كتب فارس الفارس:
نقلب اليوم صفحات من حياة احد الشعراء الكويتيين الذين استطاعوا خلال فترة وجيزة احتلال مكانة عالية في المجتمع الكويتي وشهرة واسعة في الجزيرة العربية، عمل في التجارة وزاول العمل الحكومي بكل اخلاص واتقان.. ولكن كان الشعر هو حبه وعشقه الوحيد، ينتمي شاعرنا الكريم الى احدى العائلات الكويتية العريقة والتي اكتسب من خلالها ثقافات عديدة.. شاعرنا هو المرحوم - باذن الله - خالد العبدالله العلي الوزان.
اسمه ونسبه
هو الشاعر (خالد بن عبد الله بن علي بن حسين بن عبد الرحمن الوزان) - رحمه الله -، وعائلة الوزان هي من الأسر الكويتية ذات الأصول النجدية، يرجع نسبها الى آل أبا حسين من آل شبرمة من آل محمد من الوهبة من آل حنظلة من قبيلة بني تميم.
والده (عبد الله العلي الوزان) يعتبر من تجار الكويت المعروفين، ويعد رجلاً من رجالات المجتمع الكويتي، حيث كان - رحمه الله - عضوا بالمجلس البلدي في الفترة ما بين 1940 الى 1946، وقد عرف عنه الصدق والأمانة والاخلاص، وكان محل ثقة أهل الكويت في تعامله معهم، وله أياديه البيضاء في العمل الخيري.
ولادته ونشأته
ولد الشاعر خالد الوزان في حي (المرقاب) في مدينة الكويت عام 1924، ودرس في كتاتيب الكويت على يد الملا سليمان المرشد - رحمه الله -، حيث تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة ومسك الدفاتر والحسابات، وبعد ذلك انتقل الى حياته العملية.
حياته العملية
بدأ شاعرنا الكريم حياته العملية بالعمل التجاري، حيث فتح له محلا تجاريا في أول سوق الخضار في مدينة الكويت، وعمل فيه فترة من الزمن، ثم باعه الى السيد الفاضل عبد الله راشد الزير - رحمه الله.
بعدها انتقل الى العمل في تجارة السيارات، حيث كانت الكويت وقتها في بداية النهضة العمرانية، واشترى- رحمه الله - سيارات نقل (نسافات) وأخذ مقاولة تزويد بعض الشركات العاملة في البناء في ذلك الوقت بالرمال والصخور، حيث كانت تستخدم رمال الشواطىء بأعمال البناء وخاصة في أعمال المساح لكونها مغسولة طبيعيا من حركة المد والجزر وخالية من الشوائب، أما الأحجار فكانت تجلب من منطقة وارة حيث جبل وارة الذي لم يعد موجوداً الآن، بعد أن استخدمت صخوره في البناء وعمل النقع ومراسي السفن على شواطئ البحر، وكذلك كانت تجلب من أماكن أخرى تتوافر فيها الصخور المناسبة لهذه الأغراض.
العمل الحكومي
انتقل الشاعر خالد الوزان الى العمل الحكومي بعد العمل الخاص، حيث عمل في وزارة الأشغال لسنوات معدودة وتحديدا في (1952/1/1 حتى 1955/12/31)، ثم انتقل الى العمل في بلدية الكويت من (1956/7/14 حتى 1958/2/2)، ثم عاد الى العمل في وزارة الأشغال في (1958/8/6 حتى 1959/5/9)، ثم كانت محطته الأخيرة في وزارة التربية التي عمل فيها من (1959/5/10 حتى 1979/7/16)، وكان عمله في وزارة التربية أمينا عاما لمكتبة الشعب العامة الواقعة في منطقة الشعب السكنية، وقد فضل العمل في المكتبة ليتفرغ للقراءة والاطلاع كونه محباً لقراءة الأدب والشعر والتاريخ، وكانت المكتبة المكان المناسب لذلك، وكان أصدقاؤه من محبي الشعر والأدب يترددون عليه في المكتبة وكانت بمثابة المنتدى الشعري والأدبي لهم.
أقرانه من الشعراء
كانت للشاعر (خالد الوزان) مجموعة من الأصدقاء المحبين للشعر والأدب، وكان له معهم جلسات ومحاورات ورديات، وكان يسند على البعض منهم في قصائده ويطلب منهم الرد عليها، وهم كذلك يرسلون له قصائد ويطلبون منه الرد عليها، وهكذا يكون الثراء في الشعر من خلال المبارزة الشعرية الشريفة بين الأحباب والأصدقاء التي تبرز شاعريتهم وقوتهم الشعرية في حسن النظم ودقة التشبيه وقوة المعنى بأوزان و(طواريق) متنوعة، فيثرون الأدب الشعبي بنتاجهم...، ومن هؤلاء الشعراء :- ناصر عبد الرحمن الشريم، وعبد المحسن أحمد الرفاعي، وعبد الله عبد العزيز الدويش، وصالح نصرالله النصرالله، ومنصور الخرقاوي، وراشد علي الناهض، وسالم بن تويم الدواي - رحمهم الله جميعا، ومحمد مبارك الردعان - أطال الله في عمره -.
يقول عنه صديقه الشاعر صالح النصرالله: «عرفت خالد عبدالله الوزان في اوائل السبعينات شاعرا من ابرز شعراء النبط في الكويت.. واجتمعت به.. وسمعت الكثير من أشعاره، فاعجبت بالشعر والشاعر، فهو محدث لبق، يشد سامعه اليه، حاضر البديهة.. مرح»، «أما شعره فجزل في الحماسة، ورقيق سلس في الغزل، يحسن الوصف ويجيد التشبيه، وهو بارز بين أقرانه من شعراء النبط، له معهم مراسلات ومحاورات والغاز وأحاج».
وقال الشاعر منصور الخرقاوي في مقدمة كتاب (شوارد من قصائد):
«خالد مثل نور شعاعه سليمان
صاغ الذهب والدر سواه بعقود
أسس كتاب اللي تمعنى بالأوزان
ديوان خالد كنه اليوم موجود»
كان - رحمه الله - شاعر (قلطة)، وله (رديات) ومحاورات مع بعض الشعراء، فكانوا يلتقون فيتحاورون ويتساجلون شعرا عذبا رقيقا فيأخذ مجراه نحو مواضيع مختلفة، وكان للشاعر (خالد الوزان) مجلسا في مساء كل يوم خميس يجمعه مع رفاقه من الشعراء في منزل العائلة الكائن على البحر في شاطئ (أنجفه) الواقع في منطقة البدع، وكان في هذا المنزل (تقيض) عائلة الوزان أيام (القيض)، حيث انه قريب من البحر ومكانه ممتعاً وخاصة قبل أن يعبد طريق البدع الحالي وقبل أن يعمر الشاطئ، حيث كان هذا المكان يسوده السكون والهدوء ومنعزلا تماما عن المدينة، وكانت العائلة تستقبل فيه الضيوف من الوجهاء والأقارب والمعارف.
دارت في هذا المنزل أغلب المحاورات مع زملائه الشعراء مثل المرحوم ناصر عبد الرحمن الشريم، والمرحوم مرشد سعد البذال، والمرحوم مسعود السيحان، ومحمد مبارك الردعان، والمرحوم راشد علي الناهض، ومنها هذه المحاورة مع الشاعر المرحوم ناصر الشريم:
ناصر:
الوقت مظلم والليال معشرات
كان القحت يا كود حل اولادها
سقوى سقى الله السنين الماضيات
ايامها وشهورها واعيادها
خالد:
تبي تلد بذكور والا فـي بنات
وحنا نتوحى صفقها بزنادها
هذي سوات أيامنا في ها الحيات
توريك خير وسوها بغمادها
ناصر:
بس السوالف صادرات وواردات
والنفس لا يصعب عليك جهادها
يابو فهد عيت عيوني لا تبات
أفكر على الدنيا وقو طرادها
خالد:
كل يعرف الحق وفروض الصلات
لاشك أبو مره رثع باجوادها
نشوف شوف ولا لنا غير السكات
من قامت القينه تحكم اسيادها
ناصر:
الله يثبتنا على الدين الثبات
والمرجله كل يحسب اعدادها
ايامنا وسنينها متساويات
والمعرفه محدارها مسنادها
خالد:
يقوله اللي واقع بالمشكلات
والصبر يا ناصر تراه قيادها
ترى المصايب هينه دون الشمات
يا ساتر العورات من حسادها
ناصر:
يا زين حزات الرخا والعافيات
والا اللوازم حلها ميعادها
كثر المعاني طايلات وقاصرات
واهل المعرفه لازمين حيادها
خالد:
ويش خانة اللي ماثبت للموجبات
اليا طاحت النقله وطاح شدادها
يا ناصر بن شريم تصقهنا الرمات
كل يقول اني عليت اجيادها
حياته الشعرية
يعتبر المرحوم باذن الله (خالد العبدالله الوزان) علماً من أعلام الشعر الشعبي، حيث لم يكتب الشعر ترفا ولم يكتبه لحاجة، بل كتبه حبا وعشقا، فبادله الشعر الحب والعشق نفسه.
كان شاعرنا الكريم قليل النشر وقليل التواصل مع الأعلام الشعري في حياته، الا أن كثرين من محبي الشعر يعرفونه، وقد كتب عشرات القصائد في جميع الأغراض والمناسبات، وجمع ابنه (سليمان) ما توافر من الشعر في كتاب أسماه ( شوارد من قصائد )، نشرت طبعته الأولى عام 1997، وهو من منشورات ذات السلاسل بالكويت حيث نجد فيه الكثير من أشعاره وألغازه التي توافرت عند طباعة هذا الكتاب.
بدأ - رحمه الله - رحلته بكتابة الشعر منذ بداية شبابه، وأقدم قصيدة له كانت رده على الشاعر (عبد الله عبد العزيز الدويش)، حيث ان (الدويش) قد قال قصيدة عام 1940 وفيها لغز لم يستطع أحد حله، في حين أن شاعرنا - رحمه الله - قد تمكن من حل اللغز والرد عليه بقصيدة تحوي حل اللغز ووضع فيها ثلاثة ألغاز يطلب من الشاعر (الدويش) حلها والتي يقول فيها:
تنشد العراف عن شىء طرا
خمسة بلجه تمارا قبل حين
جاوبه بو نواس وايقن وادبرا
ما اتفق قلبين صافين أثنين
وانشدك جان انت فكرك محضرا
فرزنه يالقرم ياذرب اليمين
وش هنوف دوم شاليـة اسمرا
الهنوف تروف في حق الجنين
الولد راوغ جنه يذعرا
وامه ترفرف مروفه للضنين
ان غشاه النوم تلحفه بذرا
وان غدا مضنون هالعذرا تشين
وانشدك عن خود ما تمشي عرا
اسمها مفرود ثنـتين يقين
يرتحلها الحي والفاهم درا
ما ارتحلها اثنين في دب السنين
وانشدك عن عود جلده مجدرا
عادته ينشال في كل الـيدين
والله انه لو يشغل دوكرا
والمنافع منه ما يكما الكنين
القصيدة الكاشفة
أثناء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في عام 1990م، كان الشاعر خالد الوزان موجوداً في القاهرة، وكتب قصيدة جميلة بعنوان (القصيدة الكاشفة) قبل التحرير ومكونة من 35 بيتا، نختار منها:
البارحه قبل الفجر وقت الأسحار
جانا عدو الله بجيشه جريره
جانا هجاد أبغير علم ولا نذار
قتل وسلب والمصايب كبيره
صرخ أطفال وروع اصغار وكبار
أفعاله الطاغوت نكرا نكيرا
وقال أيضا:
الله يعز شيوخنا سر وجهار
اخوان مريم بالليالي العسيره
جابر عريب الجد من نسل الأحرار
اللي على شعبه عيونه سهيره
أقولها والله عليم بالاسرار
يا سعد شعب صار جابر أميره
وأبو فهد حيد على الحمل صبار
حكيم راي وشيخنا يستشيره
وقال عن الطاغية المقبور صدام:
كلب عقور وصايبه غلث وسعار
حتى عثى في كل قصر وحضيره
ملعون في كل القرايا والأقطار
تدهاه من كل الخلايج وفيره
متوحش مسعور شرس وجزار
متعطش للدم كبده فطيره
شاعر ألغاز
عشق (خالد الوزان) الألغاز، حتى أصبح أحد أعلام كتابها في تاريخ الشعر الشعبي (النبطي)، وتفنن فيها حتى عرف فنونها، عرف له أكثر من 50 لغزا أجاد كتابتها وعجز كثيرون من حلها حتى حلها هو بنفسه، كتب في (الدرسعي) و(الريحاني) و(الأبجدي) وأبدع فيهم، وهذا الفن يمكن أن نطلق عليه (فن الرمز) بالشعر الشعبي أو ما يسمى بـ (الشفرات) أو (الدفن)، وهو عدم الافصاح عن اسم ما.. وانما (يدفن) بين الكلمات وفق قواعد محددة و بطرق ثلاث وهي (الدرسعي أو الأبجدي أو الريحاني)، ولكل طريقة قواعدها، وقد تم شرحها بالتفصيل في كتاب ( شوارد من قصائد ) الذي أشرنا اليه، ومثال على ذلك قوله:
يرود الما وذيدانة أهيامة
يبى مايه و مايه ما يرامي
يشوف الجو غطلس به جتامه
ألا لله دره عنه شامي
ويقصد بـ (يرود الما): جزيرة دلما بالريحاني (م)، ويقصد بـ (يبي مايه ومايه): رقم مائتين بالأبجدي (ر)، ويقصد بـ (ألا لله دره): دره من الياقوت بالريحاني (ي)، ويقصد بـ (عنه شامي): الشام من المدن بالريحاني (م)... وبذلك يكون الاسم المدفون في الأبيات هو اسم (مريم)، ويمتاز هذا النوع من الفن بقوه السبك والبناء للغز والذي يعجز عنه الكثيرون، علما بأنه كان مشهورا ومنتشرا في السابق وأما الآن فيكاد يندثر لعدم تداوله وقلة العارفين فيه.
أما فن الألغاز الشعرية المعتادة فكان يجيد سبكها وبناءها...
قال في (العين):
وش هنوف دوم شايله أسمرا
الهنوف اتروف في حق الجنين
الولد رواغ كنه يذعرا
وأمه اترفرف مروفة للضنين
أن غشاه النوم تلحفه ابذرا
وان غدا مضنون هالعذرا تشين
وقال في (المغزل):
أنشدك عن عود نحيف وله راس
يأكل مع الجمهات سنه براسه
يلفح كما تلفح هنوف بها العاس
ورجله تخلي القاع يا قو باسه
ومن العجب اكله يحطه له لباس
وقوته من الأنعام يا اهل الفراسه
قصائد متنوعة
كذلك سطر شاعرنا المرحوم خالد الوزان قصائد في وصف (المقناص) و(الذلول) نذكر منها:
في وصف (المقناص):
قال الذي ينقض على كل فتال
لا عنز الشاعر عليه النشيده
ابيع واشرى بالتماثيل دلال
وأشفق على المعنى اليا صار سيده
حي الجواب اللي لفى فيه مرسال
مسعود بن سيحان قرم وليده
حيد يشيل الحمل مشيه بجودال
ريف الهشالا بالليالي الشديده
يا مرحبا ما هل من جبله هلال
واعداد ما شافوا هلاله عبيده
احلى من الشربه اليا سرب اللال
لي صار ظميانـن وجارا وريده
يامحمد تعكش وأثاريك خيال
والسيف ما يصدى وهو في غميده
ذكرتني وقت قضيته ولازال
مثل الرضيع الي فطم عنه ديده
سدوا علينا الدرب ما شوف مدخال
منع الشمال وكل خد بعيده
قلبي مع المقناص لازال ميال
لو كان زرعه ما يساوي حصيده
راعى المثل كد قال في ضرب الامثال
ضحك عليه اخير من جزل صيده
ربعة مثل شرواك تجره من المال
اللي فعاله كل ابوها حميده
يا ماحلا وان شبو النار بالحال
في وسط روض ذارى عن جليده
وحطو غواريهم على النار ودلال
وزانت سوالفهم بحضو الوقيده
والنار الاخرى للعشا تشعل اشعال
والريش سافلهم يعمد بديده
والصبح دكاً المواتر بزرفال
والجيب شدوا جامته في بنيـده
وتعرضوا ضلعان وبحار وسهال
والجيب مقطاع الوعر ما يكيده
ثم اسهجوا خد له الصيد مدهال
تلقى الجميله راتعه والفريده
والصيد ياسر والحبارى بالاجوال
هي منوة الدنيا وهي ما تريده
ليا فرعوا بطيورهم فوق ما طال
هدوا وساقوا والرمي له رعيده
هذي علق فيها وهذيك لها حال
ما طار طاح وماتحرك نببيده
بايمان صبيان شغاميم ورجال
وان شافوا الصيده لك الله شهيده
معهم تماتيك جديدات وطوال
ما صلحوها عند زيد الشريده
ما دوجـنن بالسوق بايدين دلال
ولا غيروا منها اخشاب وحديده
ياما حلا وان قيل في الضحى مال
وضحوا بروض مثل بستان صيده
عشبه جديد وكل ماتم له سال
متخالف نبته مخالف نضيده
هذي طراة العمر والفي زوال
لابد مطرود يشده طريده
ترى غناة النفس ما هيب بالمال
حتيش لو يضرب قياسه رصيده
واعرف ترى المحروم حارس وحمال
اللي على ماله سوات الجعيده
وصلوا على المختار ما هل همال
واعداد ما ورقٍ سجع بتغريده
وقال في وصف (الذلول):
ياراكب اللي جنها السلوعاني
اللي تخزز وجبته ونتواها
يوم السباع من المذله اتواني
شال الزعيمه والضواري حداها
اقفا بها مابين شعف وطماني
تزبنت ضلع خفى تقاها
حمرا تخلى نازح البعد داني
لي روحت دلو تصرم ارشاها
حمرا وبرها مثل لون العراني
والا كما وصف الادامي احذاها
حمر ترايبها كما الديدحاني
فج العضود ولا يوصف احلاها
حمرا جزوع للعصا ما تداني
نجابها ما هازها في عصاها
ومن الصطر في راسها زعرتاني
خطر تبت اخطامها من عياها
مربوعة الهامه كما القوس حاني
متروسة الفخذين ناب قراها
أمها احويطيه وأبوها اعماني
الله يعديها اعيون احسداها
ما هي امعيد رددت بالسواني
ولاشدها الجمال خيب رجاها
حايل سدوس ولا جفاها الزماني
مرباعها الصمان ترعا خلاها
من فوقها غمر اضلوعه امتاني
دبوس ضلما ما يثمن قفاها
ياخذ ويعطي وان ندبته شفاني
كل الدروب الكايده كد وطاها
حط الصميل ومزهبه له اوزاني
كور وجاعد والدويرع زهاها
وعلى الغزاله شد صنع الالماني
صك الحزام وبندقه في خباها
مخفة ما ثقلت بالأواني
قطع الفيافي والمساري مناها
شعره العاطفي
كان للشاعر خيال واسع، وكان اذا أراد أن يقول في الغزل يسبح في خياله ويرسم لوحة في ذهنه ويبني عليها أحداثاً وحوارات تكون المادة المستخدمة في شعره، فيبرز من خلالها براعته، فهو رقيق سلس في الغزل يحسن الوصف و يجيد التشبيه... يختار المفردات المناسبة لكل قصيدة، فالشعر مبني وأساسه المفردات فاذا حسن أساسه حسن بناؤه... ومن أشعار (الوزان) العاطفية:
البارحه جفني عن النوم جازي
كن الجتاد بحاجر العين مركوز
العين عين اللي تعلى النوازي
اللي طرف ريشه من الفرس مجزوز
والعنق عنق اللي تقود الجوازي
والخشم سيف مشبب حصل الفوز
حاش النفيله وانتصر بالمغازي
ومن فعل كفه يرمي الفرد والجوز
واليا مشى كنه يدوس القزازي
واليا جلس ما فيه عيب ولاعوز
واليا هرج كنه ينقد قوازي
عقل وثقل ماهوب طايش ومهزوز
قالوا تحبه قلت حب امتوازي
قالوا تجوز من الغضي قلت ما جوز
عليه دمعي مثل ساب ارتوازي
يزعج ذريفه فوق خدي تقل هوز
يا بو محمد كيف ماني بعازي
حولين ماجاني من الشوق مكزوز
ويش انت شايف يا ثقيل الموازي
عين الصحيب اللي من الوقت ملزوز
من اول خلي كلامه حجازي
واليوم ما يعطيني العلم مدروز
اظن خلي في هواه انتهازي
شفت الجفا منه وبانت لي رموز
الصيد و المقناص
كان الشاعر خالد الوزان - رحمه الله - مولعاً بالرحلات البرية والقنص، حيث كان كثير الخروج الى البر للنزهة والصيد، فكان يجهز سيارته ويكمل استعدادات البر مع (دلوق) سهيل استعدادا للموسم، وكان يترقب الأخبار عن الصيد وخاصة عن عبور الحباري و الجراد، حيث كان الجراد في ذلك الوقت مرغوباً ويتباشر به الناس.
ومتى ما سمع أو ذكر الصيد في مكان ما خرج هو ورفاقه للصيد، وحرصوا عن أن يأتوا بتباشير الصيد في أول وقته.
وكان - رحمه الله - يقنص الدهنا والصمان وعموم الجزيرة العربية والحجرة والعراق وسوريا، ونظرا لتردده على هذه الأماكن أصبح (دليله) ويستعين فيه أصحابه للوصول الى الأماكن التي يذكر فيها الصيد، وكان يعرف أسماء الأماكن والمعالم في البر، وظهر ذلك في شعره حيث انه كان يأتي بأسماء الهجر والبراري والجبال وغيرها من المعالم، كما في وصفه (منزال) أحد أصدقائه بالصمان في هذا البيت:
(تلقى منازلهم جنوب أقصواني..... دون البكر عنه شمال الياها).
تربية الصقور
كان - رحمه الله - صقارا بارعا... حيث كان يحسن تربية الصقور وتدريبها وقد جنى عدة صقور اشتهر بعضها بجودته مثل (سهيل)، وهو من الصقور التي قام بتدريبها على يده واصبح من أفضل طيوره حيث قال فيه:
(
اسهيل مثل أسهيل ماهوب غيره..... أنشد أبو مخلد ويعطيك الأخبار) وأبو مخلد هو الفاضل / نايف المخلد أطال الله في عمره.
وقال الشاعر خالد الوزان في رثاء أحد طيوره:
واطير ياللي يوم قرب هداده
عورض وجاه من الصواديف ساموح
دبرت ولي العرش للرب راده
عقب العصر جيته جما الشن مطروح
طير يهقوى ناقله في اعناده
لي فرعه في سهلة خدها صوح
ما هوب كفاخ خذ التل عاده
ولا هوب حوام ولا هو بساحوح
ولا هوب تلاب يبذك اطراده
ولا عذب الصقار في شوحة اللوح
اليا جذبته جن كفك مقاده
طير يخلي صدر راعيه مشروح
اليا انطلق سبقه ترجا السعاده
ترجى العشا بالعون ما هوب مكشوح
طلعه بعيد وناظره به حداده.
غريب غربال الحبارى ومشفوح
مصلط عسى عمرك يطول بركاده
الطير ضايف والحبارى بصحصوح
ان خيشت تبشر بسو القراده
وان خومرا جا وسطهن لوهن اسروح
واعيني اللي جن فيها كداده
جنك تلوج بمقلة العين ذرنوح
عليك ياللي يوم ابشهد شهاده
راعيه دايم في وناسات وفروح
وفاته
توفي الشاعر خالد العبدالله الوزان في يوم الأحد 30 ربيع الأول 1416 هجرية الموافق 27 أغسطس 1995 ميلادية عن عمر يناهز 71 عاما.
له من الأبناء: فهد، احمد، سليمان، عبدالرزاق، عبدالمحسن، عبدالله، وائل، وليد، محمد، حسين، وخمس بنات.
رحم الله شاعرنا الكريم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
تاريخ النشر 03/01/2009