راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 26-05-2009, 07:34 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي سعود عبدالعزيز سلطان الفليج

سعود عبدالعزيز سلطان الفليج
(1325-1418هـ) (1907 – 1997م)
المولد والنشأة
ولد المحسن الحاج سعود عبدالعزيز سلطان الفليج بمنطقة القبلة في دولة الكويت عام 1907م الموافق 1325ه .
نشأ في كنف أسرة طيبة اشتهرت في دولة الكويت بالجود والكرم والأخلاق الحسنة، فقد عرف أبناء أسرة الفليج في داخل الكويت وخارجها بكثرة أعمالهم الخيرية، وقد كان الحاج سعود الفليج – رحمه الله - أحد رموز العطاء وحب الخير في هذه العائلة الكريمة، كما سيتبين من خلال هذه السيرة العطرة.
تعليمه
درس في مدرسة ملا هاشم الحنيان وتعلم فيها قراءة القرآن الكريم والقراءة والكتابة وشيئاً من الحساب، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة المباركية بعد افتتاحها كأول مدرسة نظامية في الكويت في بداية عام 1330هـ.
وكان سعود الفليج - رحمه الله - مطلعاً ذا ثقافة دينية عميقة، حتى إنه كان يستشهد بآيات من القرآن الكريم في أحاديثه، ويعضد أقواله كذلك ببعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - وفق ما ذكره ابنه موثق هذه السيرة العطرة - مما يدل على حبه لكتاب الله تعالى وحسن فهمه لآياته وقدرته على استحضارها واستظهارها في المواقف المناسبة، وهذه هبة ونعمة لا يعطيها الله إلا لمن يحبه من عباده، كما كان دائم الصلاة في المسجد طوال سنى حياته، مبكراً إلى الصلاة قارئاً للقرآن الكريم حتى تقام الصلاة.
زواجه وأسرته
اهتم سعود الفليج – رحمه الله – بالعمل والتجارة في سن مبكرة من حياته وأخلص لعمله هذا لدرجة أنه نسي فكرة الزواج فترة من حياته، حيث تزوج عام 1936م، وكان عمره آنذاك 29 عاماً، وكانت تعتبر سناً كبيرة على الزواج في ذلك الوقت، وقد تزوج من ابنة المرحوم حمد ناصر الغانم.
وقد رزقه الله تعالى بأحد عشر ولداً: خمسة ذكور هم عبدالعزيز وفيصل ومحمد وغازي وحمد، وستاً من البنات، وله من الاحفاد 24 حفيداً ذكوراً وإناثاً.
تجارته
كان المحسن سعود الفليج - رحمه الله – محباً للتجارة منذ صغره راغباً فيها حريصاً على مزاولتها، لدرجة أنه سافر إلى الهند عام 1922م، وكان لا يزال فى الخامسة عشرة من عمره.
فكان يعمل في تجارة التمور؛ يشتريها من البصرة ويرسلها إلى الهند، ويستورد من هناك البضائع المتنوعة كالأقمشة والحبوب المختلفة كالأرز والماش والعدس وغيرها للكويت والبصرة.
وقد أقام فترة بمدينة كراتشي – التي كانت تابعة للهند آنذاك – ثم فتح بها مكتباً تجارياً لإدارة أعماله هناك عام 1940م، وذلك بالتنسيق مع إخوته فى الكويت، وهم المرحوم فهد عبدالعزيز الفليج، والحاج يوسف عبدالعزيز الفليج، والمرحوم أحمد عبدالعزيز الفليج، وكان يُصدر بضائعه من ميناء كاليكوت فى الساحل الغربي للهند.
وقد أقام في مدينة كراتشي ثماني سنوات: منذ عام 1943، حتى عام 1950م، كان حريصاً خلالها على عمل الخير قدر استطاعته، فكان يساعد العديد من الهيئات واللجان الخيرية الموثقة في المدينة، والتي أشرف عليها لتنفيذ بعض المشروعات الخيرية.
عاد – رحمه الله – بعد ذلك إلى الكويت عام 1952م، ليستقر بها ويزاول عمله في التجارة العامة من خلال مكتب العائلة التجاري بمشاركة إخوته، وهو مكتب معروف في سوق المناخ سابقاً.
صفاته وأخلاقه
تمتع المحسن الكريم سعود الفليج – رحمه الله – بالعديد من الصفات الرائعة التي ربما لا يتسع المجال لذكرها جميعاً، ومن أهمها حرصه على صلاة الجماعة، حيث كان - رحمه الله – عارفاً لفضل صلاه الجماعة في المسجد، فحرص عليها رغبة في كثرة الثواب، ومضاعفة الحسنات، فكان من رواد مسجد حمد عبدالمحسن العتيقي ومسجد أبي بكر الصديق (قطعة 5 بمنطقة الشامية)، وكذلك كان يفعل عندما يسافر إلى الهند أو أي مكان آخر، إذ لم تكن تلهيه التجارة عن ذكر الله وإقام الصلاة.
ولم يكن محافظاً عليها وقت شبابه وصحته فحسب، بل أيضاً بعدما كبرت سنه وداهمه المرض، حتى إنه في الأسابيع الثلاثة الأخيرة قبل وفاته لم ينقطع وكان يصلي على فراشه رغم اشتداد مرضه.
واتصف أيضاً بحفظه لأعراض وحرمات الآخرين، فلم يكن يتكلم ولا يحب أن يتكلم أحد عن غيره، كما كان - رحمه الله - دمث الأخلاق متواضعاً محبوباً من الجميع، وقد صدق الشاعر الذي قال:
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ودينك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللـناس ألـسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئاً فصنها وقل يا عين للناس أعين
كما عُرف عن المحسن سعود عبدالعزيز الفليج - رحمه الله - استقامته منذ شبابه، وهي عند الشباب خلق نادر، ولعل استقامته كانت سبباً في حب الناس له ونجاح تجارته.
ومما عُرف عن المحسن سعود الفليج – رحمه الله – أيضاً الحكمة والروية والحزم، وحكمة التاجر ورزانته وترويه في اتخاذ القرار وحزمه في تنفيذه، سبب كبير - بعد توفيق الله تعالى – في زيادة نشاطه واتساع عمله، وقد كان المحسن سعود عبدالعزيز الفليج - رحمه الله - مصيباً وموفقاً في معظم قراراته، بتوفيق من الله تعالى.
كما عرف – رحمه الله – بنخوته وفزعته وشهامته ووقوفه إلى جانب الحق، فكان يقول الحق ولوعلى نفسه، وكان هذا سبباً في زيادة محبيه الذين كان يستقبلهم في ديوانه، ويعرفهم جميعاً؛ لما اتصف به من قوة ذاكرته وسرعة تذكره للأشخاص والأحداث جميعاً.
كما عُرف عنه – رحمه الله - أنه كان متعاوناً على الخير مع جميع من يعرفهم، وخاصة مع إخوانه من أهل الخير، مما يدل على فهمه لأخلاق الإسلام وعمله بقول الله تعالى: "... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ..(2)" سورة المائدة .
ومما اتصف به - رحمه الله – الصدق والأمانة والنزاهة، وهي بين التجار خلق عظيم، لأنها رأسمال التاجر وسمعته بين الناس، وقد تحلى المحسن سعود الفليج – رحمه الله – بتلك الصفات، فربحت تجارته وحسنت سمعته وأحبه الناس جميعاً.
أوجه الإحسان في حياته
إن رجلاً كالمرحوم سعود الفليج – رحمه الله - اتصف بما ذكرنا من الصفات الحميدة وتخلّق بهذه الأخلاق الطيبة لابد أن تتعدد أوجه إحسانه وتكثر مجالات بره وعطائه، فقد كان عاملاً بقوله تعالى: "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)" سورة البقرة.
فكانت له – رحمه الله - علاقات جيدة باللجان الخيرية داخل الكويت وخارجها، بل إنه كان يمثل إحدى الدعامات الرئيسة لهذه الجمعيات واللجان من خلال دعمه الدائم لها.
بناء المساجد
أدرك - رحمه الله - أهمية المساجد ودورها الخلاق ورسالتها السامية في بناء الأجيال وصناعة الرجال وتطهير القلوب وغفران الذنوب، فكان حريصاً على نيل هذا الثواب من الله الرحيم التواب، وليس أفضل من إقامة مسجد لله تعالى، يُذكر فيه اسمه بالغدو والآصال، ويتربى فيه الشباب والنشء والرجال على نور الرحمن، قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)" سورة التوبة.
وقد وفقه الله تعالى إلى بناء عدة مساجد في داخل الكويت وخارجها:
أولاً: داخل الكويت:
مسجد بجليب الشيوخ

عندما لمس المحسن سعود الفليج - رحمه الله - حاجة أبناء منطقة جليب الشيوخ في محافظة الفروانية لمسجد يؤدون فيه صلواتهم ويتوجهون فيه إلى خالقهم ورازقهم بالدعاء والرجاء والتوبة والإنابة وصالح الأعمال، قام ببناء مسجد في المنطقة في السبعينيات، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد سمي هذا المسجد بإسم مسجد فهد الفليج وإخوانه، ويجري حالياً توسعة المسجد وترميمه من ثلاث جهات، ليتسع لأكبر عدد من المصلين، حيث تكتظ هذه المنطقة بالسكان من المواطنين وكم كبير من المقيمين.
المواصفات العامة للمسجد
- المساحة الكلية للمسجد 850 متراً مربعاً
- يتسع المسجد لعدد 500 مصلٍّ من الرجال تقريباً.
- ارتفاع المئذنة 14 متراً.
- بني المسجد على الطراز العادي.
ثانياً: خارج الكويت:
لم يقتصر خيره – رحمه الله – على أبناء بلده فحسب، بل حرص على أن يمتد عطاؤه إلى إخوان له في الدين، هم أيضاً في حاجة إلى العون والمساعدة، وكله أمل في الله تعالى أن يكون هذا العمل وكل أعماله في سبيل الله تعالى شهوداً له، وأثقالاً في ميزان حسناته يوم القيامة، فتبنى – رحمه الله – مهمة بناء مسجدين على نفقته هما:
مسجد في الهند
كان المحسن سعود الفليج – رحمه الله – تاجراً معروفاً في الهند، وله مكتب هناك يملكه مع إخوته، ولذلك فقد لمس حاجة إخوانه المسلمين هناك إلى مسجد، ولكنهم لم يكونوا يستطيعون البناء لعدم توافر المال لديهم، ولكونهم أقلية، ولعدم اهتمام الحكومة الهندوسية بحاجة تلك الأقلية المسلمة، فبادر– رحمه الله – من فوره بإنشاء مسجد هناك على نفقته، راجياً ثواب الله تعالى على هذا العمل المبارك، الذي قام به – رحمه الله – مساعدة لإخوانه المسلمين على آداء شعائرهم الدينية وتعميرهم للمساجد التي تعتبر بالنسبة لهم منارات علمية وفكرية، بالإضافة إلى تآلف قلوبهم في ظل الظروف التي آشرنا إليها آنفاً، قال صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ" رواه البخاري.
مسجد في نيبال:
لما كانت ظروف المسلمين في النيبال شديدة الشبه بظروف إخوانهم في الهند، من ناحية الحاجة وكونهم أقلية، قام رحمه الله بتأسيس مسجد هناك بالتنسيق مع إحدى الهيئات الإسلامية، وأطلق عليه اسم زوجته الفاضلة "شيخة حمد الغانم" رحمها الله، وفاءً لها على وقوفها بجانبه في مسيرة حياته، ورغبة في نيلها الأجر والثواب من الله تعالى.
التبرع للجمعيات الخيرية
وقد مثّلَ هذا العمل وجهاً آخر من أوجه البر والإحسان المتميزة في حياه المحسن سعود الفليج – رحمه الله - حيث لمس حاجة المسلمين إلى العون والمساعدة وتوفير الطعام والملبس والمأوى، فلم يتردد في تقديم العون لهم، ليس من خلال جمعية خيرية أو اثنتين بل من خلال 58 لجنة خيرية تعمل في دولة الكويت ,في الهند وباكستان لصالح المسلمين، حسب إفادة ابنه موثق هذه السيرة العطرة.
وكان يحرص على أن يقدم تبرعاته وخيراته بنفسه وبشكل مباشر، بل بلغ إصراره وحرصه على عمل الخير درجة عجيبة، لدرجة أنه عندما تعطل البريد بعد تحرير دولة الكويت، قام بإصدار التحويلات المالية من الكويت وإرسالها عبر دبي، واستمر على ذلك الحال حتى توفاه الله تعالى، القائل في كتابه العزيز:
"الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (274)" سورة البقرة
المساهمة في الأمانة العامة للأوقاف
عرفت دولة الكويت الوقف منذ نشأتها تأكيداً لما جُبل عليه أهلها من حب للخير الدائم والأجر المستمر، وأول وقف عرف في الكويت كان مسجد بن بحر الذي أسسه إبراهيم البدر عام 1670م، أي منذ 332 سنة، وأول وقف يدر ريعاً للصرف على الخيرات العامة كان وقف المرحوم خليفة بن سنان الذي نشأ سنة 1230هـ.()
ولما كان المحسن سعود بن عبدالعزيز الفليج حريصاً على جريان الخير بعد وفاته فقد ساهم بمبلغ وقفي في الأمانة العامة للأوقاف، عسى الله أن يجعله في ميزان حسناته يوم الحساب.
وقد كان - رحمه الله - حريصاً على الإنفاق بكثرة في مجال الصدقات والخيرات، وعدم الإعلان عنها، حرصاً منه على زيادة الأجر والثواب، ولذلك فإن المعلومات التي حصلنا عليها عن أعماله الخيرية قليلة، وقد ذكرنا منها ما عرفناه وعلمه أبناؤه فقط.
دوره الوطني
بلغ الحاج سعود الفليج – رحمه الله - من الإيمان بحب الوطن والدفاع عنه مبلغاً عظيماً، فكان من المرابطين إبان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت رغم كبر سنه واعتلال صحته، وعاش خلال فترة رباطه مرفوع الرأس قوي الشكيمة، مدافعاً عن وطنه ومسانداً لأبنائه بكل ما يملك لتحرير الوطن الغالي، ولم تفتّ في عضده تقلبات الأحداث الجسام في تلك الفترة الصعبة من تاريخ الكويت، ومما يذكر عنه أنه قدم الدعم المادي للمرابطين الصامدين في دولة الكويت أثناء الأزمة.
وقد ساهم – رحمه الله – بجهد مميز في دعم صمود الأسر الكويتية المرابطة في داخل الوطن أثناء الإحتلال الغاشم، وموقفه الكريم في هذا الصدد يرويه شاهد عيان في ذلك الوقت، وهو الدكتور عبدالمحسن الخرافي رئيس اللجنة المالية التابعة للجان التكافل بمنطقة الشامية خلال الاحتلال العراقي الغاشم، والتي كانت تنسق تدفق السيولة بالدينار العراقي إلى العائلات الكويتية المرابطة في أرض الوطن أن المرحوم سعود عبدالعزيز الفليج كان أحد التجار الكويتيين القدوات في دعم الصمود الكويتي، وذلك حين سلم له مبيعات مخازنه بمئات الآلاف من الدنانير العراقية، بلا ضمان سوى الثقة بعودة الكويت، وورقة من قيادة المقاومة تشهد باستلام لجان التكافل منه هذا المبلغ المعين، والذي تكفلت حكومة الكويت في المنفى بإعادتها إلى كل تاجر يقوم بعمل مماثل في سبيل الوطن.
وقد كان لهذه السيولة النقدية وتدفقها أكبر الأثر في دعم صمود الأسر الكويتية في ظل العصيان المدني الذي نفذه جميع أفراد الشعب الكويتي بلا أستثناء.
وبالفعل صبر المحسن الحاج سعود الفليج – رحمه الله – حتى ظفر بالحسنيين: عودة الوطن – التي لا يساويها شيء ولا يعدلها ثمن، وعودة رأسماله الذي قدمه عن طيب خاطر لمساعدة إخوانه أهل الكويت المرابطين من خلال لجان التكافل، متجرداً بعمله هذا لله تعالى، وعاملاً بقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى" رواه البخاري.
ذريته الطيبة
لقد أنعم الله تعالى على المحسن الكريم الحاج سعود الفليج – رحمه الله - بعمل الخير في حياته، ورزقه بالذرية الطيبة التي تشربت منه حب الخير واقتفت خطواته في عمل المشروعات الخيرية في داخل الكويت وخارجها، فكانت امتداد لأعماله الخيرية إلى يومنا هذا، فقد بارك الله تعالى في أولاده وبناته على السواء ليكونوا مثالاً طيباً للذرية الطيبة، وكأنا به يدعو ربه بدعاء زكريا عليه السلام، قال تعالى:
"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38)" سورة آل عمران.
- ابنه فيصل سعود الفليج: أسس مستشفى فيصل سعود الفليج للغسيل الكلوي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ بمصر، وهو مستشفى مكون من طابقين وبتكلفة قدرها مليون ومائتي ألف جنيهاً مصرياً.()
- ابنه المرحوم محمد سعود الفليج: أسس عدة أعمال خيرية ومنها مسجد بمنطقة قرطبة بدولة الكويت، وترك ثلثاً خيري تأسس منه عدة أعمال منها مجمع بمنطقة الخيالة في القاهرة، بتكلفة قدرها 750 ألف جنيهاً مصرياً، وهو مجمع ضخم مساحته 600 متراً مربعاً ومكون من طابقين يضم مسجدا ومصلى للسيدات ودار مناسبات ومئذنة 30 متراً وخدمات أخرى، وقد تم افتتاحه عام 2002م.)(
- ابنه غازي سعود الفليج: أسس مجمعين إسلاميين، الأول في منطقة التبين بالقاهرة، بتكلفة قدرها 350 ألف جنيهاً مصرياً،() والثاني هو مجمع غازي الفليج في القرطيين بالجيزة في مصر أيضاً، بتكلفة قدرها 400 ألف جنيهاً مصرياً، وكل منهما يضم مسجد ومصلى للنساء ومئذنة ويقدم خدمات أخرى عديدة للمسلمين هناك،() كما تبرع لبناء مسجد في كلية هندسة المطرية بالقاهرة.()
- ابنته نسيمة الفليج: أسست مجمع في منطقة برطس بمدينة إمبابة في محافظة الجيزة، ويضم مسجد ودار مناسبات وخدمات أخرى، بتكلفة 400 ألف جنيها مصريا، وتم افتتاحه بحضور وزير العدل ووزير الأوقاف الكويتي ومحافظ الجيزة عام 2001م، وأنشأت كذلك مسجداً في نزلة بشير بمحافظة الفيوم بمصر، بتكلفة قدرها 200 ألف جنيهاً مصرياً.()
- ابنته مريم سعود الفليج: أسست مسجداً في منطقة أسنيت بمدينة كفر شكر في محافظة القليوبية، ويضم مسجد ومصلى للسيدات ومئذنة وخدمات أخرى.()
- ابنته منى سعود الفليج: أسست مجمعاً متكاملاً في منطقة عين حلوان بالقاهرة، بتكلفة قدرها 400 ألف جنيهاً مصرياً، ويضم مسجدا ودار مناسبات وخدمات أخرى، وقد تم افتتاحه عام 2001م بحضور وزير العدل والأوقاف الكويتي وفضيلة مفتي جمهورية مصر العربية وأخوها السيد غازي الفليج.()
- زوجته المرحومة شيخة حمد ناصر الغانم: من مالها تأسس مسجد في جامعة حلوان بالقاهرة، يجري تنفيذه حالياً باشراف ابنها غازي الفليج.()
وفاته:
بعد حياة مديدة وعمر ناهز التسعين عاماً، كانت مليئة بأعمال الخير، وبعد صراع مع المرض لم يطل أكثر من ثلاثة أسابيع، أجاب المحسن سعود عبدالعزيز الفليج نداء ربة تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)" سورة الفجر.
وقد توفي – رحمه الله – في دولة الكويت في الرابع من رجب عام 1418هـ، الموافق للرابع من نوفمبر عام 1997م، تاركاً وراءه الذكر الحسن والسمعة الطيبة من خلال أصدق الأدلة وأقوى البراهين على بره وإحسانه وجوده وكرمه.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر والمراجع
* مقابلة مع عبدالعزيز وفيصل وغازي سعود الفليج، أبناء المرحوم الحاج سعود الفليج.
- مقال للأستاذ عصام الفليج بعنوان "رحيل الكبار عن أهل الديار" بجريدة الوطن يوم
16/11/1997م.
- مجلة العطاء - بيت الزكاة – الكويت.
- كتيب مساجد منطقة جنوب السرة والسيرة الذاتية لواقفيها – الأمانة العامة للأوقاف – الإصدار الأول – الكويت 2002-2003م.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – قطاع المساجد – إدارة الشؤون الهندسية.
 
* وثق هذه المادة ابنه الأكبر عبدالعزيز .
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-03-2011, 01:12 AM
MR.O MR.O غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 21
افتراضي

رحمة الله عليه ومثواه الجنة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز عام ١٩٦١ bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 1 06-10-2019 10:50 AM
الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين SaLiM المعلومات العامة 2 08-01-2018 01:58 PM
استفسار: عن الحاج يوسف عبدالعزيز الفليج sekarbel الصندوق 9 09-02-2012 11:40 AM
محمد سعود عبدالعزيز سلطان الفليج عنك الشخصيات الكويتية 1 17-03-2011 01:20 AM
عبدالعزيز ابراهيم الفليج IE الشخصيات الكويتية 6 17-09-2010 05:46 PM


الساعة الآن 12:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت