راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت > جغرافية الكويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2008, 12:46 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي الأماكن الكويتية في كتاب »معجم البلدان« لياقوت الحموي (يعقوب الغنيم )

لا أدعي أنني كتبت هذا المقال حالا، ولكني أعدت قراءته وأضفت إليه أشياء لم تكن فيه حتى صار كأنه وليد اليوم. وأصل هذا المقال محاضرة ألقيتها في رابطة الأدباء الكويتيين في اليوم الحادي والعشرين من شهر نوفمبر لسنة 2001م. وقد مر وقت كاف عليها حتى يستطيع كاتبها أن يقوم بتنقيحها والإضافة إليها، فما يكتبه المرء في يومه لابد وأن يجد فيه ما يحتاج إلى مثل ذلك في الأيام اللاحقة.

***
اهتم العلماء العرب منذ زمن بعيد بالتأليف في الموضوعات الجغرافية، وكان عملهم هذا في اتجاهين يتعلق الأول منهما بالمعاجم الجغرافية ويتعلق الثاني بكتب البلدان والمسالك إلى الممالك.
وقد بدأ أبو عبيدالله بن عبدالعزيز البكري العمل على هذين الاتجاهين حينما ألف كتابيه: »معجم ما استعجم« و»المسالك والممالك«، ويعتبر كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي، قمة في الاتجاه الأول وكتاب »أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم« لمحمد بن أحمد المقدسي قمة في الاتجاه الثاني، كل ذلك إثر محاولات سابقة أدت إلى وصول هذا الفن إلى ما وصل إليه عند من أشرنا إليهما.
وللدلالة على قدم اهتمام علمائنا بهذين المجالين نعرض هنا إلى بعض الأسماء التي ألف أصحابها فيهما وهم:

- عبيدالله بن عبدالله بن خرداذبه المتوفى في سنة 280هـ، وكتابه: المسالك والممالك.
- إبراهيم بن محمد الإصطخري المتوفى في سنة 346هـ، وكتابه: مسالك الممالك.
- محمد بن حوقل المتوفى في سنة 367هـ، وكتابه: صورة الأرض.
- محمد بن أحمد المقدسي المتوفى في سنة 375هـ، وكتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم.
- أبو عبيد البكري المتوفى في سنة 496هـ، وقد ذكرنا اسمي كتابيه.
- ياقوت الحموي المتوفى في سنة 626هـ.

وهناك أعداد كبيرة من العلماء الذين ألفوا في هذا الفن لامجال هنا لتعدادهم أو ذكر أسمائهم.
وشهاب الدين ياقوت بن عبدالله الحموي نموذج رائع من تلك النماذج التي زخر بها التاريخ العلمي العربي، وبرز فيها مدى الاهتمام بالعلم بشكل عام، فقد أسر في بداية حياته من قبل الروم، ثم حمل إلى بغداد حيث تم بيعه إلى تاجر يدعى عسكر الحموي، الذي أدخله إلى الكتاب لكي يتعلم الخط فينتفع به في ضبط أعماله، ثم أصبح تاجرا جوالا لمولاه، ولكنه كان في إحدى فترات حياته ناسخا للكتب الأمر الذي أفاده كثيرا، حتى أصبح موسوعة علمية متنقلة بسبب ما قرأه من كتب في أثناء نسخها، توفي في سنة 1228م في مدينة حلب.

وكتاب ياقوت المسمى »معجم البلدان« كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة يحتوي معلومات مهمة ومفيدة عن عدد كبير من الأماكن في العالم المعروف له في أثناء حياته، ويضم أخباراً كثيرة وأشعاراً متنوعة، وقد طبع عدة طبعات منها الطبعة المتوافرة الآن، وهي طبعة دار صادر ببيروت التي تكرر نشرها منذ سنة 1955م وتتكون من أربعة مجلدات ضخمة، بدأها المؤلف بمقدمة تحدث فيها عن موضوع الكتاب، وبواعث تأليفه له، كما تحدث عن سابقيه من المؤلفين، ثم ذكر الأبواب التي يتكون منها الكتاب وهي خمسة نص عليها بما يلي:

الباب الأول: في ذكر صورة الأرض وحكاية ما قاله المتقدمون في هيئتها، وما روي عن المتأخرين في صورتها.
الباب الثاني: في وصف اختلافهم في الاصطلاح على معنى الإقليم وكيفيته واشتقاقه ودلائل القبلة في كل ناحية.
الباب الثالث: في ذكر ألفاظ يكثر تكرار ذكرها فيه يحتاج المرء إلى معرفتها كالبريد والفرسخ والميل والكورة وغير ذلك.
الباب الرابع: في بيان حكم الأرضين المفتتحة في الإسلام وحكم قسمة الفيء والخراج فيما فتح صلحاً أو عنوة.
الباب الخامس: في جمل من أخبار البلدان التي لا يختص ذكرها بموضع دون موضع، لتكمل فوائد هذا الكتاب، ويستغنى به عن غيره في هذا الباب.
ثم يضيف إلى ذلك قوله:

»ثم أعودإلى الغرض فأقسمه ثمانية وعشرين كتابا على عدد حروف المعجم، ثم أقسم كل كتاب إلى ثمانية وعشرين بابا للحرف الثاني للأول، وألتزم ترتيب كل كلمة منه على أول الحرف وثانيه وثالثه ورابعه، وإلى أي غاية بلغ، فأقدم ما يجب تقديمه بحكم ترتيب: أب ت ث... على صورته الموضوعة له، من غير نظر إلى أصول الكلمة وزوائدها، لأن جميع ما يرد إنما هو أعلام لمسميات مفردة، وأكثرها عجمية ومرتجلة لا مساغ للاشتقاق فيها«.

ومن الجدير بنا ذكره هنا أن المؤلف قد أهدى كتابه إلى خزانة الوزير علي بن يوسف الشيباني منهيا إهداءه بالأبيات التالية:
فلما قضت نفسي من السير ما قضت
على ما بلت من شدة وَلَيَان
علقت بحبل من حبال ابن يوسف
أمنت به من طارق الحَدَثَان
تغطيت عن دهري بظل جناحه
فعيني ترى دهري، وليس يراني
وفلو تسأل الأيام عني لما درت
وأين مكاني، ما عَرَفْنَ مكاني

***

ومن الأماكن التي ذكرها ياقوت الحموي في معجمه عدد من المواضع الكويتية المعروفة لنا اليوم، سواء أكان ذلك باسمها القديم، أم بعد أن لحق بعض أسمائها شيء من التحريف، وسوف نعرض بعضا مما ذكره صاحبنا عن هذه المواضع بشيء من الاختصار إذ إن المقصود من هذه المقالة إنما هو الإشارة إلى هذا الأمر دون التوسع فيه.

***

-1 أوارة؛ ويسمى الموقع اليوم وارة، وهو تل معروف بالقرب من الأحمدي، وفيه يقول ياقوت: » أوارة بالضم؛ اسم ماء أو جبل لبني تميم، قيل: بناحية البحرين، وهو الموضع الذي حرق فيه عَمْرُو بن هند بني تميم«.
ومعروف أن الكويت واقعة ضمن إقليم البحرين بحسب التقسيمات الجغرافية القديمة، وقصة عمرو بن هند مع بني تميم معروفة ومروية في الكتب.
وكانت هذه القبيلة الكبيرة قد عاشت على الجزء الذي فيه الكويت اليوم، وما تاخمه، وورد في كتب التاريخ وأخبار العرب ذكر هؤلاء من حيث حياتهم العامة، أو حروبهم أوأشعار شعرائهم، وكلها تحتوي على أسماء عدد من المواقع الكويتية المعروفة لنا في هذه الأيام.

-2 برقان؛ وهو موضع معروف إلى اليوم بهذا الاسم، وعنه يقول ياقوت: »برقان: موضع بالبحرين قُتل فيه مسعود بن أبي زينب الخارجي، وكان غلب على البحرين وناحية اليمامة بضع عشرة سنة، حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي سار إليه ببني حنيفة؛ فقال الفرزدق:
ولولا سيوف من حنيفةَ جُرّدت
ببرقانَ، أمسى كاهلُ الدِّين أزورا
تركن لمسعود وزينبَ أختِه
رداء وجلبابا من الموت أحمرا
وبرقان اليوم- كما هو معروف- مركز من المراكز النفطية المهمة في البلاد، وبه أكبر حقل من حقول نفط الكويت.
وفيما يتعلق بـ(1و2) انظر كتابنا: أوارة.

-3 تياس؛ وهو موضع يقع على الحدود الكويتية الجنوبية وقد سمته بلدية الكويت في الخريطة التي أصدرتها »اللتياس« وهو تحريف للاسم الأصلي، وذكر ياقوت لمسمى تياس عدة أماكن منها قوله: »وقيل جبل بين البصرة واليمامة، وهو إلى اليمامة أقرب«. وقال أبو عبيد البكري عن هذا الموضع »تياس.. موضع في بلاد بني تميم، وهو الذي مات فيه العلاء بن الحضرمي«.
والعلاء بن الحضرمي رجل من كبار الصحابة، مستجاب الدعوة، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين (التي كانت تشمل الكويت) وبقي فيها في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

-4 الحومان؛ ذكر ياقوت هذا الموضع دون تحديد واضح، ومما قاله عنه: »وهو موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة«.
وهذا الموقع هو المسمى اليوم حومة، وهو في الشمال الغربي للكويت، يأتي على يمين الطريق المؤدي إلى العبدلي وقد ذكره ذو الرمة بقوله:
تَزَاوَرْنَ عن قُرَّان عمدا ومن به
من الناس وازورت سراهن عن حَجرِ
فأصبحن بالحومان يجعلن وجهه
لأعناقهن الجدي أو مطلع النسر
فصممن في دَوِّية الدو بعدما
لقين التي بعد اللُتيا من الضّمر
فأصبحن يحعلن الكواظم يمنة
وقد قلقت أجوازهن من الضَّفر

وفي هذه الأبيات وصف للطريق من اليمامة إلى كاظمة، وهو طريق يسير بالشاعر من الغرب إلى الشرق، حيث يقول شارح ديوان ذي الرمة: »الجدي والنسر كواكب، يقول جعلن رؤوسهن قِبَل المشرق«.
وقد أشرنا فيما سبق مما كتبناه عن كاظمة أننا نجد في هذه الأبيات الدليل على طريق إلى كاظمة في أعلى المطلاع وذلك من الحومان (حومة) إلى كاظمة التي يجدها سالك هذا الطريق على يمينه. أما قائل الأبيات وهو ذو الرمة فقد كان من شعراء الدولة الأموية البارزين وكان كثير التردد على كاظمة وله فيها قصة مع الشاعر الشهير الفرزدق.

-5 الرحا؛ يعرف هذا الموقع اليوم باسم الرحية، غربي الجهراء، وفيه يقول ياقوت: »رحا بلفظ الرحا التي يُطحن فيها: جبل بين كاظمة والسيدان«.
-6 رمم، وهو ما يسمى اليوم أم الرمم، وقد أشار إليه ياقوت إشارة سريعة حين قال: »وقرأته في شعر مضرس بن ربعي:
ولم أنس من ريا غداة تعرضت
لنا دون أبواب الطِّراف من الأدم
تَعَرُّض حوراء المدامع ترتعي
تلاعا وغلاَّنا سوائلَ من رمم
عشية تبليغ المودة بيننا
بأعيننا من غير عيٍّ ولا بكم

ومما يؤكد أن المقصود بهذا الموقع هو أم الرمم المعروف لنا اليوم، قول عمرو بن شأس:
ديار ابنة السعدي هيه تكلمي
بدافقة الحومان فالسفح من رمم
وتقع أم الرمم في مقابل حومة على يمين المتجه إلى العبدلي.
ووادي الرمة واد طويل وعريض، يقع جزء منه في غربي الكويت من جهة الشمال ولا ينتهي عند حدودها فامتداده أكثر من ذلك، ويسمى اليوم: وادي الباطن.

-7 سفوان؛ ولئن كان هذا الموقع داخلا اليوم ضمن الحدود العراقية مقابلا لمنطقة العبدلي الكويتية، فإنه كان - في وقت ما - ضمن حدود الكويت، ففي رسالة من الشيخ مبارك الصباح يبين فيها حدود الكويت للسلطات العثمانية جاء ما يلي: »وحدودنا من شمال أم قصر التي بناها جدنا جابر، وسفوان«.

-8 السيدان؛ وهو المسمى حاليا السَّادَّة، وهو موقع يجده من يطلع على خريطة الكويت غربي الجهراء عن يمين المتجه إلى السالمي الواقع - غربا - بالقرب من الحدود الكويتية السعودية.
وحول حدود السيدان القديم حديث طويل أوردته في كتابي »السيدان، قبس من ماضي الكويت«.
وعنه يقول ياقوت: »موضع وراء كاظمة بين البصرة وهجر، وقيل ماء لبني تميم في ديارهم«، وقد ذكرناه عند الحديث عن »الرحا«.

-9 الشجي؛ وهو مايسمى اليوم »الشقايا« يقع غربي الكويت، ذكره ياقوت بقوله: »والطريق من المدينة إلى البصرة يسلك من الشجي والرحيل في القف، ثم يأخذ في الحزن على الوقباء، وبين الشجي وحفر أبي موسى ثلاثون ميلاً«.
وقد تحدثت عنه كثيراً في كتابي السابق ذكره.
ومما ذكر من الأماكن المعروفة اليوم »الرحيل« وهو باسمه هذا ظاهر على خريطة الكويت.
ولكنه مكتوب خارج حدودنا الحالية، وإن كان مما يُظن أن جزءاً منه يقع داخل الكويت لأنه واسع، وقد وصفه ياقوت وصفاً دقيقاً ذاكراً أن فيه آبار مياه عذبة عميقة الغور.

-10 طوالة؛ ويسمى اليوم: الطويل، ويقع بالقرب من برقان وأوارة، قال ياقوت: »طوالة بالضم: موضع ببرقان فيه بئر« وقد وصف هارولد ديكسون طوالة بقوله: »الطويل: وهي مجموعة من اثنتي عشرة بئراً مياهها عذبة، وعمقها حوالي 40 قدماً، وتقع على بعد ستة أميال إلى الغرب من وارة«.

-11 العدان؛ يطلق اسم العدان عندنا على الساحل الممتد من رأس الأرض شمالاً حتى نهاية الحدود الكويتية جنوباً. وعنه يقول ياقوت: »عدان: موضع في ديار بني تميم بسيف كاظمة، وقيل ماء لسعد بن زيد مناة بن تميم، وقيل هو ساحل البحر كله كالطّف«.

ومهما يكن من أمر فيما يتعلق بأقوال ياقوت هذه، فإن من الواضح ارتباط اسم العدان بساحل البحر من جهة وبالجهة التي فيها كاظمة من جهة أخرى.

-12 فردة؛ وهو اليوم الفرّيدة، هكذا قال أستاذنا أحمد البشر الرومي، وقال ياقوت: »فردة... اسم جبل بالبادية« ومثل لذكره في الشعر بقول الراعي النميري:
عجبت من السارين والريح قَرّةٌ
إلى ضوء نار بين فردة والرحا
إلى ضوء نار يشتوي القدّ أهلُها
وقد يُكرَمُ الأضياف والقدُّ يشتوى

وذكْرُ هذا الموضع على لسان هذا الشاعر، واقترانُه بالرحا الذي سبق لنا أن تحدثنا عنه دليل على أن المقصود بفردة هو الفريدة الذي استحال على مر الأيام من جبل إلى تل صغير واقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجهرة.


-13 القصيبة؛ ويسمى اليوم أم أقصبة وهو موضع على الطريق المؤدي إلى النويصيب بعد اجتياز أم الهيمان، وقد ذكره ياقوت بقوله: »ويوم القصيبة: لعمرو بن هند على بني تميم، وهو يوم أوارة، قال الأعشى:
ونكون في السلف
الموازي منقرا وبني فزارة
أبناء قوم قُتلوا
يوم القصيبة من أواره

وعلى الرغم من أن ياقوتاً قد ذكر عدة مواضع بهذا الاسم فإن شعر الأعشى له أهميته فيما اخترناه، ولا يمنع أن يوم أوارة قد شهد شيئاً من الكر والفر اتسع بسببهما ميدان المعركة حتى وصل إلى أم قصبة التي تبعد حوالي عشرين كيلو متراً عن أوارة.

-14 كاظمة؛ حافظت كاظمة على اسمها ولكنها لم تحافظ على مساحتها إذ إن من المعروف أن هذا الاسم يشمل موقعاً أكبر من الموقع المعروف اليوم الذي يقع على الطرف الغربي لجون الكويت.
وعنها يقول ياقوت: »كاظمة: جون على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة، بينها وبين البصرة مرحلتان، وفيها ركايا كثيرة، وماؤها شروب، واستسقاؤها ظاهر، وقد أكثر الشعراء من ذكرها«.

ومن هذا الذي ذكره ياقوت، قول مهيار الدارمي:
يا نسيمَ الصُّبح من كاظمة
شد ما هجتَ الجوى والبُرَحا
الصّبا إن كان لابد الصّبا
إنها كانت لقلبي أروحا
وقول الشريف المرتضى:
لو كان للواشين مقدرةٌ
ما سوَّغوك زيارة الحلم
زرت الألى باتوا بكاظمة
متلثمين جوى على الرضم
طرحوا الخدود على سواعدهم
والليل في أثوابه السحم
ولقد طرقت وما طروقك في
علم لقائفهم ولا رجم

-15 كُدَد، يقول ياقوت: »كدد، بضم اوله وفتح ثانيه، موضع قرب أوارة«
وقد سبق لي ان قلت ان كدد هو الموضع المعروف في وسط الكويت المسمى اليوم الشدادية، وكان يدعى الجدادية بالجيم المعطشة التي لا شك في انها انتقلت من الكاف التي هي الأصل، وقد سمعت بعضهم يقول: »الكدادية، وبذلك فان الاسم تحول مع الزمن من »كدد« الى الشدادية.
-16 وذكر ياقوت خرم قائلا: الخرم بكاظمة جبيلات وأنوف جبال ويرى المتجه الى الصبية على يمينه سلسلة مرتفعات غضى، التي يطل جزء منها على الطريق المتجه الى كاظمة شمالا منفصلا عن طريق الصبية، ومن الجدير بالذكر ان (غضى) وهو من المواقع التي لم يتردد ذكرها في المعاجم الجغرافية القديمة مذكورة في كتاب »الكامل في التاريخ« لابن الاثير عند حديثه عن بدايات معركة القادسية، حيث كان من الأماكن التي نزل بها الناس في مرحلة من مراحل الاستعداد للمعركة«.

ومرتفعات غضى المقابلة لكاظمة جنوبا عنها هي التي عناها ياقوت باسم خرم، وتسمى ايضا: المخارم، وقد وردت هذه التسمية في كتاب لغدة الأصفهاني المسمى »بلاد العرب« حين قال واصفا الطريق: »ثم تجوز الى موضع يقال له المخارم حتى تهبط كاظمة«.

-17 والمقر؛ وقد ذكر استاذنا أحمد البشر الرومي أن المقصود به ما يسمى اليوم امغرة، وهي بئر من مجموعة آبار تقع في منخفض مرتفعات غضى وحولها أكمة مشرفة عليها. وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى هذا الموقعفقال: »المقر: جبل كاظمة، وفيه قبر غالب« وغالب هذا هو والد الفرزدق الشاعر. وقال ياقوت: »المقر: علم مرتجل لاسم جبل كاظمة في ديار بني دارم«، وأضاف: »وقال العمراني: مقر موضع بكاظمة، وقيل: أكمة مشرفة على كاظمة«.

وهناك حديث طويل حول الموقع، وحول قبر أبي الفرزدق، وما دار حوله من أحداث سوف يجدها من يريد الاستزادة في كتابنا: »كاظمة في الأدب والتاريخ«.

-18 ملح؛ وهو موقع قريب من المقوع، على طريق الأحمدي القديم، وقد ذكر ياقوت عددا من المواقع بهذا الاسم أقربها الى موقعنا هذا قوله: »وقال السكري: ملح ماء لبني العدوية، ذكر ذلك في شرح قول جرير:

يا أيها الراكب المزجي مطيته
بلغ تحيتنا، لقّيت حملانا
تهدي السلام لأهل الغور من ملح
هيهات من ملح بالغور مهدانا
أحبب الي بذاك الجزع منزلة
بالطلح طلحا وبالأعطان أعطانا

-19 الوفراء؛ وهي القرية والمنطقة الزراعية الواقعة في جنوبي الكويت، ورد ذكرها في كتاب لغدة الاصفهاني »بلاد العرب«، وفي كتاب معجم ما استعجم للبكري، وفي شعر الاعشى، وقد قال ياقوت: »ووفراء: اسم موضع« ولم يحدد، ولكن ما ورد في المراجع الأخرى بقربنا إلى القول بأن وفراء المقصودة هي هذه التي بيننا، وبخاصة أن الأصفهاني يقول عنها إنها »من مياه بني مالك بن سعد وبني الحرماز بن مالك« وهم من سكان المنطقة التي نعيش عليها اليوم.

***

هذه نماذج مختارة من الأماكن الكويتية التي ذكرها ياقوت في كتابه. وهناك مواضع أخرى تشابه أسماؤها أسماء مواضع في الكويت ولكن مواقعها مختلفة، كما أن هناك مواضع لم يذكرها، ولكنها مذكورة في عدد من الكتب، مثل كتاب »معجم ما استعجم من أسماء الأماكن والبقاع« للبكري، ومثلما ورد في أشعار الشعراء الذين أوردوا ذكر بعض أسماء الأماكن الكويتية مما لم يذكره ياقوت كموقع اللياح وأديرع الواقعين في الجهة التي فيها حومة التي أشرنا إليها فيما سلف، وقد ورد ذكرهما في قصيدة للشاعر نهشل ابن حري بن ضمرة حيث يقول:

ولم تحموا على نَعَم بن سؤر
صوامَ إلى أديرع فاللياح

ومن المواقع التي لم يذكرها ياقوت (الدو) والمسمى اليوم الدبدبة في الزاوية الغربية للكويت.
والحجيجة، الموقع الكائن بقرب الصبية، وقد سمي باسم امرأة تدعى الحجيجة التغلبية، وكانت لها قصة في هذا الواقع، وللحجيجة »الموقع« ذكر في تاريخ الكويت الحديث، وبخاصة في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك حينما كان الجدال على أشده بين الكويت والدولة العثمانية بشأن جزيرتي وربة وبوبيان، وقد حاول الأتراك احتلال الحجيجة - آنذاك - ولكن الشيخ بادر إلى إرسال أربعين رجلا مسلحا فوتوا الفرصة على الطامعين.

ومن الأماكن التي لم يذكرها ياقوت: الفوارس وكان يسمى الفارسي وهو موقع بالقرب من تياس الذي أشرنا إليه في جنوبي الكويت.

ومنها: الضباعية وكان الموقع معروفا باسم: ضُباع ويبعد عن الكويت مسافة 59 كيلو مترا إلى الجنوب، ومن الأماكن التي لم يذكرها صاحبنا: المناقيش وكان يسمى المنقاشية، وهو موضع معروف في جنوب غربي الكويت.
ولايزال البحث في الأماكن الكويتية يؤدي إلى العثور على ما له تاريخ منها ينبغي أن تتم حوله متابعة عملية تقرب منه ما ابتعد عن أذهان الناس.
***
وبعد، فهذه عجالة حول موضوع أراه من أهم الموضوعات التي يجب أن تستمر الدراسة حولها، ومسميات المواقع تعطي المؤرخ فرصة كبيرة يعرف من خلالها تاريخ كل موقع، وأخبار البشر الذين مروا عليه. ولذا فإن من الضروري الحفاظ على الأسماء، والعودة إلى القديم منها في حالة التحول عنه، ولا أنسى التذكير بضرورة العمل على إحياء التاريخ القديم للأراضي الكويتية حتى نربط تاريخنا الحديث بما قدم منه، وهذه مسؤولية الأجيال منذ اليوم، ولا خير في أمة تهمل تاريخها.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر الذي اهتم به عدد من علماء أمتنا قد أصبح اليوم من مهمات المنظمات الدولية التي باتت تعنى بتثبيت الأسماء الجغرافية، وتحرص على دوام هذه الأسماء في مواضعها، تماما كما هو الحال عندنا حين ننادي بالعودة إلى مسميات مواقعنا كما كانت في الأصل.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في أسماء الأماكن الكويتية - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 0 02-07-2010 03:01 PM
من أحاديث اللهجة الكويتية - يعقوب الغنيم AHMAD التاريـــخ الأدبي 1 03-06-2010 09:49 AM
العلاقات الكويتية العمانية القديمة - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 18 26-11-2009 02:07 AM
ذكريات في كتاب - يعقوب الغنيم AHMAD تاريــــــخ الكـويت 1 25-06-2009 04:33 AM
كتاب ( الكويت تواجهه الأطماع ) يعقوب يوسف الغنيم AHMAD البحوث والمؤلفات 0 11-03-2008 03:17 AM


الساعة الآن 09:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت