راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2008, 06:15 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي المعلم ماجد سلطان آل بن فهد

-
المعلم ماجد بن سلطان بن فهد من طلائع طلبة العلم في القرن 19
درس في القاهرة ومات في السجن ودفن في البصرة


20/06/2007 - القبس

بقلم: يعقوب يوسف الإبراهيم

كان للقبول الحسن الذي لقيه ما كتبت عن كشف المجهول القابع في ردهات النسيان تشجيع في الاستمرار ومحاولة مخلصة لتكريس الهوية الكويتية وبلورتها، وفي الوقت نفسه الاعتزاز بالموروث الذي حفل بمسيرة بناة ومصلحين عجت به نخب متعددة الكفاءات. وعدت فأنجزت، أخلصت فأوفت.
إن الكتابة في هذا الشأن هي وضع الامور في نصابها منعا للخلط واللغط ونحن نغربل التاريخ بغربال منسوج بالوثيقة والمعقول، فما سقط منه تركناه وما بقي اخذناه.
فليس من العجب ان يكون مثلي من يبحث عن تاريخ قومه ويتعلم من مبادئ اجداده ويتدارس معالي همهم، وكأنني بطرفة بن العبد حين قال:
وقص الحديث على أهله
فان الوثيقة في قصه
ولا تذكر الدهر في مجلس
حديثا اذا كنت لم تحصه

عند كل هذا يتوقف المشاهد وتحوم أفكاره بين ماض وديع وحاضر سريع. ليتأرجح الحنين صوب المغيب طالبا المزيد، ليستشف ما جنى. وهو بذلك يخط علامة فارقة وحسابا جاريا بين انصرام الأمس بأحماله، وكينونة اليوم بآماله. ليبني اللاحق على ما اسسه السابق من رصيد غنماه، وهو تراكم تجارب وعبر هي الغزل في نسج الشخصية على نول التاريخ العطر، 'فالكويت واسعة الجود تعطي من طلب'.

كما ان هذا العرض يزخر بطاقات جادة اكدت ان رحم الكويت خصب لا يعرف العقم، وهي في ادوارها مثلت تحديا صارخا بالتفاصيل ناطقا بجرأة في المتغير والمنعطف من الاحوال والحوادث.
كما يبرز لمعان الوطن في ابعاده الحضارية لأنه مستودع لحكايات قديمة متجددة وحميمة. فهو لم يكن بمعزل عما حوله، ولا كان خواء او صحراء تيه بل كان زاخرا بالاحداث صانعا لها. لذلك اجتذبت الكويت ومنذ تأسيسها اهتمامات الرحالة والعلماء الدارسين لأحوالها، وفي الوقت نفسه الباحثين عن الاستقرار والثروة، في فيئها. وقد سطر بعضهم ما شاهدوه حينه لتصبح تلك المدونات شاهدا، ومصدرا مهما لا يقتضي مجرد الحفظ بل الدراسة والتحليل، وربما التصحيح والتقويم اذا دعت الضرورة وبزغت الحقيقة، والسبب ان بعض تلك الكتابات كان مصدرها، وما زال، غير قويم او ملم بما فيه الكفاية، فليس من المستغرب ان تتباين وجهات نظرهم او غايتهم مع الحقيقة في تغييب وتقزيم واختزال منجزات من صنعوا التاريخ.

ان الحديث عن الماضي هو التاريخ وادواته: الرواية والدراية، والوثائق والتحقيق، والجرأة في الطرح وتحويل غير الممكن الى ممكن، والبحث عن الغموض والكف عن الاستراحة والاسترخاء على سواحل التدجين والتلميح وتحويل النسخ الى المسخ.
ان التاريخ ليس ارقاما على التقاويم بل هو الحوادث التي حصلت قبل ذلك او بعدها، وكما وصفه فرانسوا ماري آرويه المولود في باريس عام 1694 والذي عرف بعد ذلك باسم فولتير:
'ليس سير الحروب والملوك بل مغامرات العقل وانه - التاريخ - بلا علم وفن لا يبقى منه شيء، ولن يقف على قدميه ما لم نبعد عنه اللاهوت'.
هنا المنفذ الذي يجب المروق منه الى اساس حضارة العرب التي بلغت اوج عظمتها في دولة بني العباس فأضحت اكمل سائر البلاد تمدنا ورفاهية وتربية زاهرة زاهية، والسبب كله يكمن في الاعتناء بالعلم والعلماء وارباب الفنون. ومن الخلفاء من كان معنيا بها بنفسه كالمأمون، اضافة الى مشاغله بالحكم كان مهتما بدراسة علم الفلك، وهو الذي توصل الى تحرر ميل دائرة فلك البروج على دائرة الاستواء فوجده ثلاثا وعشرين درجة وخمسا وثلاثين دقيقة.
كما اعان 'المتوكل بالله' اسطيفان بن باسيل في بداية القرن التاسع عشر الميلادي على ترجمة الكتب اليونانية ومنها كتاب 'الخصائص في الطب' لديوسفوريد.
اما ملوك الاندلس، فمنهم عبدالرحمن الناصر الذي كتب الى امبراطور القسطنطينية ان يبعث له معلمين ليدرسوا اليونانية واللاتينية الى طلبة العلم في الاندلس، فبعث له الراهب نيقولا.
حق العربي

ومن الجدير بالذكر ان ما اسلفناه من الاهتمامات بالترجمة ومعرفة لغات وامور الاولين، قد ظهر مؤخرا وتحديدا في مارس 2005 بحثا قلب المفاهيم العلمية الدارجة رأسا على عقب. فقد اكتشف باحث في معهد الآثار في جامعة لندن أن العالم العربي ابوبكر احمد بن علي بن قيس بن المختار المعروف ب 'ابن وحشية النبطي'، المولود في القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، هو من فك رموز الهيروغليفية (اللغة الفرعونية) وانه نشر اكتشافه التاريخي في كتاب نسخه عام 241ه861-م بعنوان 'شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام'، وان المستشرق النمساوي جوزيف همر، كان قد وقع على تلك المخطوطة فقام بطبعها في لندن عام 1806 بعد ان ترجمها الى الانكليزية، وهذا التاريخ هو قبل ستة عشر عاما من اعلان نجاح عالم الاثار واللغات الفرنسي فرانسوا شامبليون، الذي رافق حملة نابليون بونابرت الى مصر ،1801-1898 في قراءة 'حجر رشيد' المكتوب بالهيروغليفية. هنا يقف المتسائل، هل ان شامبليون قد قرأ ترجمة همر ونسب الانجاز التاريخي الى نفسه؟ وهل يعاد حق العربي لابن وحشية، الذي امتلكه قبل اكثر من الف سنة من محاولة الفرنسي شامبليون والمجد التليد الذي انهال عليه وتمتع به منذ عام1822؟
من هنا نفهم ان العلوم لا تنتشر الا اذا وجدت من يعينها من ولاة الامور او المتنفذين.
ولم يلبث حملة حضارة العرب طويلا، فباتوا في سبات عميق بعد سقوط بغداد الاول.
وطال عمر النوم قرونا فقصرت الحضارة وانتكست آجلا وعاجلا، ولم تصح، الا على اصوات مدافع نابليون بونابرت عام 1798م في حملته على مصر، التي امتدت ثلاثة اعوام، وانسحابها في يوليو عام 1801م حينما دكت مدافع قواتها احياء سكنية في القاهرة، مثل شبرا وبولاق وحي الحسين والجامع الأزهر الذي خرجت منه المقاومة.
شهادة الجبرتي

وكانت القاهرة المملوكية مدينة قديمة محرومة من حسن البنيان، قليلة العمران لما مر عليها من محن وفتن تقاسمها المماليك مع عامة المصريين ليختلطوا بلا حواجز وتنسيق فتجد كوخا مهدما يستند على قصر منيف، كما يتحاذى الشحاذ بالغني في صفوف الصلاة. شوارعها ضيقة متعرجة قذرة، غالبية اهلها تحت خط الفقر حياة وقوتا، ولباسا وسخا. فهي تقع على اكبر نهر في العالم وسكانها يعانون غياب النظافة وشح الماء، الذي يأتيها في قرب مهترئة على ظهور دواب هالكة. في فترة امتدت من 1688 الى 1755 حكم القاهرة 34 واليا بمعدل وال كل سنتين. وبعد 'مجزرة قصر الجوهرة' التي قضى فيها محمد علي على آخر المماليك 1805م استتبت الامور له فوجدها لا تليق بعاصمة ملكه فبدأ في عمران نهضتها.
دعونا نسمع ما حكاه 'الجبرتي في تاريخه' عام 1231ه / 1815م عن تلك الحقبة:
'ان الباشا اطلق المناداة في المدينة وندب المعماريين والمباشرين للكشف عن الدور والمساكن، فإن وجدوا بها او ببعضها خللا امروا اصحابها بهدمها وتعميرها. وفي العام التالي اصدر اوامره بكنس الشوارع ورشها وتنظيف الاسواق وإنارة الطرقات وإبقاء القناديل على ابواب المنازل، وان يخصص لكل ثلاثة حوانيت قنديل، وكان محتسب القاهرة (مدير البلدية) يتابع تنفيذ الامور بنفسه، كما ازيلت الاركام الملاصقة للنيل وزرعت اشجار وتحولت الى متنزهات'.
****
هو عبدالرحمن بن حسن الجبرتي ابوه احد كبار علماء الازهر الضليعين بالفقه والنحو والبلاغة والرياضيات والمسائل الفلكية، وإضافة الى علمه فهو كان تاجرا موسورا.
ولقب الجبرتي نسبه الى بلدة جبرت المسلمة في الحبشة.. وقد رحل اجداده الى مصر في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، وهي تقع في اقليم ساحلي على البحر الاحمر غرب ميناء زيلع، وينسبون الى اسلم بن عقيل بن أبي طالب.
ولد عبدالرحمن عام 1167 ه - 1754م، بعد كثير من الاخوة ماتوا صغارا. فنشأ تحت رعاية واهتمام والده في بيت دين وعلم، ورأى العلماء والأدباء ورجال الدولة والتجار في مجلس ابيه منذ نعومة اظافره، وكان يستمع اليهم ويأخذ من علمهم. وهكذا عرف الكثير من احوال مصر وأكمل تحصيله في حلقات العلوم في الجامع الازهر.
كان الجبرتي من المعجبين بعالم اليمن محمد مرتضى الزبيدي صاحب 'تاج العروس'، وصار من تلاميذه واشتركا في تأليف كتاب عن علماء القرن الثامن عشر وامرائه ومشاهيره. وكان باحثا ميدانيا لا يكل او يمل يجوب المساجد والمكتبات ويقرأ الاسماء المنقوشة على القبور اضافة الى الكم الكبير من الكتب واوابد الآثار ويسجل كل صغيرة وكبيرة.
ولما اجتاحت الحملة الفرنسية مصر كتب عنها بحياد عام، وسجل يومياته اولا بأول في كتابه 'مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس'، كما كتب عن المماليك بتجرد ولم تكن كتاباته مجاملة لأمير وطاعة لوزير. كما كتب عن المصاعب التي جلبها حكم 'الباش بوزوق' محمد علي، وما قام به من مصادرة الاموال وانتهاك الحرمات ووثق في ذلك كتاب 'عجائب الآثار في التراجم والاخبار'. وكان نتيجة ذلك ان تربصت العسس (اجهزة الامن) به وآذته فاغتالت ابنه سنة 1237 ه - 1822م. ففهم الجبرتي الرسالة وتوقف عن الكتابة خوفا وحزنا حتى فقد بصره ومات حزينا مقهورا سنة 1241 ه - 1825م.
وقد نشرت كتب الجبرتي لأول مرة كاملة بين عامي 1296 ه - 1879 و1307 ه - 1890.
وفي مقدمة كتابه 'عجائب الآثار في التراجم والاخبار' كتب يقول: 'اني كنت سودت اوراقا في حوادث القرن الثاني عشر المهجري وما يليه من اوائل القرن الثالث عشر الذي نحن فيه، وجمعت فيها بعض الوقائع الإجمالية وأخرى محققة تفصيلية وغالبها محن ادركناها وامور شاهدناها. واستطردت في ضمن ذلك الى سوالف سمعتها من افواه الشيوخ تلقيتها فأحببت جمع شملها وتقييد شوارعها في اوراق متسقة النظام مرتبة على الاعوام لتسهل على الطالب النبيه المراجعة ويستفيد ما يرومه من المنفعة.
قاهرتان

في عام 1824م ظهرت العربات الفرنسية تجرها الخيول المطهمة في الشوارع الواسعة هدية من فرنسا الى محمد علي، مع رسالة من وزير خارجيتها شاتوبريان، متذكرا الفترة التي قضاها فيها قبل عقدين من الزمن.
وتبدل الامر وأصبح هناك قاهرتان مصرية واوروبية، فالاولى حافظت على الوان الرمال والصحراء، وكانت الثانية تفسح لأبنية وشوارع، ووصلت المياه الى الاسكندرية في ترعة المحمودية، وبدئ بتشييد القناطر الخيرية تسهيلا للري.
ويذكر الرحالة سان جون في زيارته عام 1832: 'كانت الشوارع قذرة مقززة لكنها الآن نظيفة لافتة للنظر تكنس ثلاث مرات يوميا'.
تزامن ذلك مع الاهتمام بإرساء اسس الدولة الحديثة والاهتمام بالعلم، وكان ذلك بداية التنوير الحديث، فأرسلت البعثات الى اوروبا، وايطاليا تحديد، عام 1809، وبعدها الى فرنسا عام 1826 و1828م، وتأسست مطبعة بولاق 1820م وأنشئت المدارس والمعاهد الحديثة، وكان صاحب الدور الاكبر في تخطيط القاهرة المعاصرة المهندس علي مبارك باشا الذي اضاءها بالغاز وزودها بالمياه النقية، والصرف الصحي وبناء كوبري قصر النيل.
هكذا كانت القاهرة، اذا كنت لا تعرفها فاعرفها كما عرفها من سافر اليها وأقام فيها وربما عشقها وهام بها.


طلائع الكويتيين

بعد اقل من نصف قرن من اتجاه بعثات مصر الى اوروبا، توجهت طلائع الكويتيين لطلب العلم الى مصر. يقول الاولون ان قلوب الرعية هي دائما خزان تاريخها، وما أودع فيه تجده ولو بعد حين، حتى وان شابه الخلل، ولكن الدهر يجزي وهو الكفيل بكل ما وقع.
ولنا جلساء لا يمل حديثهم، يفيدوننا من علمهم عما مضى وهم ك 'البارقة التي تجود بمائها'.
يقولون عن انماط التعليم والثقافة في الكويت آنذاك انه كان في بدايته ولا يتعدى التحسس والتلمس للاخذ بأسباب التطور. حينها كانت الثقافة مقرونة بالخطاب الديني فقط، وان كانت هناك محاولات، فهي ظهور نفر من الشباب كانوا البراعم والبشائر الاولى للسعي الى مسيرة الانفتاح على ألوان مختلفة من الثقافة والافكار التي كانت بداياتها قد برزت في مصر، فاتجهوا اليها بعد ان كانت طموحات طلبة العلم قد درجت على تحصيله في البلدان القريبة والمجاورة.
وحينها وطئت اقدام تلك الطلائع غداة اول ضربة معول معلنة ابتداء مشروع قناة السويس عام 1859.

جاء في 'محاضرات عن المجتمع العربي في الكويت' ل 'عبدالعزيز حسين' (ص 113) اصدار الجامعة العربية 1960 القاهرة:
'ان اول بعثة رسمية اوفدت الى الخارج كانت الى مصر عام 1939، والحقيقة انها قد سبقتها بعثة الى بغداد عام 1925، لكن كثيرا ما ذهب طالبو المعرفة على نفقتهم الخاصة قبل ذلك التاريخ للدراسة في الازهر في القاهرة او الى بغداد والاحساء، التي كانت تعد في الماضي من اهم مراكز الدراسات الدينية واللغوية في الخليج'.

إن كثرة اسفار الكويتيين جعلتهم يدركون اهمية الدراسة والتخصص في المعاهد العلمية العالية، وكان الوضوح في ذلك جليا تراه في زجل 'الربان' عيسى بن عبدالوهاب القطامي صاحب 'دليل المحتار في علم البحار'، 1287 - ،1347 يقول فيه:
لو علموني هلي في مصر او بيروت
لا بدع عجايب لهم تذكر بعد ما موت

(يتبع)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة AHMAD ; 05-03-2008 الساعة 06:24 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمان (سلطان) IE جبلة 0 15-02-2010 05:01 AM
صوره لاحد شوارع الكويت1951 ولدالشامي الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 8 08-11-2009 10:23 AM
سلطان ابراهيم الكليب عنك الشخصيات الكويتية 0 14-05-2009 11:11 AM


الساعة الآن 06:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت