راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 06-08-2008, 03:38 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي الشيخ عبدالرحمن الفارس - الرأي

إعداد : سعود الديحاني


للعلم محطات وللحياة انجازات والمرء يرسم خطاه ما انتهجه منذ صغره ونشأ عليه ضيفنا اليوم من بيت علم وصلاح ومعرفة بالعلوم الشرعية وقواعدها.
توارث العلم جيلا بعد جيل وكل سلف فيها خلف يحدثنا الشيخ عبدالرحمن الفارس عن اسرته والعلماء الذين انجبتهم ثم يسترسل معنا بالحديث عن رحلته العلمية والتي بدأت مع والده ثم التحق في مدرسة ملا مرشد حتى ختمها بالازهر في مصر كما يتطرق معنا إلى عمله الحكومي والاثار التي كانت له فيه وما البصمات التي تركها مسجلة باسمه في وزارة الاوقاف احاديث شيقة وممتعة باختلاف مواضيعها فنحن معه نقطف اطياب الكلام كما نقطف اطياب الثمر فلنترك له ذلك:

عند المدرسة المباركية كان يقع فريج الفارس وقد اطلق عليه الفارس نسبة لعائلتنا واول من سكن فيه الشيخ محمد بن عبدالله الفارس وقد كان هو والد جدي ولم أدركه لكن والدي عشت معه وكان اماما لمسجد الفارس وتسلم الوالد المسجد وانتقلت اليه الامامه من ولد عمه الشيخ عبدالله الفارس وهذا المسجد اول من كان اماما به هو مؤسسه الشيخ محمد بن عبدالله الفارس وقد صلى به ستين عاما وهو امام به ثم جاء من بعده الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الفارس صلى به خمسة عشر عاما ثم جاء والدي وصلى به اربعة وخمسين عاما وتوقفت السلسلة في هذا المسجد عند والدي ولم يكن والدي مجرد امام في المسجد فقط بل كان يدرس القرآن الكريم ثم درس في مدرسة السعادة التي اسسها شملان بن علي ثم امر الشيخ عبدالله الجابر بتعيينه مدرسا في المعهد الديني ودرس به عشرين عاما للفقه الحنبلي وكان معه مدرسون مصريون يدرسون لكنه هو الكويتي الوحيد وكما كان الوالد يتولى عقد النكاح في المسجد ويحل مشاكل الناس والخصومات التي تحصل بين الناس فكان يجد لها حلا ومن أبرز تلاميذ الوالد الشيخ محمد الجراح إمام مسجد السهول في ضاحية عبدالله السالم.

الدراسة
انا درست عند الملا مرشد ودرسني معه الملا اخوه سليمان وملا فهد المزيد والملا ناصر وابراهيم الحوطي وكانت دراستي عند الملا سليمان الحساب والكتابة والقرآن ثم انتقلت للمرحلة الثانية عند الملا فهد المزيد وبالاخير درست عند الملا مرشد نفسه واللغة الانكليزية درسناها ولد اخته ناصر الحوطي والدراسة كانت على فترتين الصبح والعصر والذهاب والعودة كان مشيا على الاقدام والمسافة طويلة من المباركية إلى مدرسة ملا مرشد في المرقاب ولا اذكر كم كانت رسوم المدرسة لكن كان الملا مرشد يقدرنا نحن ابناء الفارس ولنا عنده مكانه فهو له مع الفارس علاقة قوية وكانت هناك استراحة في منتصف النهار ساعتين اما ذهابي فكان مع اخواني فترتيبي كان من بينهم الرابع بعدها ذهبت إلى المعهد الديني ودخلت مرحلة التجهيز وهي سنة واحدة بعد التنظير ثم المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوي ومن الزملاء يعقوب الغنيم وراشد الفرحان وغصاب الزمانان وكان راشد الحماد من بعدي ومن مدرسيني رشدي سليمان وعبدالحفيظ حبيب ووالدي الشيخ عبدالوهاب والبسطاوي حجازي وعبدالعزيز حمادة وغيرهم من المشايخ الأفاضل.

المواد
كانت المواد كثيرة في المعهد الديني اكثر من سبع عشرة مادة فقه حنبلي والنحو والصرف والبلاغة والتفسير والحديث والقرآن الكريم وعلم المنطق وكنا ندرس على فترتين صبح وعصر والمعهد بداياته كانت في سنة 1947 وبعدما اتممنا الدراسة الثانوية توجهت إلى الازهر في مصر وبه كانت دراستي الجامعية وانا سافرت سنة 1957 عن طريق بعثة دراسية وسبب اختيار الازهر هو الوالد ورغبة مني.

الموقع
كان موقع المعهد الديني عند انطلاق الدراسة بالقرب من سوق الذهب عند سوق ابن دعيج وهو سوق الخراريز ثم انتقل إلى الشرق.

الثقة
الاهل والحكومة كانوا واثقين في ابنائهم عند ابتعاثهم للدراسة في مصر كان معي الدكتور يعقوب الغنيم وسليمان العنيزي وعبدالعزيز المطر وراشد الفرحان ومجموعة ولم نواجه صعوبة لان المعهد الديني الذي كنا ندرس فيه هو جزء من الازهر حتى الامتحانات كانت تأتي منه اما السكن في مصر فكان في شقق واول ما سكنا كان في شارع اسماعيل اباظة في القاهرة وكانت مصر متقدمة ومستقرة ونلقى من الشعب كل احترام وتقدير لاننا نحترم انفسنا والمواد التي ندرسها متكاملة ومادتها قوية ومركزة ودسمة وعلماء كبار ومشايخ كانوا يدرسوننا، والكل له تقدير واحترام اذكر الشيخ المدني وعبدالعظيم بركه وعثمان المروزي والدراسة والمذاكرة كنا نعطيها حقها لا نذهب من هنا وهنا ونصف العام الدراسي كنا نرجع للكويت وكانت عشرة ايام والمدة التي كنا نقضيها في سفرنا عبر الطائرة ثلاث ساعات الطائرة كانت ذات محركات واما اخر العام الدراسي فكنا نرجع للكويت اما المكافأة التي كانت الدولة تصرفها لنا فكانت ثلاثين جنيه شهريا نأكل منها والسكن والمواصلات والكتب وتزيد خيراً وهي ثلاثون جنيهاً وكنا نصرفها من بيت الكويت والمسؤول فيه عبداللطيف الشملان وعبدالله زكريا الانصاري ومعاملة بيت الكويت بكل تقدير ونحن ثقة عندهم وبالصيف كنا نجلس مع الاهل ونذهب للمكتبة نذاكر ونقرأ فيها، مكتبة المعارف التي تابعة للتربية وكل سنوات الدراسة كانت المكافأة ثلاثين جنيهاً ونحن بعض المرات لا نرجع في عطلة الربيع نجلس في مصر ونعود في الصيف والبرنامج اليومي كنا نذهب في الصباح في الكلية ثم نعود للبيت ونتناول وجبة الغداء ثم نرتاح وبعد العصر نذاكر حتى المساء كل في غرفته ولم نكن نحرص على الخروج الا بعض الاوقات نذهب إلى بيت الكويت وبعض الاحيان كنا نذهب إلى مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير نصلي فيه المغرب والعشاء وصلاة الجمعة وكان امامه سيد سابق نحضر دروسه والشيخ محمد بوزهرة درسني في الازهر وهو من كبار العلماء


الرجعة
بعد عودتي كنت اود ان اذهب للمحاكم لكن والدي وخالي الشيخ عبدالوهاب الفارس قالا لا تذهب للمحاكم «فأنا خوالي عمامي» وهما لا يفضلون العمل في المحاكم، بعد ذلك طلبني الشيخ مبارك الحمد للعمل في وزارة الاوقاف في ادارة المساجد سنة 1962 ولم استمر طويلا في هذه الادارة حيث عينت وكيلا مساعدا وانا قبل ذلك كنت رئيس قسم التوجيه الديني والمهام المناطة بهذا القسم هي المسؤولية على الائمة والخطباء من حيث التوجيه والارشاد.


دور القرآن
بالاضافة إلى التدريس مع الدكتور علي عبدالمنعم في الفترة الصباحية واستمررت بالتدريس لمدة تسع سنوات في الفترة الصباحية ومن هنا انبثقت فكرة انشاء دور القرآن حيث طلبنا من الوزير آنذاك انشاء هذا الهيكل التعليمي الشرعي وكان معي في هذا العمل الشيخ حسن مناع وكان الوزير في ذلك الوقت مشاري عبدالله الروضان فأنا يوم كنت أدرّس الائمة والخطباء في مكتبة الوزارة كثر الحضور عندي في الدروس فانبثقت هذه الفكرة والدروس التي كانت تدرس للائمة والخطباء هي الفقه الحنبلي وهي بمثابة دورات تنشيطية للائمة والخطباء وكانوا من جنسيات مختلفة وعندهم رغبة ونشاط.


مساجد
في فترة العصر كنت اشرف على العمل في المساجد انطلق من الكويت إلى الجهراء ومن الكويت إلى الفحيحيل وكنت اذهب إلى الوفرة والخفجي وكنت امر على جميع المساجد وكنت ادخل كل مسجد تابع للوزارة والخفجي تلك الايام كانت تابعة للكويت ومن الملاحظات التي اركز عليها الحضور والغياب واسمع قراءة الامام الصلاة والذي عليه ملاحظات استدعيه للوزارة بعدما ادون الملاحظات واقول له (بيني وبينه) انت عليك ملاحظات كذا وكذا بكل هدوء ولا اجرح شعوره بل اجعل الامر وديا بيني وبينه ونتعاون على البر والخير فكان كل من استدعيه للوزارة يخرج من عندي فرحا مسرورا.


خميس
الائمة والخطباء كانوا كثيرين والذي اذكره من هؤلاء الشيخ خميس الناصر والذي درس وطور نفسه وصار مؤذن ثم تطور وصار اماما وخطيبا في منطقة العمرية وهو من ابرز ما عرفت والذي اذكرهم وعاصرتهم الشيخ سيف الصابري، الشيخ عبدالرحمن الكمالي، الشيخ محمد الكمالي بالجهراء، والشيخ احمد مبارك بالفحيحيل والشيخ العصفور بابو حليفة والشيخ قصاب الزمنان بالفنيطيس والشيخ مسعد العصفور وسيف الدويلة وحسين ابراهيم ومحمد العمر والشيخ ابراهيم خليل كان بالفروانية.


الهدف
وكان الهدف الاساسي من انشاء دور القرآن تحفيظ الائمة والخطباء واتمام حفظهم للقرآن الكريم وتأصيل العلم الشرعي لديهم وقد هيأنا لذلك اكثر من مئتي امام وخطيب بعد ذلك تطور الامر واصبحنا نستقطب من اراد ان يتعلم العلم الشرعي ويحفظ القرآن الكريم فبدأت دور القرآن تستقبل الدارسين على مختلف اعمارهم ومستوياتهم الوظيفية وتم انشاء مراكز عدة على مستوى المحافظات.


الزواج
زواجي كان سنة 1964 اي بعد تخرجي بسنتين والذي عقد قراني هو خالي الشيخ عبدالوهاب الفارس وكان المهر مقداره الف دينار وكان عقد القران على بنت عبدالعزيز حمد البرجس وكان نوخذة في السفر الشراعي كبيرا وايضا نوخذة يجلب الماء من شط العرب حق الكويت وهو رجل على مستوى كبير - رحمه الله -.


الحج
كانت حجتي الاولى مع فهد الفهد الذي هو بكيفان وهو والد مدير مكتب صاحب السمو وقد حججت معه سنين عديدة ثم اخذت احج مع البعثة الكويتية وكانت حجتي الاولى ايام اللواري السيارات الكبيرة وكنا نسكن الخيام في مكة والمدينة.

النقلة
خرجنا من سكننا بالكويت عندما اصبح المكان عمارات شاهقة اليه وبيتنا كان وقفا من ايام جدنا الشيخ محمد الفارس وقد تحول إلى عمارة استثمارية اما نحن فانتقلنا إلى منطقة الفيحاء سنة 1960 في ذلك قد اشترينا البيت وكانت قيمته ثلاثين الف دينار وهو ما يعادلها بالروبية كان الف متر على شارع الرياض مقابل كيفان وبعد ذلك انتقلنا إلى الضاحية (عبدالله السالم).


برنامج
كان عندي برامج في الاذاعة والتلفزيون والشخصيات والعلماء الذين كانوا يأتون من الخارج استضيفهم في الاذاعة والتلفزيون واعمل معهم لقاءات ولي احاديث وبرامج ثابتة في الاذاعة والتلفزيون وبالاذاعة استمررت اكثر من ثلاثين سنة وانا لي برامج بها.

سفرات
كانت تأتينا دعوات للخارج فكنا نلبيها فهي تخص تفقد احوال المسلمين في تلك البلاد وكان معي مجموعة من المشايخ والزملاء بدأنا بدول الخليج ثم ذهبنا إلى سورية ثم الهند ثم باكستان وكنا نزور المراكز الاسلامية، وذهبنا إلى اندونيسيا ثم ماليزيا ثم الصين ثم تايلند وكنا نتفقد احوال المسلمين في تلك البلاد وكنا نقدم لهم المساعدات وكنا نقدم تقريرا للدولة وكنا نجد منهم كل تقدير واحترام.


الصين
جاءتني دعوة من الصين وذلك لأن اول بعثة صينية ذهبت إلى الحج مرة بالكويت فاستقبلناهم واكرمناهم وقمنا بالواجب معهم وقد سروا من هذا الصنيع فلما رجعوا إلى الصين بعدما اتموا الحج وجهوا لنا دعوة وقالوا تأتي ومعك شخصان فاخذت معي عبدالله العقيل وعثمان العليوي وسافرنا إلى الصين ومكثنا عندهم خمسة وعشرين يوما فكانوا اناسا يكرموننا ويحترموننا وتفقدنا احوال المسلمين في جميع المناطق وكان عدد المسلمين سبعين مليونا ووجدنا عندهم علماء ثم زرنا المساجد.


المسجد
مسجد الفارس الذي بناه جدنا الشيخ محمد الفارس بالمباركية وكان يعمل بالتجارة وبنى عبدالله الفارس مسجدا بالسالمية وبنيت انا مسجدا لابني عثمان بمنطقة عبدالله السالم ومخطط هذا المسجد نال اعجاب الناس فأخذوا يطلبون مني المخطط حيث بنوا عليه اكثر من ستة عشر مسجدا وايضا هناك مساجد بنيت في لبنان وبلدان أخرى.


الاثر
عندما أصبحت وكيلا مساعدا في وزارة الاوقاف كانت المساجد بها مئتي مسجد وتركت منصبي بعد تقاعدي وبها ثمانمئة وخمسون مسجدا، كنت أنا أشرف على انشائها وتخطيطها وتأسيسها وفرشها والتعيين بها، ومن المساجد التي اشرفت عليها شخصيا المسجد الذي بنته الشيخة مريم أحمد الجابر حيث طلبت مني شخصيا الاشراف على بنائه حيث استدعتني إلى بيتها في منطقة الشويخ وكان بيتها متواضعا وهي زوجة الشيخ عبدالله السالم وكانت امرأة كبيرة بالسن يبدو عليها الإيمان والتقوى والصلاح وقالت لي: (يا ولدي) أريد ان ابني مسجد ولكن لا أريد ان يكتب عليه اسمي، ولا تقولوا انني بنيت مساجد والله وحده يعلم من الذي بني هذه المساجد، وقالت لي اختر له اسما من أسماء الصحابة، فأخترت اسم عبدالله بن ابي بكر وتم بناءه في منطقة ضاحية عبدالله السالم.


الاستدعاء
استدعاني الشيخ صباح السالم أمير الكويت السابق - رحمه الله - وقال لي: يا شيخ عبدالرحمن أنا أريد ان ابني مساجد من حسابي الخاص، فاختر لي عشرة مواقع فقمت واخترت له عشرة أماكن لبناء تلك المساجد في مختلف مناطق الكويت وجهزنا المخطط، وأنا الذي توليت أمر ذلك ثم طرحتها عبر مناقصة.


الثاني
والاستدعاء الثاني الذي طلبني من أجله الشيخ صباح السالم انه كان يريد ارضين في مكة والمدينة يبني بها مساكن للحجاج الكويتيين، فاشترينا ارضين من حسابه الخاص وقد كانت القيمة لا بأس بها.
وأخذنا مدة طويلة والحجاج الكويتيون ينصبون بها خيامهم ويستريحون بها ثم بعناها بربح جيد، وقال لنا الشيخ صباح السالم: هذه الفلوس لا أريدها ان تدخل في حسابي اجعلوها في عمل خيري، وقد كان لد ذلك.


جنازة الشيخ صباح السالم
في يوم وفاة الشيخ صباح السالم كنت متعبا ومن عاداتي انني إذا صليت الفجر افصل التلفون حتى لا أحد يتصل علي، وقد كان الديوان الأميري يتصل علي فالتقط احد الاشخاص ذلك الاتصال وجاء واخبرني بذلك حيث قال لي: ان الديوان الأميري يتصل بك وقمت واوصلت التلفون وبعد عشر دقائق تم الاتصال فيني مرة اخرى، قال ان الديوان الأميري يريدك ان تأتي الى المسيلة، فذهبت إلى والدي وقلت له: لن أتقدم عليك لقد اتصل فيني الديوان الأميري وقال اذهب وتوكل على الله فذهبت ووجدت جميع الشيوخ موجودين في القاعة في قصر المسيلة، فلما دخلت جاءني سمو الأمير الشيخ صباح حفظه الله وقال لي: تعالى عندنا وكانوا يتناولون وجبة الافطار فقلت: انني قد فطرت قبل ان اتي إلى هنا. فقال سموه حفظه الله: (زيادة الخير خير)، فشاركتهم في الافطار ثم اختاروني مع عبداللطيف الثويني والشيخ ناصر صباح الناصر كي نستقبل الوفود في المقبرة، فذهبنا واستقبلنا الوفود ولما حان وقت الصلاة استدعاني الشيخ عبدالله الجابر وقال: يا شيخ عبدالرحمن تعالى لنذهب لنرى تجهيز القبر فذهبنا ووجدناه على ما يرام، وهو حسب الاصول، ثم رجعنا وجاء الملك فهد وزعماء الخليج ورؤساء الدول، فوقفت أنا ولم أتقدم فالتفت الي سمو الأمير الراحل الشيخ جابر - رحمه الله - مبتسماً وقال: تفضل ياشيخ ثم صليت إماماً فأخذني الشيخ جابر العلي وذهبنا عند القبر ثم اوتي بالجنازة ودفناها حسب الاصول ثم قمنا بواجب العزاء.


الجيران
جيراننا في الماضي أذكر منهم بيوت الحزمي والجوعان والزنكي وبودي والحمادي والمقهوي والوقيان وكان قريبا منا فريج بوناشي واقرب مسجد غير مسجد الفارس مسجد السوق اما مؤذن مسجدنا فهو حمد استمر سنين طويلة وكان يؤذن عنده مؤذن عراقي واسمه يوسف وهو اعجوبة إذا تكلم صعب الكلام عليه والنطق اما إذا أذن فليس هناك افصح منه واحلى من صوته، كان يأتيني في المكتب لبعض حاجاته كان الحاضرون يرون صعوبة كلامه وألاحظهم وهم يرون صعوبة نطقه للكلام فأقول له شيخ يوسف اقرأ لهم القرأن فيقرأ لهم سورة طه وغيرها فيقرأها بكل فصاحة ونطق هذه من الأمور العجيبة.


جمعان
وزير الاوقاف السابق جمعان العازمي عندما عين وزيراً طلبني وسألني عن خبرتي في الوزارة واعطيته معلومات كثيرة وقيمة وهذا يدل على ان جمعان مخلص وعنده احساس ونعم فيه.
❊ وكذلك أتمنى الخير والتوفيق للأخ حسين الحريتي الوزير الحالي حيث انه مجتهد... الله يوفقه.


إبراهيم
كان إبراهيم الديحاني يأتينا وساكن عند مسجد العدساني وهو كل بعد صلاة جمعة عندنا وكل ليلة وكنا نذهب إلى بيته وهو شاعر معروف وله قصائد عظيمة وهو صاحب نكتة وصاحب دين
الأولاد
أولادي الحمد لله أربعة والبنات اثنتان، أحمد ومحمد والمرحوم عثمان وفارس.

الوزراء
الذين عملت معهم كوزراء للأوقاف هم: الشيخ مبارك الحمد وعبدالله مشاري الروضان ويوسف الحجي وخالد الجسار وراشد الفرحان وعبدالله المفرج.


الأول
أول إمام كويتي صلى بالحرم النبوي كان الشيخ محمد عبدالله الفارس ولا نجد أي معلم باسمه أو أي معلم باسم الشيخ عبدالوهاب الفارس والذي توفي بحادث دهس بالقرب من منزله وقد شهد جنازته خلق كثير ونحن لم نعلن عن وفاته، وعندما ذهبنا نشكر سمو الأمير الراحل جابر الأحمد - رحمه الله - على تقديمه لنا العزاء بوالدنا قال: ان عبدالوهاب الفارس كان يأتي ويسعى في قضاء حوائج الناس ولا يطلب شيئا لنفسه أبداً.


الوكيل
كنت الوكيل المساعد لوحدي ومسؤولا عن كل شيء وكانت المساجد 200 مسجد وخرجت من الوزارة وهناك أكثر من 850 مسجدا وعملت مخططات 400 مسجد عندما عينت قال لي الوزير عبدالله مشاري الروضان: يا عبدالرحمن اذهب للبلدية وانظر إلى مخططات المساجد، فذهبت للبلدية وكان القرار المعمول به هو عشرة مساجد اثنان لصلاة الجمعة والباقي للفروض ذهبت وعقدت اجتماعا معهم وقلت لهم كلاما طيبا وخرجنا باتفاق يسمح لوزارة الاوقاف بإنشاء خمسة واربعين مسجدا كل سنة، جاء يوم الخميس ودخلت على الوزير قال: ما الأخبار قلت اعطوني خمسة وأربعين مسجدا. قال: تمزح أم كلام جد فقلت: هذا الكلام الصحيح، جاء يوم السبت ثم الاحد اجتماع مجلس الوزراء فوجد الأمر صحيحا فاتصل يشكر ويقول بماذا أكافئك به. قلت: أنت بمثابة والدي لا أريد إلا ان تقول جزاك الله خيرا، أنا لم آت الوزارة لدنيا بل لله سبحانه وتعالى، بعد ذلك كتب كتاب لمجلس الوزراء يطلب ترقيتي من الدرجة الرابعة إلى الثانية وحسب ما علمت لم يختاروا إلا أنا وقد كنت ذاهبا للمستشفى فوجدت أحد الوزراء وابلغني بالخبر وقال لي: لم يختر الشيخ جابر الأحمد وكان رئيس الوزراء إلا أنت للترقية قلت: هذا فضل من الله.


الشعيبة
كنا نخرج أيام الربيع إلى منطقة الشعيبة حيث بيت عمي أحمد الفارس فهو له بيت هناك، وكان الشيخ صباح الناصر اذا علم ان والدي الشيخ عبدالوهاب الفارس جاء إلى الشعيبة دعاه لزيارته.


الشدادية
كان والدي مع الشيخ محمد الجراح واخيه إبراهيم يذهبون للنزهة أيام الربيع لمنطقة الشدادية وكانوا يأخذون قدحا فيه خبزا وحلوى وإناء على شكل جربة فيه ماء يذهبون مشيا إلى الشدادية يجلسون ويتناولون وجبة الغداء ويؤدون الصلاة في الفضاء، ثم يعودون. في احدى المرات جاءتهم عاصفة رملية غبار فلم يروا بعضهم بعضا، فوالدي عنده بصيرة توجه نحو البحر ثم جاء للكويت، اما الشيخ محمد واخيه فتأخر وصولهم مدة طويلة وهذه طلعاتهم أيام الربيع والشباب.


التمويل
أنا من مؤسسي بيت التمويل الكويتي واحمد بزيع الياسين ابومجبل والشيخ علي الجراح وكنا على اتصال مع سمو الأمير الراحل الشيخ جابرالاحمد واخترنا له ذلك الاسم.
واحمد بزيع ياسين هو رئيس الاجتماعات هو له عطاءات كثيرة وهو من الأخيار من رجال الكويت.


عبدالوهاب
هو العالم الفاضل الشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن فارس بن عبدالله بن إبراهيم الفارس - رحمه الله - ولد في سنة (1316هـ/1900م) في بيت علم وفضل، هو بيت علامة الكويت الشيخ محمد بن عبدالله الفارس - رحمه الله - وكان من الطبيعي ان يسير على درب العائلة، وعلى ميثاق الخير والشرف والايمان الذي وضعه عميد العائلة العالم الفاضل الشيخ محمد بن عبدالله الفارس - رحمه الله تعالى -.
نهل الشيخ عبدالوهاب من تراث العائلة الديني العريق ما جعله واحدا من أعلامها الذين يهتدى بهم، ولم يسع الشيخ عبدالوهاب في حياته في اتجاه الدنيا أو زخرفها، بل كلّل الإيمان والتقوى سعيه فسار في درب الآخرة، وعرف عن الشيخ الجليل الانزواء والعزوف عن مباهج الدنيا، ولم يتواجد وسط الناس إلا للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإفشاء السلام والمحبة فيما بينهم قاصدا وجه الله سبحانه وتعالى مخلصا له غير طامع فيما في أيدي الناس، حتى أحبه العامة والخاصة وأيقنوا بطهره وعفافه وزهده، فوثقوا به واستبشروا خيرا في وساطته في معاملاتهم، ومن دلائل ثقة الناس في بركته وقربه من الله عز وجل حرصهم الشديد على ان يتولى الشيخ الفاضل بنفسه عقد الزواج لهم ليستهلوا الخير والتقى في زيجاتهم.
ذكر الأستاذ خالد سعود الزيد - رحمه الله - في كتاب (سير وتراجم خليجية): «حدثني من أثق به أنه ذهب للمحكمة للتصديق على عقد النكاح الذي قام بإحكامه الشيخ عبدالوهاب فأمسك الموظف العقد وقبل موضع توقيع الشيخ عبدالوهاب تبركا وإجلالا له».


رحلته العلمية
لقد تربى الشيخ الفاضل في بيت علم، والغرس الطيب لا يطرح إلا طيبا، وقد وضع الله سبحانه وتعالى في طريقه علماء أفاضل لينهل من علومهم، فتلقى مبادئ القراءة والكتابة في (كتاتيب) الكويت، وحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب عند الملا أحمد ابن عبدالله العمر - رحمه الله - وهو ابن عشر سنوات، ثم انتقل إلى المدرسة المباركية ودرس فيها الكتابة والحساب والتجويد على يد الشيخ السيد عمر الازميري - رحمه الله -، والنحو والفقه على يد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - رحمه الله - حيث درس على يده كلا من المذهب المالكي والشافعي والحنبلي، ودرس اللغة العربية مع ابن عمه الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس - رحمه الله -، عند عالم النحو محمود بن شاكر الشطري - رحمه الله -، ثم رغب في مواصلة دراسته على يد الشيخ الجليل عبدالله الخلف الدحيان - رحمه الله - الذي شهد له الجميع بالفضل والعلم الغزير، وهذه الصلة بين الشيخ عبدالوهاب واستاذه الشيخ عبدالله الخلف الدحيان دليل على صحة مقولة (من زرع حصد) فالشيخ الدحيان قد تربى ونهل من علم أستاذه الشيخ محمد بن عبدالله الفارس، وها هو ذا العلم الذي زرعه الشيخ محمد في تلامذته يعود إلى نسله وذريته بفضل من الله سبحانه وتعالى.

ووفق الله عز وجل الشيخ عبدالوهاب في تعلمه ايضا على يد الشيخ عبدالمحسن بن إبراهيم البابطين - رحمه الله - الذي كان بيده قضاء الزبير والذي تولى قضاء الكويت سنة (1357هـ/1938م)، واستمر الشيخ عبدالوهاب ملازما للشيخين الجليلين مستمعا لهما حتى استوى عوده، واتسعت مداركه، واشتاق إلى المزيد من العلم والنور، فراح يخوض بحار العلوم والفقه معتمدا على نفسه، ودفعه شغفه بالإمام ابن تيمية الحراني الدمشقي - رحمه الله - (الإمام الشهير الذي يعد واحدا من أعلام القرن السابع الهجري)، إلى الخوض في مؤلفاته والتعمق في تراثه، وكان الشيخ عبدالوهاب شديد الاعجاب بالإمام ابن تيمية لما له من جهود في الانتصار لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ومحاربة البدع والمحدثات التي ابعدت الناس عن طريق الايمان الصحيح. ولم يضعف الشيخ عبدالوهاب للعلم في يوم من الايام، بل ظل حريصا عليه حتى وهو في قمة نضجه العلمي، فقد لبى الشيخ الفاضل دعوة من علماء الازهر الشريف المؤسسة الدينية والعلمية التي استمرت في اداء رسالتها السامية للحفاظ على التراث والعلوم الإسلامية لقرون عديدة، وذهب الشيخ الفاضل وكان برفقته الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة - رحمه الله - والمربي الفاضل الأستاذ عبدالعزيز بن مسلم الزامل - أطال الله في عمره -، وذلك ليطلعوا على أنظمة التدريس في الازهر الشريف قبلة المهتمين بالتعليم الديني، وفي الازهر الشريف لقي الشيخ ورفيقاه فائق الترحيب والحفاوة من علماء الازهر الشريف ومشايخه الافاضل، وسافر الشيخ الفاضل ايضا إلى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الاقصى المبارك مع أهله، ومكث بجوار المسجد الاقصى لمدة ثلاثة أشهر تقريبا وكان ذلك في عام (1386هـ/1966م).



حياته
لابد للمصباح ان ينير للآخرين طريقهم، فقد كرس الشيخ عبدالوهاب وقته وجهده لخدمة الآخرين في شؤون دينهم ودنياهم مفضلا مصالح الناس على مصلحته، حتى ان الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - قال عندما حضر للتعزية في الشيخ عبدالوهاب عقب وفاته: «ان الشيخ عبدالوهاب - رحمه الله - لم يأتني في يوم من الايام ليطلب طلبا يخصه، بل كان يسعى لأجل قضاء حاجات الناس ومصالحهم».

وقد تولى الشيخ عبدالوهاب - رحمه الله - إمامة المصلين بمسجد الفارس في المباركية منذ ان كان شابا يافعا، واستمرت إمامته بالمسجد أربعة وخمسين عاما كاملة، وفي عهد وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية عبدالله مشاري الروضان - رحمه الله - انتدبته الوزارة لما له من خبرة ودراية في اعمال الدعوة لاختبار من يتقدم لوظيفة الإمامة والخطابة والأذان في مساجد الكويت.

ذكر الأستاذ خالد سعود الزيد - رحمه الله - في كتابه (سير وتراجم خليجية): «لكم تمنيت ان اكتب عن الشيخ عبدالوهاب الفارس في حياته، لكنه كان حريصا على ان يظل بعيدا عن الأضواء، فهو من قله لا يعنيهم من أمر هذه الحياة إلا أن يكونوا معطين فيها ثم لا يعنيهم بعد ذلك شيء» وذكر أيضاً - رحمه الله - (مدرسة السعادة) في سنة (1343هـ/ 1924م)، وذلك من ثلث أيتام سعد الناهض حيث كان قيماً على هذه الثلث، فأنشأ هذه المدرسة لتعليم الأيتام والفقراء بناء على نصيحة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - رحمه الله -، فكان من الطبيعي أن يكون للشيخ عبدالوهاب مشاركة في هذا الصرح الخيري فقام بتدريس علوم القرآن الكريم، ولما كان الشيخ الفاضل يتمتع بموهبة الخط الجميل فلم يبخل على تلامذته في مدرسة السعادة بتعليمهم فنون الخط والإملاء بالاضافة الى تعليم الفقه والتفسير، واستمر الشيخ الفاضل في تأدية رسالته فيها لمدة خمس سنوات تسبقها سنة واحدة يعلم الصبيان القرآن الكريم في كتاتيب السيد هاشم الحنيان - رحمه الله-.
وقام الشيخ عبدالوهاب - رحمه الله - بتدريس أبناء عائلة الخالد في مجلسهم اللغة العربية لمدة ثلاث سنوات.

وكان الشيخ الفاضل كثير الجلوس مع أخيه الشيخ محمد بن سليمان الجراح - رحمه الله - في مسجد السهول بضاحية عبدالله السالم كل ليلة من صلاة المغرب الى صلاة العشاء للبحث في المسائل الفقهية.
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام - رحمه الله - عن الشيخ عبدالوهاب - رحمه الله - في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون): «هو مفتي البلاد الكويتية والمرجع اليه في كتابة الوثائق واجراء عقود الأنكحة والمشاورات الخاصة والعامة، فهو عمدة بلاده بالشؤون الدينية، وكانت له شعبية كبيرة في بلده الكويت، وله مقام عند الخاص والعام، وكانوا يعتقدون فيه ما هو أهله من الصلاح والتقى».


مشاركته
عندما انتابت مشايخ الكويت شكوك ومخاوف من انقراض التعليم الديني في ظل عدم وجود مؤسسة ترعاه، رفعوا مخاوفهم الى مجلس المعارف، وطلبوا افتتاح معهد ديني لتدريس الفقه ولو لساعة من النهار، واستجاب مجلس المعارف لطلب المشايخ فاستأجر محلاً مقابلاً لسوق اللحم في شارع المباركية وتم تعيين ثلاثة فقهاء فيه، كما تطوع الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة - رحمه الله - لتدريس علوم الحديث النبوي، وقد طلب الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - رئيس دائرة المعارف آنذاك من الشيخ عبدالوهاب الانضمام الى هيئة علماء المعهد الديني الذي أنشئ في عام (1367هـ/ 1947م)، فقبل الشيخ الفاضل التدريس فيه واستمر في تأدية رسالته في المعهد لمدة عشرين عاماً.


مجالسه
كان الشيخ عبدالوهاب يجلس في ديوان الفارس بالمباركية ما بين صلاتي المغرب والعشاء يومياً وذلك قبل أن ينتقل من المباركية سنة (1379هـ/ 1960م) ليسكن بالفيحاء الى سنة (1390هـ/ 1971م)، ثم الى ضاحية عبدالله السالم التي توفي بأحد شوارعها (شارع صنعاء).
وكان الشيخ عبدالوهاب يدرّس في ديوانه الفقه الحنبلي والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية التي يدرّسها من خلال كتاب (سيرة ابن هشام)، وقد حفل ديوان الشيخ عبدالوهاب بالعديد من الشخصيات البارزة التي كانت تستمتع بالجلوس اليه والانصات الى حكمه ومآثره - رحمه الله - وكان من أبرزهم السادة:

- محمد ابراهيم الخال.
- حمد رشود الرشود.
- أحمد رشود الرشود، (امام مسجد السرحان بالمباركية).
- الشاعر ابراهيم الديحاني.
- محمد عبدالعزيز المنصور.
- مسعود العبدالله.
- محمد عبدالعزيز العنزي.
- أحمد الفاخري.
- عبدالرحمن الرجيب.
- سعود المديرس.
وآخرون غيرهم.

والى جانب مجلسه اليومي كان له أيضاً مجلس أسبوعي في الديوان نفسه، وذلك لمدة ساعة من بعد صلاة الجمعة حيث يجتمع فيه مع أهله، وكان للشيخ الجليل شقيقان، (أحمد) - رحمه الله - وهو من مواليد سنة (1313هـ/ 1895)، وشقيق آخر توفي في ريعان شبابه وكان اسمه (عبدالله)، وشقيقة واحدة تزوج منها الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس، وقد رزق الله سبحانه وتعالى الشيخ الفاضل أربعاً من الاناث وستة من الذكور من زوجته ابنة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الفارس وهم:
- عبدالله.
- ابراهيم.
- حمد.
- الشيخ/ عبدالرحمن.
- يوسف (توفي صغيراً).
- مشاري.

وقد اختار لهم طريق العلم والنور فأرسل ابنه (ابراهيم) للدراسة في كلية اللغة العربية و(حمد) الى كلية اصول الدين و(الشيخ عبدالرحمن) الى كلية الشريعة والقانون وذلك في الازهر الشريف الذي سبق ان استضاف الشيخ الجليل، و(مشاري) الى كلية التجارة في جامعة الكويت.
والى جانب الأهل كان للأصدقاء مكان كبير في مجلسه الذي كان يجيب فيه عن الاسئلة والاستفسارات الدينية، ومن اقرب الاصدقاء للشيخ الفاضل السيد/ مرزوق داود البدر - رحمه الله -، وكانت السمة البارزة على ديوانه وصحبته هي تجمع أهل العلم والفضل لرفع راية الله عز وجل، فكان على صلة دائمة بابن عمه الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس والشيخ محمد بن سليمان الجراح والشيخ محمد صالح العدساني والأديب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجراح - رحمهم الله تعالى -، حيث حافظوا جميعاً على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجعلوهما في الصدارة، وليس أدل على ذلك من انه عندما حضر أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح - رحمه الله - إلى ديوان الفارس في إحدى المناسبات، وكان في استقباله الشيخان عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس، وابن عمه عبدالوهاب ابن الشيخ عبدالله الفارس، حيث قال لهما: «انتم أيها العلماء الجناح الأيمن والشعب هم الجناح الأيسر»، فما كان من الشيخين إلا أن أجاباه شاكرين له تفضله قائلين: «ان هذا القول دليل اهتمام سموكم بالعلم والعلماء وتقديرهما ولكن جناحيك يا صاحب السمو هما كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم».

وكان للشيخ عبدالوهاب مجلس خاص خلال شهر رمضان المبارك بمسجد الفارس بالمباركية بعد صلاة العصر يومياً لإلقاء الدروس والوعظ والارشاد في هذا الشهر المبارك، كان يحضر الدرس الكثير من طلبة العلم.


ثمار الخير
لم يكن يسعى الشيخ عبدالوهاب إلا في الخير، ولم يقف قط إلا في موقف يحيط به الخير والطهر والصلاح، فقد كان الشيخ الفاضل في مرة من المرات يسير مع صديقه الشيخ محمد بن سليمان الجراح - رحمهما الله - فصدمتهما سيارة وسقطا في حفرة ما تسبب في جرحهما، وكان من الطبيعي مقاضاة سائق السيارة لكنهما تنازلا عن حقهما عندما علما انه كان في حالة سكر، فقد رأى الشيخان أنه لا يليق بهما أن يقفا مع (سكران) في موقف واحد، فآثرا الصفح عنه وتركاه إلى حال سبيله.
ذكر لي الملا يوسف حماده - أطال الله في عمره -: «انه في أواخر الخمسينات اقترح بعض الناس تحويل (المقبرة القديمة) والتي يكون موقعها الآن بجوار قصر العدل إلى حديقة عامة ليرتاد الناس عليها، وقد اعترض على هذا الرأي العديد من علماء ورجالات الكويت ومنهم:

- الشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس
- الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس.
- الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة
- الشيخ أحمد الخميس.
- الشيخ محمد بن سليمان الجراح.
رحمهم الله تعالى.


ورفعوا شكواهم للشيخ عبدالله السالم الصباح - رحمه الله -، ولكن تم للمقترحين ما أرادوا، حيث تم القاء الرمال فوق القبور وتمت زراعتها وحولت إلى حديقة عامة يرتادها الناس إلى يومنا هذا، وصادف ذلك التحول يوم الثلاثاء أو الأربعاء، وحين ذهب الناس إلى صلاة الجمعة التي تلت ذلك اليوم، وما ان خرج الناس من المسجد حتى أصبح لون السماء يميل إلى الاحمرار وصار النهار شبه مظلم وغبار شديد، وأخذ الناس يدعون ربهم من الخوف أن يغيثهم من هذا الغضب، ولا شك أن هذا الغضب من الله عز وجل لوجود قبور الكثير من العلماء ورجالات الكويت الأوفياء في هذه المقبرة ومنهم الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله الفارس والشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي وحاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك واخوانه الشيخ محمد والشيخ جراح الصباح وغيرهما الكثير، وقد عزز العلماء اعتراضهم بفتوى من علماء الحرم المكي الشريف بعدم جواز ذلك الفعل».

وأثمر ذهن الشيخ الفاضل العديد من ثمار العلم، فله عدة مذكرات فقهية ألفها لطلبة العلم لكنها لا تزال مخطوطة ومحفوظة لدى ابنه الشيخ عبدالرحمن بانتظار أن تخرج إلى النور قريبا - إن شاء الله سبحانه وتعالى -.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-08-2008, 03:39 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

وقد شارك الشيخ الفاضل كل من الشيخ محمد بن سليمان الجراح والسيد محمد بن سليمان المرشد عضو مجلس الأمة السابق في تحقيق كتاب (كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات) على مذهب الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله - وهو من تأليف عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بن محمد الدمشقي - رحمه الله تعالى -، ومازال التحقيق مخطوطا غير مطبوع في مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.

وقد جنى ثمار الشيخ الجليل الطيبة عدد من التلامذة النجباء الذين نالوا مكانة تليق بهم في الكويت، وتقلدوا مناصب مهمة، ومن أبرز تلامذته:
- ابنه ابراهيم. (وقد تقلد مناصب عدة في وزارتي الإعلام والتربية).
- ابنه حمد. (مدير المعاهد الدينية السابق).
- ابنه الشيخ عبدالرحمن. (وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون الحج والمساجد السابق).
- المستشار راشد عبدالمحسن الحماد. (رئيس المجلس الأعلى للقضاء).
- الدكتور يعقوب يوسف الغنيم. (وزير التربية السابق).
- الدكتور خالد مذكور المذكور. (رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالديوان الأميري).
- الدكتور عجيل جاسم النشمي. (عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية السابق بجامعة الكويت).
- عبدالله العيسى (رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق).


نهاية رحلة
رحل الشيخ عبدالوهاب إلى جوار ربه بعد رحلة عطاء طويلة مباركة، وقد أراد الله إكراماً له أن يموت شهيدا، فمات اثر حادث سيارة أليم، حيث صدمته سيارة وهو عائد إلى منزله ماشياً بضاحية عبدالله السالم (شارع صنعاء)، فنقل إلى مستشفى الصباح حيث توفي في (الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ربيع الأول لسنة 1403 هجرية- الثاني عشر من يناير لسنة 1983 ميلادية).

قال الدكتور يعقوب يوسف الغنيم (وزير التربية السابق) أحد طلبة الشيخ الفاضل عقب وفاته: «فقدت الكويت عالما من علمائها الأجلاء، وإماماً من أئمتها المخلصين، ورائداً من رواد نهضتها العلمية، بلغ ستة وثمانين سنه في مجال الدعوة إلى الله صابراً مخلصاً، حتى أثمر بفضل الله عمله، وطاب ما غرست يداه، ذلك فضل الله».

واعترافاً بفضله وجهوده لخدمة الإسلام والمسلمين، قامت جامعة الكويت بمنحه شهادة تقدير تكريماً لجهوده الكريمة، وقامت وزارة التربية باطلاق اسمه على إحدى مدارسها في ضاحية صباح السالم، وقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باطلاق اسمه على مسجد بجوار جمعية كيفان التعاونية بناء على اقتراح مقدم من السيد الفاضل جاسم محمد العون عضو مجلس الأمة آنذاك تخليداً لذكراه التي يحفظها له تلامذته في وجدانهم، وقام المعهد الديني بمنحه شهادة تقدير بمناسبة مرور خمسين عاماً على انشاء المعهد تحت رعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سـعد العبدالله السالم الصباح - حفظه الله ورعاه-.

وشيع جثمان الشيخ الفاضل - رحمه الله - إلى مثواه الأخير صباح اليوم التالي لوفاته وقد حضر جنازته جمع غفير من رجالات الكويت وطلبة العلم عنده ومحبيه، وقام بالصلاة على جنازته السيد الفاضل عبدالمحسن ابن الشيخ عبدالله الفارس - رحمه الله-.
رحم الله شيخنا الفاضل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

المصدر
كتاب علماء آل فارس في الكويت كان مصدرنا في الحديث عن الشيخ عبدالوهاب الفارس وهو من إعداد حفيده فارس عبدالرحمن الفارس.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-08-2008, 03:40 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي





رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-08-2008, 03:41 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي





رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-08-2008, 03:41 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي





رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-08-2008, 03:42 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-08-2008, 09:22 AM
مطيري كويتي مطيري كويتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 48
افتراضي

الله يرحم مشايخ وعلماء الكويت والفارس من الاسر العريقه التي أنجبت الكثير من العلماء لا ننسي فضلهم ونعم والله بالفارس أسره كلها خير وبركه ومشكور اخوي ويعطيك ألف عافيه
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-08-2008, 02:20 AM
مشعل عامر العجمي مشعل عامر العجمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3
افتراضي

يعطيك العافيه
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26-10-2008, 10:25 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

عبدالرحمن الفارس في ذمة الله


  • المرحوم عبدالرحمن الفارس
فقدت الكويت أمس الشيخ عبدالرحمن عبدالوهاب الفارس الذي وافاه الأجل المحتوم بعد رحلة عامرة بالعطاء في أكثر من مجال.

ودرس المرحوم الفارس في بداياته في مدرسة الملا مرشد السليمان، واستمر في دراسته إلى أن التحق بالأزهر الشريف وتخصص في الشريعة والقانون حتى تخرج في 1962 .

لكن الفقيد لم يعمل في القضاء، بل عمل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، واسندت إليه إدارة المساجد.

ورغم مسؤوليات المرحوم الشيخ عبدالرحمن الفارس الكبيرة، كانت له العديد من المؤلفات القيمة، وبرامج إذاعية وتلفزيونية ومشاركات في مؤتمرات علمية متخصصة، فيما ترأس بعثة وزارة الأوقاف إلى الحج، ولجنة شراء العقارات الخاصة بالوقف، واللجنة الدائمة للمعونات الخارجية.

واختير الشيخ الفارس عضوا في اللجنة الاستشارية الشرعية الخاصة بالديوان الأميري، واللجنة الاقتصادية المنبثقة من لجنة استكمال الشريعة.



تاريخ النشر 26/10/2008
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26-10-2008, 11:38 PM
بو عبدالله بو عبدالله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 19
افتراضي

رحمه الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ الغالي.. عبدالرحمن الكمالي - فارس الفارس AHMAD المعلومات العامة 1 16-07-2011 10:55 PM
الشيخ عبدالرحمن الفارس حديث الذكريات بوخالد.. القسم العام 2 29-07-2010 08:13 PM
الرقية الشرعية تأليف الشيخ عبدالرحمن بن عبدالوهاب الفارس جون الكويت البحوث والمؤلفات 6 29-10-2009 04:09 PM
الشيخ العلامة عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس AHMAD الشخصيات الكويتية 7 06-04-2008 08:58 PM


الساعة الآن 08:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت