راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2012, 01:13 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي جاسم القطامي.. عطاءات في سبيل الكويت وحقوق الإنسان والعروبة

شيعت الكويت أمس العم جاسم القطامي أحد أبرز رموز العمل السياسي والبرلماني في الكويت، وذلك بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد توالت أمس المواقف التي تشيد بمناقب الفقيد الكبير الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة بعد صراع طويل مع المرض.

شيعت الكويت أمس في موكب مهيب فقيدها المرحوم جاسم القطامي.
ظل القطامي حتى آخر لحظة في حياته من الأسماء التي تتوافق عليها القوى السياسية ورجالات الكويت، نظرا لما يتمتع به من احترام وتقدير.. أكمل مشواره في الشأن العام في مجال حقوق الإنسان داخل الكويت وعلى المستوى العربي.. بقي مخلصا لقناعاته الوطنية والعربية، ابتعد عن اسلوب المهاترات بالعمل السياسي، وكان أحد الأقطاب البرلمانيين، خاض الانتخابات في الفصل التشريعي الاول ثم عاودها في مجلس 1975 و1985..
غلبت على شخصيته الصفة السياسية ولم يترك نفسه أسيرا للعسكرية، ارتبط اسمه بــ«أحد عمالقة القرن العشرين، بطل العروبة وانشودة الأجيال العربية الزعيم جمال عبدالناصر» كما يقول عنه عندما تسلم جائزة تحمل اسمه عام 2001».
الحياة كما يراها «أبو محمد» دون كرامة لا تليق بمن يعيش على هذه الأرض، جامع الصفتين الوطنية والقومية.
«جاسم عبدالعزيز القطامي، منظومة متكاملة من العطاء» هو الكتاب الذي صدر عن الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، قام بتأليفه كل من الدكتورة سهام الفريج والكاتب عبدالله غلوم الصالح، فهذا الرجل من وجهة نظر المؤلفين، ليس بالشخصية العابرة في حياة مجتمع الكويت والكويتيين، فهو بمكانة منهل يمثل فكرا تقدميا ومنظومة متكاملة من العطاء، فقد ضحى الرجل بالمنصب المرموق في الإدارة الحكومية وواجه الطرد والملاحقة في رزقه اليومي.
وعندما قرر عدم ترشيح نفسه للانتخابات النيابية عام 1996 كتب الاستاذ محمد مساعد الصالح عنه وعن الدكتور أحمد الخطيب قائلا إن الحياة البرلمانية الكويتية خسرت اثنين من ألمع فرسانها الشجعان دفاعا عن الديموقراطية في الكويت، وعندما اختير كأمين عام في المنظمة العربية لحقوق الإنسان قال عنه «كان مواطنا عربيا اختار الانحياز للشعب، وهذا يكفي لكي تجتمع الهيئات والجمعيات الشعبية الكويتية لتكريمه».
وفي المناسبة نفسها استرجع الاستاذ احمد يوسف النفيسي ذكرياته مع «أبو محمد» وتوقف أمام اعترافاته الشبابية والصريحة حيث قال «اعترف انني معارض عنيف.. ولكن في الحق، وأعترف أنني منتصر أبدا لقضايا الأمة العربية رغم الهزائم».
ولأن السيرة تبقى هي أصل الاسم والصورة كان الاختيار هو البحث عن مصادر يروي فيها حكايته منذ البدايات، والتي جاءت على لسانه من ثلاثة مصادر، مقابلة مع صحيفة الخليج الإماراتية عام 2004 في ملحق آخر الأسبوع، وحديث أجراه الزميل عبدالحميد بدر الدين في مجلة «الأمن» عام 2002، وحوار كتبه الزميل فوزي محمد بصحيفة الدستور الصادرة عن مجلس الأمة عام 2002»...

الولادة
ولدت في حي شرق عام 1927 وبدأت الادراك في الثلاثينات، وأتذكر الآن الحي الذي ولدت فيه، كما أتذكر اسرتي واصدقائي وبيوت الكويت القديمة، لكن الفترة التي أثرت في وشكلت جزءاً مهماً من تكويني الفكري هي الفترة التي عشت فيها في القاهرة عندما سافرت عام 1948 للدراسة في المدرسة الابراهيمية ثم كلية البوليس بعد ذلك، والتي فضلتها على كلية الطب التي كان مجموعي يؤهلني للالتحاق بها، لانني وجدت ان الشرطة تناسب ميولي الرياضية أكثر، حيث كنت اجيد ركوب الخيل والسباحة وكرة السلة وألعاب القوى التي حزت فيها ميداليات ذهبية عدة في بطولة جامعة فؤاد الأول عام 1951، كما اشرفت على قسم الرياضة في مجلة «البعثة» التي كانت تصدر من مصر ويرأس تحريرها الشاعر عبدالله زكريا الانصاري، واثناء وجودي في مصر عشت ارهاصات ثورة يوليو وارتبطت بها بعد قيامها وآمنت بالتحرر الوطني والقومية العربية، فقد كانت الثورة وما زالت أنموذجاً مشرفاً لكل العرب الشرفاء.

الاستقالة من الشرطة
عدت الى الكويت والتحقت بالعمل في الشرطة الكويتية التي كانت تعمل تحت قيادة الاحتلال البريطاني، وتم اختياري لأكون أول مدير لها، فقد كنت الضابط الوحيد المؤهل لهذا المنصب، وبقيت في هذا المنصب منذ عام 1953 حتى عام 1956 عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي بعد تأميم عبدالناصر قناة السويس، وخرجت التظاهرات الحاشدة في الكويت تأييداً لمصر ولعبدالناصر، وطلب مني تفريق التظاهرات واستخدام القوة اذا لزم الأمر، ورفضت من دون تردد تنفيذ تلك الأوامر وقدمت استقالتي، ثم نزلت الى الشارع أنا وزوجتي ورفيقة دربي «أم محمد» لننضم الى صفوف المتظاهرين.
كان عليّ ان اختار بين وظيفتي وبين مبادئي، فحسمت اختياري سريعاً، فكيف أقمع تظاهرات أنا مؤمن بها وبشعاراتها، وكيف أطلب من رجالي قمع الشعب وأنا أردد لمدة ثلاث سنوات ان الشرطة في خدمة الشعب وليست أداة لضربه وقمعه.
أعلنت موقفي بوضوح، وأكدت انني لا أستطيع ان أحارب الأفكار التي أنا شخصياً مؤمن بها ومستعد للتضحية بالمال والنفس في سبيل استمرارها وبلوغ ما تصبو اليه.
بعد الاستقالة فقدت راتبي، وكان مصدر دخلي الوحيد، كما فقدت المسكن الفخم الذي كان مخصصاً لي، وعدت الى بيت اسرتي أنا وزوجتي وأولادي لنعيش في غرفة واحدة، لكنني كسبت نفسي ومبادئي.

الخطاب الشهير
حين تولى الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، الحكم، كان أول ما فعله هو اتاحة انتخابات حرة لاختيار مجالس شعبية تشرف على ادارت الدولة، فيصبح لكل إدارة حكومية مجلس شعبي منتخب يدير شؤونها ويضع سياستها وكان ذلك عام 1958، وهو العام الذي شهد هجوم صحيفتي «الفجر والشعب» على كل القوى المضادة داخل الجسم العربي، الأمر الذي تحول الى ما يشبه الثورة الجماهيرية ضد الوجود الأجنبي، وفي الأول من فبراير عام 1959 اقمنا احتفالاً شعبياً كبيراً لمناسبة مرورة عام على قيام الوحدة بين مصر وسوريا حضره الشيخ عبدالله الجابر الصباح وأحمد سعيد مدير اذاعة صوت العرب، وألقيت خطاب الحركة الوطنية في ذلك اليوم وطالبت بمشاركة شعبية في ادارة شؤون الدولة واقامة حياة ديموقراطية، كما طالبت بالوحدة العربية، وكان رد فعل الحكومة باغلاق النوادي واوقفت الصحف وحددت اقامتي وسُحِب جواز سفري وطُردت من عملي، وكنت في ذلك الوقت مديراً لشركة السينما، لكن بعد الاستقلال وفي 19 يونيو 1961 وبعد الهجوم الاعلامي الشرس من عبدالكريم قاسم ضد الكويت ووقفة عبدالناصر ضده، دعانا الشيخ عبدالله السالم أنا والدكتور أحمد الخطيب للبحث في العمل بصورة مشتركة لتثبيت استقلال الكويت، وكان من بين الاقتراحات التي قدمناها الانفتاح على المحيط العربي بأسرع وقت وايجاد وسيلة لانسحاب القوات البريطانية واحلال قوات عربية محلها، بالاضافة الى تثبيت دعائم الديموقراطية، وللأمانة وافق الشيخ عبدالله السالم على كل هذه التصورات وبدأت في تنفيذها.
طلب مني عبدالله السالم قبول منصب وكيل وزارة الخارجية التي تم تأسيسها برئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لتنفيذ تصوراتي في تدعيم العمل العربي المشترك، وبالفعل بدأنا العمل في تأسيس نواة لوزارة الخارجية واستقطاب مجموعة من ابناء الكويت المخلصين للعمل كسفراء، وفي تلك الفترة استطعنا تأكيد توجه الكويت العروبي والقومي.

بين قاسم وصدام
في عام 1961 عبدالكريم قاسم هدد ولم يعتد او يحتل، ولكن صدام حسين في عام 1990 احتل ودمر وشرد وقتل ورفض كل النداءات العربية باتخاذ الموقف المسؤول وعدم تدمير القيم التي حكمت العلاقات بين الدول العربية، وفي عام 1961 كانت الامة العربية في حالة نهوض، والمشاعر القومية والوحدوية متأججة، وكان هناك زعيم هو جمال عبد الناصر يستطيع تحريك الامة من شمال الوطن الكبير الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وكان يملك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، اما في عام 1990 فقد غابت عناصر القيادات القومية، بل ان المعتدي كان اكثر الزعماء تشدقاً بالشعارات الوحدوية والقومية وكانت الامة في حالة تراجع وتفكك وتفتقر الى القيادة الشجاعة صاحبة القرار، فهل كنا نقبل باراء طرحها البعض كانت نتيجتها الحتمية ضياع وطننا وتشريد شعبنا واضافة كارثة جديدة ومأساة جديدة الى الكوارث والمأسي التي تعاني منها الامة.
لقد سافرت ومعي بعض زملائي في عام 1961 الى كل من بيروت والقاهرة وطلبنا من اخواننا القوميين الوقوف بصلابة الى جانب استقلال وسيادة دولة الكويت، وكان ما طلبنا، بل اننا في القاهرة التقينا بشخصيات قريبة من الرئيس جمال عبد الناصر، منهم السيد علي صبري الذي تولى رئاسة الوزارة فيما بعد، وقد ابلغنا الموقف الحاسم الداعم وسيادة بلدنا والرافض لاساليب التوحيد بالقوة او الضم، وكم كنا نتمنى لو كانت الساحة العربية في عام 1990 مثلها ان لم تكن افضل مما كانت عليه قبل 29 سنة، ولكن في دنيا السياسة لا توجد امنيات.
سافرت الى مصر في صباي، ودرست في المدرسة الابراهيمية وتفوقت دراسياً ورياضياً وحصلت على كثير من الجوائز والمكافآت على تفوقي باسم المدرسة وباسم المنطقة التعليمية التي تتبعها، وقد قبلت اوراقي في كلية الطب في جامعة القاهرة في 1949 نظراً لهذا التفوق، الا انني اخترت كلية الشرطة التي كنت راغباً في الالتحاق بها.
كنت في الثانية والعشرين من العمر، وكنت وزميلي الدكتور احمد الخطيب من نشطاء حركة القوميين العرب التي ساهمنا في تأسيسها انطلاقاً من العاصمة اللبنانية التي كانت تحتضن معظم كوادر الحركة من ابناء الامة العربية.

عبقرية عبدالله السالم
تكمن عبقرية المغفور له الشيخ عبدالله السالم في انه كان لديه فراسة وقدرة غير عادية على معرفة توجهات ومشاعر الشعب الكويتي وطموحاته، والاكثر اهمية انه كان يتمتع بالصدق مع نفسه ومع شعبه، وبالتالي كان يستجيب لمطالب الناس، خصوصا ما يتعلق منها بإقامة دولة عصرية بكل معنى الكلمة.

منظمة حقوق الإنسان
أوازن بين عملي الوطني داخل الكويت وعملي على المستوى القومي، خصوصاً وانا ارى ان الخطين يلتقيان بالحتم وليسا متوازيين، وبالاضافة الى انشطتي الداخلية ساهمت مع نخبة من القوميين العرب في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت والمؤتمر القومي العربي ثم المنظمة العربية لحقوق الانسان التي تأسست في مؤتمر ليماسول في 1983. نركز على كل ما هو قومي ووحدوي، لان ثقتنا لم تهتز ابداً بالوحدة العربية وبالقومية العربية، اما المنظمة العربية لحقوق الانسان والتي اتشرف برئاستها، فإنها خرجت من قبل نشاطنا القومي، وذلك لاعلاء قيمة الانسان التي اعلت كل الديانات السماوية من شأنه، ولنحافظ على كرامته وعلى حقوقه ونتصدى لكل محاولات انتهاكها.

تأميم النفط

كان مجلس 1975 يضم نخو 15 وطنياً وقومياً، وكنا نجتمع بشكل منتظم في بيتي ومعنا الخبير النفطي السعودي الشيخ عبدالله الطريقي الذي كان وزيراً للنفط، وقد لعب هذا الرجل دوراً في غاية الاهمية، حيث امدنا بالاتفاقيات الموقعة بين العديد من البلدان والشركات النفطية، مما ساعدنا على ان ندرس كل شيء بعناية، ونتحرك بخطى مدروسة ونقدم مقترحات ومشاريع قوانين مدروسة بعناية حتى نجحنا في انتزاع ثروتنا والسيطرة عليها، كما كان للنائب عبدالله النيباري دور مهم في صياغة خطتنا التي عرضناها كمشروع قانون حظي بموافقة كل اعضاء مجلس الامة بعد قراءات ودراسات في الداخل والخارج.
وفي ليلة اصدار القانون اذكر ان جلستنا استمرت حتى ساعات الصباح الاولى، وكانت في شهر رمضان ولكن الفرحة التي غمرتنا انستنا الوقت والتعب، خصوصاً ان الشركات الاجنبية كانت شبه واثقة من فشل خطتنا.

صورة لابن الكويت
كتب د. احمد صدقي الدجاني عن جاسم القطامي كعلم من اعلام الخليج العربي في صحيفة «الخليج» الاماراتية عام 1999 قال «رسمت للرجل من خلال ما سمعته عنه في تلك اللقاءات، صورة، فهو ابن الكويت وحدوي عربي، انتخب في مجلس الامة، صاحب موقف، مشغول بقضايا امته العربية، وجدت ان سلوك المناضل ونضاله ومواقفه تشد الانظار إليه وتجعل اسمه يتردد على ألسنة الناس مقترناً بالثناء.

أمنية في الحياة
تحقيق الوحدة العربية وان تقوم حكومتنا الكويتية بالتوقيع على كل المعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان وان يعود اللاجئون الفلسطينيون الى ارضهم ويتم تطبيق القرار رقم 194.

بماذا وصفه بوطلال؟
في تعليق له نشر عام 1998 بمناسبة تكريمه بعد اختياره اميناً عاماً للمنظة العربية لحقوق الانسان كتب الاستاذ محمد مساعد الصالح في عموده اليومي في القبس «انت فخر لنا ولبلدك واختيارك لمنصب رفيع في جمعية حقوق الإنسان العربي تشريف للمنصب ولحقوق الإنسان ولنا»..

البرجس والقطامي
كانت على الدوام تناديه «عمي جاسم» تعلمت منه الاستقامة والعطاء للكويت، شجعها على الدخول في المنظمة الكويتية لحقوق الإنسان ولما نضجت تجربتها وكبرت لم تنقطع عن الحديث عن مواقفه واعماله وتضحياته، وفي يوم احتجاج منظمات حقوق الانسان الدولية في الكويت وقفت على المنبر لتكريمه فهو من يستحق التكريم، هكذا كانت الزميلة مها البرجس، العضوة في جمعية الخريجين الكويتية والمنظمة الكويتية لحقوق الانسان تنظر الى المرحوم جاسم القطامي.

الصانع: نعزي أنفسنا
قال أمين عام الحركة الدستورية الاسلامية د. ناصر الصانع: نعزي أنفسنا برحيل العم جاسم القطامي، فقد عاش رمزا وطنيا بعطائه وأخلاقه، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

جائزة الطريقي
لعب دوراً بارزاً في مركز دراسات الوحدة العربية من اجل تنظيم جائزة عبدالله الطريقي من الخبراء العرب الأوائل في مجال النفط والغاز وصاحب مقولة «نفط العرب للعرب» بحيث تمنح مرة كل عامين تقديراً لدوره وتحفيزا للعرب على العمل في مجال تحرير الثروات النفطية.

«الوحدة العربية» ينعاه
خطف الموت المرحوم الاستاذ جاسم القطامي، عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية وأحد أهم مؤسسي المركز ورُعاته، بعد مرض عضال دام معه لعدة سنوات. وإضافة الى دعمه المعنوي والمالي المستمر للمركز فقد أنشأ من خلال المركز وتحت إدارته، وقفية بمبلغ مليون دولار باسمه لأغراض الدفاع عن قضايا «الديموقراطية وحقوق الإنسان» في الوطن العربي. كما يعرب المركز عن مواساته لعائلة المرحوم جاسم القطامي، وبخاصة لعقيلته أم محمد ولأولاده وبناته الأعزاء محمد وغسان ونزار، هند ولمياء وندى.

لا تجفي يا مدامع الأحرار
رحل القطامي.. الإنسان والمبادئ

محمود حربي
عندما وقفت أمس وسط ابناء الراحل الكبير اثناء عملية الغسل ورأيت الوجه المسجى امامي ناصع البياض كأنه في غفوة يعود بعدها.. تذكرت إرادة الله، ان يرحل الرجل بعد أيام قليلة من رحيل رفيق دربه وشريك نضاله المرحوم عبدالمحسن الدويسان.
شاءت إرادة الله ان أفقد في أسبوع واحد اثنين من أعز الناس الى قلبي، تذكرت أبا جاسم القطامي، وذهب بي التاريخ بعيداً الى المدرسة الابراهيمية الثانوية في القاهرة عندما ذهب اليها طالباً، وكان البطل الرياضي الذي حصد ميداليات القاهرة باسم المدرسة، ومر شريط الذكريات سريعاً الى قائد الشرطة الذي آمن بالمبادئ والمثل العليا ورفض أوامر التصدي للتظاهرات التي خرجت في الكويت تندد بالعدوان الثلاثي.
وانتقل الشريط الى النقطة المضيئة في عام 1959 في ثانوية الشويخ عندما كانت صيحة القطامي عندما قال «لا بد ان للشعب نوابه ووزراءه ودستوره»، وعلمت من رفاقه انه تحمل المسؤولية كاملة في هذا الموقف، ولم يطلع احدا على ما سوف يقوله.
هذا هو جاسم القطامي الذي ينتصر لمبادئه دائماً، تاريخ جاسم القطامي ناصع البياض، وعندما يكتب تاريخ المنطقة بتجرد بعيداً عن المجاملات، فان اسم جاسم القطامي سيكون جوهرة التاج للحركة الوطنية في الكويت ومنطقة الخليج.
لقد قدر لي الزمن ان اكون ملازماً للراحل الكبير وبشكل شبه يومي خلال الخمسة والعشرين عاماً الأخيرة، وتابعت نضاله اليومي وانتصاره الدائم لمبادئه التي آمن بها.
لقد كان داعية حقيقيا لحقوق الانسان، وكانت قضايا حقوق الانسان العربي هي شغله الشاغل في الفترة الأخيرة، ورغم تقدم السن لم يهدأ، وكان يتابع انتهاكات حقوق الانسان في كل مكان، وأتذكر كيف كانت أسر خليجية تتعرض لانتهاكات حقوق الانسان، وتلجأ للرجل الذي كان لا يتوانى عن القيام بما يمليه عليه ضميره.
لقد كان الرجل متسقاً مع مبادئه في تصرفاته وعلاقاته مع الناس، وقد عشنا هذه التجربة الانسانية الفريدة، لم يفرق القطامي يوماً بين الكويتي وغير الكويتي.
لم يفرق بين الرجل البسيط وصاحب المنصب، ولم يقصر في واجب على المستوى الانساني، ذهب الى الامارات لتقديم التعازي في الراحل كريم عمران وذهب الى القاهرة للمشاركة في تأييد أحمد صدقي الدجاني والى غيرهما.
كان للقطامي الرمز موقع خاص في المنظمات العربية، اذ شارك في اجتماعات حقوق الانسان، يأتي الجميع اليه للترحيب والاحترام، كان السند الحقيقي لحركة حقوق الانسان العربية، ورغم ظروف السن فانه كان الأكثر التزاماً والأكثر حرصاً على التواجد قبل الآخرين، وعندما كنت أناقشه كان يقولي لي: «القيادة مسؤولية، ويجب ان أكون أول من يحضر وآخر من ينصرف».

جاسم القطامي الأب والمعلم
توقفت الكلمات وتجمدت الدموع.. وشعرت بأن الوقت توقف في اللحظة التي بلغني فيها خبر وفاة العم العزيز على قلبي جاسم عبد العزيز القطامي.. وبدأت مشاهد ولقطات لرحلة طويلة من الذكريات مع العم جاسم.
عرفته عن قرب.. كان لي الاب والمعلم والصديق.. ماأزال اتذكر جاسم القطامي وهو يؤنبنا، ونحن صغار مع اولاده عندما نخطئ، حيث كنا نرتعب منه، لاننا نعلم بأن ما قمنا به فعل يحتاج الى تأنيب، كان لا يفرق بيننا وبين اولاده، يتعامل معنا بسواسية.
ماأزال اتذكر اللقاءات العائلية، ونحن الصغار نلهو ونلعب، وهو يتحدث ويناقش عن الوضع العربي والقضية الفلسطينية، واهمية الوحدة العربية التي هي طريقنا للتقدم.. كنا في هذا الوقت غير مبالين بما يقوله، ولكننا كنا مبهورين بالحوار والمناقشات التي كان يشارك فيها الكبار.. هذه الكلمات رسخت في قلوبنا واعماقنا، وتربينا نحن المحيطين به على هذه المفاهيم، والقيم التي غرسها فينا، واصبحت لنا نبراسا نسير عليه الآن.
ومن خلال عملي التطوعي وانضمامي الى الجمعية الكويتية لحقوق الانسان التي تأسست، وانطلقت من منزله الذي يحمل في كل من اركانه ذكريات ولقاءات عربية وقومية، وصرت اكثر قربا منه ووجدت ان المبادئ التي ضحى لأجلها بالمنصب لايزال متمسكا بها، فقد كان اول من طالب في حل قضية البدون من خلال الاتفاقيات الدولية، واعتبارها قضية انسانية ومعالجتها على هذا الاساس، واول من طالب بحقوق المرأة، ومؤمن ايمانا كاملا بالحريات، وهو الذي قدم استقالته المسببة في عام 1956 كمدير للشرطة، حين طلب منه التصدي للمتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر، وجاء في كتاب الاستقالة «كان بودي الاستمرار في عملي مديرا لشرطتكم الموقرة، بيد ان اختلافي مع سموكم في مسائل تتعلق بمستقبل الشعب وبحريته وكرامته، ومع انني لا استطيع ان احارب هذه الافكار التي انا شخصيا مؤمن بها، ومستعد للتضحية بالنفس والمال في سبيل استمرارها وبلوغها ما تصبو اليه».
كم سأفتقدك عم جاسم.. اعلم ان هذه ارادة الله، ولكن ستبقى كلماتك وتوجيهاتك محفورة في قلوبنا وعقولنا دائما.. ونعاهدك بأننا سنظل كما علمتنا وربيتنا عليه، سندافع عن الحريات والديموقراطية وكرامات الناس ونحمي الدستور.. رحمك الله.



جاسم القطامي مع عبدالعزيز الصقر



جاسم القطامي مع د. أحمد الخطيب في مجلس الآمة

القبس - 1/7/2012
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-07-2012, 09:10 PM
احب التاريخ احب التاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 12
افتراضي

رحم الله العم جاسم القطامي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2012, 12:56 AM
عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 200
افتراضي

رحمه الله وغفر له نحتاج لأمثاله اليوم

جعل الله منزله الفردوس الاعلى
__________________
My twitter : alibrahem_ a
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-07-2012, 08:30 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

ورقة استقالة المرحوم جاسم القطامي عندما كان مدير للشرطة .. وموجهه للشيخ صباح السالم ..

__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-07-2012, 10:02 AM
الصورة الرمزية بن شمّوه
بن شمّوه بن شمّوه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: ░▒▓█ حـــي الشـــرق █▓▒░
المشاركات: 223
افتراضي

جاسم القطامي
رجل أفنى حياته خدمةً لبلده وأهلها منذ شبابه وهذه هي أطباع أهل الكويت ونعم الخُلُق والتربية والثقافة, إنه مدرسة نتعلم منها رحمه الله ووالديه وغفر لهم وجعل الجنة هي سكنهم ودارهم
__________________


ولـــد شـــرق
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نادي الجزيرة والعروبة 1959م - فؤاد المقهوي AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 13-04-2010 12:35 AM
آل القطامي في الكويت - فرحان الفرحان 16/11/2001 IE التاريــخ الإجتماعي 2 26-02-2010 09:56 PM
عابرة سبيل من هي ومن تكون ...؟ متغرب القسم العام 8 07-12-2009 12:51 AM
جاسم عبدالعزيز القطامي عنك الشخصيات الكويتية 0 19-06-2009 08:24 PM
وقف سبيل بن دعيج - عام 1919م AHMAD الوثائق والبروات والعدسانيات 0 01-04-2009 07:55 AM


الساعة الآن 04:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت