راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #11  
قديم 06-02-2010, 03:47 PM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي

ايضا اختلاف الممثلين سابقا وحاليا
الممثلين سابقا من جيل الكبار وقبلهم امثال عبدالحسين وسعد الفرج والنفيسي وغانم الصالح وايضا الجيل الذي سبقهم كلهم كويتيون واولاد اسر كويتية حقيقية ولكنهم احبوا الفن وانطلقوا من المسرح المدرسي
بمعنى انهم محبين للفن وللتمثيل منذ صباهم
ولكن الكثير من الجيل الحالي لا علاقة له بالتمثيل والمسرح وكثير منهم لا علاقة له في الكويت ولكنهم من جنسيات مختلفة وايضا منهم بدون اتخذوا الفن كمصدر للرزق واسهل الطرق للشهرة والحصول على الاموال
لكن الجيل السابق هم كويتيين ومن نفس بيئتنا واتخذوا الفن رسالة لابراز وحل مشاكل المجتمع
وليس الجيل الحالي يبحث عن المادة لانه اساسا اغلبهم ظروفهم تعيسة
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 07-02-2010, 09:55 PM
عبدالله بني خالد
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متصفح
   ايضا اختلاف الممثلين سابقا وحاليا
الممثلين سابقا من جيل الكبار وقبلهم امثال عبدالحسين وسعد الفرج والنفيسي وغانم الصالح وايضا الجيل الذي سبقهم كلهم كويتيون واولاد اسر كويتية حقيقية ولكنهم احبوا الفن وانطلقوا من المسرح المدرسي
بمعنى انهم محبين للفن وللتمثيل منذ صباهم
ولكن الكثير من الجيل الحالي لا علاقة له بالتمثيل والمسرح وكثير منهم لا علاقة له في الكويت ولكنهم من جنسيات مختلفة وايضا منهم بدون اتخذوا الفن كمصدر للرزق واسهل الطرق للشهرة والحصول على الاموال
لكن الجيل السابق هم كويتيين ومن نفس بيئتنا واتخذوا الفن رسالة لابراز وحل مشاكل المجتمع
وليس الجيل الحالي يبحث عن المادة لانه اساسا اغلبهم ظروفهم تعيسة

المعذرة للاقتباس
اخي الكريم متصفح
هذي المشكله أصبحت عالمية
بالماضي كانت مسرحيات شكسبير لها حضور
والقصص التي من الأدب الانجليزي
لكن الان تـــردي الوضع بالكامل من أداب وكتاب وجمهور وايضا حضور
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-02-2010, 05:11 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

تراجع الفن
لانزال في الكويت حائرين في تفسير الاسباب الرئيسية لتراجع الكويت عن المحيط الاقليمي في الخليج بعد فترة من الريادة والازدهار في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.
(.......)
لكن الشيء المؤكد اليوم هو ان جوهرة الخليج السابقة قد انتكست، قد يكون السبب الحكومة والمجلس والحركات السياسية لكن المؤكد ان الجميع قد ساهموا في تأخير الحداثة في مجتمعنا.. والسبب الرئيسي حتما هو تراجع الانسان الكويتي عن دوره في تنمية بلده والحفاظ عليها.
لقد تعمدت كتابة هذه المقدمة قبل الدخول في موضوع المقال بعد اللقاء مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا في منتدى الاعلام يوم الاثنين للاخ ماضي الخميس.

آلام وتحسر الفنان الكويتي الكبير جعلتنا نعيد التفكير اكثر بحالتنا حيث بدأ أبوعدنان بوصف حالة عدم الاستقرار السياسي في الكويت بسبب الخلاف بين السلطتين.. حيث اثر هذا الخلاف في جميع شرائح المجتمع خصوصا التجار والفنانين وبعدها طرحت الاسئلة عليه حول السبب الحقيقي وراء تراجع دور الفن والفنانين؟!
اكد الفنان عبدالحسين عبدالرضا ان الفن بشكل عام في كل بقاع المعمورة في تراجع بسبب المنافسة القوية من الفضائيات واتساع شبكة الاعلام والترفيه المختلفة.. وعندما جاء الحديث عن الكويت تحديدا اكد ان الفن يتراجع خصوصا المسرح بسبب عدم وجود الدعم الحكومي المطلوب حيث كان جمهور المسرح سابقا راقيا ويحرص على حضور المسرحيات وكان الفنانون يحسبون ألف حساب للحضور.. لانه لم يكن هناك تلفزيون او وسائل ترفيه اخرى.

وحول اسباب تراجع الفن اكد أبوعدنان ان الحكومة والرقابة الحكومية هما السبب في تردي الاوضاع.. واستغرب كيف يمكن للكويت ان تدعي أنها دولة ديموقراطية حرة وتضع في نفس الوقت الرقابة على المسلسلات الكويتية التي عرضت قبل 40 عاما في الكويت لماذا يتم القطع المتعمد للمسلسلات الكويتية السابقة؟

وتساءل الفنان الكبير كيف يمكن ان يأتي الابداع مع كبت الحريات ومصادرتها؟.. وفسر ذلك ان الرقابة لم تقتصر على الحكومة فقط بل امتدت لتشمل نواب مجلس الامة والاحزاب الدينية التي وضعت نفسها وصية على المجتمع.. واوضح ان الرقابة اليوم تافهة ومتدنية ويرفضون حتى الكلمات الكويتية القديمة.. لانهم لا يعرفونها ولا يفهمونها!! وهنا رقابة على الرقابة من النواب والشارع وعن عدم توفر المسارح المطلوبة اكد انه مضى خمسون عاما والفنانون يطالبون بمسرح وطني يليق بالكويت لكن لم يقبلوا الفكرة ومضى يقول ان القطاع الخاص ابدى استعداده ان يساهم في بناء المسارح اذا خصصت الدولة اراضي مناسبة للمسرح.. لكن الحكومة رفضت الفكرة.. وقال على المستوى الشخصي بادرت واشتريت ارضاً في منطقة سلوى.. لبناء مسرح لكن البلدية رفضت الطلب بحجة انه لا يجوز بناء مسارح في مناطق سكنية.

واضح من كل محاولات الفنان القدير لبناء مسرح ان الحكومة والمسؤولين فيها غير مهتمين ولا مبالين بأهمية المسرح والفن في أي مجتمع، الدولة تتعامل مع الفن بخوف وخجل.. وعدم تفهم فالحكومة مثلا تجيز النص المسرحي وعندما تعرض المسرحية وينتقدها النواب والتيار الاسلامي تسارع الحكومة برفع قضايا ضد المسؤولين عن المسرح.. ليس معقولا ان تجيز الحكومة المسرحيات والحفلات وغيرها وتأتي الاحزاب الاسلامية لتقوم بتحريم المسرحيات والفن وتحط من قدر الفنانين المبدعين.

في نهاية اللقاء قال الفنان الكبير انه محبط وتعبان من محاولاته المتكررة للنهوض بالفن والفنانين وطالب الفنانين الشباب بعدم اليأس والعمل على حمل رسالة الفن والفنانين.
لقد مات المنطق والعقل في مجتمعنا عندما وضعنا القيود على الحرية في المسرح والفن والادب والسينما والاعلام بشكل عام.
اننا لا نغالي عندما نؤكد دائما ان ازدهار الفن والادب والشعر والمسرح والسينما وغيرها امر اساسي لتطور أي بلد وتحضره.

دول الخليج العربية تتسابق اليوم لتشييد المسارح ودور الاوبرا والمتاحف العالمية وتشجيع السياحة بكل اشكالها لان الترفيه امر ضروري للابداع والخلق لذلك لا غرابة من ازدهار الكويت في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفنية في العصر الذهبي لعبدالله السالم رحمة الله عليه، واخيرا نتساءل لماذا يتقدمون ونحن نتخلف؟!!!!

د.شملان يوسف العيسى
الوطن -اليوم (باختصار)
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-02-2010, 05:14 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

نقلت مقالة الدكتور شملان للاطلاع عليها .. وهذي بعض تشخيصاته لعلاج المشكلة الفنية.
لاكن هل الرقابة هي المشكلة الاولى والاخيرة ؟

المشكلة اكبر من هذا .. فساد في الأذواق العامة والحرص على المادة والكسب السريع
وضياع الشرف المهني و فقدان الاخلاص في العمل !
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15-03-2010, 11:13 PM
الصورة الرمزية Ebrahim
Ebrahim Ebrahim غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 242
افتراضي

اللة يرحم المسرح القديم اصبحت بعض المسرحيات اهم شئ عندها المادة قبل الثقافة المسرحية
وكل واحد يتنطط على المسرح قال انا فنان نتمنى عمل مجلس عزاء للمسرح القديم مع بداية كل موسم مسرحى
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25-04-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

وثائق المسرح الكويتي
(الحلقة الأولى)
تشكيل فرقة التمثيل العربي سنة 1961م

الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل
ــــــــــــــ

تمهيد :
سيتبادر إلى ذهن القارئ – لأول وهلة – عندما يقرأ عنوان هذه المقالة؛ أنني سأتحدث عن المسرح في الكويت بما هو معروف عنه! أو أنني سأقتبس من كتابات السابقين عدة حلقات عن تاريخ المسرح الكويتي! وحقيقة الأمر تحتم الإجابة بـ(نعم)، وأيضاً بـ(لا)!! فنعم؛ لأنني سأتحدث عن المسرح في الكويت منذ بدايته؛ بداية علمية منهجية في ستينيات القرن الماضي. و(لا)؛ لأنني لن أتحدث عن بدايات المسرح الكويتي، تبعاً لما هو معروف بصفة عامة؛ بل سأتحدث عنه من خلال مجموعة من الوثائق (غير المنشورة)، والتي توثيق للحركة المسرحية في الكويت طوال عشر سنوات (1961-1971م).
ولن أكتفي بذكر بعض نصوص الوثائق وصورها، أو فحوى البعض الآخر؛ بل سأقوم بتفسير ما بين سطورها من حقائق منسية، وأمور فنية بصورة تحليلية، تجعل القارئ يُعيد التفكير في قيمة هذه الوثائق مرة أخرى.

وربما يسأل القارئ: ما قيمة هذه الوثائق الآن، وقد مرّ على كتابتها ما يقرب من نصف قرن؟! سأجيب على ذلك: بأن قيمة هذه الوثائق في معلوماتها المجهولة لشباب الجيل الحالي، ومن المؤكد أنها معلومات مجهولة لشباب المستقبل؛ وقيمة المعرفة لا تُقدر بثمن.
إذن الهدف الأول من نشر هذه الوثائق، هو هدف معرفي مطلوب للأجيال، خصوصاً إذا كانت المعلومات في هذه الوثائق سيستثمرها الباحثون في كتاباتهم. أما القيمة الثانية لهذه الوثائق، فتتمثل في أنها تخصّ القادة والمفكرين والمؤسسين للحركة المسرحية في الكويت على أساس علمي منهجي، أمثال: حمد عيسى الرجيب، وأحمد مشاري العدواني، وعبد العزيز الصرعاوي، ومحمد عبد الله الفهد، وعبد الرزاق البصير، وزكي طليمات، وغيرهم. وهذا يعني أننا سنقرأ أفكارهم وتخطيطاتهم في سبيل تكوين حركة مسرحية كويتية؛ تكون نبراساً للمسرح في دول الخليج، والدول العربية.

وربما إعادة قراءة وثائقهم، يُنير لنا الطريق الآن! وربما يُستفاد مما فيها من أمور كُنّا نجهلها، ناهيك عما بها من أفكار ومشاريع وتخطيطات لم تتم في حينها، وحان الوقت لإحيائها، أو التفكير في تنفيذها! وبذلك يتضح الهدف الثاني لنشر هذه الوثائق؛ بأنه هدف مهاري، يتمثل في الاستفادة من فكر السابقين، ومن ثم تطويعه لنستخلص منه فكراً جديداً. أما الهدف الثالث والأخير، فيتمثل في الهدف الوجداني، وهو الإشادة بدور الأوائل من الرواد والعاملين في الحركة المسرحية الكويتية، وهذا أقل شيء يُقدم إليهم، لتظل أسماؤهم مضاءة في سماء تاريخ المسرح الخليجي والعربي.

والسؤال الأخير، الذي يودّ القارئ طرحه في استحياء: من أين لي بهذه الوثائق غير المنشورة؟ والإجابة تتمثل في قصة قصيرة، مفادها: أنني سافرت إلى الكويت في إعارة للعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت - أواخر عام 1997م - وبعد عدة أشهر، سلمني عميد المعهد خطاباً رسمياً، كلفني فيه بتأليف كتاب عن تاريخ المعهد – بمناسبة يوبيله الفضي – وسعدت بهذا التكليف، وبدأت في عمل الكتاب، وانتهيت منه تقريباً في صيف العام الدراسي التالي 1998/1999م.

وقبل تسليمه – وقبل سفري إلى القاهرة لقضاء أجازة الصيف – تقابلت مع الأستاذ (جابر العنزي) – أحد أقطاب إدارة المسرح الثلاثة مع الأستاذين: حمد الرقعي، وفالح المطيري - بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وكان طالباً في السنة النهائية عندما عملت في المعهد، وتوطدت الصداقة بيننا فيما بعد، وعندما قابلته سألني: هل انتهيت من تأليف كتاب المعهد؟ فقلت له : الحمد لله. فقال: ألا يمكن أن تزيد عليه صفحة أو صفحتين؟ فقلت له: لا يمكن .. فقد أنهيته. وقبل أن ينصرف، سألته: لماذا تسأل؟ قال: بالأمس نزلت إلى سرداب الإدارة؛ لإلقاء بعض الأشياء غير المهمة، فلصقت بحذائي ورقة، وعندما انتزعتها رأيت توقيع (زكي طليمات) أسفلها، وعندما رأيت تاريخها، وجدته في الستينيات!! فأوقفته عن الكلام – من شدة فرحتي - وقلت له سأكون عندك صباحاً، وسيكون معي خطاب رسمي للبحث في هذا السرداب. وفي الصباح توجهت إليه بالخطاب، الذي سلمه إلى الفنان (محمد المنصور) – مدير الإدارة وقتذاك - فرحب بالأمر، ونزلت إلى السرداب مع جابر العنزي؛ لأجد أكواماً هائلة من الأوراق المتهالكة والملفات الممزقة؛ وقرأ جابر العنزي سؤالاً لم أطرحه، فأجاب من تلقاء نفسه: إن هذا الركام من نتائج الغزو العراقي على المؤسسات الحكومية، ويجب التخلص من هذا الركام.
فطلبت منه أن يبقيني في هذا السرداب ويمرّ عليّ في نهاية توقيت العمل الرسمي. فقال: كيف هذا؟! السرداب (بدروم) في باطن الأرض، ولا يوجد مكيفات ولا مراوح، ونحن في نهاية شهر يوليو!! كيف ستتحمل العمل ست ساعات، لتبحث في هذه الأكوام في هذا الجو الخانق المميت؟!
قلت له: أنا أسعد الناس بهذا. فتركني مع جنوني وانصرف. وبالفعل مكثت في هذا الجو الخانق ست ساعات أبحث وأنقب عن أية وثيقة تُفيد الكتاب، والحمد لله أن تعبي لم يذهب سدى، فقد حصلت على وثائق ما كنت أحلم بوجودها، ومن ثم عكفت على دراستها أشهر الصيف، وأعدت صياغة كتاب المعهد مرة أخرى.
ومع بداية الدراسة سلمت مخطوطة الكتاب إلى عميد المعهد، وأنا أُمنيّ النفس بتقدير غير مسبوق؛ ولكن للأسف الشديد لم يوافق العميد على نشره – لأسباب لا داعي لذكرها - فقمت بنشره على نفقتي الخاصة في الكويت عام 1999م.

والجدير بالذكر إن الوثائق المنشورة في كتاب المعهد، ما هي إلا نسبة ضئيلة من الوثائق الأخرى، التي مازالت معي، وكنت أعدّ العدة لنشرها في كتاب مستقل، ولكن ظروف مؤلفاتي الأخرى لم تتح لي وقتاً للشروع في نشر هذه الوثائق؛ وعندما طلبت مني إدارة مجلة (كوليس) كتابة بعض الموضوعات، طرحت عليها مشروع نشر هذه الوثائق في عدة مقالات، تُنشر في حلقات متتابعة، فوافقت الإدارة مشكورة على هذا المشروع، الذي يبدأ بهذه المقالة.

وربما مرور أكثر من عشر سنوات على تعاملي مع هذه الوثائق، وقراءتها أكثر من مرة، وكتاباتي في مجال المسرح العربي، وعملي في جامعة الإمارات العربية أربع سنوات، واتصالي بالمسرحيين في الإمارات، أمثال: عمر غباش، وحبيب غلوم، ومحمود أبوالعباس، ويحيى الحاج، وعملي في جامعة قطر لمدة ثلاث سنوات، وارتباطي برموزها المسرحية والنقدية، أمثال: موسى زينل، وحمد الرميحي، وغانم السليطي، ود.حسن رشيد، وحسن حسين، واشتراكي في ندوات مهرجان الكويت المسرحي وفعالياته لأكثر من ثلاث دورات، ومهرجان مسرح دول الخليج العربي الأخير، ومهرجان دمشق المسرحي .. كل هذا – ربما - يجعلني مؤهلاً لأن أشرح الوثائق – موضوع هذه المقالات – وأحللها تحليلاً علمياً، بغية تحقيق أهدافها المتوخاة: المعرفية، والمهارية، والوجدانية.

المنهج المتبع :
قبل الولوج إلى نشر الوثائق وتحليلها، يجب الإشارة إلى المنهج المتبع، والمتمثل في: أولاً، نشر الوثيقة بنصها الأصلي، مع إرفاق صورتها؛ ولكن أية وثيقة سنعتمدها في حلقاتنا؟ الحقيقة أن الوثائق تبلغ المئات! ومن غير المعقول نشرها، مهما بغلت الحلقات في عددها؛ لذلك سنعتمد على الوثائق الشاملة، التي تؤرخ للحركة المسرحية – أو للموضوع الواحد – بصفة إجمالية. أي سنعتمد على التقرير النهائي للموضوع المعني، أو التقرير الشامل للموسم المسرحي ... وهكذا. بحيث إن كل تقرير يتم تفسيره وشرحه والتعليق عليه، بواسطة الوثائق الفرعية التي تبين بعض أجزائه، كما سنرى. وقبل الشروع في ذكر نص الوثيقة، سنمهد لموضوعها بمقدمة تبين موقعها تاريخياً من الحركة المسرحية في الكويت، من خلال الاستعانة بما نشرته الصحافة الكويتية في حينها؛ لتكون خلفية فكرية للقارئ؛ يستطيع من خلالها تتبع الموضوع، ومن ثم تتبع الحلقات القادمة، ذات الصلة بالموضوع السابق أو اللاحق. وبذلك يخرج القارئ في نهاية الحلقات بتكوين فكرة عامة وشاملة عن حركة المسرح في الكويت، ويستطيع كذلك أن يبني أفكاره ودراساته ومعارفه على ما استفاده من هذه الوثائق، وتقديره لقيمتها، وبذلك نحقق أهدافنا سالفة الذكر.

تقديم للوثيقة:
من المعروف أن دائرة الشئون الاجتماعية والعمل في الكويت استدعت (زكي طليمات) في مارس 1958م؛ لتقييم النشاط الفني بالكويت؛ فكتب تقريره الشهير - المنشور في كتاب خالد سعود الزيد (المسرح في الكويت: مقالات ووثائق) سنة 1983م - وهذا التقرير اشتمل على مظاهر النشاط الفني في الكويت في هذه الفترة، إضافة إلى مقترحات طليمات في تدعيمه، والارتقاء به.
والجديد في هذا الأمر، أن زكي طليمات سجل ذكرياته على أشرطة (كاسيت) عام 1978م - مازالت محفوظة في المركز القومي للمسرح بالقاهرة، ولم تُنشر حتى الآن – قال فيها عن زيارته الأولى إلى الكويت: "لفت نظري أن الشعب الكويتي شعب نشيط، وله رغبة شديدة في التعلم، إضافة إلى إمكانياته المادية. وهذه الأمور هي الشروط الواجب توافرها في أي شعب يريد أن ينهض، ويواكب الحضارة".
وفي موضع آخر قال: "أهم شيء في الشعب الكويتي أنه لا يتكلم كثيراً، بقدر ما يعمل، فهو شعب نشط؛ لأنه في أعماقه يريد أن يفعل شيئاً، يريد أن يكسر الحواجز للخروج إلى النور، لديه الرغبة في العمل الذي يؤدي إلى التطور".

وكان من أثر تقرير طليمات – إضافة إلى رأيه في الشعب الكويتي - أن التفتت وسائل الإعلام الكويتية – وبالأخص المطبوعة – إلى المسرح وأهميته. فمجلة العربي – في عددها الأول ديسمبر 1958م – نشرت مقالة بعنوان "المسرح العربي في خطر"؛ اختتمها كاتبها (أنور أحمد) بقوله : "المسرح مرآة تعكس نهضة الشعوب، وأداة ضخمة للتثقيف والترفيه وتهذيب النفوس. فمن واجبنا أن نبذل الجهود ليكون لنا مسرح جدير بوثبتنا الحاضرة، ومستقبلنا المأمول".
وهذا القول يتفق مع مقترحات طليمات في تقريره، ويؤكد رأيه في الشعب الكويتي، الذي بدأ يعيّ أهمية المسرح، ويسعى في إيجاده بصورة تتناسب مع نهضة الكويت الثقافية.
وفي العدد الثاني من مجلة (العربي) – يناير 1959م – يطلّ علينا زكي طليمات في مقالته (تطور رائع في التمثيل العربي)، متحدثاً عن تاريخ دخول المرأة العربية مجال التمثيل المسرحي، وفي ختامها قال : ".. هكذا تغير المفهوم القديم لفن التمثيل العربي، وصار عنوانه اليوم فن تعليم الجماهير والارتقاء بنظرتهم إلى الحياة في الحاضر وفي المستقبل ...... ولم يعد الممثل العربي رازحاً تحت أثقال المهانة والازدراء .. إنه يرفع الرأس عالياً بثقافته وبعلمه وبفنه". وكأنه بهذه الكلمات، يُمهد لمهمته المسرحية، التي ستنطلق في الكويت، وفقاً لمفهوم المسرح العلمي.

ظل المسئولون في الكويت يتدارسون مقترحات تقرير طليمات ثلاث سنوات، وفي أبريل 1961م، قرروا البدء في تنفيذها، وبدأت جريدة (الرسالة) الكويتية تتابع هذا الأمر، قائلة – في عددها الأول بتاريخ 6/4/1961 – تحت عنوان (أخبار قصيرة): "ستكون للكويت في وقت قريب فرقة فنية للتمثيل والموسيقى، استدعت دائرة الشئون الاجتماعية زكي طليمات للإشراف على تكوين الفرقة".
وهذا الخبر نشرته الجريدة قبل قدوم طليمات إلى الكويت، حيث نشرت في عددها الثالث – في 20/4/1961 – خبر قدومه إلى الكويت بعد أيام. وبعد قدومه نشرت – في عددها الخامس 4/5/1961 - حواراً معه تحت عنوان (زكي طليمات يقول: الكويت مشوق إلى التعبير عن ذاتيته). وفي هذا الحوار أبان طليمات عن غرض استقدامه، المتمثل في تنفيذ توجيهات سعادة الشيخ صباح الأحمد رئيس دائرة الشئون الاجتماعية – وقتذاك - في تكوين فرقة مسرحية تُقدم مسرحيات عربية باللسان الفصيح؛ من أجل إحياء أمجاد العروبة، واستخلاص العبر منها. وهنا طرح عليه الصحفي سؤالاً مهماً، قال فيه: "ما مصير المسرح الشعبي إذا أنشأت فرقة للتمثيل العربي؟" والمقصود هنا (فرقة المسرح الشعبي) - التي كانت تعمل بقيادة (محمد النشمي) منذ عام 1956 قبل قدوم طليمات – فأجاب زكي قائلاً: "مصيره [أي المسرح الشعبي] الانتعاش ولا شك؛ لأن إنشاء فرقة المسرح العربي ستعمق من وعي الجمهور، ومتى تعمق وعي الجمهور ازداد إقباله على حفلات المسرح الشعبي وغيره من المسارح التي قد تقوم بعد ذلك. إن مهمة المسرح الشعبي هي معالجة مجريات الأحوال من الواقع في الحياة الجارية؛ ابتغاء إحياء التقاليد الكويتية العربية الأصيلة وتطويرها والتخلص من الزائف منها، لإيجاد حياة أفضل لمستقبل الأجيال القادمة.

فليست مهمته والحالة هذه ما يمكن أن تقوم به فرقة التمثيل العربي". ومن خلال هذا القول، نعلم أن طليمات على وعي تام بمهمة فرقة المسرح الشعبي، وأن تكوينه للفرقة الجديدة لا يعني الاستغناء عن فرقة المسرح الشعبي، بل ستكون فرقته مكملة لها؛ تحقيقاً للنهضة المسرحية الكويتية المنشودة. هذا بالإضافة إلى توقعه بأن عدة فرق مسرحية كويتية ستتكوّن في المستقبل، وهو الأمر الذي سيتحقق بالفعل، كما سنرى.

وبدأت مهمة زكي طليمات في تكوين فرقته الجديدة، ومن الواضح أن مهمة اختيار عناصر الفرقة كانت مهمة صعبة، فجريدة الرسالة – في عددها السادس 11/5/1961 – تطالعنا بخبر يقول: إن "الممثلة المصرية زوزو حمدي الحكيم وصلت إلى الكويت بدعوة من دائرة الشئون الاجتماعية لتعمل مع فرقة المسرح الكويتي التي يشرف عليها طليمات". والمقصود بعبارة (فرقة المسرح الكويتي) أي الفرقة الكويتية المزمع تكوينها، وصفة الكويتي هنا المقصود بها انتساب الفرقة إلى الدولة، وليس المقصود بها (فرقة المسرح الكويتي)، التي تأسست فيما بعد عام 1964م.
وكنا نظن أن الجريدة ستطالعنا باسم لممثلة كويتية لا مصرية. ومرّت عدة أشهر وطليمات مازال يبحث عن ممثلين، حتى صدر قرار إنشاء فرقة المسرح العربي في 10/10/1961. أي أن الفرقة تم إنشاؤها من غير وجود فعلي لها، أو لأعضائها!
ورغم ذلك لم ييأس طليمات، وظل يبحث حتى أخبرتنا جريدة الرسالة – في عدد 25 بتاريخ 19/11/1961 – بأن "الأستاذ زكي طليمات اختار الآنسة أمل جعفر الطالبة بالثانوية مذيعة في التلفزيون، ومازال الأستاذ زكي يبحث عن وجوه جديدة". وهذا الخبر يؤكد أن البحث مازال مستمراً، وربما (أمل جعفر) كانت من المتقدمين للتمثيل، فوجدها طليمات أصلح للإذاعة، أو أن طليمات كان ضمن لجنة اختيار المذيعات في ذلك الوقت.

وبعد أيام قليلة؛ نجد الصحافة الكويتية تتحدث عن فرقة التمثيل العربية، وعن ممثليها، وعن نيتها في تمثيل أول عرض لها بمسرح ثانوية الشويخ، وكأن القدر استجاب لطليمات أخيراً، وأن فرقته سترى النور. وهذه الأمور معروفة تاريخياً، ولكن المجهول لنا تماماً، هو كيف اختار طليمات أعضاء فرقته؟ ومن هم الممثلون، الذين شكلوا النواة الأولى لفرقته؟ وكيف اختبرهم وانتقاهم دون سواهم؟ وما هي خطته كي يستمروا في التمثيل؟ وما هو تصوره لتطويرهم فنياً وعلمياً؟
كل هذه الأسئلة ستجيب عنها الوثيقة التالية – موضوع المقالة – وهي تقرير مرفق بخطاب من زكي طليمات إلى الأستاذ حمد عيسى الرجيب - مدير دائرة الشئون الاجتماعية والعمل – مؤرخة في 22/11/1961، ونصها يقول:

تقرير
بشأن تشكيل فرقة التمثيل العربي

فيما يلي بيان بالخطوات التي اتخذت لاختيار أعضاء التمثيل العربي، وما انتهت إليه هذه الخطوات:-
أولاً: شكلت لجنة لاختيار أعضاء الفرقة مؤلفة من الأستاذين محمد النشمي، ومحمد همام الهاشمي، وأنا.
ثانياً: عقدت اللجنة أولى جلساتها يوم الخميس 2 نوفمبر 1961م في تمام الساعة الخامسة مساء بمركز رعاية الفنون الشعبية، وقد سبق هذا الاجتماع أن أذاعت دار الإذاعة الكويتية بياناً قصيراً تدعو فيه الشباب الكويتي من هواة المسرح إلى أن يتقدموا للانخراط في الفرقة. وكان عدد المتقدمين دون الأمل المرجو، إذ لوحظ أن هذه الإذاعات لم تحقق الغرض المقصود منها، نظراً لقلة عدد مراتها واقتضاب عباراتها، فاتخذت اللجنة خطوات أخرى وذلك عن طريق الصحف الأسبوعية والإعلانات في دور السينما والتليفزيون وقد أثمرت هذه الوسائل وتوافد شباب من مختلف المستويات للمثول أمام لجنة الاختبار فبلغ عددهم حوالي 150 مائة وخمسون.

ولو أن البيانات التي أذيعت على الجمهور، تضمنت ما يشير إلى أنه سيكون للمنتظمين نهائياً بالفرقة، مكافآت مالية، لتضاعف عدد المتقدمين.
ثالثاً: وتولت اللجنة اختبار المتقدمين لمعرفة صلاحيتهم للعمل بالفرقة العربية، وذلك في جلسات عددها عشر فيما بين 2، 23 نوفمبر 1961، وكان في الإمكان أن يقل عدد هذه الجلسات وأن تنتهي اللجنة من عملها في أقصر وقت، لو أن المتقدمين في أكثريتهم تقدموا إلى الاختبار وهم يحفظون مقطوعات يؤدونها. فكان لزاماً على اللجنة أن تمنح هؤلاء المتقدمين فرصاً متعددة للاستعداد للأختبار.

رابعاً: وقد أخذت اللجنة في الحكم على المتقدمين، بأن أعلت تعمقهم في الانفعال بما يؤدونه إلقاءً وتمثيلاً، على أسلوب الأداء نفسه، من حيث جهارة الصوت وتمحيص الحروف وسلامة النطق.
وأجرت اللجنة تقسيم المتقدمين من حيث درجة الإجادة، إلى أربعة أقسام:- جيد، فوق المتوسط، ومتوسط، ثم دون المتوسط.

فإذا عدد القسم الأول 14 بينهم 8 من الكويتيين.
وعدد القسم الثاني 17 بينهم 12 من الكويتيين.
وعدد القسم الثالث 19 بينهم 8 من الكويتيين.
وبهذا بلغ مجموعهم 49

خامساً: ثم رأت اللجنة أن تجري تصفية بين من جاءت أسماؤهم في الأقسام الثلاثة الأولى، لاختيار الأجود، وذلك بالجمع بين المستويات كلها في صعيد واحد وفي وقت واحد.
وانتهت اللجنة إلى اختيار 44 شخصاً ستقدم اللجنة بياناً بأسمائهم وبالوظائف التي يشغلونها.
سادساً: إلا أن اللجنة ترى أن لا يقتصر عدد أفراد الفرقة على هذا العدد، بل يتجاوزه إلى عدد آخر يجيء ممن يليهم في المرتبة التي حصلوا عليها عن طريق الاختبار، أو ممن عسى أن ينضم إلى الفرقة من عناصر جديدة. وذلك للأسباب الآتية:-

1 - أن تتاح فرصة التعلم والتثقف بفنون التمثيل نظراً وممارساً، لأكبر عدد من هواة المسرح، باعتبار أن التدريبات على ما ستقدمه الفرقة من مسرحيات، تؤلف دراسات في فنون المسرح، وبهذا يحقق إنشاء فرقة التمثيل العربي غرضين في آن واحد: تقديم مسرحيات رفيعة تحيّ أمجاد العروبة وتعمل على إيجاد وعي فني، ثم إحياء دراسات في فنون المسرح على نطاق لا بأس به.
2 - وجود احتياطي من الممثلين ضماناً لانتظام سير العمل وحسن المواظبة على حضور جلسات التدريب.
3 - أن يكون لكل ممثل في دوره بالمسرحية (بديل) يقوم مكانه في حالة ما إذا تخلف لسبب من الأسباب.

سابعاً: وتترك اللجنة للدائرة تقدير المكافآت المالية التي تمنحها لأعضاء الفرقة، إلا إنها توصي بأن تكون هذه المكافآت مجزية، تُرغب في الاستمرار بالعمل بالفرقة، وتتفق والجهود التي يبذلها أعضاؤها.
ثامناً: وتقترح اللجنة في هذا الصدد أن يوضع حد أدنى لهذه المكافآت، وحد أقصى، وفيما بينهما تحدد مكافأة كل عضو، تبعاً لكفايته ومبلغ حرصه على الانتظام في العمل هذا، في ترقب أن تسفر عن نجاح هذه التجربة، تجربة إنشاء مسرح عربي تتوافر فيه المقومات الفنية السليمة، ويكون منبراً لما تعالجه الأقلام العربية في شئون الحياة عن طريق فن التمثيل.

فإذا نجحت هذه التجربة النجاح النسبي الذي يتفق والحقيقة، وهي أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الكويت، إذا تم هذا أعيد تنظيم هذه الفرقة على وجه آخر، أهم ما فيه أن ينقطع أعضاء الفرقة للعمل بالمسرح، وأن يتوفروا عليه بكل وقتهم وهمهم، إذ لا يخفى أن الأعضاء المختارين بعد الاختبار، يشغلون وظائف في الدوائر المختلفة أو في مرافق أخرى لكسب العيش.
إذا تم هذا، أصبح فن التمثيل مرفقاً حيوياً للاحتراف، وبهذا يدخل المسرح الكويتي المرحلة الحاسمة في سبيل تأصيله وقيامه على الوجه الصحيح.

فإذا وافقتم على ما تقدم ذكره، فسنبدأ التدريبات الأولى على مسرحية (صقر قريش) بما بين أيدينا من العناصر المختارة، اعتباراً من يوم السبت الموافق 25 نوفمبر 1961، على أن تجري التدريبات يومياً ابتداء من الساعة الرابعة إلى الثامنة مساءً وذلك في المكان الذي تختارونه.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
[توقيع]

زكي طليمات

تحليل الوثيقة:
على الرغم من أهمية هذه الوثيقة، حيث إنها تُكشف عن الجانب الإداري المجهول وراء تشكيل فرقة المسرح العربي، بوصفها أول فرقة مسرحية حكومية كويتية، إلا أن سطوراً كثيرة في هذه الوثيقة، تحتاج منا إلى شرح وتوضيح لما اشتملت عليه من معلومات، نجملها في الملاحظات الآتية:

1 – ضمّ تشكيل لجنة اختيار ممثلي الفرقة الأستاذ (محمد النشمي)، وهو المشرف على رعاية الشباب في ذلك الوقت، إضافة إلى كونه أحد الرواد الأوائل في تاريخ المسرح الكويتي، وقائد فرقة المسرح الشعبي. وهذا يعني أن طليمات استعان به لخبرته، ليؤكد – أقواله السابقة في الصحافة – أن فرقة المسرح العربي ستكون مُكملة لفرقة المسرح الشعبي؛ تحقيقاً للهدف المنشود. ومن وجهة نظري أن طليمات استعان بالنشمي في لجنة الاختيار، لأن طليمات – بعد أن يأس في إيجاد ممثلين جُدد – توقع أن أغلب ممثلي فرقة المسرح الشعبي، سيكونون ضمن المتقدمين. وهذا الأمر ربما سيُعجل بتوقف نشاط فرقة الشعبي؛ ولكن عندما يعلم الممثلون أن النشمي ضمن لجنة الاختيار، فهذا يعني موافقته الضمنية على انتسابهم إلى فرقة المسرح العربي. أما ضمّ محمد همام الهاشمي – الخبير الاجتماعي – فربما كان لثقافته الواسعة، وعمله في مجال الترجمة والنشر، حيث كان يكتب المقالات، ويترجم الروايات، وكانت جريدة (الرسالة) الكويتية، تنشر له ترجمات عديدة، منها رواية (الابتسامات الثلاث) لتولستوي. وهذا النشاط يؤهله ليكون عضواً في لجنة اختيار ممثلين سيلقون قطعاً حوارية؛ ربما تكون مترجمة.

2 – الشعب الكويتي يميل إلى الرؤية أكثر من ميله إلى الاستماع، فعندما أذاعت الإذاعة الكويتية عن اختبار المتقدمين إلى الفرقة، لم يتقدم سوى عدد قليل؛ ولكن عندما أذاعت دور السينما هذا الإعلان تقدم مائة وخمسون! وربما يظن القارئ أن الكويت ليس بها إلا القليل من دور السينما في ذلك الوقت، والحقيقة أن العكس هو الصحيح! فالكويت كان بها أكثر من ثلاث عشرة داراً للسينما في تلك الفترة - وذلك بناءً على إعلانات جريدة (الكويتي) – عدد10 في 26/8/1961 – ومنها: الأندلس، والحمراء، والفردوس، وحولي الصيفي، والفحاحيل، وسينما نادي الحبارى، وسينما نادي الاتحاد، وسينما نادي الأحمدي، والأحمدي الصيفي، وسينما ميناء الأحمدي.

3 – حددت الوثيقة أن المتقدمين إلى لجنة الاختبار، وصل عددهم إلى 150 متقدماً، من مختلف المستويات. والمقصود هنا مستويات الإجادة في التمثيل؛ ولكننا لا نعلم هل جميعهم من الكويتيين، أم أنهم من جنسيات أخرى؟ وهل نطمع في معرفة أسمائهم؛ لنعلم من هم الهواة الأوائل، الذين رغبوا في التمثيل المسرحي في الكويت عام 1961؟ لعلنا بهذه الأسئلة نطلب المستحيل! والحقيقة أن الوثائق الفرعية تأتي بهذا المستحيل، وتجيب عن أسئلتنا، وتقول: إن المتقدمين كانوا (134) متقدماً، وذلك بناء على وثيقة تحمل عنوان (جدول عام عن جميع من تقدموا إلى لجان ابتداءً من يوم 2/11/1961 حتى يوم 27/11/1961، وما يستجد عليهم حتى تكوين فرقة المسرح العربي). والمتقدمون غير الكويتيين، كانوا من: مصر، والأردن، وسورية، ولبنان، وفلسطين. أما دول الخليج العربي، فكان منهم خلفان عبد الله الشيبة من عُمان، وأحمد عبد العزيز المكنزي من السعودية. ولعل هذين الاسمين، يجب إضافتهما إلى بدايات تاريخ المسرح العماني والسعودي، بوصفهما أول هواة تقدموا لممارسة التمثيل المسرحي.

أما المتقدمون من الكويت فهم: إبراهيم سليمان الصالح، أحمد جاسم الأنتيفي، أحمد حبيب، أحمد حسن الملا، أحمد خضر عباس، أحمد عبد العزيز الجار الله، أسد محمود حسين، أمين عبد الله خالد [أمين الحاج]، جاسم محمد حسن، جعفر علي مراد المؤمن [جعفر المؤمن]، جميل خضير، جواد بهبهاني، جواد حسن محمد، حسن يعقوب العلي، حسين علي الصالح [حسين الصالح]، حسين عبد الرحمن، حسين غلوم، خالد صالح إبراهيم النفيسي [خالد النفيسي]، خالد عبد اللطيف العبيد، خالد علي جابر، خليل إبراهيم حسن، داود سليمان داود، راشد صقر راشد، رشدان مرشد الرشدان، سعد سالم، سعد مبارك الفرج، سليمان يوسف سليمان، صلاح إبراهيم أحمد حسين، عباس عبد الرضا حسين، عبد الجبار مجيد، عبد الحسن خلفان، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الرحمن الضويحي، عبد العزيز غفران، عبد الله خريبط، عبد الله سليمان عوض، عبد الله عبد الرحمن فهد، عبد الله منصور، عبد الوهاب سلطان، عثمان خالد محي، عدنان حسين خلف، علي الدبوس، علي الملا أحمد، علي عبد الله الربعي، علي ناصر محمد البريكي، علي ناصر محمد، عيسى فهد، غانم صالح الغانم، كامل محمود قحطان، محمد جاسم مصباح، محمد سعود العون، محمد عبد العزيز المنيع، محمد عبد الله رمضان ثاني، محمد عبد الله رمضان، محمد علي العليمي، محمد علي عبد العزيز، محمد عيسى الحشاش، محمد فهد الديباس، محمود قاسم زايد، مظف المظف، معتوق أحمد، ناهي عزبي عبد الله، هزاع ملا مزعل، يس محمد، يعقوب حسين البكر، يعقوب محمد، يوسف أحمد جمعة، يوسف راشد عبد الله، يوسف عبد الله الشراح.

4 – أشار طليمات في وثيقته أن اللجنة أطالت في جلسات الاختبار؛ لأن المتقدمين في أكثريتهم لم يتقدموا وهم يحفظون مقطوعاتهم، لذلك منحت اللجنة فرصاً أخرى لهم. ومن واقع الوثائق المتعلقة بهذا الأمر، نجد زكي طليمات يعطي فرصة أخرى لإعادة اختبار (عبد الله خريبط)، عندما توسم فيه الموهبة، حيث إنه [أي خريبط] لم يكن مستعداً يوم الثلاثاء الموافق 7/11/1961، وهو اليوم المحدد لاختباره؛ لذلك كتب رئيس اللجنة بجوار اسمه في خانة الملاحظات: "أعاد قطعته بناء على طلب الأستاذ زكي طليمات". وكذلك (حسين الصالح) لم يحضر يوم اختباره الموافق 14/11/1961، وقدم قطعته في اليوم التالي. وهكذا نرى مدى صبر طليمات على أبنائه من المتقدمين ممن توسم فيهم الموهبة الفنية؛ فلو كان طليمات قاسياً متعنتاً، ما كان أعاد الاختبار لخريبط، ولم يسمح لحسين الصالح بإعادة الاختبار بعد أن امتنع عن الحضور، ولو فعل طليمات هذا ما أصبح خريبط وحسين الصالح من نجوم المسرح الكويتي فيما بعد!!

5 – لوحظ أن لجنة الاختبار، حددت معايير الحكم على المتقدم بمدى انفعاله إلقاءً وتمثيلاً من حيث جهارة الصوت وتمحيص الحروف وسلامة النطق. ومثال على ذلك - من واقع الوثائق - كتب رئيس اللجنة بجوار اسم المتقدم الأردني (محمد جاد يس عبد الفتاح): "خامة جيدة تعطي الكثير إذا نُميت. أرى أن ينضم إلى الفرقة". وفي المقابل كتب بجوار اسم المتقدم الفلسطيني (عبد الرؤوف صبحي الأشقر): "لا يُحسن القراءة، ولا يُحسن شيئاً".

6 – انتهت اللجنة من تقسيم المتقدمين من حيث درجة الإجادة، إلى أربعة أقسام:- جيد، فوق المتوسط، ومتوسط، ثم دون المتوسط. وتم قبول المستويات الثلاثة الأولى، ولا يعلم أي متقدم حتى الآن، ما هي درجة نجاحه في هذه الاختبارات، وكل ما يعلمه هو أنه مقبول في الفرقة، أو مرفوض من الانتساب إليها. ولا أظن أن أعلام المسرح الكويتي ورواده الأوائل، يعلمون حتى الآن ما هي مستوياتهم الفنية وقت اختبارهم عام 1961. والوثيقة المنشورة لم تحدد أسماءً؛ بل حددت أرقاماً فقط! وهنا تأتي أهمية الوثائق الفرعية، أو كشوف لجان الاختبار، لتذكر لنا التقديرات والمستويات وأسماء أصحابها.

فالوثيقة المنشورة هنا تقول: إن عدد القسم الأول من الحاصلين على تقدير (جيد) 14 بينهم 8 من الكويتيين. والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول إنهم تسعة، هم: حسن يعقوب العلي، جعفر مراد المؤمن، علي ناصر محمد، عبد الرحمن الضويحي، عبد الله خريبط، محمد عبد العزيز المنيع، عبد الحسين عبد الرضا، عباس عبد الرضا، خالد النفيسي. وأن عدد القسم الثاني من الحاصلين على تقدير (فوق المتوسط) 17 بينهم 12 من الكويتيين، والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول أنهم عشرة، هم: جواد بهبهاني، عبد المحسن خلفان، أحمد حبيب، علي الملا أحمد، أحمد حسن الملا، عدنان حسين خلف، أمين عبد الله خالد [أمين الحاج]، أمين عبد الله حسين، سعد مبارك الفرج، أحمد عبد العزيز الجار الله. وعدد القسم الثالث من الحاصلين على تقدير (متوسط) 19 بينهم 8 من الكويتيين؛ والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول أنهم خمسة عشر، هم: عيسى فهد، عبد الوهاب سلطان، رشدان مرشد الرشدان، جميل خضير، أحمد جاسم الأنتيفي، أسد محمود حسين، عبد الرحمن أحمد مهنا، حسين الصالح، محمود قاسم زايد، حسين غلوم، مظف المظف، غانم صالح الغانم، يوسف عبد الله الشراح، محمد عبد الله رمضان الكويتي، شابور عبد الحسين.

7 – وقع اختيار طليمات على أكثر من أربعين عنصراً؛ لتكوين أول فرقة مسرحية كويتية تحت إشراف الحكومة؛ ولكنه يأمل في المزيد .. لماذا؟ لأنه أراد أن يُشكل فريقاً مسرحياً متدرباً على فنون المسرح نظرياً وعملياً، ليحقق بهذا الفريق هدفاً جديداً من أهدافه الفنية، وهو إنشاء دراسات مسرحية لإيجاد وعي فني في المجتمع الكويتي. وهذا هو أسلوب طليمات في تخطيط الفن المسرحي في أي دولة. فقد سبق له تطبيقه في مصر، ثم في تونس، وها هو يطبقه في الكويت، كما سنرى في الحلقات القادمة.

8 – في هذه الوثيقة، نجح طليمات في تكوين نواة الفرقة الأولى من الممثلين الكويتيين، ولكنه يخشى على تجربته من الفشل؛ لأن الممثلين موظفون في الدوائر الحكومية، وأعمالهم تُمثل عقبة أمام انتظامهم في عروض الفرقة؛ لذلك يقترح على حمد الرجيب – في حالة نجاح الفرقة في أول عرض لها – أن يتفرغ الممثلون للعمل المسرحي، بعيداً عن أعمالهم الوظيفية. وهذا الإجراء يعني (الاحتراف)، كما سنرى لاحقاً. ومن واقع الوثائق المعنية بهذا الأمر، نعلم أن حسن يعقوب العلي كان يعمل في دائرة الأشغال العامة، وجعفر المؤمن في الشئون الاجتماعية، وعبد الرحمن الضويحي في دائرة الصحة، وعبد الحسين عبد الرضا في القسم الفني للمطبوعات والنشر، وخالد النفيسي في محلات النفيسي بسوق التجار، وأمين الحاج بمحل تجارة سيد إسماعيل بسوق المباركية، وسعد الفرج بدائرة الأشغال العامة، وأحمد عبد العزيز الجار الله بإدارة الجوازات، وأسد محمود بالأشغال العامة، وحسين الصالح بدائرة العدل، وغانم صالح الغانم بمحكمة الاستئناف، ويوسف عبد الله الشراح بدائرة الأيتام ... إلخ.

وتنتهي الوثيقة المنشورة بأن الفرقة الوليدة ستبدأ تدريباتها على أول مسرحية ستعرضها، وهي مسرحية (صقر قريش)، وهي موضوع مقالتنا القادمة بمشيئة الله؛ لنعرف ظروف تقديمها، ومدى نصيبها من النجاح أو الفشل، وموقف ممثلي الفرقة من الاحتراف، وذلك من خلال وثائق جديدة لم تُنشر من قبل.

المصدر: نشرت تحت عنوان (وثائق نادرة في ولادة المسرح الكويتي :
(الحلقة الأولى) تشكيل فرقة التمثيل العربي سنة 1961م) – مجلة (كواليس) الإماراتية – عدد 21 – يناير 2010 – ص(16 - 25).
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25-04-2010, 08:33 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

اقتباس:
وسيكون معي خطاب رسمي للبحث في هذا السرداب. وفي الصباح توجهت إليه بالخطاب، الذي سلمه إلى الفنان (محمد المنصور) – مدير الإدارة وقتذاك - فرحب بالأمر، ونزلت إلى السرداب مع جابر العنزي؛ لأجد أكواماً هائلة من الأوراق المتهالكة والملفات الممزقة؛ وقرأ جابر العنزي سؤالاً لم أطرحه، فأجاب من تلقاء نفسه: إن هذا الركام من نتائج الغزو العراقي على المؤسسات الحكومية، ويجب التخلص من هذا الركام.
فطلبت منه أن يبقيني في هذا السرداب ويمرّ عليّ في نهاية توقيت العمل الرسمي. فقال: كيف هذا؟! السرداب (بدروم) في باطن الأرض، ولا يوجد مكيفات ولا مراوح، ونحن في نهاية شهر يوليو!! كيف ستتحمل العمل ست ساعات، لتبحث في هذه الأكوام في هذا الجو الخانق المميت؟!
قلت له: أنا أسعد الناس بهذا. فتركني مع جنوني وانصرف.


المصيبة .. انه بهذه العقلية أضاع الناس أطناناً من الوثائق التاريخية المهمة !!
والله كارثة
فالبيوت ترمي المكتبات القديمة بعد وفاة أصحابها بالزبالة، والإدارات القديمة ترمي أراشيفها الضخمة عند الانتقال الى المباني الجديدة، حتى مكتبة وزارة التربية تتلف الكتب القديمة (بطبعاتها النادرة) ليستطيع قسم التزويد شراء الكتب الجديدة ،، عشان ما يزعل ديوان المحاسبة؟

فما هو الحل ..أخبروني؟
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29-04-2010, 07:46 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

سيد علي إسماعيل يستعرض
وثائق المسرح الكويتي

عرض الدكتور سيد علي إسماعيل مجموعة من الوثائق المتعلقة بتاريخ بعض الفنانين المسرحيين الكويتيين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش مهرجان الكويت المسرحي. وذلك للحديث عن أبرز الوثائق المسرحية الكويتية التي يمتلكها، واعتبر ان هذه الوثائق كانت تؤسس لإنشاء عدة عوامل، منها إنشاء دار الأوبرا في الكويت والكثير من المتطلبات المسرحية وأيضا كانت تهدف الى نشر الفكر المسرحي في الستينات، إضافة لإقامة أكاديمية للفنون ومكتبة عامة للمسرح والفنون والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كذلك.

وعرض الدكتور سيد علي إسماعيل عددا من الوثائق، من أبرزها اشتراك الفنانة الراحلة طيبة الفرج في المسرح العربي في عام 1963، وأيضا ما يثبت ان رئيس تحرير جريدة السياسة أحمد عبدالعزيز الجارالله الذي تقدم في 24/4/1964 ليلتحق بالمسرح وأثبتت الوثيقة أن الجارالله قد مثل مع فرقة المسرح العربي، وأيضا أحمد عبدالعزيز المكانزي وهو أول سعودي يقف على خشبة المسرح في الكويت، وذلك في الستينات، كما بين إسماعيل أن أول فرقة حكومية في الكويت كانت في تاريخ 7/11/1961 ومن بين اللجنة عبدالرحمن الضويحي، أحمد الجارالله، غانم الغانم، محمد المنيع، حسن العلي وغيرهم.

وأشار إسماعيل الى أن أول بعثة كويتية كانت للفنانة الراحلة مريم القضبان الى القاهرة في عام 1964، وكانت أكبر مكافأة للمتفوقين الأربعة هم الفنان الراحل علي المفيدي، جعفر المؤمن، وأيضا استشهد بوثيقة تثبت عقوبة للفنان الراحل خالد النفيسي عند تأخره عن إحدى البروفات، كما عرض إسماعيل الشهادات الأصلية لكل من دخيل الدخيل الذي تخرج بتقدير مقبول والفنانة مريم الصالح التي حصلت على الترتيب الثالث بتقدير جيد جدا.
واعتبر إسماعيل أن هذه الوثائق التي تدعم فكرة عمله وتعزز قيمة الوثيقة في زمنها، مشيرا إلى أنه سيقدم كتابا خاصا بذلك تحت عنوان «وثائق المسرح الكويتي بين التضليل والتضييق».


سيد علي إسماعيل يقدم إحدى الوثائق المسرحية الكويتية

جريدة الراي
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 29-04-2010, 11:17 PM
الصورة الرمزية Ebrahim
Ebrahim Ebrahim غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 242
افتراضي

اخوانى لا يوجد بالكويت حفظ جيد للتراث المسرحى همهم المسرحيات التجارية المهازل دفع اكثر ولا اهتمام لرائ الجمهور ادخل اى مسرحية تجارية باسم شركات تقول انها فنية مهازل من الديكور الى التاليف الى الممثلين الذى يتلصقون بالتمثيل ولا يوجد لهم خبرة انقذو الحركة الفنية بالكويت يا اخوان ترى العز فى المسرح ايام زمان اجر قليل وفايدة كثيرة احس من الربح الكثير وتاريخ يكتب للمسرح مهازل
شكرا
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09-06-2012, 02:24 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

وثائق المسرح الكويتي - الحلقة الثانية





وثائق المسرح الكويتي





(الحلقة الثانية)





صقر قريش .. وتنمية النشاط المسرحي





الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل





ــــــــــــــ



تمهيد :
تحدثنا في الحلقة السابقة عن وثائق تشكيل فرقة التمثيل العربي، التي عُرفت – فيما بعد - باسم (فرقة المسرح العربي)، وأنها ستبدأ تدريباتها في نوفمبر 1961م؛ لتقديم مسرحية (صقر قريش) بوصفها أول عرض مسرحي لها، مع ملاحظة أن الفرقة كانت خالية من العنصر النسائي الكويتي؛ لذلك استعان زكي طليمات بممثلتين مصريتين هما زوزو حمدي الحكيم، وجيهان رمزي؛ ولكن بعد أيام قليلة حدثت المفاجأة وتقدمت أول آنسة كويتية للانضمام إلى الفرقة، وهي (مريم الصالح) الموظفة بوزارة الصحة؛ لتصبح بهذه الخطوة الجريئة رائدة التمثيل المسرحي في الكويت خاصة وفي الخليج عامة، ثم تبعتها في الفعل نفسه الرائدة الثانية (مريم الغضبان) الموظفة أيضاً بوزارة الصحة، ثم استعانت الفرقة في تدريبات مسرحيتها الأولى بفتاتين مصريتين تعملان في وزارة الصحة كذلك، هما: فوقية إبراهيم، وهدى عبد السلام. وهكذا انتهت مشكلة توفير العنصر النسائي للفرقة، وانتظمت التدريبات التي ظلت مستمرة طوال ثلاثة أشهر.
زار المحرر الفني لجريدة الرسالة الكويتية أعضاء فرقة المسرح العربي – أثناء تدريبهم على مسرحية صقر قريش – ونشر خلاصة هذه الزيارة – التي تُعد أول مقالة صحافية منشورة عن أعضاء الفرقة - يوم 25/2/1962، فنجد خالد النفيسي يتحدث عن نفسه بأنه اشترك في فرقة المسرح الشعبي لمدة سنة، والآن يفكر في احتراف التمثيل. كما أشاد بجهود طليمات في تعليمه وتدريبه قائلاً: " إنه قدوة لنا نستمد منه الروح القوية لمتابعة خطواتنا الأولى في التمثيل على المسرح العربي". أما مريم الغضبان فتحدثت عن اشتراكها في التمثيل بعد معارضة شديدة من أهلها خصوصاً الأب، وأخيراً تمكنت من إقناعهم بأن التمثيل مهنة شريفة. أما مريم الصالح فقد تخطت جميع الصعوبات التي اعترضتها في سبيل عملها في المسرح، فهي " لا تهتم بكلام الناس وتعتبر التمثيل فناً راقياً يمكن أن يلعب دوراً هاماً في المساهمة في توجيه وتثقيف المواطنين". وتحدثت الجريدة عن سعد مبارك الفرج قائلة: " متحمس جداً للتمثيل وينسجم في الدور الذي يُسند إليه كثيراً .. ينوي احتراف هذا الفن في المستقبل .. لقى كل التشجيع من أهله، خصوصاً شقيقه المحامي خليفة مبارك".
وبقدر اهتمام الصحافة بتدريبات مسرحية صقر قريش، وظهور فرقة المسرح العربي، بقدر خوفها على مستقبل فرقة المسرح الشعبي وعروضها. فقد كتب عبد الكريم مراد كلمة في جريدة الرسالة بتاريخ 17/12/1961، أبان فيها عن حزنه الشديد لما سمعه بأن فرقة المسرح العربي لن تعرض المسرحيات الشعبية، وأن المسرح الشعبي سيكون نسياً منسياً، واختتم الكاتب كلمته بأن الجمهور ينتظر عودة محمد النشمي وصالح العجيري. وفي مقالة أخرى للجريدة نفسها بتاريخ 21/1/1962 شكك النشمي في جدوى عروض فرقة المسرح العربي قبل أن تبدأ، قائلاً: " لا أستطيع أن أتكهن بالغيب وأقول إن نجاح الأستاذ زكي طليمات محتم؛ لأن التمثيل باللغة العربية والقيام بأدوار تاريخية .. أعتقد أن لهذا الصنف من الروايات رواداً قلائل، وعدداً محدوداً من الراغبين فيه. والتمثيل باللهجة الشعبية أو بمعنى آخر باللهجة المحلية لها أثر كبير في نفوس الناس فهم لهذا يرغبون في حضور هذا النوع من التمثيليات التي تستعمل بها اللهجة المحلية ".
وفي يوم 18/3/1962 وعلى مسرح ثانوية الشويخ ارتفع الستار عن عرض مسرحية (صقر قريش)؛ بوصفه أول عرض مسرحي حكومي لفرقة المسرح العربي، وظلت هذه المسرحية تُعرض بصورة متتابعة إلى يوم 4/4/1962، وهي من تأليف محمود تيمور، ومن إخراج وتمثيل زكي طليمات، مع مجموعة من الممثلين والممثلات، هم: مريم الصالح، مريم الغضبان، زوزو حمدي الحكيم، جيهان رمزي، فوقية إبراهيم، هدى عبد السلام، عبد الله خريبط، عبد الوهاب سلطان، علي ناصر، أحمد الملا، عدنان حسين، عبد الحسين عبد الرضا، نجم عبد الكريم، داود حمد، شابو عبد الحسين، عبد الجبار مجيد، عبد الرحمن الضويحي، حسن يعقوب العلي، محمد رجب، علي الملا، عباس عبد الرضا، أسد محمود، أحمد عبد العزيز، يوسف الخطيب، محمد عبد الله رمضان، حسين الصالح، خالد النفيسي، نايف شرف الدين، إبراهيم أحمد حسين، غانم صالح الغانم، عبد الرحمن مهنا، سعد مبارك الفرج، جعفر المؤمن، أمين عبد السيد حسن، محمود نجيب أبو فرحة، بديع حسن عمران، علي جمعة، مروان جوجو، محمد شاكر عبد الله، عبد الرحيم أبو عيسى، عز الدين عبد الرحيم، عيسى فهد الغانم. ومن الطريف أن هذه المسرحية تمّ تسجيلها إذاعياً، حيث ذكرت ذلك جريدة الرسالة – عدد44 بتاريخ 8/4/1962 – ونشرت الجريدة صورة مهندسي الإذاعة الكويتية أثناء تسجيلهم عرض المسرحية.
خارج السياق :
ما ذكرته سابقاً معلومات – ربما تكون معروفة للجميع - ذكرتها فقط تمهيداً للوثيقة المنشورة في هذه الحلقة. وهناك سبب آخر، ربما يكون خارج السياق المباشر للحلقة؛ ولكنه في الوقت نفسه يحمل معلومتين تاريخيتين مهمتين: الأولى، تتعلق بأول عرض مسرحي قدمه زكي طليمات في الكويت .. وأظن القارئ يتفق معي – ومع التاريخ أيضاً – بأنه عرض مسرحية (صقر قريش) لفرقة المسرح العربي في مارس 1962م .. وهل من شك في هذا؟! سأجيب على نفسي وأقول .. نعم! هناك شك في ذلك؛ لأن أول عرض مسرحي أقامه طليمات في الكويت كان مسرحية (الوحدة الكبرى) في مارس 1958م، عرضه أثناء انعقاد الموسم الثقافي الرابع بالكويت.
أظن القارئ سيندهش عندما يقرأ هذه المعلومة .. وربما سيندهش أكثر عندما يعلم أن هذا العرض المسرحي كان عرضاً شعرياً لمسرحية شعرية كبيرة الحجم، استغرق عرضها ثلاث ساعات، وظلت تُعرض كل يوم لمدة أسبوع كامل على مسرح ثانوية الشويخ، وبذلك تُعد هذه المسرحية – ربما - أول مسرحية شعرية تُعرض في الكويت!! والغريب أن هذا العرض اشتمل على استعراض راقص قامت به طالبات المدرسة القبلية للبنات في الكويت، وكانت أول مرة يشاهد الجمهور الكويتي الرقص الشعبي الكويتي معروضاً ومنفذاً على خشبة المسرح بواسطة بنات المدارس!! أما عجيبة العجائب فتمثلت في شخصية بطلة العرض، التي جسدت شخصية (العروبة) .. فقد قامت بها سيدة مصرية كانت تعمل في دائرة الشئون الاجتماعية وقتذاك، وهي الإعلامية الكبيرة – حالياً – الأستاذة (لميس الطحاوي)، التي تُعد أول امرأة تشارك في عرض مسرحي في تاريخ الكويت.
هذه المفاجأة التاريخية اكتشفتها، عندما قرأت حواراً نشرته جريدة (الرسالة) في 4/2/1962 للإعلامية الكبيرة أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) - مقدمة برنامج (نادي الأطفال) – بوصفها أول كويتية تعمل في التلفزيون، قالت في حوارها هذا : "ومنذ مدة قدّم الأستاذ زكي طليمات وبعض الفتيات رقصة شعبية كويتية فأثار هذا العمل رضا الناس وإعجابهم". هذه العبارة زلزلت معلوماتي التاريخية! فحتى تاريخ هذا الحوار لم يمرّ عام واحد على وجود طليمات في الكويت! ومنذ وصوله رأيناه مهموماً بتكوين الفرقة، واختيار أعضائها والبحث عن العناصر النسائية .. إلخ .. فأين أقام طليمات هذه الرقصة الشعبية؟! وما مناسبتها؟ ومن أين له بالفتيات الراقصات؟ .. إلخ. وضعت احتمالاً واحداً – وكان صائباً – أن هذه الرقصة قدمها طليمات في زيارته الأولى إلى الكويت عام 1958م؛ لذلك عدت إلى دوريات هذه الفترة لأجد إشارة إلى هذا العرض منشورة في مجلة المجتمع – التي تصدرها دائرة الشئون الاجتماعية – في إبريل عام 1958م، وهناك إشارة أخرى تُشير إلى اسم الآنسة المصرية التي جسدت شخصية (العروبة)، وهي (لميس الطحاوي). وبعد جهد جهيد استطعت الحصول على رقم هاتفها – أطال الله في عمرها – فاتصلت بها اليوم الأربعاء 27/1/2010، ومن خلال حواري معها، حصلت منها على المعلومات التي ذكرتها من قبل عن العرض المسرحي الأول، الذي أقامه زكي طليمات في الكويت عام 1958م.
أما المعلومة الثانية فتتعلق بصقر الرشود وبدايته مع فرقة مسرح الخليج العربي، فالأغلب الأعم ممن كتبوا عن صقر – إن لم يكن كلهم – يجمعون على أن صقراً – مع مجموعة من الهواة - ألّف فرقة مسرحية باسم (فرقة المسرح الوطني) عام 1962م، وهذه الفرقة عرضت مسرحيته (فتحنا) - على مسرح مدرسة الصديق - في نهاية عام 1962م، وهذه الفرقة كانت النواة الأولى لتشكيل فرقة مسرح الخليج العربي، التي أُشهرت يوم 13/5/1963. ويعلق خالد سعود الزيد – في كتابه (المسرح في الكويت: مقالات ووثائق)، ص104 – على مسرحية (فتحنا)، قائلاً : "وبغض النظر عن مضمون المسرحية وأهدافها ومعالجاتها إلا أن اسمها يوحي بما يختلج في نفوس الشباب من ثورة ورغبة بالانعتاق من هيمنة النشمي وهيمنة زكي طليمات معاً. سواء أكان هذا العنوان مقصوداً أم غير مقصود فهذه حقيقة واقعة فالمعروف أن صقراً لم يكن على وفاق مع زكي طليمات حيث يعتبره مدرسة قديمة، لا تنسجم مع تطلعات الشباب ونوازعهم المسرحية ".
المعلومات السابقة تؤكد أمرين: الأول؛ أن صقر الرشود ألّف فرقة المسرح الوطني، التي مثلت مسرحيته (فتحنا) في نهاية عام 1962، أي بعد أن عرض طليمات – وأعضاء فرقة المسرح العربي - مسرحية (صقر قريش) في مارس 1962؛ أي أن فرقة المسرح العربي كانت الأسبق في العرض، ومن ثم كانت فرقة المسرح الوطني. والأمر الآخر؛ أن صقر الرشود عرض مسرحيته (فتحنا) في نهاية عام 1962، حتى يبتعد عن هيمنة طليمات على المسرح الكويتي، ويثبت له – أي لطليمات – بأن مدرسته القديمة لا جدوى منها أمام تطلعات الشباب، كما أبان لنا ذلك خالد سعود الزيد.
عزيزي القارئ .. هل أنت على استعداد لأن تقرأ خبراً يعصف بكل ما سبق ويقلب كل ما جاء فيه إلى العكس تماماً؟! هذا الخبر نشرته جريدة (الرسالة) الكويتية في عددها الثامن بتاريخ 25/5/1961، وجاء فيه الآتي : " فرقة المسرح الوطني فرقة مسرحية جديدة في الكويت تتألف من شباب يهوى التمثيل. وقد افتتحت الفرقة موسمها الفني بتقديم رواية اجتماعية تعالج مشاكل المجتمع والأسرة. نتمنى لهذه الفرقة ولأفرادها كل تقدم وازدهار". هذا الخبر يؤكد الحقائق السابقة من حيث الوجود الحقيقي والتاريخي لفرقة المسرح الوطني، وأنها تألفت في الكويت، وأنها عرضت مسرحية اجتماعية في افتتاح موسمها الفني الأول .. ولكن الغريب هو تاريخ نشر الخبر (25/5/1961)، فهذا التاريخ يثبت أن صقر الرشود ألف فرقة المسرح الوطني قبل أن يبدأ طليمات عمله في تكوين فرقة المسرح العربي!! ويثبت أن مسرحية (فتحنا) عُرضت قبل أن تتكون فرقة المسرح العربي، وقبل أن تعرض أية مسرحية!! ويثبت أن مسرحية (فتحنا) لا علاقة لها بموقف صقر من طليمات أو هيمنته؛ فأين هي هذه الهيمنة وطليمات لم يؤلف فرقة المسرح العربي بعد، ولم يعرض أية مسرحية؟! ويثبت أخيراً ضعف رأي خالد سعود الزيد بأن "صقراً لم يكن على وفاق مع زكي طليمات حيث يعتبره مدرسة قديمة، لا تنسجم مع تطلعات الشباب ونوازعهم المسرحية "، فأي وفاق وأي اتفاق، وأي مدرسة قديمة أو مدرسة جديدة .. فطليمات في مايو 1961 – وقت نشر الخبر – لم يكن له في الكويت سوى شهر وبضعة أيام، وهي فترة لا تسمح له بأن يُهيمن على شيء، ولا تسمح بظهور مدرسته، التي ظهرت بعد عرض مسرحية (صقر قريش) في مارس 1962.

تقديم للوثيقة:
قبل نشر وثيقة هذه الحلقة، يجب أن أُشير إلى أن مسرحية (صقر قريش) نالت نجاحاً كبيراً على المستوى الرسمي بقدر إخفاقها على المستوى الشعبي! وبمعنى آخر أقول: إن مسرحية (صقر قريش) نجحت نجاحاً باهراً كما خطط لها زكي طليمات، ولكنها كانت على عكس ذلك في نظر محمد النشمي وأنصاره - وهذا المعنى سيتضح جزء منه في تحليل وثيقة هذه الحلقة، وسيتضح الجزء الآخر في بقية الحلقات – وأكبر دليل على ذلك مقالة سالم عبد الباقي تحت عنوان (أضوء على مسرحية صقر قريش)، المنشورة في جريدة الرسالة بتاريخ 25/3/1962، وفيها يبين الكاتب عيوباً كثيرة في العرض. أما مقالة زكي طليمات عن العرض نفسه - المنشورة في مجلة العربي في يونية 1962 - فقد أوضح فيها أن العرض كان فتحاً فنياً لا مثيل له.
وثيقة هذه الحلقة عبارة عن مذكرة مرفوعة من زكي طليمات إلى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. والوثيقة غير مؤرخة؛ ولكن تاريخها المُرجح يقع بين إبريل ويونية 1962؛ لأنها تتحدث عن موضوعات جاءت بعد انتهاء عروض مسرحية صقر قريش في أبريل 1962، ولم يُذكر فيها عروض المسرحية التالية (فاتها القطار)، التي عُرضت في يونية 1962 بمناسبة العيد الوطني. والوثيقة عبارة عن سبع صفحات مكتوبة بخط يد زكي طليمات – وتوقيعه - في صورة مسوّدة، بها تعديلات وتصويبات طفيفة كطبيعة مسودات الأوراق الرسمية، ونصها يقول:
السيد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل


تحية طيبة وبعد،،



يسعدني أن أُضمّن ما يأتي، اقتراحات تستهدف تنمية النشاط المسرحي الذي تشرف عليه الوزارة، بتنظيمه وتوسيع مجالات العمل فيه وإحكام أهدافه، تمشياً مع خطة التنمية العامة القائمة في سائر نواحي الحياة الاجتماعية بالكويت، وبحيث يصبح هذا النشاط أداة دافعة لتطوير المجتمع وتوجيهه الوجهة الصالحة. والنشاط المسرحي الذي تشرف عليه الوزارة الآن يتألف من:
أولاً: المسرح العربي
ثانياً: المسرح الشعبي
ثالثاً: مسرح التنمية الاجتماعية
أولاً: المسرح العربي
أتت التجربة الأولى لقيام فرقة عربية تقدم نفائس المسرحيات العربية بالبيان الفصيح، بنتاج طيب، فاق نجاحه ما كان مؤملاً، وبهذا أثبتت التجربة صلاحية الأمر الذي جرت فيه، وذلك من حيث قابلية الممثل الكويتي لأن يستجيب إلى عوامل التطور والتقدم في فن الأداء التمثيلي طبقاً لقيمه وأوضاعه الفنية السليمة، ثم من حيث استجابة الجمهور إلى ما يقدمه هذا الممثل والتأثر به.
فقد قدمت مسرحية (صقر قريش) في 18 حفلة متتابعة أقبل الجمهور عليها على الوجه المشرف المعروف، وبهذا سجلت رقماً جديداً لم يكن معروفاً في النشاط المسرحي هنا. هذا على الرغم مما عليه المسرحية المذكورة من رفاعة في الأسلوب البياني، وعمق في التحليل النفسي، وتركيز في تتابع المشاهد، وجدية في معالجة الموضوع .. وكل هذا يقيم الحجة على أن بالكويت صفوة من الجمهور المثقف يستسيغ الفن الرفيع ويقبل عليه. وبهذا برر المسرح العربي أسباب إنشائه، على الرغم من:
أ - ضيق الإمكانيات.
ب - قلة عدد المتمرسين بشئون المسرح في نطاقه الكبير.
ج - حداثة شئونه الإدارية ومجريات أحواله بالعمل الإداري المألوف.
د - إن أعضاء الفرقة لم يكونوا لعمل الفرقة بكامل وقتهم وجهدهم، إذ أن جميعهم يشتغلون وظائف حكومية أو أهلية طوال النهار.
ومن هنا تأتى أن مسرحية (صقر قريش) استغرق إخراجها أكثر من ثلاثة شهور، ثم لسبب غير الأسباب السابقة، وهو أن التدريبات لم تكن تجري إلا مرة واحدة، في المساء ولمدة قصيرة دون الوقت المقرر عادة للتدريبات في الفرق العاملة، ومعلوم أن التدريبات تجري فيها بمعدل مرتين في اليوم، مرة في الصباح والأخرى في المساء. ويزيد على ما تقدم من أسباب، أن أعضاء الفرقة، وكلهم من الهواة، يواجهون لأول مرة دراسة نظرية وعملية في فنون المسرح ويتقيدون في حركاتهم وتنقلاتهم طبقاً لخطة مرسومة وليس ارتجالاً. إلا أن نشاط فرقة عاملة لا يصح أن يقتصر على إنتاج مسرحية واحدة، وإذا كان هذا مقبولاً في المحاولة الأولى لما سبق أن ذكرته من أسباب، فإنه لا يكون مقبولاً في المحاولة التالية. وتدارك هذه الحال يكون بتلافي أسبابها، وأهمها هو عدم توافر أعضاء الفرقة على عملهم لكافة وقتهم.
1 - احتراف التمثيل
ويكون بأن ينقطع للعمل بالفرقة بكل الوقت والجهد، الأشخاص الذين أثبتوا جدارة واضحة بأن يكونوا نهائياً لخدمة المسرح عن طريق الاحتراف، وقد كشفت التجربة الأولى عن وجود ما لا يقل عن خمسة عشر شاباً، عدا الممثلتين الكويتيتين، وهؤلاء يصح نقلهم إلى وزارة الشئون الاجتماعية بنفس الدرجات التي يكونون عليها في الوظائف التي يشغلونها بمختلف الوزارات. فإذا كان بينهم نفر من غير الموظفين الحكوميين، فيجري تعيينهم، أو أن تصرف لهم مكافآت مقطوعة في كل شهر. ومعلوم أن احتراف التمثيل في قطر من الأقطار ينبئ بأن المسرح يستقبل مرحلة حديثة في الإنتاج وأنه سيصبح مرفقاً ثقافياً ذا شأن.
2 - استقرار الفرقة في دار للتمثيل خاصة بها
أول أمر أن يكون للفرقة مسرح ثابت تُعرف الفرقة به ويُعرف المسرح بها، وفي هذا المسرح تنتظم أعمالها الفنية والإدارية، كما يتضمن المكان مخازن للملابس والأثاث والمهمات ومرسماً لعمل المناظر .. إلخ. ومن حيث إن الوزارة في صدد إعداد مسرحي (كيفان)، (الشامية) فإني أقترح أن يكون مسرح (كيفان) مخصصاً لمقام (فرقة المسرح العربي).
3 - التنويع فيما تقدمه الفرقة من مسرحيات
ولكي تخاطب (فرقة المسرح العربي) جميع الطبقات، وتؤثر في مختلف المستويات الذهنية والثقافية، وتماشي تباين الأذواق - وبهذا يكون إنتاجها للجميع وليس لطبقة واحدة، هذا ونحن نعيش في ديمقراطية التعليم - أرى ألا يقتصر ما تقدمه الفرقة على المسرحيات التاريخية المكتوبة باللسان الفصيح، بل تقدم أيضاً المسرحيات التي تعالج شئون الحاضر في قيمه الإنسانية العامة وفي مشاكل المجتمع العربي - والكويت من المجتمع العربي - على أن تكون مكتوبة باللهجة الكويتية .. وأن يراعى في اختيارها الخفة في المعالجة والمنهج، والنزعة إلى الفكاهة من غير افتعال، ومن غير أن تسف إلى تملق الجانب الهابط في الجمهور، ومن المعلوم أن القيمة الأساسية للمسرحية ليس في أسلوبها البياني، وإنما في صحة معالجتها وخضوعها لشروط الفن الرفيع. وفي وسعي أن أقدم نماذج من هذه المسرحيات المصرية التأليف والأسلوب، على أن تنقل إلى اللهجة الكويتية. وبهذا تحقق فرقة (المسرح العربي) هدفين في وقت واحد وهما: إعلاء البيان الفصيح مع إحياء صفحات من مفاخر التاريخ العربي، ثم رعاية الحاضر في قيمه ومشكلاته .. فلا يكون هناك تعالٍ ولا إسفاف.
4 - النظر في استقدام أخصائيين في فنون المسرح
ومن حيث إن إنتاج المسرح العربي لن يقل عن خمس مسرحيات في الموسم القادم وهو نفس العدد من المسرحيات التي تقدمه فرقة (المسرح القومي) بالقاهرة .. ومن حيث إن عدد الهيئة الفنية القائمة من المصريين لا يمكن بأية حال أن يستجيب إلى مطالب هذا الإنتاج الكبير .. ومن حيث إنه سيكون هناك مسرحان جديدان واحد (للمسرح العربي) والآخر لاستقبال الفرق التمثيلية التي ستحضر من الخارج، ولا بد أن يستكمل كل مسرح منهما طاقمه من الفنيين. ومن حيث إن إشرافي الفني والإداري سيتضاعف ويتعقد، الأمر الذي يقضي بأن يكون إلى جانبي من يساعدني. لهذا أرى استقدام نفر جديد من الأخصائيين، وقد ذكرت وظائفهم في المذكرة الخاصة بميزانية المسرح العربي.
ثانياً : المسرح الشعبي
بعد أن أصبح من التزامات (المسرح العربي) أن يقدم مسرحيات باللهجة الكويتية تخاطب جميع الطبقات، ولا سيما المتوسطة فيها وما دونها، وتخاطبهم فيما يشغلهم من شئون الحاضر، فإن مهمة (المسرح الشعبي) أصبحت غير ذي موضوع، ولا سيما أنه يوجد مسرح (التنمية الاجتماعية) ويتألف من عدة فرق تتبع المراكز الاجتماعية التي تشمل جميع أنحاء الكويت.
ثالثاً: مسرح التنمية الاجتماعية
وهو في حالته الراهنة غير مستقر على تخطيط واضح، كما تعوزه المسرحيات الجيدة، والأهداف الواضحة المعالم، وإنما هو بوضعه القائم لا يزيد عن أنه يؤلف حقلاً للنشاط الفني لجماعات من العمال ومن إليهم. هذا المسرح يجب أن يوضع له تخطيط جديد بحيث يحقق أغراضاً اجتماعية هادفة وصريحة، تستمد ماهيتها من المشكلات المحلية القائمة في أوساط العمال ومن إليهم، وتستلهم في التوجيه والتأثير، الأسس التي يقوم عليه نظام الحكم في الكويت، وتدفع التيارات الهدامة أن تعشش في البيئات المختلفة. هذا المسرح، إذا أحيط بما يعمل على تحقيق أغراضه التي أجملت ذكرها من غير تفسير، فإنه سيحل مكان المسرح الشعبي إذ يتولى توجيه أكبر قطاع في الجمهور، وهو قطاع العمال ومن إليهم.
رابعاً: إنشاء مؤسسة لفن التمثيل
ولتنفيذ التخطيط الذي يشمل ما تقدم ذكره بحيث تتعاون الجهود وتنسجم الإجراءات، أرى أن تنشئ الوزارة مؤسسة بعنوان (مؤسسة فن التمثيل)، تكون اختصاصها ما يأتي:
1 - المسرح العربي
2 - مسرح التنمية الاجتماعية
3 - إدارة مسرحي (كيفان)، (الشامية)
4 - تقديم الاقتراحات الخاصة بالفرق الأجنبية ثم تولي تنفيذها بعد موافقة الوزارة.
5 - العمل على تكوين فرقة للفلكلور الكويتي تتولى تطوير نواحيه الخاصة بالموسيقى المسرحية والإيقاع الجماعي.
6 - بحث وسائل تنمية الوعي الأدبي والفني وإقامة مباريات لتشجيع الأقلام الكويتية على الكتابة للمسرح، وبإنشاء دراسات منظمة في فنون التمثيل.
7 - اقتراح ميزانية المؤسسة في مختلف فروعها.
8 - وضع اللائحة الداخلية لكل من المسرح العربي، والتنمية الاجتماعية، وما عسى أن يضاف إليها من هيئات جديدة.
ويكون لهذه المؤسسة مشرف عام يتولى شئونها الفنية والإدارية يساعده سكرتيران عامان، أحدهما من أبناء هذا القطر ليتمرس بجميع أعمال المؤسسة ويلم بها نظرياً وعملياً.
وبعد .. فإذا وافقت سيادتك على هذا التخطيط الأولي بعد مناقشته، فإنه يشرفني أن أرفع إليك ما يتصل به من تفاصيل.


وتفضلوا بقبول وافر الشكر والاحترام،





[توقيع]





زكي طليمات



[ يـــتـــــــبــــــــع ]
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عائلة المسري ضرغام آخرى 7 26-10-2020 01:41 AM
المصري ال مصري جبلة 1 27-05-2012 12:39 PM
استفسار: عن عائلة المصري في الكويت ولد بطنها 86 الصندوق 14 27-05-2012 12:09 PM
استفسار عن : عائلة المصري في الكويت ولد بطنها 86 القسم العام 0 02-02-2010 08:25 AM
الكويت في الأرشيف المصري وغيره مسلم 1 الوثائق والبروات والعدسانيات 2 17-11-2008 08:56 PM


الساعة الآن 02:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت