا إلى الجزء الجنوبي من هذا الشارع وجدنا فيه أحد المساجد القديمة وهو مسجد عبد الإله، وقد قام بتأسيسه عبدالله بن عبد الإله القناعي من ثلث محمد بن يوسف القناعي في سنة 1912م، وقد جددته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – آخر تجديد له – في سنة 2001م.

وعلى يمين النازل في الطريق المؤدي إلى البحر، وقبل الوصول إلى مسجد بن خميس كانت هناك مدرسة للبنات وعندما زالت الحاجة إليها بسبب انتقال الأهالي الذين كانوا يسكنون في الفريجين: الميدان وابن خميس تم تحويلها إلى مكاتب تخص إدارة التعليم الأهلي في ذلك الوقت وقد رصدنا أن آخر امتحان عام للمرحلة الابتدائية فيها كان في السنة الدراسية 51 – 1952م. وقد انتقلت منها إدارة التعليم الأهلي فيما بعد، فاستعملت وزارة الصحة هذا المبنى وجعلته مستشفى لذوي الأمراض المستعصية.

في سنة 1958م أصدرت دائرة بلدية الكويت خارطة تمثل جزءاً من شارع عبدالله الأحمد يبدأ من شارع مبارك الكبير (كان اسمه في الخارطة: شارع الكهرباء) وتمتد من الغرب إلى الشرق حيث تنتهي عند دوار الميدان. وهذا الجزء يخترق إلى جانب ما مر بنا ذكره من الأماكن مساكن كثيرة ومراكز منها حفرة للسيل على اليمين إذا كان السائر سالكاً إلى الشرق، وهذه الحفرة هي إحدى الحفر الكثيرة المنتشرة في أنحاء البلاد لكي تمنع السيول من اقتحام المنازل، وإيذاء الناس، وقد كان سبب اللجوء إليها أن البلاد لم تكن تعرف في ذلك الوقت أهمية مجاري الأمطار (تحت الأرض) القائمة حالياً.

وتبين هذه الخارطة – أيضاً – الموقع القديم لحسينية معرفي، وهو يكاد يكون في موضع سوق الأوراق المالية الحالي إذ كان مكانها – آنذاك – قبل مبنى مسجد الحمدان، وبنك برقان، والبنك الوطني، أما الآن فهي واقعة بعد مبنى البنك الوطني (شرقا) بشكل مباشر.

نحن الآن قد تجاوزنا مباشرة دوار الميدان في طريقنا إلى الشرق. وعلى اليمين حسينية معرفي الشرقية. التي ذكرناها فيما سبق. وأمامها المبنى الجديد لبنك الكويت المركزي وهو قيد الإنشاء، ومر بنا الحديث عنه. وعلى الجانبين بعد ذلك أرض خالية كانت في الماضي مساكن عامرة بالناس تمثل فريجين من فرجان الكويت هما فريج الزهاميل وفريج المطبَّة.

ولم يبق من آثار هذين الفريجين إلا مسجد المطبة وهو مسجد شملان بن علي كما يطلق عليه اليوم.

وقد صدرت عن دائرة بلدية الكويت في اليوم الرابع عشر من شهر يناير لسنة 1962م خارطة تمثل جزءاً من شارع عبدالله الأحمد، وهي تشمل المسافة من شارع خالد بن الوليد غربا حتى دوار البركة (أبو دوارة حالياً) شرقاً.

ويتضح في هذه الخريطة خط الشارع الذي نتحدث عنه قبل أن يتم تنفيذه. وتبدو فيها المساكن المخترقة به، وهي مساكن صغيرة المساحة بشكل عام، ولذلك فهي كثيرة يصعب حصرها من نظرة واحدة على الخريطة التي بينا صفتها، وحتى الدوار الذي صار الآن واضحا، وأطلق عليه اسم: دوار المطبة تخليداً لاسم الفريج القديم كان يضم عدداً كبيراً من تلك المساكن.

وكان الدوار قبل الأخير (شرقاً) وهو الكائن الآن أمام مبنى الهيئة العامة لشؤون القصر في سنة 1957م يسمى: دوَّار البركة. وكان سبب تسميته وجود بركة ماء إلى جواره كانت تمد السكان بالمياه العذبة، وهي واحدة من ضمن عدة برك من نوعها في العاصمة كانت تتولى تزويدها بالمياه، وترتيب أمر البيع فيها وصيانتها شركة ماء الكويت القديمة التي كانت تتولى إمداد الكويت بالمياه في ذلك الوقت.

وإلى جوار البركة موقف لسيارات التاكسي التي تنقل الركاب من وسط السوق إلى هذا المكان وتعيدهم في حركة مستمرة وكنا نطلق على الموقف اسم (السِّرَهْ) وهي كلمة انجليزية يقصد بها التسلسل، لأن السيارات كانت تقف وراء بعضها فيما يشبه السلسلة انتظاراً لدورها في التحرك لنقل الركاب.

وقد تغير الوضع حالياً وانتفت الحاجة إلى هذه (السِّره).
٭٭٭

قبل أن ننتقل إلى ما بعد دوار البركة ينبغي أن نشير إلى أن اسم هذا الدوار حاليا هو: أبو دوارة، وقد اطلقت عليه بلدية الكويت هذا الاسم باعتبار أن المكان قبل إنشاء البركة يسمى بهذا الاسم، ومن المعروف أن (بو دوارة) في موقع البركة وما حولها. وذكر البعض غير ذلك، وأنا أطمئن إلى ما ذكره المرحوم الشاعر عبداللطيف الديين في الخريطة التي رسمها للعاصمة قبل وفاته بزمن طويل، وتكرم فأمدَّني بنسخة منها. وسوف يأتي بيان الموقع الذي أشار إليه في خريطته عندما تنتهي من أمر هذا الشارع الذي أوشكنا على الانتهاء من وصفه بحالته القديمة.

بعد هذا الدوار مباشرة ونحن في الطريق إلى دوار دسمان يأتي موقع سبق لنا أن تحدثنا عنه وهو الموقع الكائن على اليمين، وقد ذكرنا أن فيه عدداً من المساكن التي خصصت لسكن الأطباء، وبخاصة منهم من كان يعمل في المستشفى الأميري القريب من هذا الموقع. ثم صارت شاملة لكل من يتقرر له سكن منهم. وأذكر أن ممن كان مقيما في أحد هذه المساكن الدكتور محمد سعيد النجار الذي يعرفه أبناء الكويت الذين عاشوا في تلك الأيام لخدماته الجُلَّى التي لا تُنسى. وقد أسعدني الحظ بزيارته مراراً في منزله هذا.

بعد ذلك ينثني الشارع يميناً إلى أن يصل إلى دوار دسمان وهو دوار – كما سبق أن ذكرنا – أنيق لطيف عامر بالأشجار والزهور يطل على بوابة قصر دسمان.

وفي خريطة الشاعر عبداللطيف عبدالرزاق الديين التي أشرنا إليها قبل قليل ينتهي الدوار بأرض خالية من المباني، وقد كتب عليها كاتبها ما يلي: «مطاين وآبار مياه تسمى أبو دوارة».

ونحن نلتمس العذر لمن قال عن هذا المورد المائي إنه بقرب دوار البركة فالموقع الذي جاء في الخريطة التي ذكرنا أنها من صنع الشاعر عبداللطيف الديين ليس ببعيد جداً عن الموقع الذي ذكروه،إن هي إلا بضعة أمتار يأتي بسببها الاشتباه.

وما دامت نهاية شارع عبدالله الأحمد تنحصر عند دوار قصر دسمان وأن هذا القصر يطل على هذا الموقع الواسع الذي يضم الدوار وما حوله من طرق واسعة كل منها يؤدي إلى شارع من شوارع العاصمة المهمة، فإنه لابد من أن نتحدث عن القصر، وذلك كما يلي:
قصر دسمان يقع في أرض واسعة تطل من الغرب على الدوار الموصوف هنا ومن الشرق على البحر، وفيه عدة مبان، وكان مقر إقامة الشيخ جابر الأحمد الجابر، ومن قبله كان سكنا لوالده الشيخ أحمد الجابر الصباح (1921م – 1950م) وكان في ماضي الأيام مقرا للقاءات الرسمية، ومضافة يستقبل فيها الشيخ أحمد الجابر ضيوفه، ويجتمع مع من يأتي إليه في لقاءات سياسية وغيرها. بني هذا القصر الكبير الواسع الأرجاء في عهد والد الشيخ أحمد وهو الشيخ جابر المبارك الصباح (1915م – 1917م) ولكنه لم يكمله فقام الشيخ أحمد بالمهمة ثم أقام في القصر.
٭٭٭

تطل اليوم على شارع عبدالله الأحمد بعض المعالم القديمة منها المدرسة الشرقية التي تحولت اليوم إلى معرض للرسم وبجوارها مسجد ناهص، وهذا المسجد لايزال عاملا منذ أسسه ناهض بن علي في سنة 1900م، وكان المؤسس صادق النية في هذا العمل ولذلك فقد حرص على أن يشرف بنفسه على البناء.

يفضي دوار البركة إلى شارع جابر المبارك وهذا الشارع يمتد شمالا وجنوبا ففي الشمال البحر والمستشفى الأميري أما في الجنوب فإن أول ما نراه هو ميدان يسمى ميدان العاقول وكان هذا الموقع اسما لفريج من فرجان منطقة الشرق، وكان به عدد من السكان منهم الشاعر الشعبي فهد بورسلي الذي يقول:
أنا فهد من هَل العاقول
والقلب ساكن فريج ثاني

وهذا البيت من قصيدة غنائية جميلة مطلعها:
شقول يا أهل الهوى شقول
هذا نصيبي من الخِلان
والعاقول نوع من الأعشاب به شوك كثير جارح ولكن الجِماَلَ تألفه وتقبل على أكله، وكان كثيرا في هذا الموقع.

وفي آخر شارع عبدالله الأحمد إلى اليسار يأتي امتدادا لشارع السور، وهو ينتهي إلى البحر وتطل منه مبان على دوار دسمان منها إلى اليمين مبنى كان ملكا للشيخ عبدالله الجابر الصباح وقد استعملته دائرة معارف الكويت متحفا قبل أن يُبنى متحف الكويت الحالي وكان هذا المبنى في الأصل ديوانا للشيخ خزعل بن مرداو يقيم فيه عندما يأتي من بلاده (عربستان)، وعلى الشمال بيت كبير هو بيت الشيخ خزعل وقد صار في ملكية آل غانم فيما بعد. والمبنيان حاليا في حوزة الجهة المسؤولة عن ترميم المباني الأثرية، ونرجو أن تنجز مهمتها قريبا.
٭٭٭

لقد طال بنا الحديث، ومع ذلك فمن غير المستبعد أن تكون قد أهملنا بعض المواقع التي كان ذكرها واجبا علينا ولكن الإنسان لا يستطيع أن يحيط بكل شيء، ونأمل أن يأتي الوقت الذي نستكمل فيه ما نقص، وذلك اعتمادا على من عنده معلومات يمدنا بها فتسُدُّ بابا من أبواب النقص إن وجد في هذه المقالات الثلاث.

وسوف يلاحظ المتتبع لهذه المقالات تكرار ذكر بعض الأماكن، وهو الأمر الذي نشير إليه في كل حالة من حالات ذكرها، لأن طبيعة ما نتحدث عنه تحتاج إلى تكرار الذكر، ولأن البعض كان قائما قديما وهو موجود حاليا، والبعض الآخر جاء على أنقاض مبان كانت مهمة ولا بد لنا من ذكرها.

وهكذا نجد أن التكرار مع وجود الأسباب ومع التنبيه إليه أمر لا يُخلّ بهذا العمل.

وفقنا الله إلى الصواب
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-03-2013, 08:33 AM
roy roy غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 167
افتراضي

فيه حادثه لم اقرأ عنها سابقا وهى

حوالى نهاية الخمسينات وفى شارع الميدان تحديدا
اتذكر رسام اجنبى اتى الى شارع الميدان وقام برسم لوحات بالالوان على جدران المنازل

لوحه مقاسها 30×30 سم تقريبا

كان يرسم على برواز اسود موجود اصلا على الجدران وهذا البرواز به × وبه ارقام
اى كان يخفى هذا البرواز وهذه الارقام برسم لوحه فوقهم

لماذا ؟ لا اعلم
لعلنى اجد الجواب هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة المغفور له الشيخ عبدالله الأحمد الصباح ( 1903 - 1957 م ) كويتي متعصب الشخصيات الكويتية 10 24-11-2014 09:00 AM
الأوسمة التي حصل عليها الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح مشعل الحسان المعلومات العامة 0 03-03-2011 03:29 PM
مقابلة تلفزيونية بين الشيخ عبدالله الجابر و الشيخ فهد الأحمد أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 04-09-2010 12:40 PM
شارع السيف شارع لا ينسى سعدون باشا جغرافية الكويت 5 17-01-2010 03:58 PM
ناصر المحمد و عبدالله فراج الغانم AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 1 13-10-2009 08:47 AM


الساعة الآن 11:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت