راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 16-07-2008, 10:12 AM
ملاحم كويتية ملاحم كويتية غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 116
افتراضي سنوات في تاريخ الكويت

كان من عادة العرب منذ الجاهلية وأول عهودهم ان يؤرخوا بحوادث السنين ومجريات الأيام كتأريخهم بتفرق أولاد نزار ابن معد ابن عدنان وكتأريخهم بعام الفيل وهكذا .

والعرب المحدثون ليسوا بدعا في ذلك فقد استمروا علي ما جري عليه إبائهم وأجدادهم.

والكويت بلاد العرب فلا غرابة في تأريخ أهلها وتوثيقهم بالإحداث السنين فقد جرت عادة أهل الحاضرة و البادية علي حد سواء أن يؤرخوا بالحوادث التي كان لها شأن او وقع امتد لما بعده من سنوات دون أن يعرفوا السنة التي وقع الحادث بها، وهذا المنهج اظهرُ في البداة من العرب لبعدهم عن التدوين .

وحيث أن أهل الكويت في بادئ أمرهم قريبون من حالة البادية فقد قلدوهم بذلك وهو منهج عربي قديم كما سبقت الاشاره ، إلا أن أهل البادية لا يعرفون تاريخ الحادثة وأهل الكويت يعرفونها. فقبل سنة 1957م كان الناس يعرفون تاريخ مواليدهم بحسب الأحداث التي تحدث يوم الولادة أو في سنة الولادة. وسوف نستعرض هنا عدداً من الأحداث التي يؤرخ بها أهل الكويت قديما حوادثهم ومواليدهم ووفياتهم أو أية أمور أخرى يودون الاحتفاظ بتاريخها.




السنة الحمراء ( 1831م).


مرت على الكويتيين العديد من الكوارث الطبيعية وسنوات من المحن الكبيرة استخدمت في التأريخ لتاريخ الكويت.

وكانت السنة الحمراء واحدةً من أبرز تلك الملامح في تاريخ الكويت وسجلها في مواجهة الكوارث الطبيعية. ففي عام 1831م اجتاحت موجةٌ عاتيةٌ من الغبار الأحمر دول المنطقة وتسببت في قطع طرق المواصلات البحرية بين الكويت ودول الخليج الأخرى.

وأجبر الغبار الأحمر الخطير الكويتيين على أن يلزموا بيوتهم بسبب انعدام الرؤية نتيجة الأتربة الناعمة, ولم يخرجوا من بيوتهم إلا للضرورة القصوى خلال الليل حيث كان الغبار يشتد خلال ساعات النهار. وقد أزعجت تلك الكارثة الطبيعية غير المسبوقة الناس حتى اعتقدوا أن الساعة آتية.
وظل أبناء الكويت يرفعون أكف الضراعة إلى الله ليرفع هذا البلاء حتى مَنَّ سبحانه وتعالى عليهم بالفرج فرفع موجة الغبار الأحمر ومن ثم خرج الكويتيون من جديد للعمل والسعي من أجل الرزق.

وقد ضرب أبناء ا لكويت خلال تلك المحنة أروع المثل في التلاحم والتآلف إذ كانوا يتناوبون على قضاء حاجات بعضهم البعض تجنباً للإكثار من الخروج من البيوت والتعرض بالتالي للغبار الأحمر الخطير وقد انتهت تلك السنة بتفشي وباء الطاعون.




الهيلك (1868م).


ليس للفظ (الهيلك) أصل في اللغة العربية وإنما هو مصطلح أطلق على قوم من بلاد فارس حَلَّتْ بهم مجاعةٌ مروعةٌ أجبرت عددا كبيرا منهم للنزوح إلى الكويت وسُمُّوا بهذا الاسم ففي سنة 1868 م حدثت هذه المجاعة العظيمة في بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية واستمرت حتى عام 1871م وشهدت تلك السنوات الثلاث العجاف هجرة عدد هائل من أبناء بلاد قحطان وبلاد فارس إلى الكويت.

وتعد الهيلك والمسغبة والمجاعة جزء من تاريخ الكويت في منتصف القرن التاسع عشر حيث كان الكويتيون يعيشون عيشة الكفاف وكانت الأرزاق محدودة ولولا ان كثيرا من أبناء الكويت الذين يعملون بالتجارة الرائجة في تلك الحقبة من الزمن وهي تجارة اللؤلؤ والغوص عليه ومن ثم بيعه في أسواق الهند وكذلك تجارة الخيل التي كانت مطلوبة لأوروبا في تلك الحقبة من الزمن لتغيرت الصورة .

وحَلَّتْ تلك المجاعة بالكويت أيضاً فأودت بحياة بعض أبنائها وبلغت في شدتها حدا اضطر معه البعض إلى أن يقتاتوا بدماء الذبائح من البهائم ويعود الفضل في تجاوز هذه المحنة الخطيرة إلى الله تعالى أولاً ثم المحسنين من أهل الكويت الذين لم يبخلوا بما يملكون من مال على المعوزين فضلاً عن قيامهم بتوزيع الطعام في الأسواق والطرقات.

وقد اشتهر من أولئك المحسنين: يوسف البدر* ويوسف الصبيح وعبد اللطيف العتيقي* وسالم بن سلطان* وبيت معرفي* وبيت الإبراهيم.

لكن كان هناك شاعر مجيد هو عبد الغفار الأخرس الذي كان في الموصل من العراق ثم انتقل الى بغداد ثم الى البصرة وكانت له صلات وعلاقات مع تجار الكويت ومراسلات معهم ويحثهم على المزيد في مساعدة الفقراء والمساكين.

وبهذا توجه يوسف الصبيح وآل الإبراهيم وفتح كل منهم بيتا في البصرة أو الدورة لإطعام الجياع من المحتاجين فما كان من الشاعر عبد الغفار الأخرس ان وجه رسالة شكر الى عيسى محمد المخيزيم الذي يعد من سراة أهل الكويت في تلك الفترة.

رسالة شكر على تجاوبه مع ندائه هذا وكانت رسالة الأخرس عبارة عن قصيدة يقول في نصها التالي:

يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم

مشحونة بضروب الفضل والأدب

جاءت بأعذب ألفاظ منظمة

حتى لقد خلتها ضربا من الضرب


زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت

كما زهت كأسها الصهباء بالحبب


عللتمونا بكتب منكم وردت

وربما نفع التعليل بالكتب


فيها من الشوق إضعاف مضاعفة

تطوي جوانح مشتاق على لهب


وربما عرضت باللطف واعترضت

دعابة هي بين الجد واللعب

قضيت من حسن ما أبدعته عجبا

وأنت تقضي على الإحسان بالعجب


فنحن مما انتشينا من عذوبتها

ببنت فكرك نلهو لا ابنة العنب

فأطربتنا وهزتنا فصاحتها

فلا برحت مدى الأيام في طرب

أما النقيبان أعلى الله قدرهما

في الخافقين ونالا ارفع الرتب

الطاهران النجيبان اللذان هما

من خير أم زكت أعراقها وأب


دام السعيد لديكم في سعادته

وسالم سالما من حادث النوب

ان الكويت حماها الله قد بلغت

باليوسفين مكان السبعة الشهب

تالله ما سمعت إذني ولا بصرت

عيني بعزهما في سائر العرب

فيوسف بن صبيح طيب عنصره

ازكى من المسك ان يعبق وان يطب

ويوسف البدر في سعد وفي شرف

بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب

فخر الأكارم والأمجاد قاطبة

وآفة الفضة البيضاء والذهب

من كل من بسطت في الجود راحته

صوب المكارم من أيديه في وصب

لولا أمور إعاقتنا عوائقها

جئنا إليكم ولو حبواً على الركب


والمقصود بابن المخيزيم هو عيسى محمد المخيزيم الذي كان من اثري أثرياء الكويت في تلك الحقبة وأنجب ولدا واحدا هو سليمان وبنتا واحدة هي منيرة وأوصى ابنه سليمان بعتق جميع العبيد وان يهتم بأخته منيرة .



سنة الطبعة (1288 ه -1871م) .


كلمة الطبعة في اللهجة الكويتية تعني (الغرق) ففي شهر سبتمبر من عام (1871م) ضرب طوفان عظيم وإعصار هائل الخط البحري للسفن الكويتية المسافرة إلى التجارة حيث امتد هذا الإعصار طوال المسافة من الهند إلى الخليج العربي.

مما عرض السفن الكويتية والسفن الأخرى الموجودة في البحر إلى كارثة بحرية عظيمة حيث ساهم هذا الإعصار في تدمير وغرق مئات من السفن والمراكب بحيث لم يسلم إلا عدد قليل منها بالإضافة إلى حدوث خسائر بشرية هائلة في صفوف البحارة الموجودين على متن تلك السفن.

حيث لم ينج منهم إلا عدد قليل لا يكاد يذكر نتيجة ضخامة الفاجعة وكبر المصاب وكان أهل الكويت جميعا ينتظرون عودة أبنائهم من السفر بفارغ الصبر عندما تلتقوا النبأ بذلك ومن الذين فقدوا سفنهم في تلك الكارثة المروعة عدد من البيوتات الكويتية ومنهم بيت الابراهيم* وعائلة العصفور* وعائلة الصبيح* ونصف البدر* ومحمد الغانم*

وكدأب أهل الكويت في أوقات المحن فقد سارع البحارة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في عمل جماعي وطوعي وتلقائي يجسد الألفة ويستقطب الإعجاب وبادر البحارة أيضا بعد ذلك إلى جمع التبرعات دون علم المتضررين من الكارثة وتجاوز حجم التبرعات حجم الخسارة.





الدبا (1307ه - 1890م).


عرفت سنة 1890م بهذا الاسم لأنها شهدت تعرض الكويت خلال الفترة مابين الثاني عشر والرابع والعشرين من رمضان (1307ه) من تلك السنة لأشهر غزو للدبا أي صغار الجراد.

وأصاب الدبا المزارع فأتلفها, وملأ الآبار فأنتنها. وقاوم أهل الكويت غزو الدبا بالصبر والعمل الدءوب والتضرع إلى الله كاشف الضر فَمَنَّ سبحانه وتعالى عليهم بنعمته ورفع عنهم هذا البلاء.

وكما هو الحال بالنسبة لسنة الرجبية فقد أخذ الكويتيون يؤرخون بتلك السنة, فعندما يقول شخص إنه من مواليد سنة الدبا فإنه يعني بذلك أنه من مواليد عام 1890م .

وقد قال الشاعر خالد عبدالله العدساني في قصيدة له عن الدبا:

الله أكبر كيف القمل الضعفا

أذى الأنام ومنه الزرع قد تلفا


وصير الأرض بيضا لإنبات بها

كأنه لم يكن فيها وما عرفا

قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه

شيء فما مل من شيء ولأوقفا

حتى أتانا فعَّمَتنا بليته

وقد كسا الأرض ثوباً منه مختلفاً

فلم نر طرقاً إلا وقد ملئت

ولاجداراً ولاسقفاً ولاغرفا

وأصبحت جملة الآبار منتنة

كأن في جوفها من ريحه جيفا

وكل طفل له من أهله حرس

يحمونه يقظة منه وحين غفا

واشتد أمر الورى من عظم كثرته

ومن أذاه وما ظنوه منصرفا

فقال كل أما والله ذا سخطا

قد أوجبته معاصينا فوأسفا

أتى لعشر من الشهر الشريف قد خلت

مع ليلتين وبعد الضعف قد ضعفا


وكان في سنه السبع التي وقعت

بعد الثلاث التي قد جاوزت ألفا


فالحمد لله والشكر الجميل له

في كل حال فمولانا بنا لطفا




سنة الطفحة (1912م).


تعني كلمة »طفح« باللهجة الكويتية »زاد عن الحاجة«. وقد سميت سنة 1912م بسنة الطفحة لأنها كانت سنة خير وفير ورزق كثير حيث اشتهرت تلك السنة بكثرة السفن الكويتية المغادرة للغوص والتي ضربت رقماً قياسيا بعددها الذي بلغ 812 سفينة وعدد بحارتها الذي بلغ ثلاثين ألف بحار فيما بلغت أرباح محصول اللؤلؤ ستة ملايين روبية.

وجعلت هذه الإحصائيات القياسية الكويتيين يؤرخون بها سيما وأنها عوضت الخسارة التي نتجت عن هجرة أعداد كبيرة من كبار تجار اللؤلؤ بعدما استنزفت معركة (هدية) في عام 1910م أموالاً طائلة مما اضطر الشيخ مبارك الصباح إلى فرض ضرائب إضافية وتعطيل السفر إلى الغوص.

وقد عم الكويت في سنة الطفحة رخاءٌ كبيرٌ تَجَلَّتْ مظاهره في مايلي:

1 - زيادة الهجرات الوافدة إلى الكويت برا وبحراً طلباً للرزق.

2 - زيادة عدد الأسواق التجارية داخل المدينة حيث بلغ عددها حوالي خمسين سوقاً.

3 - دخول فئة جديدة من العملة الهندية الورقية وهي فئة الألف روبية تماشياً مع الارتفاع الكبير في حجم التعامل حيث لم تشهد فترة ما قبل سنة 1912م تداول أي فئة ورقيه تتجاوز المائة روبية.





الحصار الاقتصادي (1918م).


فرض الإنجليز هذا الحصار الاقتصادي على البضائع المصدرة من الكويت بذريعة أنها كانت ممرا لتصدير الأسلحة إلى فلسطين حيث كان الصراع على أشده بين الإنجليز والأتراك خلال الحرب العالمية الأولى. وقد تضررت الكويت كثيراً من جراء ذلك الحصار الذي بدأ في شهر فبراير عام 1918م لأن الكويت لم يكن لها آنذاك موردٌ سوى المسابلة.

وفي ربيع أول 1336ه-1918م, أرسل المقيم السياسي البريطاني في الخليج للشيخ سالم رسالة بخصوص مسألة الحصار الذي فرض على الكويت خلال الحرب العالمية الأولى للإشراف على جميع البضائع التي تخرج منها خاصة وأن هناك شكوكاً بوصول بضائع إلى الأتراك, وأبلغ المقيم السياسي البريطاني الشيخ سالم برغبة الحكومة البريطانية بوضع موظفين بهدف معرفة البضائع الخارجة من الكويت.

فرفض الشيخ سالم هذا الطلب, في حين رد المقيم السياسي بأن بريطانيا عازمة على ذلك ولو بالقوة وهددت بأنها ستقصف الكويت بالقنابل, فرد الشيخ بضرورة استشارة الأعيان في الكويت, والذين رفضوا الطلب البريطاني, في حين لم يكن رد المقيم الإنجليزي حازما مما جعل الشيخ سالم يعتقد بأنه »مجرد كلام« أو »جس نبض«.

ثم أرسل برسي كوكس رسالة مهذبة للشيخ سالم يؤكد له بأن الموظفين الذين سيرسلون سيكونون تحت خدمته وتابعين له حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى, وأن بريطانيا ستعوضه عن أي نقص يحدث نتيجة للحصار, مما جعل الشيخ سالم يقتنع بذلك, فأرسل الإنجليز من البصرة الكابتن »مكلم« للإشراف على الحصار تحت إمرة الشيخ سالم الذي وضع ابنه الشيخ عبدالله للإشراف على الصادرات من الكويت ورغم تذمر الشيخ سالم المبارك من هذه الإجراءات المتشددة إلا أنه وافق على طلب الإنجليز ووضع لجنة برئاسة مكلم,.

والذي سمح للجمارك الكويتية بالاشتراك فيها, ووضعت هذه اللجنة منافذ جمركية برية في الكويت, حيث تخرج منها القوافل التجارية وبصحبتها وثيقة تتضمن البضائع, كما سمحت بتفتيش المحلات والمنازل.

وفي 24 يونيو 1918م, أرسل مدير الحصار البريطاني رسالة إلى الشيخ سالم يستفسر فيها عن أخبار مفادها أن نحو مئة دابة مرت أمام منزله, وعلى ظهر كل منها عدد من أكياس الأرز في طريقها إلى الجهراء, فأجرى الشيخ سالم تحرياته ولم يتثبت من صحة هذه المعلومة



, فأرسل رسالة إلى مدير الحصار »الوكيل السياسي البريطاني« يؤكد له أن أصحاب الدواب أقسموا بعدم حملهم »أي عيش أو غيره للجهراء«, وأكدوا خطورة الطريق, وطالب الوكيل بتحديد الشخص الذي أوصل العيش إلى الجهراء للتحقيق معه.

أما الأعمال التي قام بها مكلم فتتلخص بحجزه أموالاً في قصر نايف لفترة طويلة, وقلت المواد الغذائية الواردة إلى الكويت عن السابق وشكل الحصار الاقتصادي الإنجليزي على الكويت واحدةً من ويلات عديدة جرتها الحرب العالمية الأولى على المنطقة.

وبعد أسبوعين من انتهاء الحرب في الحادي عشر من نوفمبر عام 1918 م - وتحديداً في الثاني من ديسمبر - رفع الحصار الاقتصادي عن الكويت وقامت انجلترا بدفع تعويضات لحاكم الكويت والتجار قدرت بما يتراوح بين ثلاثمائة ألف روبية وأربعمائة وسبعة وثمانين ألف روبية فضلا عن منح وسام للشيخ سالم المبارك الصباح.



سنة الهدامة (1934م).


في 7 ديسمبر سنة 1934م الموافق غرة رمضان سنة 1353ه هطلت على الكويت أمطار أشبة ماتكون بالسيول الجارفة واستمرت أياماً عدة »فهدمت« الكثير من المنازل التي كان معظمها من الطين المحروق وشردت ساكنيها فلجئوا إلى المساجد والمدارس والخيام التي نصبت في ساحة الصفاة.

وأغرقت تلك الأمطار أيضاً الطرق التي لم تكن آنذاك مجهزةً بالإسفلت أو مجاري الصرف كما هو عليه الحال اليوم.

فقد بلغت كمية الأمطار التي هطلت على مدينة الكويت وحدها (3.5 إنشاً) خلال ثلاث ساعات فقط, ولم تمض أربع ساعات حتى انهار أربعمائة منزل انهياراً كاملاً وفقد ألفان من السكان كافة ممتلكاتهم وأصبحوا بلا مأوى, وغمرت مياه الأمطار الشوارع بارتفاع خمسة أقدام لعدة ساعات.

وقد كشفت تلك المحنة كسابقاتها عن المعدن الأصيل لأهل الكويت الذين ضربوا خلال سنة الهدامة أروع المثل في الإيثار والتآلف والتراحم. وكان الشيخ أحمد الجابر - يرحمه الله - يشرف على أعمال الإغاثة بنفسه.

فقد شكل فرقاً من المتطوعين لإنقاذ أصحاب البيوت المنكوبة وانتشالهم من بين الأنقاض وإسعاف من بقي منهم على قيد الحياة.

وكان الشيخ أحمد الجابر يتقدم هؤلاء المتطوعين لرفع الأنقاض وإنقاذ المصابين وتهدئة روع المذعورين. وقال سموه ذات مرة لأحد مساعديه: »لقد تعبت يا أبا عامر ويجب أن تستريح قليلاً...«, فرد عليه أبو عامر مستغرباً: »وأنت يا طويل العمر متى تأخذ قسطاً من الراحة؟!«, فأجابه مبتسماً وهو يخوض في نهر الأوحال والأنقاض: »إني لا أتعب بسهولة!«.

وقد سارع أصحاب البيوت غير المتضررة من تلك الأمطار إلى فتح بيوتهم لإخوانهم أصحاب البيوت المنكوبة, وقسموا أنفسهم إلى فرق عمل يتولى بعضها ضيافة الأسر المنكوبة ونقل أثاثها, فيما تقوم الأخرى بترميم البيوت المتضررة وإعادة بناء البيوت المنهارة.

وسخرت الحكومة كافة الإمكانات المتاحة لها لخدمة المنكوبين ومد يد العون لهم, فحولت المدارس إلى ملاجئ للمتضررين وزودتهم بكافة احتياجاتهم من الطعام والشراب والملابس وضروريات الحياة الأخرى.

وبادر الشيخ أحمد الجابر فور انتهاء الكارثة إلى تقديم المساعدات لأصحاب البيوت المتهدمة لإسعاف ذويهم وبناء بيوت جديدة.

ومن المفارقات العجيبة أن تلك الكارثة قد أتاحت بما هدمته من بيوت قديمه شق شارع كبير في المدينة, وكان هذا الشارع هو الأول الذي يشق فيها إذ كانت أحياؤها مجرد أزقه ضيقه. وقد سميِّ هذا الشارع شارع دسمان, وظل هذا الاسم يطلق على الشارع طيلة أربعين عاماً ثم سمى »شارع أحمد الجابر«.

وتجدر بنا هنا الإشارة إلى أنه رغم توقف المطر فجأة في المدينة فقد نزل مقدار أنش كامل في الصحراء القاحلة فأحالها في عدة أيام إلى بساط أخضر وأصبحت الزبدة والصوف واللحم - التي كانت شحيحة في العادة - متوفرة ورخيصة على نحوٍ لم تعهده البادية, الأمر الذي أدى بدوره إلى انخفاض أسعار جميع السلع في السوق على نحو يدعو إلى الدهشة.

وأخذ الكويتيون يؤرخون بكارثة »الهدامة« التي فاقت في خطورتها وضررها كارثة »الرجبية« التي وقعت في شهر رجب سنة 1289ه الموافق لشهر أكتوبر سنة1872م.


سنة البطاقة (1942م).


بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م بدأت أسعار المواد الاستهلاكية في الكويت وغيرها من بلدان العالم ترتفع بصورة قياسية حتى كادت بعض المواد الغذائية أن تختفي تماماً من الأسواق .. وقد تدارك حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح الأمر قبل استفحاله, وفاتح الحكومة البريطانية بشأن تزويد الكويت بالأغذية والأقمشة فوافقت على الفور على تلبية احتياجات الكويت من المواد الاستهلاكية شريطة أن تخضع هذه المواد لنظام التقنين عبر توزيعها بالبطاقات.

وقد بدأ العمل بهذا النظام عام 1942م واستمر حتى عام 1947م حيث كان يتم توزيع المواد الغذائية والكسائية على السكان ووضعت الدولة يدها على الأرز والسكر والقمح وأقامت مراكز في كل حي أو (فريج) أو فريق لإمداد السكان بنسبة معينة بحسب تعداد أفراد الأسرة.

وكان رب كل أسرة يحمل تلك البطاقة التي تحدد عدد أفراد الأسرة عند صدورها. وكانت بناية الخنيني مركز التوزيع الرئيسي للمواد الغذائية, وكانت مراكز التموين تقوم بفتح أبوابها في يوم معين من كل شهر.


وقد تم في أواخر سنة 1942م تأسيس أول دائرة للتموين وعين السيد/ ناصر السعد المقهوي مديراً لها, وافتتحت الدائرة فروعاً لها في جميع الأحياء وباشرت بتوزيع البطاقات على السكان دون استثناء حتى بلغ مجموع ماوزع من تلك البطاقات ثلاثين ألف بطاقة استفاد منها حوالي ستة وثمانين ألف نسمة.

وظلت دائرة التموين تؤدي عملها على خير وجه حتى انتهت مهمتها بزوال الأسباب التي اقتضت إنشاءها وانتهى العمل بنظام البطاقة بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945م .

وقد صور الشاعر فالح سليمان السويلم أحد شعراء الجهراء المعروفين ماجرى في سنة البطاقة في الأبيات التالية:

آه وشيب حالي من سنين القطاعة

اول العام ما جتنا .. ودنيانا رخية

كل منا صلاة الصبح يومي كراعة

يم قصر الخنيني والمصاريف القوية


شيخنا يا فهد أبصر بحال الجماعة

الحمايل تكيل ابيوتها بالوقية

شيخنا لاتطيع اللي هروجه رعاعه

ناوي بالضعيف نية غير .. نية


جعل حكمة علينا ضافي كل ساعة

دايم الدوم حنا له جنود ورعية

يالله اني طلبتك مفرج للجماعة

طلبة اللي نوي للحج شد المطية





كتاب ايام كويتية

التعديل الأخير تم بواسطة ملاحم كويتية ; 16-07-2008 الساعة 10:18 AM. سبب آخر: الاسماء
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-09-2008, 05:57 PM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي ســــنوات في تاريخ الكـــويت

سنوات لها أحداث في تاريخ الكويت

سنة الطاعون (وباء)
سنة 1247هـ، وهو الطاعون العظيم الذي عم المنطقة بأسرها، وكانت له أصداء عالمية سنة 1247هـ (1831م)، وفيه توفي الكثير من المشاهير من بينهم شيخ المنتفق حمود بن ثامر السعدون، وشيخ الزبير علي بن يوسف الزهير، والشاعر محمد بن لعبون.

السنة الحمراء (غبار)
سنة 1247هـ، وفيها عم الكويت غبار أحمر ناعم، وكان يكثر في ساعات النهار، ويخف خلال الليل، فأرخوا به مواليدهم، ويلاحظ أنها نفس سنة الطاعون.

سنة الهيلق (جوع)
سنة 1285هـ، وفيها عم الجوع المنطقة، واضطر الكويتيون وغيرهم إلى شرب دماء البهائم، واستمر ثلاث سنوات، ولم ينته إلا في سنة 1288هـ، ونذكر هنا الجهود الخيرة التي بذلها المحسنون من أهل الكويت مثل (يوسف البدر، ويوسف الصبيح، وعبد اللطيف العتيقي، وسالم بن سلطان، وبيت معرفي، وبيت ابن إبراهيم، وغيرهم) في التفريج عن كربات المعوزين في تلك المجاعة.

ولفظة (الهيلق) يعتقد أنها تعني الفقراء الذين وفدوا إلى الكويت في تلك المجاعة يطلبون الطعام، ومازالت تطلق حتى الآن في اللهجة الكويتية على الأشخاص الفقراء أو المنحدرين من أصول متواضعة.

سنة الطبعة (غرق السفن)
سنة 1288هـ (1871م)، وطبع بمعنى غرق في اللهجة الكويتية، وهي سنة كثر فيها غرق السفن الكويتية بسبب إعصار بحري وقع بين الهند ومسقط.

وممن ذهبت سفنهم في هذه الكارثة
(سفينة الإبراهيم) و (سفينة العصفور) و (سفينة الصبيح) و (سفينة محمد الغانم)

سنة الرجيبة (سيل)
سنة 1289هـ (1872م)، وفيها هطل مطر غزير على الكويت، فهدم كثيراً من البيوت، وجاءت التسمية لأن المطر وقع في شهر رجب من تلك السنة.

سنة الدبا (جراد)
سنة 1307هـ، وفيها أتلف الدبا (صغار الجراد) المزروعات، وأهلك الحرث، وأنتنت الآبار بسببه.

سنة الطفحة (ازدهار مالي)
سنة 1321هـ (1912م)، وطفح الماء أي زاد وخرج عن إنائه، وكانت سنة وفر وزيادة في أرباح الغوص بشكل ملحوظ، وذلك بسبب كثرة السفن التي خرجت للغوص وقتئذ، وبلغ عددها 2812 سفينة عليها 30 ألف بحار، وذلك لتعويض خسائر معركة هدية.

سنة الرحمة (وباء)
سنة 1338هـ (1919م)، وفيها وقع وباء عم المنطقة والعالم بأسره، وهو وباء الأنفلونزا الشهير، وقد ظن الكويتيون في أول الأمر أنه وباء الطاعون، فسموه بالرحمة بعد ذلك لأنه أهون من الطاعون إلى حد ما رغم كثرة ضحاياه.

سنة البشوت
سنة 1349هـ (1930م)، وفيها أصدر الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت قراراً بمنع ارتداء البشوت لارتفاع تكاليفها على الفقراء، وقد التزم به الكثيرون بعد خروج أفراد الأسرة الحاكمة وفي مقدمتهم الشيخ أحمد نفسه إلى الأسواق دون بشوت بينما لزم البعض بيته حتى ألغي القرار بعد ذلك.

سنة الجدري (وباء)
سنة 1350هـ (1931م)، وفيها عم وباء الجدري الكويت، وقضى على سبعة آلاف شخص معظمهم من الأطفال.

سنة الهدامة (سيل)
سنة 1353هـ، وفيها هطل مطر غزير على الكويت يوم 8 ديسمبر 1934م (غرة رمضان 1353هـ)، وتهدمت بسببه الكثير من بيوت مدينة الكويت، وفي تاريخ الكويت عدة هدامات، وهذه أشهرها، والمعتمدة عند المؤرخين.

سنة المجلس
سنة 1938م، وفيها قام بالكويت المجلس التشريعي، ولكنه لم يدم إلا لأشهر قليلة، والأحداث التي صاحبت حله معروفة في تاريخ الكويت (راجع مذكرات خالد العدساني)، وكان قد سبقه مجلس شورى أسس سنة 1921م، واستمر فترة قصيرة أيضاً.


سنه حجة الشامي
من السنين التي يؤرخ بها التاريخ قديما والتي يعرفها أهل الكويت وسنه حجة الشامي في عام 1941 ميلادي وتدور إحداثها كتالي :
وسميت حجة الشامي نسبة إلي السيد عبدالرزاق إبراهيم القدومي (الشامي) وهو كويتي واصله من الشام.

تشارك مع السيد يوسف بهبهاني "شرين" في حمله لنقل الحجاج الايرانين على السيارات إلي مكة المكرمة لأداء مناسك الحج وقام عبدالرزاق القدومي (الشامي) بشراء سيارات من الكويت ونظراً لحاله السيارات المتردية تعطلت في الصحراء السعودية ولم تتمكن من مواصلة رحلتها الى الأرضي المقدسة.

حيث تدخلت الحكومة السعودية في ذاك الوقت وقامت بتوصيل الحجاج إلي مكة المكرمة وإرجاعهم إلي بلدهم وبعدها صار يطلق عليها سنه حجة الشامي ويؤرخ بها في الكويت.


سنة البطاقة
سنة 1942م، وذلك أنه في أثناء الحرب العالمية الثانية قلت المواد التموينية بشكل عام، فقام الحكومة في تلك السنة بإقرار توزيع الغذاء والأقمشة بنظام البطاقة التموينية، وعينت وكلاء يقومون بهذا التوزيع.
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-10-2008, 10:50 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

أخوي ملاحم كويتية الشكر الجزيل على الموضوع القيم والتواريخ المؤرخة للأحداث ..
والشكر لأخوي سعدون باشا على التفاعل والمعلومات ,,

وكل عام وأنتم بخير
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-10-2008, 03:36 PM
ملاحم كويتية ملاحم كويتية غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 116
افتراضي


اخي العزيز احمد

الشكر لك علي المرور انت واخي سعدون باشا

عيدكم مبارك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-11-2008, 02:14 PM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

سنة الهدامة 1934 ميلادي سنة يؤرخ بها قديما وهي امطار عزيرة أدت الي تساقط وتهدم المنازل في الكويت قديما حيث قامت الحكومة في ذاك الوقت بتوفير الملاجي للاسر المتضررة واسكانهم في المساجد والمدارس


المصدر من قديم الكويت
الطبعة الثانية - يوسف الشهاب

أخوكم باك 3
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-11-2008, 09:38 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

شكراً جزيلاً على الموضوع

فقد أمتعني تصفحه بحق
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-11-2008, 12:36 PM
ملاحم كويتية ملاحم كويتية غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 116
افتراضي

الاخ الكريم الاديب

شكرا للمرور وتحياتي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-07-2009, 09:40 PM
الصورة الرمزية الفريس
الفريس الفريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 40
افتراضي الرجبية

الرجبية (1289 هــ - 1872 م)

في شهر رجب من عام 1289 هـ الموافق لشهر أكتوبر من عام 1872 م هطلت على الكويت أمطار قوية صاحبتها ريح عاصفة فأوقعت أضرارا جسيمة تمثلت في هدم الكثير من المنازل وارتطام سفن عديدة ببعضها البعض مما تسبب بدوره في خسائر طائلة.

وتجاوز أهل الكويت تلك الكارثة على فداحتها بالصبر والتضرع الى الله فضلا عن سخاء المحسنين منهم الذين لم يبخلوا بشيئ في إعانة وإغاثة المتضررين.

وقد أخذ الكويتيون يؤرخون بهذه السنة التي عرفت بالرجبية لانها حدثت في شهر رجب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
10 سنوات في رحاب الكويت.. الإمام عبدالرحمن آل سعود وحاشيته (فرحان الفرحان) AHMAD المعلومات العامة 11 08-02-2013 04:50 PM
سنوات تأسيس الدوائر الحكومية في الكويت رود المعلومات العامة 1 20-08-2010 02:23 PM
أعيان الكويت قبل 110 سنوات عتيج القسم العام 0 05-07-2009 06:41 AM
سنوات في الكويت 1959-1953م الأديب المعلومات العامة 1 11-06-2009 05:10 AM
سنوات في تاريخ النفط الكويتي سعدون باشا المعلومات العامة 0 06-06-2009 11:18 PM


الساعة الآن 11:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت