راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الوثائق والبروات والعدسانيات
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2010, 02:51 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي وثيقة جامع السلطان العثماني عبدالحميد في الكويت - د.سعود العصفور

القبس اليوم




قراءة الوثائق ثم كتابة نصوصها تتطلب عناية خاصة، والباحث بهذا الصدد يجب عليه أن يدقق النظر في كل لفظة، ولا يكابر في لفظة لم يستطع أن يصل إليها، وعليه أن يسلم بالخطأ إذا ما تبين له الصواب، ومثال ذلك ما وقعت فيه من خطأ أصلحه لي الزميل الفاضل الدكتور خليفة الوقيان في كلمة «مرتين»، معترفاً بفضله في ردي المعنون: «التبيان في الرد على الدكتور خليفة الوقيان» في تاريخ 2010/4/15 بجريدة القبس، وهذا ما عودت نفسي عليه طالما ركبت سفينة البحث التاريخي التي قد تعلو بي أمواجها حيناً، وتصبح رائقة حيناً آخر.

وفي تحقيق النصوص يجب على الباحث أن يسلك أحد المنهجين المعتمدين عند الباحثين المحققين في كتابة الوثيقة، فإما أن يثبت الكلام كما جاء في الوثيقة في المتن دونما تصحيح، ويعمد إلى تصحيحه في الحاشية وهو منهج من يريد أن يحفظ للوثيقة أصلها كما جاءت، أو أنه يصحح الكلام الذي ورد في الوثيقة في المتن، ويشير إلى الخطأ في الحاشية، وهو منهج من لا يريد للقارئ عناء في تتبع أخطاء النساخ، أما المزج بين المنهجين فلا يجب البتة، وهو يخرج الباحث عن المنهجية التاريخية الرصينة في كتابة التاريخ وتوثيقه، كما لا ينصف مؤلف الوثيقة ولا ناسخها.

لا شك أن أخي العزيز وزميلي الأستاذ الدكتور فيصل الكندري الذي تربطني به أوثق روابط الصداقة قد فاق أقرانه، فأورد في بحثه الشيق عن وثيقة جامع السلطان العثماني عبد الحميد في الكويت جملة من المعلومات التاريخية المهمة المؤصلة كمتخصص في العصر العثماني، وقد أبدع في ذلك، لكنه ـ وليس من باب تنقيص القدر والمكانة العلمية ـ قد وقع في خطأ المزج بين المنهجين، بل فاته ذكر بعض ألفاظ جاءت في الوثيقة الأصلية التي كنت قد زودته بنسخة عنها ضمن بعض الوثائق على سبيل الاهداء، وفي محادثة هاتفية بيننا ـ قبل نشره لمقاله آنف الذكر ـ ذكر لي أنه قد أرسل موضوعاً الى جريدة القبس يتناول فيه ما جاء في الوثيقة التي زودته بنسخة عنها، وذكر لي أيضاً أنه بحث في أوراقه القديمة فوجد نسخة مطابقة لها، فباركت له العمل، واتفقنا على أهمية ما نعرضه من وثائق تخدم رفعة الوطن وتزيد من اظهار كنوز حقائقه التاريخية.

ومهما يكن من أمر، فليس المقام هنا مقام عتاب بيننا على الرغم من كونه لم يشر الى الوثيقة التي أهديتها له، بل الأمر يتعلق بالوثيقة ذاتها، فهي من الوثائق الهامة التي تسجل واقعة تاريخية تعكس حرص الشيخ مبارك الصباح، طيب الله ثراه، في كسب ود الدولة العثمانية من خلال تعمير جامع باسم السلطان العثماني عبد الحميد، وهي وثيقة قمت بنفسي بتصويرها من الأرشيف العثماني وأذكرها جيداً، حيث أن آخرها كان فيه بعض التلف، وقد كان المصور يومها يخشى على الوثيقة من التلف ( لاحظ ذيل صورة الوثيقة).

هذه الوثيقة أيضاً أهديتها الى صديقي العزيز الدكتور أوندر بايير مدير الأرشيف العثماني في اسطنبول في أثناء زيارته للكويت التي رتبتها له مع الفاضلة عميدة كلية الآداب في جامعة الكويت الشيخة ميمونة خليفة العذبي الصباح حفظها الله، وكانت الزيارة في الفترة من 11ــ 2009/1/16، بل انني اصطحبته الى ذاك الجامع وقمنا بالتجول في داخله وتفحص مكوناته التي جاءت بصورة شبه مطابقة لما هو مثبت في الوثيقة، على اعتبار أن الجامع قد جدد بعد ذلك، ثم أخذنا معاً صوراً تذكارية، وكان انطباع الضيف الكريم كبيراً وقد أثنى على العلائق الوشيجة بين دولة الكويت والدولة العثمانية خاصة في زمن الشيخ مبارك الصباح طيب الله ثراه.
كما غاب عن الزميل الفاضل أن الوثيقة أورد نسخة عنها الشيخ الدكتور الفاضل سلطان القاسمي حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه في كتابه بيان الكويت « سيرة حياة الشيخ مبارك الصباح»، الشارقة 2004 م، ص 362.

وعوداً على بدء، فان الزميل الأستاذ الدكتور فيصل الكندري قد كتب نص الوثيقة على نهج مزج فيه بين المنهجين، وهو خطأ يجب تجنبه، لذا استوجب الأمر بيان الصواب للقارئ، خاصة أن صورة الوثيقة الأصلية التي لدينا واضحة ملونة كالأصل، لذا من المفيد أن نرفقها مع مقالنا هذا لتحقيق غاية المطلوب، وأرجو أن يتسع صدر صديقي الفاضل للنقد الموضوعي، وهو قصدي، فليس من طبعي تتبع العثرات، وانما من باب الافادة.
أما عن التصويبات فهي :

ــــ لم يذكر ما جاء في بداية الوثيقة «بسم الله تعالى».

ــــ أثبت كلمة «بقاه» كما جاءت في الوثيقة، ولم يصححها إلى «بقاؤه».

ــــ كتب كلمة «حصلة» كما جاءت في الوثيقة، ولم يصححها إلى «حصلت».

ــــ صحح كلمة «باالنفس» إلى «بالنفس»، ولم يذكر وجود ألف زائدة.

ــــ ذكر «وهي أن المخلص»، والصواب كما جاء في الوثيقة «هو» بدلاً عن «هي». لاحظ كتابة الواو مثلاً في الكلمات : الوطن، الكويت، الجلوس، الهمايون...».

ــــ أثبت كلمة «انشاءة» كما جاءت في الوثيقة ولم يصححها إلى «أنشأه».

ــــ صحح كلمة «عمرة» إلى «عمره»، ولم يشر إلى ما جاء في الوثيقة أصلاً، ووضع كلمة «كذا» دون دلالة على اللفظ الصحيح.

ــــ أثبت كلمة «واصطواته» كما هي مبهمة للقارئ تحتاج إلى تفسير، وهي من كلمة أسطا = أستا، وهو المعلم البارع الذي وقف على صناعة ما، واشتهر بها، كما تعني المعلم أو أستاذ الصناعة ورئيسها، وفي كلام الناس يقولون: إن فلاناً أسطا، يعني بارع. (محمد أحمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، طبع دار الفكر، دمشق 1990 م، ص 16)، كما ذكر الدكتور حسن الباشا أن لقب الأستاذ أطلق في العصر التركي أيضا على الصانع، وعلى الأرجح أن الأسطى وهو لقب فارسي هو أصل الأستاذ (الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار، طبع دار النهضة العربية، القاهرة 1978 م، ص 140).

ــــ كتب «توفيقاته»، وهو خطأ، والصواب «توفيقات».
ــــ أثبت كلمة «كللي» كما جاءت في الوثيقة ولم يصححها إلى «كلي»، ووضع كلمة «كذا» دون دلالة إلى اللفظ الصحيح.
ــــ أثبت «وبا اثناء» كما جاءت في الوثيقة ولم يصححها إلى «وبأثناء» ولم يشر إلى وجود ألف زائدة.
ــــ كتب «ادعيتاً»، وهو خطأ مزدوج، فما جاء في الأصل هو «ادعيتً»، والصواب «أدعية».
ــــ صحح كلمة «الذاة» إلى «الذات»، ولم يشر إلى ما جاء في الوثيقة أصلاً.
ــــ صحح كلمة «الصلاة» إلى «الصلات»، ولم يشر إلى ما جاء في الوثيقة أصلاً.
ــــ أثبت كلمة «العلما» كما هي، ولم يصححها إلى «العلماء».
ــــ أثبت «بالدعا» كما جاءت في الوثيقة ولم يصححها إلى «بالدعاء».
ــــ أخطأ في كلمة «سلطنته» وهو ما جاء في الأصل، وكتب «سلطته».
ــــ أثبت كلمة «عرظنا» كما جاءت في الوثيقة، ولم يصححها إلى «عرضنا».
ــــ أثبت «جماد الول» كما جاءت في الوثيقة، ولم يصححها إلى «جمادى الأولى».

وأخيراً، فلا حرج أن يقع المؤرخ في الخطأ، لكن الحرج ألا يصلح الخطأ، فإن ما نقف عليه من حقائق ووثائق لتاريخ بلدنا الكويت أحق أن يوظف في تصحيح الكثير من الأخطاء التي وقع فيها الأسلاف من المؤرخين، كما أنها تعتبر إضافات يتجدد بها جمال تاريخ الكويت وروعة من صنعوه من شيوخنا من آل الصباح الكرام، ومن عاصرهم من رجالات الكويت البررة في شتى الميادين، كما أن التركيز على المشتركات وهو هدفي الأجل يعطي العلاقات البينية بين الدول الخليجية تأصيلاً صالحاً لو أخلص السعي، وأحسنت النوايا، فشرفت بذا الديار، وكان نبراساً لأجيال تتوق محاكاة المبدعين من أبناء الوطن.


د. سعود محمد العصفور ـ قسم التاريخ ـ جامعة الكويت
dr_al_asfour@hotmail.com
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وثيقة عثمانية تروي قصة بناء مسجد السلطان عبدالحميد الخليفة AHMAD الوثائق والبروات والعدسانيات 7 27-12-2012 08:50 AM
مساعدة الشيخ مبارك الصباح للدولة العثمانية - سعود محمد العصفور AHMAD الوثائق والبروات والعدسانيات 1 02-05-2010 01:50 PM
فوضى توثيق تاريخ الكويت - سعود محمد العصفور AHMAD القسم العام 9 25-04-2010 12:22 AM
طمس التاريخ البحري لمصلحة من؟! سعود العصفور AHMAD القسم العام 4 16-04-2010 02:35 PM
دعم مبارك الكبير لابن سعود من خلال الوثائق العثمانية (1898م) - د.سعود محمد العصفور AHMAD المعلومات العامة 5 13-04-2010 10:22 PM


الساعة الآن 09:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت