راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 18-08-2011, 05:03 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عبدالله راشد السيف - القبس

جاسم عباس
القبس - اليوم





في مستهل لقائنا مع عبدالله راشد السيف حدثنا عن فريج البدر الذي ولد فيه عام 1930 في منطقة القبلة فقال: هي من أحياء الكويت على البحر، موقعه موقع المتحف الوطني على شارع الخليج العربي بالقرب من مجلس الامة، من جيراننا بيت البدر الذي سمي الفريج باسمهم وبيت السيف وبيت البرجس، والتمار والمزيد والصقر، كل هذه البيوت كانت على مساحة المتحف الحالي بالإضافة الى مسجد البدر، ومن يزور المتحف يجد شهاداتنا الدراسية وانا راسب في اللغة العربية، علما بان ناظر مدرستنا كان والدي رحمه الله راشد السيف (المدرسة الاحمدية) ومازالت الدوامية الحمرة (الدائرة الحمراء) موجودة على الشهادة.

قال عبدالله السيف: في المدرسة شاهدت والدي وهو يربط احد الطلبة بالسلسلة الحديدة وطرفها مربوط بالشباك وبيده عصا يضرب بها الطالب قلت له: يا والدي ماذا فعل هذا المسكين الذي تضربه بهذه القوة؟ أجابني: انه عمل عملاً مخزياً يشرب قطوف السجاير (بقايا السجائر).
ومن معالم فريجنا بعد المدرسة ديوانية البدر المشهورة برجالاتها وروادها الذين كانوا اهل الرأي والمشورة، وفي فريجنا المجلس المعروف في التاريخ بسنة المجلس، وهذا المجلس دخل حاليا ضمن مساحة المتحف الوطني، وفي فريجنا بيت يوسف شيرين الذي اشتراه من يوسف المرزوق بمبلغ «لك» روبية تعادل مائة ألف، واشترى ارضاً من العازمي ولم اذكر اسمه بمنطقة الوطية بمبلغ مائة روبية، ولا أنسى ابنه محمد رضا اهداني سيارة فولكس واجن قال لي: أحبك يا عبدالله وايد، أيام ما احلاها.

الدراسة.. والأعمال
قال السيف: درست في المدرسة الاحمدية كان والدي رحمه الله ناظرا فيها، ووكيل المدرسة كان الاستاذ عبدالعزيز الخارجي، ومن المدرسين: خالد النصرالله، وملا عبدالله العمر، ويوسف العمر، ومحمد زكريا، ومن ثم انتقلت الى المدرسة المباركية حتى الصف الرابع الثانوي، تم اختياري لتكملة الدراسة في الكلية العسكرية في بغداد، كان معي في الدراسة العسكرية غازي الريس، وعبدالله الحامد، وعبدالله سيد رجب الرفاعي، ومحمد العرادة، وبدر العجيل، وأمير رضا، ومحمد العتيقي، ولم أكمل دراستي في انكلترا لان المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر طلب مني الانضمام للعمل بالجيش الكويتي، عملت في مكتب المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح رئيس الأمن العام، نقلت بعد ذلك الى الجيوان مقر مدرسة التدريب للأمن العام عام 1951، وتحولت بعد ذلك معسكرا للجيش، والتحقت بها مدربا، وعملت آمر انضباط لمحاسبة المخالفين، ومن ثم الى وزارة الدفاع مديرا لمكتب وزير الدفاع الذي كان المغفور له سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، وعملت مع الشيخ سالم الصباح السالم، وفي عام 1982 طلبت التقاعد برتبة عقيد.
وعن الأعمال التي مارسها قبل تخرجه قال: كنت طالبا ففتحت محلا تجاريا أخذته من والدي الذي كان يملك قيصرية بسوق الحريم، وهي عبارة عن منجرة هواية تعلمتها من الأستاذ عقاب الخطيب كان معي في المنجرة المرحوم أحمد المهنا، كنا نذهب في أيام العطل الى مدينة الأحمدي لبناء البيوت الخشبية، وانا عملت خزانة خشبية لوالدتي وسريرها وكرسي برمة ماء كل لوازم البيت من صناعتي.

احترام الجيران مقدس
وتحدث عن الجيران والعلاقات فيما بينهم أيام زمان فقال: الكل كان يتبادر الى الحسنات واشتياق الخيرات، وكانت النية هي روح الأعمال وحقيقتها، علاقات خالصة لوجه الله والتعامل مع الجيران ممدوح عند الجميع، والوفاء بهم من تمام الحب لهم في الله، واذا التقينا نشعر بالأنس الذي هو عبارة عن استبشار القلب بما نشاهده، وكان الخوف من الكبير من المحبة له، واذا كانت امرأة أو فتاة في الحي أو سكيكة غلب الحياء علينا وعدم الالتفات الى جانبها، وكان الرضا أن نتعامل مع الجيران بأعلى درجات الزهد والورع، ونقول: رضاك يا رب، واذا نزل اي بلاء تجد كلا يمد يديه، وكنا نطبق «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع»، ويكبر الجار فينا ويعظم اذا كان مسكينا أو يتيما أو مسنا الكل بجانبه، أين تلك الأيام والنفوس الطبية، وكان الاحترام للجيران مقدسا، كنا ندنك الراس (ننظر للأسفل) للاحترام، واذا أقبل الكبير الصغير يقف له اجلالا واحتراما، وللأسف تجده في الديوان رافعا رجليه، لا ندخل الديوان وفيه كبار السن، نجلس خارج الديوانية على الدجة (زلفة تكون في مدخل الباب) والصلة كانت قوية وعميقة نحب ما أحب الله ونبغض ما يبغضه، ونشعر في كل واحد منا روضة من الإيمان والتكاتف. الأخوة في الحي لا تنشأ من التكليف بل من التعريف، كنور الشمس الذي يجمع بين المبصرين، هذا كله كان امرا طبيعيا بين الجيران.

اذكار والدي
وتحدث عن الشاعر والمربي والذي ارتبط اسمه بالمدرسة الأحمدية، حيث كان ناظرا لها منذ بداية الاربعينات، هو الشاعر الكويتي راشد السيف والد عبدالله السيف فقال: في بداية حديثي عن والدي رحمه الله أذكر بعض الأبيات قالها في عام 1954 عندما هطلت الأمطار الغزيرة على الكويت وهدمت البيوت، ولجأ الأهالي الى المدارس، وللأسف هناك من حاول اقامة حفل لبعض من يريد ان يقترب اليهم. قال الشاعر راشد السيف (والدي):
«للفن جاء الواضعون يمرجل
يغلي بنار للهدى لم تشعل
ليت الرواسب لا تكون نصيبنا
ان لم نرد للعلم اصفى منهل
ان الظروف القاسيات هي التي
وأدت بروح الذل روح الأنبل
ضلوا الطريق فلا تثق بعقولهم
وكبير الجسم قد غذى بالحنظل».
كان من الشعراء في الاربعينات والخمسينات، ول.دَ، رحمه الله، عام 1900، وبعد سنة من ولادته حصلت معركة الصريف، درس عند المربي الفاضل عبدالوهاب الحنيان، وعبدالله الخلف الدحيان، ودرس علي يد الشيخ محمد العباسي والشيخ عبدالمحسن البابطين، غاص على اللؤلو في اعماق البحار، قال ابياتا في ظلمات القاع:
«اليكم سلاماً لا يحد وانكم
مدى العمر لم يبرح على البال ذكركم
سكنتم فؤادي فاستقل عن الورى
وآلى يمينا لا يميل لغيركم».
هذه القصيد كانت رداً على الشيخ احمد الخميس بعد ان تسلم منه رسالة.
اضاف ابن الشاعر ان والده كان خطيبا واماماً في مسجد الخالد علي السيف، وكان مدرساً وناظراً، ففي عام 1969 قدم طلباً للتقاعد، بدأ يهتم باشعاره، من اشعاره:
«ولكن دهري اعقب الطين بلة
بفارته الشعواء وهو عجيب
يخادعني طوراً وطوراً يصدني
بما هو اقوى ما عليه رقيب».
وكان دائما يحث الناس على الاتحاد والقوة والعودة الى الايمان بالله تعالى:
«لا تحسب الدهر جيشا انت حاشده
ما الذخر الا تواطي الشعب بالكلم
كم فرق الدهر حزباً كان منتظما
فخالف الرأي حتى كاد كالعدم
ان الوفاق عجيب في تقدمه
الى الرقي بنا في صولة الندم».
توفي، رحمه الله، فجر الاربعاء بتاريخ 1972/12/31، رحمه الله رحمة واسعة.

السيف.. ذكريات وشجون
وقال السيف: الحديث عن الاسواق له شجون وذكريات، والحديث عن السيف الذي هو ساحل البحر (التسمية عربية، وجمعها اسياف)، ولكل مكان له نشاطه الخاص. والسيف يمثله الفرضة (مرسى للسفن) محطة الابوام التي كان تنقل للكويت الاكل والشرب ومواد البناء، وكان السيف اطول الشوارع القديمة واهمها، فيه النقع والعماير لبيع مواد البناء وادوات السفن، وكان على السيف قصر السيف من اهم معالمه وديوان الحاكم الذي بناه الشيخ مبارك الصباح 1906، وجدده الشيخ سالم المبارك الصباح وكتب على مدخله عبارة «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك»، وفيه البنديره وسيف الطوب، وعلى السيف مبنى الجمارك ويليه مخفر شرطة الميناء، ونقعة الجولان، حيث ترسو عشرات الابلام المحملة بأنواع من المواد الاستهلاكية، خاصة الجولان الذي سمي السيف باسمه، وهو نبات بردي يظهر ع‍لى ضفاف النهر وعلى شكل اعواد مثلثة يتخذ علفا للحيوان يجلب من شط العرب، ومخازن الجمارك بعد هذه النقعة جهة الغرب، ثم نقعة القيم التي كانت ترسو عليها السفن القادمة من شط العرب وهي محملة بالماء العذب لبيعه إلى الاهالي والذي يحمله الحمارة والكنادرة، ومن ثم نقعة سعود وبودي والخرافي والبدر ونقعة حمد الصقر والعبدالجليل والمبارك، ونتجه غربا حتى نصل الى نقعة العثمان تليها اليسرة (ساحل صخري موقع كان النساء يتوجهن الى هذا الساحل لغسل الملابس). وقال: تلك الذكريات الجميلة والأماكن التي لا تنسى وما زالت في ذاكرتي، منها نقعة الساير والمستشفى الأميركي، وعندما نرجع شرقا أتذكر مقر الشرطة القريب من قصر السيف كان يجلس فيه الشيخ مبارك الحمد، والمدرسة الأحمدية، وكنت أشاهد أبوام الحمد.
أضاف: عشت على السيف وعملت مع ماجكي في بيع العذلة عبارة عن مجموعة من عثوق البلح والرطب تباع بالجملة جمعها «اعذل»، وجاءت الكلمة من جمع ثلاثة الى اربعة عثوق ويعزلها عن الباقي، وكنا نبيع العذلة بــ 5 روبيات، وعملي كان جمع النقود من المشترين، وأتذكر منهم الرويح والزيد وبعض الطراريح، وماجكي له مكتب بالقرب من سوق اللحم.
وتذكر بعد السيف سوق الجت وهو البرسيم الذي كان من السلع المهمة يتغذى عليه الماعز والنعاج والبقر، كان هذا البرسيم يحمل من الفرضة على السيف الى هذا السوق، وبالقرب منه محلات عباس المقامس والنقي والوزان والمحميد كانوا تجار المواد الغذائية، ومن السماكة أتذكر منهم: حمزة عباس، حجي عامر اشكناني، حجي اسماعيل الجزاف، ووالد عيسى شعيب، وبالقرب من براحة ابن بحر محل خالد الياقوت والرويح، ووالد حسن ابل كان يبيع القهوة في سوق الغربللي، ولا أنسى المطعم الذي كان يجهز أكلة عراقية مشهورة المخملة في شارع الجديد، ولا نذهب الى الأسواق الا في القليل النادر لأنها تريد الروبيات ونحن لا نملكها، وكان الوالد هو من يوفر ما يريده البيت، ومن ذكرياتي في ساحة الصفاة كان العم الغانم يضع بعض الكراسي في وقت العصر أمام معرضه ويجتمع حوله حمد الحميضي وعبدالله البحر.. الخ، وفي ساحة الصفاة يوجد الفندق العصري التابع للمرحوم يوسف شيرين بهبهاني، وهو من أقدم الفنادق في الكويت، وجنوبا توجد منطقة «رمادان» بالقرب من المرقاب، فيها سلطان الكليب أعطى والدي رحمه الله ارضا فيها فرفضها، قال له: ما تدري يا سلطان ان تحويطها بــ 15 روبية (تسويرها).

البحر والوزار
وبدأ السيف حديثه عن البحر والسباحة ببعض الكلمات، منها: أملح نسبة الى الملح ولونه غير الناصع الذي كان يترك أثرا على الجسم السابح فيه طوال الصيف، وأجلح غامق اللون يصل الى السواد من حرارة الشمس وماء البحر، وتحدث عن الوزار الذي كنا نستخدمه عوضا عن السروال، خصوصا اثناء السباحة في البحر، وكان الوزار هو السائد عند الكبار والصغار، خصوصا منه المدراسي المستورد من الهند من مدينة مدراس، والنيباري والاندونيسي، وكان البناؤون يحزمونه حول بطونهم في الدشداشة، والازار المشهور اسمه «الفوفلي» وبعض الأولاد كانوا يربطون الازار بالخيط الذي يسمى «نسعة»، وكنا نتفنن في لبس الازار في البحر وفي بعض العابنا، وهناك من يطويه على رأسه على شكل عمامه، ومازال البعض في الكويت لا يستغني عنه، واخواننا في الخليج من مسقط وعمان واليمن مازالوا مع الثوب الذي يحيط اسفل البدن وجمعه «أزر» ولا نعرف السروال ومن يلبسه نسميه مصرول أو مسرول كنا نبدل الصاد سين، والازال على ألوان متعددة،

التقاعد المبكر
قال: بعد النجارة وبناء البيوت الخشبية وبيع العذلة والعمل في الجيش حتى رتبة عقيد كان التقاعد، والسبب في التقاعد المبكر عام 1982 انه كان هناك اتفاق لأكون وكيلا مساعدا في وزارة الدفاع، هذا ما وعدت به، ولكن لا أعلم لماذا لم تتم؟ تفرغت للعمل الحر الخاص لأنني كنت من مستوردي الأدوية الطبية وأوزعها على الصيدليات حتى التقيت بالدكتور شمس فقال لي انت تستورد فتحتاج الى طبيب متخصص لتوزيعها وتسجيلها، وبعد ذلك اتفقنا على اقامة مستشفى خاص وببركة من الله تعالى قمت باستئجار بناية وكان يسمى مستشفى الحكمة، وتطورنا الى أجنحة متعددة للولادة والأطفال والمختبرات، وتم تغيير الاسم الى مستشفى الراشد، وهو يأتي ثانيا بعد مستشفى السديرواي، أي كان ترتيبنا الثاني.


في فترة شبابة



الشاعر راشد السيف



الصفاة
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-08-2011, 05:14 AM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي

مقابلة جميلة ومميزة مع العم عبدالله راشد السيف
ونتمنى من لديه معلومات عن مستشفى السديراوي لا يبخل علينا
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علي عبدالله خلف السعيد - القبس بو هيثم مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 3 16-01-2012 08:31 PM
عبدالله الهندي - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 4 20-09-2009 02:15 AM
النوخذة راشد الخلف ل‍‍ـ القبس : 70 سنة.. بس يا بحر AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 1 22-07-2009 10:14 PM
راشد عبدالله الفرحان عنك الشخصيات الكويتية 0 21-05-2009 09:18 AM
وثيقة السيد يوسف بن السيد عبدالله الرفاعي وحسين بن ملا عبدالله- القبس الأديب الوثائق والبروات والعدسانيات 0 02-02-2009 11:41 AM


الساعة الآن 08:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت