راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 29-05-2011, 08:09 PM
كاظمة كاظمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 47
افتراضي لقاء مع الباحث طلال الرميضي بالطليعه

توقع منع كتابه «الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية» طلال الرميضي: هناك حلقات مفقودة في التاريخ الكويتي
حوار: محمد جاد
التوثيق التاريخي مهمة شاقة وذات خطورة في الوقت نفسه لما تحمله في طياتها من إقرار للحقائق ونفي للفرضيات السلبية التي يحفل بها التاريخ، إضافة إلى كون العملية التوثيقية تحفظ للأجيال حوادث وروح الشعوب التي انتجت هذا التاريخ، وتحتاج إلى النظرة الفاحصة والمتأنية فليس كل ما يحدث يصلح لأن يدخل في نطاق ما هو تاريخي.
نوقش مؤخراً في رابطة الأدباء كتاب «الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية» للباحث طلال الرميضي فكان لنا معه هذا الحوار:

● بداية، نجد دراستك الأساسية هي القانون، ما الذي دفعك للكتابة في التراث والتاريخ؟
ــ علاقة القانوني والمؤرخ علاقة وطيدة فكلاهما يبحث عن الحقائق، وأنا استفدت من دراستي القانونية بجامعة الكويت في أبحاثي التاريخية فقمت بتطبيق ما تعلمته من دراسة المصادر والمراجع وتحقيقها وتدقيقها على الحوادث التاريخية باحثاً عن الحقيقة ومدى صحتها، أما الدافع للكتابة في المجال التاريخي فهو حبي لوطني الذي لمست بعض جوانب القصور في توثيق أخباره القديمة وأعلامة بالإضافة إلى حبي للشعر والتاريخ والأدب.
● ما الصعوبات التي تواجه الباحث التاريخي والموثق؟
ــ الصعوبات كثيرة أبرزها ندرة المصادر وشحها في تاريخ الكويت، ويرجع السبب برأيي إلى التأخر في جمع الوثائق التاريخية والمخطوطات، بالإضافة إلى أن المتوفر منها غير متاح للباحثين، لذا فالباحث يبذل الجهد الكبير في سبيل الحصول على المعلومات التاريخية، كما أن عدم الدعم من قِبل بعض وزارات الدولة ومؤسساتها للباحثين الجادين، والاكتفاء بدعم بعض المطبوعات بقصد المجاملة وغيرها، هو ما يؤثر سلباً في جهد المؤلفين والباحثين.
● ما الأدلة التي تستند إليها عند اعتماد الوثائق التاريخية؟
ــ الوثائق التاريخية تعد مرجعا هاما للباحث التاريخي، وقد قام الكثير من المؤلفين بالاستعانة بها في دراساتهم التاريخية، ولكن هذه الوثائق لا بد من خضوعها للتحقيق والدراسة، أي للنقد التأريخي للتأكد من صحتها ومصداقيتها وذلك بمقارنتها بالمصادر الأخرى كالمطبوعات القديمة والروايات الشفهية والقصائد الشعرية وغيرها من المصادر المتوفرة.
وأنا في أبحاثي أعتمد على عناصر البحث كافة، وفي كتابي «الكويت في السالنامة العثمانية» اعتمدت بشكل كبير على كتب التقاويم السنوية، أي ما يعرف بالسالنامات، وقمت بدراستها وتحقيقها ومقارنتها بالمراجع الأخرى للتأكد من صحتها وشرح ما ورد في صفحاتها، وهذا دور الباحث الذي لا يقتصر بالنقل فقط، إنما بالنقل والدراسة والبحث.
التاريخ الحقيقي

● هناك دوماً التاريخ الرسمي الذي يدونه كتبة السلطة، والتاريخ الشعبي الذي يعبّر عن الحياة الحقيقية للشعوب، إلى أي مدى بإمكان المؤرخ استكشاف ذلك؟ وهل يوجد بالفعل تاريخ حقيقي، أم أنه فقط تاريخ المنتصر؟
ــ في الكويت بدأ تدوين التاريخ بفضل الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه القيم «تاريخ الكويت» الصادر عام 1926 وكان بدعم وتشجيع من حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح، وبعده أصدر الشيخ يوسف بن عيسى كتابه الهام «صفحات من تاريخ الكويت» في عام 1946 وكان عبارة عن كتاب موجه لطلبة المدرسة المباركية ومقرراً على طلبتها، ثم توالت المطبوعات التاريخية في آواخر الخمسينات. ولكن نجد أن الدولة ممثلة بالحاكم ساهمت في دعم المؤرخين في عملهم ولم نلحظ أي مجاملات في صفحاتهم، بدليل ذكر تفاصيل حوادث تاريخية هامة قد تمس الحكام بشيء من الاستفهام كحادثة مقتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه الشيخين محمد وجرّاح، فلو كان عامل المجاملة والتزوير حاضراً لمسحت هذه الحادثة من صفحات الرشيد والقناعي، ولكن هذه المؤثرات لم تجد طريقها لدى المؤرخين الكويتيين إلا بحالات شاذة لا تمثل الأصل العام منهم.
● هل ترى أن التاريخ الكويتي تم توثيقه وكتابته بشكل مناسب؟
ــ التاريخ الكويتي لم يتم توثيقه بشكل كامل بدليل وجود حلقات مفقودة منه في جوانب متعددة ومتنوعة، ويرجع هذا إلى التأخر في عملية التدوين والتأريخ لها بالرغم من أنه توجد محاولات سابقة تمت في عام 1959 بما يسمى لجنة كتابة تاريخ الكويت برئاسة سمو الأمير، وعضوية عدد من الأساتذة المميزين، وقد أوكلت هذه المهمة للباحث الفلسطيني د. مصطفى أحمد أبو حاكمة، الذي ألف مؤلفات عدة مهمة في هذا الصدد أبرزها كتابه القيم «تاريخ الكويت الحديث».
وبعد تحرير الكويت تأسس مركز البحوث والدراسات الكويتية الذي يترأسه د. عبدالله الغنيم وقام بجهد كبير في إصدار المؤلفات التاريخية المتنوعة عن ماضي الكويت.
الرقابة الكويتية

● كنت قد توقعت منع كتابك في دولة الكويت، فما هو السبب؟
ــ في الحقيقة موضوع علاقة الكويت بالدولة العثمانية موضوع تاريخي ذو طبيعة حساسة، لم يقم أحد من الباحثين بدراسته بشكل واف متناولا وجهة النظر العثمانية، خاصة إذاعرفنا أن سجلات الدولة العثمانية ووثائقها القديمة ترى بأن الكويت تعتبر جزءا منها وقضاء تابع لولاياتها، ولكن بعد الدراسة والتقصي تبين أن العلاقة بينهما هي علاقة تبعية أسمية شكلية وليست فعلية كما يسميها أساتذة القانون الدولي، فالعلاقة منحصرة في احترام الشعب الكويتي للخلافة الإسلامية فقط، بدليل عدم وجود عسكري عثماني أو ضرائب مفروضة في الكويت، كما أن عملية انتقال السلطة والحكم في الكويت تتم بمشاورة بين أبناء الأسرة ومبايعة الشعب الكويتي، والحوادث التاريخية أثبت هذه الحقيقة، فقمت بتعزيز هذا الرأي بالكثير من الأدلة التاريخية والقانونية التي تؤكد هذه الحقيقة، ونحن في كتابنا حللنا هذه العلاقة نقلاً عن آراء المؤرخين والرحالة الأجانب القدامى، ومن كتب السالنامة نفسها حيث ورد في العدد الثالث من سالنامة ولاية البصرة والصادر عام 1311هـ بأن الكويت تدار من قائمقام فخري ولا توجد فيها دوائر تابعة للدولة العثمانية ولا تؤخذ فيها رسوم.
وكنت أعتقد أن الرقابة في الكويت ستأخذ ظاهر الموضوع، وكنت أيضاً انتظر من الشركة الموزعة اتصالاً هاتفيا بأن كتاب السالنامة قد تم منعه، حتى تلقيت اتصالاً من بدر الرفاعي أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون الأسبق يخبرني بفوز الكتاب بجائزة الدولة التشجيعية، فأيقنت بأن الرقابة الكويتية على وعي وثقافة لكون بعض أعضائها أستاذة تاريخ مميزين.

● بصفتك أمين صندوق المجلس الجديد للرابطة، ما الجديد الذي ينتوي هذا المجلس أن يقدمه للأعضاء والشأن الثقافي الكويتي والعربي؟
ــ لدى الرابطة الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تخدم المجتمع الكويتي، والرابطة من أنشط جمعيات النفع العام في مجال تخصصها وهو خدمة الأدب والثقافة، وقد أقر المجلس مؤخراً برنامجاً حافلاً في هذا الشأن، ونأمل من المهتمين والمتذوقين للأدب الحضور والتفاعل مع أنشطتنا.
● ما رأيك ككاتب وباحث في الرقابة على الكتب، ودور الرابطة في التعامل مع عقلية الرقباء؟
ــ الرقابة في الكويت تخضع لنصوص قانونية ونحن مع سيادة القانون، وهي تمنع التطاول على الذات الإلهية والأديان والإباحية وغيرها من المحظورات، ولكن توجد لجنة خاصة في وزارة الإعلام تعمل على تطبيق هذه المواد القانونية ولديها مساحة في التطبيق، ونحن نناشد أعضاء هذه اللجنة إتاحة المزيد من الحريات، ومن واقع تجربتي أرى أن أعضاءها ذوي خبرات ترى المصلحة العامة نصب عينيها وهي محل تقدير وامتنان لدينا، علماً بأن هذا الموضوع يثار في الكثير من الدول العربية، ولكن في الكويت يجد صدى أكبر وتفاعلا جيدا من الإعلام.

طباعة

جريدة الطليعة - عدد1896 تاريخ25-5-2011
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكويت والزلفي علاقات وهجرات وأسر - طلال الرميضي الأديب المعلومات العامة 18 13-03-2019 10:28 AM
سنة الهدامة في عيون شعراء الكويت القدامى - طلال الرميضي AHMAD التاريـــخ الأدبي 6 09-10-2018 11:55 AM
طلال الرميضي: الكتاب الأول ابن عزيز على القلب AHMAD المعلومات العامة 5 30-09-2010 12:10 AM
من تاريخ الجوازات بالكويت قديما - طلال الرميضي عبدالرحمن بك المعلومات العامة 0 26-01-2010 06:17 AM
عبد العزيز الرشيد والسائح العراقي في جاوة (طلال الرميضي) AHMAD المعلومات العامة 2 26-05-2009 06:50 AM


الساعة الآن 04:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت