راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 04-04-2010, 04:16 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي روضات محاسن وفاء للكويت

¶ أكثر من 41 سنة قضتها في مجال التعليم، منها 37 سنة في الكويت التي جاءتها مع أول بعثة تعليمية من فلسطين عام 1953، أسست أول روضتين من رياض الأطفال بتاريخ التعليم في الخمسينات، وكانت آخر ناظرة غير كويتية لغاية عام 1990، صارت تعرف باسم «أم عيال الديرة» نظراً لصلتها الوثيقة والحميمة مع بنات وأبناء الكويت.
¶ فيها الكثير من الوفاء والمحبة للكويت وأهلها، أمضت خمس سنوات من عمرها في أميركا أثناء دراسة أولادها الجامعية، لكنها لم تشعر بالارتياح والطمأنينة الا في هذا البلد الذي ارتبطت به وبناسه في علاقات إنسانية مازالت تتحدث فيها، لا سيما عندما ترى «بناتها» اللواتي قامت بتدريسهن وهن يتبوأن المناصب القيادية بالدولة، أمثال السيدة فايزة الخرافي والسيدة حصة البرجس وباسمة سليمان وأمل يوسف العذبي الصباح وميمونة العذبي الصباح وفضيلة يوسف العذبي الصباح، والأبناء: صالح الملا وعذبي الصباح وخليفة عبدالله الجابر
¶ «أم عيال الديرة» لقب أطلقه عليها العم بوبراك من عائلة الموسى، حتى صارت السيدة محاسن الهنيدي جزءا من العائلة الكويتية سواء بأحفادها وأولادها الكويتيين أو بقربها من العوائل التي «أودعوا» بناتهم في رياض الأطفال خاصة عندما تتذكر بيت الطبطبائي الذين تتحدث عن وفائهم وطيبتهم كأنهم أحد افراد العائلة، وكذلك بالعلاقة التي اقامتها مع السيدات منيرة المشعان وهند السلطان وغيرهما الكثيرات، او بالناظرات اللواتي تدربن على يديها وكن من المتميزات أمثال ابتهاج الدعيج وشيخة المنيس وسامية زعيتر.
¶ كان عمرها لا يتجاوز 13 سنة عندما أرغمت على الخروج مع عائلتها من يافا إلى اللد ثم رام الله في حرب 1948 بعد أن قامت إسرائيل بالاستيلاء على يافا وأخرجت كل سكانها، لتصل إلى مدينة اللد حيث معظم الأهالي من عائلة الهنيدي أصحاب الأرض والتجار والوجهاء وبها أكبر مطار ومحطة سكة حديد. وبعد وصولها إلى اللد جاء اليهود لتسقط المدينة تحت الاحتلال وتضطر إلى السير مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام من اللد إلى رام الله، وكان ذلك في شهر رمضان.
¶ من عائلة سكنت في يافا، حيث ولدت هناك ووعت على الدنيا من أمام منطقة المنشية قرب جامع حسن بك، وهي القريبة من تل أبيب، مازال مشهد البيت أمام ناظريها، ولو أتيح لها العودة اليوم ستتعرف إليه حجرا حجرا لكن اليهود صادروه وسكنوا فيه حتى المدرسة التي تعلمت بها في حي أرشيد عند محطة سك الحديد بات في قبضة اليهود.
¶ أم حسن، بنت يافا، مازالت مسكونة بتلك الصورة المأساوية التي طبعت في ذاكرتها ولم تبارحها لحظة في كل المحطات التي تنقلت فيها، تذكر في شهر رمضان وأثناء الصيام عندما حط الرحال في مدينة اللد ودخل الدار مجندون اسرائيليون بأسلحتهم يطلبون اخلاء البيت خلال ساعة شرط الا يبقى احد فيه لان الحاكم العسكري سيتحدث اليهم في الساحة حيث يتجمعون، وكان منظر لا ينسى ساعة حشرنا وكل ابناء اللد اطفال رضع، امهات، مسنين، شباب، لم يبق احد الا وجاء الى الساحة، كل المدينة خرجت لتفاجأ بساعات محاطة بالدبابات الاسرائيلية ويأمرهم الحاكم بترك المدينة والذهاب «الى العرب» أي الى حيث الملك عبدالله، في رام الله.
¶ رغم صغر سنها آنذاك فان محاسن الهنيدي، تطوعت مسؤولة عن مركز لتوزيع حليب الاطفال تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وفي الوقت نفسه تكمل دراستها بالفترة المسائية بالمدارس الحكومية وتحصل على شهادة الثانوية العامة محققة درجات علمية عالية أهلتها لتكون من ضمن بعثة حكومية أردنية للدراسة في بغداد، وكن ثلاث بنات جمعتها مع نعمة العمد وابنة عمتها مهدية الهنيدي واللواتي ترافقن سوية بالدراسة في العراق ومن ثم بالمجيء الى الكويت فيما بعد.
¶ عاشت اجمل ايام عمرها في العهد الملكي في العراق أثناء دراستها بدار المعلمين ببغداد عام 1951 وكانت وزارة التربية توفر لها الملابس والكتب، وتدفع الرسوم والسكن وكل ما تحتاجه في اجواء دراسية راقية ومناهج متطورة، بحيث ان من يحصل على معدل %85 طوال العام يعفى من امتحان آخر السنة، وفي ذاك الوقت عرفت العراق، بلد الخير والاطمئنان وكانت تزور معظم المدن والاماكن التاريخية والتراثية والسياحية من البصرة في الجنوب الى كردستان في الشمال، خاصة القصور الملكية في الشقلادة والسرسنك وصلاح الدين، وهي مصايف العائلة المالكة، اضافة الى انها منحتها فرصة التعرف على الشاعرة نازك الملائكة التي كانت تتولى امينة مكتبة دار المعلمين وتحرص على مساعدتها بتأمين المراجع اللازمة لاعداد الابحاث المطلوبة منها لتنشأ بينهما علاقة مودة متصلة.
¶ عادت الى رام الله في اجازة اثناء دراستها في بغداد، ويومها نشرت الصحف اعلانا تطلب فيه الكويت مدرسات، ذهبت الى القدس وقدمت الطلب لتأتي الموافقة سريعة مع ابنة عمتها، زاد من تشجيعها وجود اقارب لها من عائلة الهنيدي في الكويت منذ عام 1949، ومنهم زوجها الذي تعرّفت عليه بالكويت وابناء عمها، اجرت المقابلة مع لجنة مكونة من ثلاثة اشخاص جاؤوا الى القدس هم عبدالعزيز حسين ودرويش المقدادي وخالد المسلم، ويوم 12 سبتمبر 1953 ركبت طائرة «دي كوتا» ذات الجناحين من القدس في رحلة مباشرة الى الكويت تقل مدرسين ومدرسات فلسطينيين ايضا.
¶ استقبلت في المطار من قبل ادارة المعارف بالورود ليرافقها وفد مخصص الى مدرسة القبلة (مدرسة عائشة المشتركة) وتسكن في الدور الثاني مع مجموعة من المدرسات العربيات منهن فاطمة العريسي وفيروز كيروز (زوجة عبدالله العثمان) من لبنان، وتبقى هناك لمدة سنة ثم تتزوج ابن عمها المهندس الزراعي ظافر الهنيدي الذي كان يعمل في قصور الشيخ عبدالله المبارك ويؤسس اول شركة زراعية عام 1960 باسم شركة الانماء الزراعي وترزق منه بثلاثة أولاد وابنتين. فقدت الشاب حسن، وعمره 28 سنة، الطبيب المتدرب بمستشفى مبارك، بحادث سير قبل سفره لأميركا لمتابعة تخصصه الطبي وتحصيله العلمي.
¶ انشاء أول روضتين في الكويت، وهما من أفكار المرحوم عبدالعزيز حسين مدير المعارف آنذاك، استدعى مجيء محاسن الهنيدي للتواجد بالوزارة لمدة شهرين لتكون من أعضاء اللجنة التي انشأت وأشرفت على تأسيسهما عامي 1954 و1955، وهما روضة طارق في القبلة وروضة المهلب في شرق. وبقيت لمدة سنتين لتنتقل بعدها ليتم اختيارها وكيلة مدرسة ابن خلدون بالشامية ثم ناظرة مدرسة فهد بورسلي بالفيحاء. وتستمر في هذه الروضة لمدة 17 عاماً حتى باتت واحدة من الأهالي لغاية عام 1981، تعود بعدها الى روضة عبدالله الفرج بمنطقة العديلية حتى عام 1990 لتكون آخر ناظرة غير كويتية.
¶ بدأ التفكير في إنشاء رياض الأطفال لمن هم دون سن التعليم الإلزامي، عندما عرض المرحوم عبدالعزيز حسين مدير المعارف آنذاك، فتح مدارس مشتركة للأطفال دون سن السادسة وافق مجلس التعليم على فتح مثل هذا النوع من المدارس على أساس التجربة، وافتتح في عام 1955/54 مدرستان هما روضة طارق في القبلة وروضة المهلب في شرق للأولاد والبنات في المرحلة العمرية من (4 - 6) سنوات. يقضي الأطفال يومهم كاملاً بالروضة يلعبون ويكتسبون العادات الطيبة وبها يأكلون وينامون ساعات الظهيرة مع تناول وجبات الفطور أولاً ثم وجبة ساخنة للغداء في منتصف اليوم، وقسط من النوم بعدها على أسرة خاصة لكل طفل مع الأغذية. ومدة المدرسة بهذه المدارس سنتان ينقل بعدها الطفل إلى المرحلة الابتدائية للبنين والبنات.
¶ حرصت إدارة المعارف على أن تكون متميزة من جميع النواحي، فالمباني لها أفضل التصميمات والخاصة بأطفال ما قبل المدرسة فالمساحات واسعة وبها العديد من الملاعب والمرافق إلى جانب الحدائق المناسبة لطفل الروضة، كما ان حجرات الفصول واسعة وبها العديد من الأرفف والخزائن المبنية بغرف ملحقة ليحفظ بها الأطفال حاجياتهم. بالإضافة إلى هذه المرافق تتوافر في كل روضة قاعات للموسيقى والرسم وتناول الطعام ومسرح وقاعات للاجتماعات بالأمهات والقاعات المجهزة للنوم. أما التجهيزات داخل الغرف والقاعات وخارجها فكانت حديثة وفق مواصفات عالمية، فقد توجد السبورة الكبيرة على ارتفاع منخفض ليتمكن الاطفال من الرسم أو الكتابة المناسبة لهم، كما يوجد قاعات للمسرح والمكتبة وغرفة الألعاب التربوية بكل فصل لوحات فلينية لعرض الوسائل التربوية التعليمية عليها، كما بنيت الحجرات بشكل يتيح لها إضاءة كافية وزودت بستائر معدنية تحول دون تعرض الاطفال للحرارة. وباختصار تعد المباني الخاصة بالرياض نموذجية من كل النواحي.
¶ كما تميزت هذه المرحلة بمدرساتها وناظراتها اللاتي تم اختيارهن بعناية ليكن مثلا يحتذي حذوهن الأطفال والاقبال على هذه الروضات جاء في أعقاب انتشار تدريس القرآن الكريم للأطفال مع توفير بيئة تربوية صالحة تجعل منها مطلبا للأمهات والآباء على اختلاف ظروفهم وامكاناتهم وتطلعاتهم بالنسبة لأبنائهم وفقا لأحدث الأساليب التربوية في ظل القيم والمبادئ والمثل الدينية والخلقية التي يؤمن بها المجتمع.
¶ دخلت مدارس الرياض ضمن التخطيط للمناطق السكنية وخصصت لها أماكن حيث ينبغي أن تكون وسط البيوت على مقربة من سكنهم وذويهم. بعد مرور ما يقرب من 55 عاما على افتتاح أول روضتين وصل عدد الروضات إلى اكثر من 130 روضة موزعة على جميع مناطق الكويت تعمل جميعها على تحقيق التنمية الشاملة والمتكافلة لجميع الاطفال الكويتيين، وتهيئ الوزارة لهؤلاء الأطفال جوا صالحا من الأمومة الراعية يجدون فيه عطفا حكيما وتهذيبا خلقيا يعتد به على أصول نفسية وتربوية لا تشوبها شدة أو قسوة ورعاية جسدية.

السيرة الذاتية
• محاسن رشاد الهنيدي
• مواليد 1934 (يافا) فلسطين
• درست حتى الثانوية العامة ونالت شهادة الــMetric في مدينة اللد.
• عملت سنتين بالتدريس في رام الله (1952-1950)
• انتدبت ضمن بعثة الى بغداد 1952 لدراسة تربية وعلم نفس في دار المعلمين (أربع سنوات)
• جاءت الكويت عام 1953 كمدرسة من بغداد
• مارست التدريس في مدرسة القبلية ثم انتقلت الى مدرسة عائشة لتدريس الرياضيات والعلوم للمرحلة المتوسطة وتولت ناظرة مدرسة فهد بورسلي بالفيحاء لمدة 17 عاماً (81-67)
• تزوجت في الكويت عام 1954 من ابن عمها ظافر حسن الهنيدي يعمل مهندسا زراعيا ولديها 3 بنات وولدان


حمزة عليان - جريدة القبس - 4/4/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور للكويت 1948 bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 1 18-11-2010 11:53 PM
«وقفة وفاء للكويت لا لحزب» AHMAD القسم العام 3 15-05-2010 04:28 AM
قصة أول مطبعه للكويت ولدالشامي المعلومات العامة 18 19-12-2009 08:33 PM
صور للكويت في 1960 أم عبدالعزيز الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 6 13-10-2009 09:19 AM
كلمة وفاء مسلم 1 القسم العام 1 28-05-2009 08:24 PM


الساعة الآن 06:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت