راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 27-12-2018, 08:39 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify]
الضغوط العثمانية وآثرها تطور السياسية الخارجية للشيخ مبارك والشيخ خزعل


قد يكون استغلال شيوخ الكويت قبل تولى الشيخ مبارك الحكم وعلاقتهم بالدولة العثمانية لتحقيق بعض المصالح التي تتعلق بصراع القبائل والتحالفات المختلفة ، له أثر كبير في تطور السياسة الخارجية للكويت تجاه الدولة العثمانية في عهد الشيخ مبارك ، خاصة إذا ماعلمنا أن الكويت في بعض الفترات اعتبرت أن قوة بني كعب وقوة عرب بوشهر بمثابة تهديد لنموها وتجارتها ، الأمر الذي كان يضطرها لإقامة علاقات ودية مع متسلم البصرة في بعض الأحيان (143)
ومع تزايد الصراع الاستعمارى في الخليج العربي بدا واضحاً أن مبارك وعلى خطى سابقية كان عليه أن يتعاطى مع طبيعة الصراع العثماني بنوع من المرونة(144).

فقد كان العثمانيون في البداية يدركون أن محاولة فرض واقع جديد على الكويت سيجعل مبارك يتوجه للقوى الخارجية ، ما جعلها غير راغبة في القيام بأي خطوات إستباقية والتظاهر بموقف حيادي ، وإن تخلله بعض الضغوط غيرالمباشرة لتضييق الخناق ، فعندما تعرضت الكويت عام 1897 -1898 م لموقف عدائي من شيخ الدوحة في قطر لم تتوارد أنباء أن العثمانيين كانوا يساندون هذه التوجة (145).
إلا أنهم كانوا فيما يبدوا يحاولون جس نبض الشيخ مبارك بعد أن نما إلى علمهم رفضة الصعود لظهر سفينة بريطانية بما قد يكون فُسر من قبلهم بأنه نوايا طيبه منه تجاههم(146).

غير أن الوضع تغير كما يذكر لوريمر بعد ان علم العثمانيين بأمر الاتفاقية فقد سارعوا بإرسال فرقة عسكرية لميناء الكويت لتتولى الإشراف عليه(147)، ليسارع مبارك في المقابل لحث بريطانيا للضغط على العثمانيين واحتواء الأمر قبل أن يستفحل ، وإيصال رسالة مفادها أنه غير مستعد لقبول أي تغير في حالة الكويت الراهنة وكذلك غير مستعد لإجراء أي تنازلات إقليمية لأي قوة أجنبية على أراضيه - باستثناء بريطانيا بالطبع والمرتبط معها باتفاقية حماية.

وفي العام1901 م وفي الوقت الذي كانت بعض القبائل التابعه لأل رشيد تغير على أطراف الكويت كان مبارك منشغلاً في تسيير جيش لمواجهتها ووقف هذه التهديدات ، مرسلاً للشيخ خزعل يخبرة بهذا التحرك (148) ،وإن لم يطلب منه مساعادات عسكرية ، لكن بعد حدوث معركة الصريف 1901 م والتي يمكن القول أن مبارك خاضها بالرغم من معرضة بريطانيا (149) والتي عاد منها محملاً بقدراً كبيراً من الحنق عليهم ، حاولت الدولة العثمانية استغلال الموقف وعرض قبول حامية عثمانية عليه ، غير أن مبارك رفض (150).
وفي عام 1902 حاول العثمانيين تطبيق ما عزموا من إرسال حامية عسكرية لـ( صفوان وأم قصروجزيرة بوبيان) في نفس الوقت الذي كان ابن رشيد يتحرك فيه عسكرياً وبإيعاز منهم للضغط على مبارك ، الأمر الذي جعل لوريمر يفسر ما يحدث بأنه إتجاه قوى وجدي لدمج الكويت مع البصرة من قبل العثمانيين(151) .
والعجيب في الأمر أن العثمانيين أنفسهم كانوا يتخوفون من قوة مبارك المتزايدة وهم يرون الحشود الكويتية الضخمة في الجهراء والتي ارتابوا من أن تكون مقدمة للهجوم على القوات العثمانية في منطقة الزبير داخل ولاية البصرة(152)

في الجهة المقابلة لم تكن علاقة الشيخ خزعل مع العثمانيين يسودها استقرار، فعلى الرغم من وجود قدر من التفاهم المبنى على المصالح بين الشيخ خزعل وبين ولاة البصرة إلا أن خزعل ورث تركة محملة بالمصاعب ، خاصة وأن العثمانيين كانوا يتحركون من منطلق قوة وبسط نفوذ فقد كانت السلطات العثمانية تجمع العوائد عن شحنات السفن الداخلة في أعالى نهر المحمرة ، كما أعلنت السلطات العثمانية أنها تلقت أوامر بأن تعامل ميناء المحمرة كأرض تركية (153).

ولا شك أن القبائل العربية خاصة في شمال عربستان تحديداَ من العام 1896- 1898 م كان لها دور واضح في رسم سياسات خزعل تجاه العثمانيين خاصة باتصال هذه القبائل ببطون لها في البصرة وغيرها ، إذا لم نهمل كذلك عمليات التوطين التي كان يقوم بها خزعل لبعض القبائل التركية ، الأمر الذي حدا بالبعض لوصف الوضع هناك في هذه الفترة بالقول "بأنه كان فوضوياً تحت حكم القبائل العربية"(154) .

أما الجنوب والذي إذداد إتساعاً باندماج منطقة الفلاحية في مشيخة المحيسن فقد عمل خزعل على تأييد المصالح البريطانية وممثلي بريطانيا فيه بشكل واضح ، وهو الأمر الذي كان يتصادم بلا شك مع النفوذ العثماني ، وإن ظل جنوب عربستان الذي يحكمة خزعل بعيداً عن الاضطراب غير أن المشاكل كانت تهدد الاستقرار فيه من حين لاخر خاصة صراعة المتكرر مع قبائل البختيارية المجاورة"(155) والتي ظهرت بوضوح خلال الفترة من (1908 – 1914 ) م على الرغم من وجود اتفاقية بين خزعل والخانات البختياريين منذ 1908 م ، إلا أنها وفيما يبدوا قد هدأت الأمور جزئياً ولم تسو القضايا العالقة بينهم.

فضلا عن ذلك كانت هذه الأوضاع تضطر خزعل أن يبحث عن شخصية ليستعين بها لحماية مصالحة في الجانب العراقي وقد كان خزعل يرى في شخص السيد طالب النقيب 1871- 1929(156) أحد الدعائم القوية له هناك (157) .

وبعد 1908 م بدأ العثمانيين يزيدون من التوتر لخزعل في إمارته ، خاصة إبان محاولات حزب الاتحاد والترقي الحاكم في الدولة العثمانية بسط النفوذ والسيطرة على المناطق التي كانت تابعه له والقضاء على كل نفوذ من شأنه أن يحد من سلطة الولاة التابعين للدولة .

فقد كان الحزب ذي صبغة القومية التركية ينتهج بعد سقوط السلطان عبد الحميد سياسة التتريك خاصة على العرب ومناطقهم(158) الأمر الذي تعرض معه خزعل لسياسة تعسفية وحملات صحفية عنيفة ، من قبل صانعي السياسة العثمانيين الذين كانوا يرون وجوب إتخاذ تدابير حاسمة تجاه القبائل العربية في الخليج وإرغام شيوخها بالقوة على إعلان ولائهم للدولة(159).
وإن كان الشيخ مبارك والشيخ خزعل وطالب النقيب قد تعرضوا ثلاثتهم لهجوم من بعض الصحف العربية التي نعتتهم بأنهم يعملون في السر على إضعاف نفوذ دولة الخلافة(160)، فقد كان هذا له مايبررة خاصة تجاه خزعل الذي كان يرى دوراً له في تنسيق السياسات مع البريطانيين على حساب العراق الطامح للجلوس على عرشه ، كذلك و في مايو ١٩١٠ م امتناع خزعل عن تسليم متهمين تطاردهم السلطات العثمانية ، مما دعا إسطنبول إلى طلب تدخل حكومة فارس لاتخاذ التدابير اللازمة (161) وهو ما يعكس أن العثمانيين كانوا لا يرون خزعل حاكم مستقل بالمنطقة .

كما أن بريطانيا قد تكون قد عقدت صفقات خاصة مع خزعل ومنته بأماني غير متحققة على أرض الواقع لنراه يغامر متجاهلاً وبشكل غير مقبول اللوضع الداخلي لإمارته مسارعاً بوضع جميع ممتلكاته ومقدراتة وأتباعه بإمرة البريطانيين بمجرد أن لاحت الحرب العالمية(162)وقد ذكر الرشيد أن العصيان الذي حدث على خزعل إثر مساعدتة الإنجليز كان قويا لدرجة إعلانهم الجهاد عليهً(163) .
ومن خلال ما مر يمكن إجمال القول أن عربستان وشيخها خزعل مع الدولة العثمانية كانت تخضع لتشابكات متعددة وإن بدا ظاهرها أنها مبنية على أساس المصالح ، إلا أنهافي الكثير من الأحيان ترجمت لصدامات بين الطرفين خاصة بين المحمرة والبصرة ، فقد كان خزعل يمتلك أراضى واسعه على الجانب الغربي من شط العرب ، ومن أكبر موردي التمور ويهمة في المقام الأول الحفاظ على هذه المصالح في حين كان الموظفون العثمانييون يرون أن زيادة نفوذ خزعل يضر بهم كأصحاب سلطة بالمنطقة (164).

[/justify]
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-12-2018, 08:45 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify] كذلك لا يمكن إهمال أنه ليس ثمة عشيرة أو قبيلة في عربستان إلا ولها أصل في العراق(165) ما يحمل على القول أن عشائر عربستان لعبت دورا تقليديا في حياة الولاية السياسية وبقيت مصدر إزعاج مستمر خاصة للباب العالي في اسطنبول ، وإن كان أحد الولاة هددوا في (1909 – 1910 م) بضرب المحمرة وتدميرها ، إلا أنه وفي حقيقة الأمر كان يعلم بعدم قدرته على تحقيق ما هدد به(166).

كذلك نرى أن مبارك الذي فضل معالجة الضغوط العثمانية بقدر من التوازن وعدم الاندفاع بين الرفض تارة والقبول تارة آخرى ، هو ما جعل الصراع أخف حدة ، ولم يتعدى محاولات فرض النفوذ ، والتي يقابلها إلتفاف مبارك عليها ، حتى أنه دائما ما كان يذكر " لو أنهم أخلصوا لي لأخلصت لهم"(167) كذلك كان يذكر " الوالد إذا قسا في تربية ولدة لا يخرج بذلك عن كونه والدة"(168) ، كما أن مبارك كان يتعامل من منطلق أن إمارته ليست خاضعة للعثمانين ويتحرك في استقلالية بعيداً عن فلك سياستهم حتى أنه كان يقاضيهم كما حدث في أمر الحاميات العسكرية في بوبيان وأم قصر وصفوان(169)الأمر الذي يعكس أنه لم يكن يعول كثيراً على هذه الضغوط في ظل اتفاقية الحماية ، حتى تجاوبة في بعض المرات لم يكن يتعدى المناورة كي يتفادي تأليبهم لبعض القوى كابن رشيد وغيره من القبائل التابعه له على حدوده ، مع العلم بأن مبارك حاول أكثر من مرة إدخال البريطانيين في معادلة توازن القوى معهم ونجح في ذلك .

كما أن الشيخ مبارك وعلى خلاف خزعل لم يكن يعول كذلك على الاجتماعات التي كانت تعقد في كل من (البصرة والكويت والمحمرة) بينه وبين الشيخ خزعل وطالب النقيب كما حدث عام 1909م(170) ، حيث حضر الثلاثة مؤتمراً في الفيلية كان سعدون باشا وبعض زعماء العشائر في العراق من حضوره ، وقد تباحثوا في أمر عرض الخلافة على عباس حلمي خديوي مصر أثناء زيارته إلى مكة(171) .

وما يدعو للنظر كذلك أن مبارك الذي أدرك حقيقة الامتعاض العثماني بادر بالإلتحاق بجميعة الاتحاد والترقي بعد الانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وتقوية تيار القومية العربية وكذلك حث خزعل للدخول فيه(172) ، إلا أنه وفيما يبدوا لم يكن السياسيين العثمانيين يقبلون بتغير سياستهم نحو عربستان ، فقد انقلب الوالي الجديد على الشيخ خزعل الذي كان منشغلا في هذا الوقت بالحد من تعديات قبيلة البختيارية على حدودة الشمالية في أواخر1910م ، الأمر الذي كان يعقد الأمور كثيراً بالنسبة لخزعل وطريقة تعاملة مع السياسات العثمانية تجاه إمارته.

وحتى بعد أن تم نقل سليمان نظيف لم تكن علاقة الشيخ خزعل بالولاة الجدد على مايرام ، ليلجأ في مؤتمر الفيلية عام 1913 م لتنسيق السياسات بينه وبين الشيخ مبارك وطالب النقيب ليخفف من الضغوط العثمانية عليه (173) ، وقد كان مقرراً عقد مؤتمر أخر في العام 1914 بالكويت وجهت الدعوة فيه للشريف حسين والأمير عبد العزيز آل سعود غير أنه لم يكتب له النجاح .
كما أن مبارك الذي لم يكن يرى مصلحتة في زعامة فردية تعلي من شأنه وتهز أركان إمارته ، لم يكن يفكر كذلك في لعب دور سياسي في العراق.

كذلك لم يكن مبارك راغباً بقوة في المشاركة الفعلية بقوات عسكرية ضد العثمانيين بتحالفه مع بريطانيا ، على الرغم من تأييده الضمني لها ، وهو ما يعكسه قولة حين بدر من بعض أهالى الكويت رفض للمشاركة في أي عمل ضد قوات العثمانيين " إني أغار على ديني وعلى دولتي ولا أحب من يتعرض لهما بسوء غير أني اتفقت مع الانجليز على أمر فيه نفع لي ولبلدي (174)
وهذا هو ما قد يكون نجاح معه مبارك في إبقاء العلاقة بينه وبين الدولة العثمانية في إطار محدد ما بين الرفض تارة والقبول تارة أخرى دون أن يؤثر هذا على وضع إمارته واستقلاليتها .


[/justify]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقابلة الشيخ صباح الدعيج الصباح مع سيف الشملان ( حراسة الاسواق بالكويت ) البحر الساطع الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 26-04-2014 09:09 AM
الكويت وروسيا في عهد الشيخ مبارك الصباح - عبدالله الغنيم AHMAD البحوث والمؤلفات 0 16-05-2011 11:33 PM
كتاب الكويت الرأي الآخر للدكتور عبدالله النفيسي بوإرشيد البحوث والمؤلفات 0 26-05-2009 06:40 AM


الساعة الآن 09:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت